الفصل الثامن والثلاثون

4.9K 189 22
                                    

الثامن والثلاثون
————

خطا خطواته الثقيلة بالهموم اتجاه سيارته بغرض الهروب من ماضيه الذي يطارده ..لم يدرك ما السبب الذي جعله يتوقف مرة أخرى ينظر للسيارة ...شعر بداخله ان هناك امر خاطئ فضيق عينيه و شاهد إنحاء ذلك الشخص على ما يجلس بداخلها مع لمحه لحذاء رياضي أنثوية خارج السيارة يتحرك بعشوائية في محاولة للتحرر من ذلك المجهول ..شعر بريبة في الأمر حتى أقترب بعض خطوات بسيطة لتتضح له الرؤية ..وكانت تلك صدمة شلت أطرافه لثواني قليلة فأحدهما يثبتها بسلاح ابيض ويكمم فمها بيده الحرة ..ليضرب بعينه ويلاحظ وجود احدى السيارات ذات الطراز القديم سائقها ينتظر وسط الطريق يتلفت حوله بريبة مع فتح بابها منتظرا إشارة الفرار ...نطق صارخا باسمها عندما ترجم عقله بسرعة البرق انها نفس سيارتها وأنها من تتعرض للاختطاف :
-شيرااااااااااز!!!!!....
...........
قبل الحدث بلحظات
............
شعرت بخمول شديد نتيجة إرهاقها بالتدريب ومع شعورها ببرودة المكيف وصدوح الأغنية الهادئة الصادرة من المسجل شعرت اكثر بحاجتها للنعاس لتستقيم بمقعدها في وضع شبه مستقيم يزيد من راحتها ..ولكنها لم تهتم بغلق السيارة كما امرها قبل هبوطه فكل شئ آمن من حولها ولا يوجد خوف ..لقد اعتادت على مبالغته في حمايتها ....بعد دقائق انفصلت عن العالم لمدة لم تحسبها أو تدركها حتى شعرت بعدها بعودته عندما وصلها صوت فتح الباب الجانبي لها وانتظرت سماع صوته ولكن ما سمعته ارعبها وساعد على تشنجها وشللها المؤقت لقد وصلها صوتًا غريبًا يهددها مع وضع يده فوق وجهها يكمم فمها بقوة بنفس اللحظة ..انتفضت عندما لامستها تلك اليد الخشنة ذات الرائحة الكريهة لتفتح اعينها برعب وتشاهد وجهًا إجراميًا مقتربًا منها يهمس بتهديد واضح :
-لو فتحتي بؤك هشؤك نصين !!...خليكي حلوة وما أسمعش
نفسك....
تسارعت ضربات قلبها حاولت التحرك من أسفله فقامت برفع ساقيها تحاول دفعه عنها مع رعبها من وجود السلاح الأبيض ملامس لعنقها ...فتداعت الذكريات السوداء بعقلها لحظة اختطافها من قبل ...ولكنها لن تسمح لأي شخص بالنجاح لخطفها مرة أخرى ..إذا كتب عليها الموت ..لتموت وهي تقاوم خاطفها وينتهي الأمر عند تلك النقطة ..لن تستسلم مرة أخرى....شعرت بحدة السلاح تجرح عنقها فيزداد على اثرها مقاومتها مع صدوح صراخها المكتوم اسفل كفه ذات الرائحة الكريهة ...لتسمعه يلقي عليها أقذع الألفاظ النابية مع ازدياد ثورته و توعده لها تزامنا مع محاولته لحملها خارج السيارة بالقوة لتزيد هي من تشبثها بمقعدها رافضة التحرر من مقعدها ليصرخ بها :
-اخرسِ يا بنتِ (......)مافيش حد يسمعك ...المكان مقطوع مافيهوش صريخ ابن يومين...
بدأت قواها تضعف ودوار رأسها يزداد من قوة الصريخ ولكنها فجأة سمعت صوت زئير اسد مكبل يزأر بشراسة باسمها تزامنا مع تحررها في نفس اللحظة و شعورها بابتعاد جسد ذلك المجهول عنوة ..ظلت على وضعها في صدمة عالية لم تستوعب معجزة تحررها حتى رفعت نفسها برعب لتشاهد وقوف ذلك المعتدي يشهر سلاحه الابيض بوجه من امامه ..بعد تلقيه لكمة قوية سال على اثرها الدماء من انفه ...عند تلك النقطة ضُخ الدم برأسها بسرعة البرق ليزداد دوارها من قوة الصدمة ..لم يكن منقذها الا هو ..هو فقط ..مالك!!!!....تلاقت أعينهما المضطربة كأنه سمع ندائها الصامت كتمت صرختها عندما رأت ذلك المجرم يحاول طعن مالك بجانبه فيتفادها بمعجزة ..لم تستطع البقاء كما هي ..تحركت بارجل مرتعشة خارج السيارة تحاول ايجاد من يساعدهما فهاتفها قام بسرقته منها ..عندما لاحظ مالك تحركها صرخ بها بقوة آمرة :
-ادخليييييي العربية!!!! واقفلي عليكي ....
هزت رأسها باهتزاز بالرفض حاولت السيطرة على اهتزاز جسدها المهدد بالانهيار فتسمع صوت ذلك البلطجي يقول بتحذير :
-ابعد عن طريقنا ..احنا مش هنمشي الا والبت دي معانا ..من الآخر البت دخلت مزاجنا و تلزمنا ...
-ده عند امك يا روح امك ...
ضرب مالك بطنه بقدمه بقوة أخلت من توازن الآخر ليتراجع خطوتان للخلف ..وقبل ان يستوعب الضربة باغته "مالك "مرة اخرة بالهجوم عليه يوقعه ارضا مع محاولته تثبيت يده وضربها بقوة ارضا في محاولة منه الحصول على سلاحه ..ليباغت مالك مرة اخرى بركلة ببطنه أوقعته ارضا فيسرع المجرم بتثبيته ومحاولة طعنه مرة اخرى فيمنعها مالك حيث كانت وشيكة الحدوث بكتفه مع تزامنا لسماعه صراخها المتواصل باسمه تحذره باستمرار ..ظل العراك بينهما بين ضارب ومضروب حتى تمكن مالك في النهاية السيطرة عليه وإهدائه عدة لكمات متتالية بمنتصف وجهه أفقدته تركيزه..رفع يده يهديه اخر لكمة فتوقفت بنتصف الطريق الى وجه الآخر عندما وصله صوتا خشنا يحذره بالتوقف ..:
-لو خايف على الحتة بتاعتك سيبه..؟!
رفع عينه فاصطدمت عينه بعينيها الغارقة بدموعها رعبًا بجانب جسدها المنتفض المقيد تحت تلك الأيدي القذرة ....فوق عنقها سلاحه الحاد يكاد يمزق وريدها ..استقام منتفضا رعبًا عليها يسمع صوته الكريه يقول مهددا بنزق:
-هي الحلوة تخصك ولا ايه يا برنس ؟...
وقف يلهث بقوة شديدة يكاد يفقد أعصابه بل روحه وهو يشاهدها بهذا الوضع المهدد بالخطر ظل ينقل نظره بينها وبين مهددها بقلق بادي عليه يحاول طمئنتها فقال مهدئا انفعال الآخر :
-سيبها تروح لحالها ..وكلمني أنا راجل لراجل...
-ههههاي ..اسيبها؟!...بصراحة احنا كنا جايين نقلب العربية ونخلع بس انت بقى اللي وقفت في سكتنا والحتة دي تلزمنا ومش هنمشي الا بيها ...فبلاش تقف في سكتنا بدل ما تروح لامك على حتتين....
اراد مالك خلق اي حديث يطيل به المدة بينهما يمنعه من التحرك بها حتى قال بابتسامة ماكرة:
-وليه نختلف ؟!انت اخذت اللي عايزه خد صاحبك اللي مرمي ده وأنفذ بجلدك قبل ما البوليس يجي ...
ضيق الآخر عينيه بريبة وصدرت منه إلتفاته ارضا يشاهد تلوي شريكة بألم ..فقال بريبة :
-وايه اللي يضمني انك ما تجيش ورانا؟!...
..........
داخل الشركة
..........
أطفأ حازم سيجارته بعصبية ينظر بذلك المراقب له بحدة :
-أنا تعبت يا رأفت ..وجه الوقت اننا نوقف اللي بنعمله ..ما بقتش قادر اكمل ....كل يوم الخطر بيزيد حوليا ..وبقيت مرعوب عليها يجرالها حاجة ...
هز "رأفت "رأسه بالرفض غير موافقا على حديثه يخبره :
-حازم !!..إحساسك ده عشان انت كل يوم بيعدي عليك بتحبها اكتر من الاول ..فطبيعي خوفك يزيد..ما تقنعنيش ان بعد اللي وصلناله عايز ترجع واحنا خلاص قربنا نوصل للي عايزينه..
قطع حديثهم اندفاع نورهان داخل الحجرة بدون الطرق لتقول برعب ظاهر :
-مستر مالك بيتخانق مع بلطجية بره.....
..................
خارج الشركة
.........
نظر مالك بعينيها يحاول بث الأمان بنفسها يطمئنها انه لن يتخل عنها حتى لو ضحى بنفسه من اجلها ..بادلته النظر برعب تترجاه الا يتركها فريسة لهما ..تمنت في تلك اللحظة وجود حارسها الخاص ..او حازم ...تسألت لما اطال غيبته عنها ؟..لما لم يشعر بمحنتها ليأتي وينقذها؟!...كما يفعل دوما .....
رفع مالك يده امام وجهه يهدئ ذلك الثائر يكمل:
-فكر كويس في كلامي ..خد اللي سرقته وسيبها ...
لحظة واحدة وسمعوا دوي إطلاق نار يليها سقوطها مع معتديها ارضا مع صراخها المتواصل الذي يدل على دخولها نوبة انهيار بعد ثباتها ووضعها ليدها فوق رأسها بانهيار ...مع تألم الآخر من كتفه نتيجة إصابته بطلق ناري ..انتفض "مالك "لسقوطهما ليكتشف خروج حازم مندفعا من مدخل الشركة مشهرًا سلاحه الناري المرخص ومعه العديد من الموظفين منهم نورهان التي جرت اتجاهه تطمئن عليه ..ولكنه اندفع اتجاه تلك المنهارة على عقبيه كما اندفع حازم الذي فشل في السيطرة على صراخها وانتفاض جسدها بين يديه ..صرخ بوجه حازم :
-انت مجنون ....ازاي تضرب نار!!!
...افرض كانت اتصابت ؟!.....
نظر له حازم بحدة لم يمكنه الوقت ليقارعه فيكفيه تلك المنهارة بين يده يحاول تثبيت جسدها ارضا يأمرها بقوة :
-اهددددي...ما فيش حد هيأذيكي ..اهددي!!..
ظلت تضربه بقبضتها بقوة مع استمرارها بالصراخ انهيارًا فسمع مالك يقول بصرامة :
-لازم تروح المستشفى ..في جرح في رقبتها ...
احتضنها حازم ارضا يهمس باذنها انها بأمان مع دفن رأسها بصدره حتى هدأت نوبة صراخها تدريجيا مع وجود بعض التشنجات ليجد نورهان تمد لهما قارورة مياة تقول:
-شربوها ماية ..عشان تهدى...
قال ثروت برسمية :
-أنا اتصلت بالبوليس...وهما على وصول ...وكل واحد على شغله ..
ظل يصرف باقي الموظفين بالشركة للعودة للداخل ...
سأل "رأفت "حازم سؤال متواري:
-حازم باشا ..نبلغ الراجل بتاعنا؟!...
هز حازم رأسه بالموافقة بصمت فحالته الان وهي بين احضانه ورجوعها لنقطة الصفر زادت من ضيقه وخوفه ..سمع "مالك "يقول بحدة :
-بقولك في جرح في رقبتها انت ما بتفهمش..؟
اجفل حازم من كلمته لينظر له بحدة يجيبه :
-أنا ادرى باللي تحتاجه مراتي ...يا مالك ..
سمع همس صوتها البعيد باسمه تحارب فقدان وعيها مع ازدياد ارتعاش جسدها بطريقة ملحوظة وتعرقها ...ابعدها عنه ينظر لوجهها الأبيض الفاقد للحياة فنادى عليها بلوعة :
-شيراز!!!..شيراز فوقي ...شيراز...حبيبتي ....
اقترب "مالك "منه يمسكه من تلابيبه بعنف يصرخ بقوة اكبر :
-مش هترد عليك !!!هتموت يا متخلف ..جالها نوبة سكر ....لازم تروح المستشفى حالًا ...!!!!
انتفض حازم لحديثه كالمغيب المرتعب لفقدها فقام بحملها بين ذراعيها يصرخ :
-حد يفتح باب العربية بسرعة ...
حاول "مالك "مساعدته في حملها ولكن نظرة تحذيرية من حازم أطلقت الحمم البركانية بصدره ..جاء اليوم الذي حرّم عليه لمسها ؟!...
عند قيام حازم بوضعها داخل السيارة
سمع كل الموجودين صرخة صادرة من مالك يليها ضربة من رأسه لرأس من أمامه أسقطته ارضا مرة اخرى .. التفت على اثر الصوت كلًا من "حازم "و "رأفت " بذهول ليجدا "مالك "واقفا خلف حازم كالدرع متلقيا طعنة بكف يده كانت في طريقها لظهر "حازم .."تودي بحياته ...جحظت اعين حازم غير مستوعب ما فعله مالك من اجله لقد كان طعنه وشيكا ....فادرك نفسه بسرعة يأمره :
-اركب بسرعة ..ايدك بتنزف .....
قام بالصعود بجوارها وترك مقعد القيادة لصديقه "رأفت "ليجلس بجواره مالك ...الذي لم يهدأ ثانية وهو يرى انعكاس صورتها الشاحبة غائبة عن وعيها بين احضان ....زوجها!!!!..
................
وقف الطبيب يمرر نظره بين هؤلاء المعاتيه من الراجل بريبة واضحة ..من الواضح ان ما يحدث له منذ الصباح نتيجة واضحة لدعوات زوجته عليه الغاضبة اثناء خروجه لعمله بالمشفى حتى ينتهي يومه بمقابلة هؤلاء ...ضبط من وضعية نظارته الطبية مرة اخرى بملل يسأل للمرة الثانية :
-مين من حضراتكم اللي عارف تاريخ الحالة المرضي ..
نطق كلاهما في نفس اللحظة بصوت واحد :
-أنا!!!!!..
رمق "حازم" "مالك "نظرة حارقة ليبادله مالك نظرة تحدي واضحة مع رفع حاجبه بتحدي ..سمعها مرة اخري الطبيب يسأل ملل :
-طيب مين فيكم جوزها ؟!...
اسرع حازم بالإيجابية كالتلميذ المنتظر الجائزة :
-أنا جوزها ....!!!
-وانا كنت جوزها !!!!....
امال مالك رأسه بتحدي لحازم ...فزفر الطبيب بضيق منهما هيئتها تدل علي عقلانيتهما ولكن تصرفاتهما كالقط والفأر كأنه بروضة أطفال ..فقال بعملية صارمة:
-حد فيكم يبلغني الحالة بتعاني من اي أمراض مزمنة ...
اجابه حازم بسرعة :
-هي مريضة سكر ...
اكمل مالك جملته يزيد من ضيقه :
-مرتفع ..سكرها مرتفع!!
جز حازم علي اسنانه مهددا بحرق كل شئ من حوله فسأل الطبيب مرة اخرى بعجالة :
-اتعرضت لغيبوبة قبل كده ؟....
صمت حازم يفكر فهو لا يتذكر انها تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل ..فقال بتردد :
-لا ما حصلش لها غيبوبة سكر ....
-لا ...حصلها !!!!!
كلمتان من "مالك" جعلت حازم يضيق عينيه بتركيز لحديثه وقبل ان تأخذه دوامة تفكيره وصراعه كيف علم بمثل تلك المعلومة ومتى حدثت ؟!...اكمل مالك بكبرياء رجل و واثق من نفسه :
-من ٨ سنين تقريبا ...حصلها ....حصلها غيبوبة سكر ......
تهرب "مالك. "من نظرات "حازم"الفضولية ..فعينيه ينطلق منها الكثير من الأسئلة يتتوّق لإجابة تريحه من دوامة أسئلته ..كيف عرف بتلك المعلومة الخاصة بها من ٨سنوات ؟!....هل كان يعرفها ؟!...لما لم يسأل نفسه ذلك السؤال من قبل ؟!...عندما لاحظ تمسك مالك بها ورفضه لطلاقها ..كان هذا التمسك ليس تمسك كواجب الحماية كما ظن ..بل تمسك نابع من عاشق رافض نزعها من قلبه قبل حياته....
.......
جالسه بملابسها البيتية المريحة أرضا رافعة شعرها في عقدة عشوائية أمام شاشة التلفاز وحولها الكثير من القطع الصغيرة التي تخصه ..لقد فقدت الأمل في ترتيب تلك البقعة والبقاء على نظافتها لفترة قصيرة ...مدت يدها بملعقة الطعام اتجاه فمه الصغير تشجعه بود طفولي :
-يلا يا روحي ..يلا كمان واحدة كمان ...لازم نخلص الأكل ده كله كله ...عشان نكبر ....
هز حمزة رأسه باعتراض مع غلق فمه بعند فاقتربت منه تلمس خصلات شعره الناعمة الذي ورثها من ابيه :
-الولاد الحلوين يسمعوا كلام ماما ..ويأكلوا الأكل كله ..انت عايز" ميكي "يجي يأكل الأكل ...
تجاهلها حمزة مرة أخرى واستمر بالعبث بألعابه الخاصة ...زفرت أمينة بقوة من عنده الموروث من ابيه فقامت بوضع صحنه الخاص فوق الطاولة وجذبته باحضانها تدفن انفها بشعره تشتم رائحته العبقة مغمضة عينيها باستمتاع ..تراودها الكثير من الأفكار السوداء عن نزعه من أحضانها وحرمانها منه ..كثيرة تظل تبكي بفراشها حتى الصباح عندما تهاجمها تلك الأفكار التي تفتك بروحها ...لقد بحثت كثيرا عن حالته بشبكة الإنترنت حتى تستطع التواصل معه كطفل له حالة خاصة غير من في سنه ...شعرت بكفه الصغير يربت بخفة فوق ظهرها فتزيد من ضمه لها بتأثر تغرقه قبلات لا منتهية همست باذنه تتمنى ان يفهمها :
-أنا بحبك اوي يا حمزة ..اوعى فيوم تسيب ماما ...أنا هفضل امك اللي بتحبك طول عمرك ..
أهدته قبلة عميقة فوق وجنته لتجد ابتسامة شقت وجهه الصغير بصمت لتخرج من بين شفاه الصغيرة ببطء:
-مما ما..ما...مماما!!...
دمعت اعينها بتأثر من محاولته الصغيرة في ندائها كما تحاول تعليمه باستمرار ..تجهل كيف ألقت به امه خلف ظهرها ..لتستمر قدمًا بحياته ..وكيف خططت لقتله والتخلص منه قبل اكتماله في رحمها ؟!...
دخلت عليها "نادية" زوجة حارس العمارة التي احيانا تستعين بها عندما يتراكم عليها الأعمال تقول وهي تجفف يدها من المياة بمنشفة المطبخ :
-أنا غسلت المواعين ونضفت لك المطبخ وبقى فلة ..تأمري بحاجة تاني يا ام حمزة ...
ابتسمت امينة على ذلك اللقب الذي تُنادى به فجميعهم يجهلون حقيقة وضعها ..سمعا كلاهما رنين الباب استقامت من جلستها أرضا تطلب منها فتح الباب :
-افتحي الباب ..تلاقيه أبو حمزة ..لحد ما اجيب لك حساب الحاجة اللي اشتريتيها ......
تحركت كلا منهما في اتجاه مخالف للأخرى ..حيث توجهت "امينة "داخل حجرة نوم "مالك "تجلب بعض الأموال من الجارور كما أمرها مالك بصرامة بالا تنفق من مالها الخاص ..على المنزل ...
خرجت باتجاه غرفة المعيشة حيث مكان "حمزة" ..تقول بمشاكسة :
-جيت بدري يعني من ال.......
توقفت كلماتها على أطراف شفتيها عندما اصطدمت بعينين تحفظهما عن ظهر قلب ..نطقت من بين شفتيها باسمه غير مصدقة وجوده في تلك اللحظة :
-فزاع!!!
كان واقفا بمنتصف الغرفة رافضًا دعوة تلك السيدة للجلوس ..فبعد دخوله علم من تلك المرأة عدم وجود مالك بالمنزل حتى اصابه التوتر والإحراج وقبل الاعتذار للخروج زاد توتره عندما خرجت أمامه بتلك الهيئة التي طالما ولازال يحلم بها بنفس الهيئة ..رغم علمه انه يرتكب خطأ جسيم بالتفكير بها وهي بمثابة زوجة أخيه الان ...
......
جلس امامها ينظر ارضا لقدميه فمنذ خروجها وتلاقي اعينهما المعاتبة ومحاولته للاعتذار والخروج من منزل ..ليتفاجأ بإصرارها لعدم الخروج بعد ان طلبت من تلك السيدة التي تدعى نادية بالبقاء معها حتى عودة زوجها من العمل ...
قالت امينة بصوت خاوي :
-الشاي برد ..أنا هروح اعمل غيره و اتصل بمالك ...
وقف فزاع بإحراج منتفضا يقول معتذرا :
-أنا ..همشي واجي وقت تاني ..يكون فتح تليفونه حتى...
-لا تمشي فين ؟!...اقصد يعني شكل في حاجة مهمة اللي تخليك تيجي مخصوص البيت ..
عضت على لسانها توبخ نفسها على اندفاعها فهربت من امامه تقول :
-هجيب شاي غير اللي برد لحد ما "مالك "يرد ...
.....
بعد ساعة
—-
جلست تفرك يديها بتوتر واضح بسبب إغلاق هاتفه وتأخر موعد عودته من عمله ظلت الأفكار تإخذها يمينًا ويسارًا فذلك ليس من عادته فسمعت صوت فزاع يسألها بتردد:
-سعيدة مع مالك ؟!...
انتبهت لذلك السؤال الذي يحمل الكثير من المعاني ..رفعت انفها بكبرياء زائف :
-ايه اللي هيخليني مش سعيدة ؟....ربنا عوضني بزوج مثالي وابن كنت بتمناه من الدنيا ...
اخفض رأسه يهمس بحسرة :
-ربنا يوفقك ...مالك وانتِ تستاهلوا كل خير ....
ارادت تغير مسار الحديث فقال ببرود:
-مبروك على الشركة ..معلش جت متأخرة ...
-الله يبارك فيكِ ..هي شركة صغيرة على قدنا بس عندي امل انها تكبر ....
هزت رأسها برتابة :
-بس فكرة كويسة انكم تعملوا الشركة دي بدل ما تبيعوا المحصول لشركات تصدره ..انتو أولى بمحصولكم ...بس انت يعني ..مش إرهاق رايح جاي من البلد كده عشان الشركة ...
ابتسم ابتسامة مغتصبة فيريح فضولها :
-أنا مأجر شقة صغيرة جنب الشركة وآخر كل اسبوع برجع البلد عشان الحاج حافظ ..
رفعت ساعة معصمها تنظر للوقت بضيق حيث زاد تأخره من توترها لتقول :
-أنا بدأت اقلق ..."مالك" مش متعود يتأخر كده ...عمره ما عملها ....اكيد في حاجة..
-طيب معاكِ رقم شركته نتصل بيها ....
ظهر التوتر بادي عليها بطريقة لم يعتادها منها ..فشرد للحظة يفكر بانها زوجته ويحق لها القلق على زوجها الغائب....سمعا كلاهما صوت باب الشقة يفتح ويظهر من خلفه بإرهاق ظاهر فوقف في استعداد منه لاستقباله ليجدها تفر من امامه اتجاهه ثم تصدر منها صرخة مكتومة قصيرة :
-ايه ده ؟...اللي حصل ؟!..رد عليا ايه اللي حصل في ايدك يا مالك ؟...انت كويس؟!...
-يا بنتي سيبيني اخد نفسي ..مافيش حاجة حصلت ده جرح صغير ...
رفع عينه ليجد فزاع واقفا بتوتر يهرب بعيونه بإحراج يقول :
-حمدلله علي السلامة ...احم ..كنت جيت لك في حاجات عايز اخد رأيك فيها ...وحاولت اتصل بيك كتير تليفونك مقفول ...
هز رأسه مع استمرار رمقه نظرات خالية من المشاعر ثم قال بصوت خاوي :
-شرفتنا...في بيتنا المتواضع ....
........
وقفت خلفه تراقب ملامح وجهه المتجهم تحاول استنتاج ما يدور في عقله في تلك اللحظة الحرجة كان عليها ترك له مساحته الخاصة بحجرته ولكن انها اضطرت لملاحقته لغرفته الخاصة بسبب وجود فزاع بالخارج وحتى لا تثير الشكوك حول علاقتهما ...رأته يتحرك يتناول بعض الأقراص المسكنة حتى تسكن ألم كفه المتزايد ..قالت وهي تفرك كفها :
-مالك !!..هتفضل ساكت كده ؟!...مش هتقولي ايه اللي حصل لايدك ..
التفت اليها باهتمام لحديثها يجيبها بإرهاق :
-حكاية طويلة وغريبة يا امينة هبقى احكي لك ..بس مافيش داعي للقلق ده كله ...
ضيق عينيه يتفحص توترها المبالغ فيه فأمال رأسه يدقق بها لقد تعجب من قلقها الغريب ليسألها بمشاكسة :
-انت متأكدة انك قلقانة عليا أنا بردو يا امينة؟!...
-ايه ؟!..لا ...اه ..طبعًا اكيد قلقانة عليك مش ابن خالتي ...وو.....ووو...
ضبط وضعية رأسه يسألوه وجهه ابتسامة :
-بتوأوأي ليه...ما احنا كنا ماشين كويس ...
أشاحت بوجهها بضيق من إحراجها تقول :
-يوووه يا مالك ...بلاش أسلوب التحقيق ده ...يلا عشان تشوفه عايز ايه ؟..مستنيك من بدري شكل في موضوع مهم...
زم شفتيه يفكر بزيف :
-ممم ...مستنيني من بدري..وانتِ كنتِ فين وهو مستنيني يا ست امينة ...
-تقصد ايه ؟!...
خرج سؤالها مندفعا لتحاول التبرير فتكمل :
-اقسم لك يا مالك ان "نادية "مرات البواب هي اللي دخلته وأنا لو كنت فتحت كنت عرفته انك مش موجود ...
-وإما اكتشفتِ وجوده ليه ما طلبتي منه يمشي لحد ما ارجع ؟!......
هربت بعينيها عن حيز مراقبته تهمس بعذاب:
-الحقيقة هو طلب يمشي لما عرف انك مش هنا ..بس أنا طلبت منه ينتظرك وخليت نادية تكون في الشقة معايا ....
هز رأسه بتفهم يرفع وجهها ينظر لعينيها بتعاطف واضح ...يقر بلهجة لا تقبل المناقشة:
-أنتِ لسه بتحبي فزاع يا امينة ..وما تحوليش تنكري دا ..لان حبه باين في عينك للأعمى...
.................
جالس يراقب حركة كف مالك التي تمسح فوق كتفها صعودًا وهبوطًا بحنان
حاول رفع عينه المراقبة بعيدًا عنهما ولكن غيرته وضيقه أجبراه على التدقيق في كل تصرف صادر من مالك لها ..لتزداد درجة اشتعاله درجات ...مع احتضانها للصغير النائم باحضانها ..سمع مالك يقول برسمية :
-شوف يا فزاع انت متابع احوال ارضك وارضنا من زمان فما دام هتدفع للحاج المبلغ اللي كان بيبيع بيه للتجار فما فيش مشكلة الارض والمحصول تحت امر شركتك ودام الحاج حافظ وافق يبقى ما فيش كلمة بعد كلمته ...
هز رأسه بتفهم لحديثه وظل يفكر كيف يفاتحه بالأمر الذي جاء خصيصا بسببه..فقال مترددًا :
-في موضوع تاني كنت عايزة أبلغك بيه ..بس اوعدني انك ما تبلغش الحاج حافظ لانه محلفني...
سحب ذراعه الذي كان يحيطها به اثناء جلوسه متعمدا امامه حتى يقرأ شئ ما اراد معرفته ...ليسأله بدوره باهتمام:
-موضوع ايه ؟..خير !!!
مرر عينيه بينهما ولاحظ القلق الذي ظهر عليهما سويا فأجابه بحرص:
-الحاج حافظ بقاله شهر راقد في السرير !!!
..............
أراح كوب الحليب الفارغ فوق الطاولة الصغيرة وإلتفت يجلس جوارها فوق الفراش واضعًا فوق ساقه حاسوبها الشخصي .قال بدون النظر اليها :
-احسن دلوقت؟...
ضبطت وضعية الغطاء عليها تجيبه بامتنان:
-الحمد لله احسن كتير ...دلوقت ..الحمام السخن فرق معايا ...
ظل يقلب بحاسوبها مع استمرار مراقبتها له فارادت لفت انتباهه لها :
-خفت عليا يا حازم ؟...
نظر إليها من فوق نظارته المستطيلة يراقب وجهها بتمعن حتى قال بصوته الأجش :
-في حد ما يقلقش على مراته بردو ؟!..اكيد خفت عليكي ،..مع انّ اتعودت على الرعب اللي بتسببيه بتهورك ...بس اعمل ايه ؟...قدري...
هربت من تفحصه للنظر للفراغ امامها فاستغل ذلك وعاد مرة اخرى يتصفح حاسوبها ....ترى ما يشغله عنها ؟..ولما تشعر بتغيره منذ تركهما للمشفى ؟...ولما يحمل جهازها ؟..
فاقتربت منه تسرق المسافة بينهما تطلع عما يشغله حتى عقدت حاجبها بتعجب واضح تسأله بسذاجة:
-انت فاتح الاكونت بتاعي ليه ؟...أنا كنت فاكراك بتشتغل...
ابتسم بهدوء ينظر له من علو وقام باحتضانها بذراعه الذي بجوارها يقول :
-فاكرة اما سألتيني زمان أنا عرفتك ازاي ..وانتِ عند الجعافرة ...
هزت رأسها بسرعة فازدادت ابتسامتها ونامت فوق صدره تحتضنه تقول براحة:
-فاكرة ...قولت لي انك لقيت صوري اللي كنت نشرتها علي البيدچ ..وساعتها عرفت شكلي ....وأما خبط فيك وقعت الشاي شكيت فيا ...هههههه
سألها بغيظ مزيف:
-بتضحكي؟!...
-الصراحة اه ..انت ما تعرفش الرعب اللي سببته لي الفترة دي ..وكمان أما كلمتني إيطالي هههه.ما كنتش اعرف ان نصيبي هيكون معاك في النهاية....
سألها باختصار وهو يحاول السيطرة علي فضوله يريد اخماد شكوكه :
-ويا ترى مبسوطة ولا كنت تتمني غير كده؟!..
سؤاله أشعرها بالارتباك للحظات وهذا الارتباك وصله بوضح رغم سرعة إجابتها له تقول:
-اكيد مبسوطة ..وما اتمناش اكتر من كده...صمت للحظات فاكملت بقلق:
-العرض بتاعي الأسبوع ده ..هتيجي يا حازم ؟..ولا هتعتذر!!!
نظر لها وهي بأحضانه تنعم باحتوائه لها وأجابها بحنان:
-بالذمة ينفع افوت يوم زي ده ..ده أنا مستنيه من سنين ...اشوفك وانتِ على خشبة المسرح ...
احتضنته بشدة كانت في حاجة ملحة ان يطمئنها ولا يخذلها ..شردت في سنوات مضت عندما خذلها من احبت وأهمل اهم يوم في حياتها عندما كانت مراهقة صغيرة لا تدرك ما تخفيه الأيام ....
ظلت تفكر عما حدث اليوم من احداث متداخله ..هل بالفعل كان موجودا بنفس المكان لينقذها ؟ام انها كانت تهذي بسبب قوة الموقف عليها لتتخيل وجوده؟خافت ان تسأل حازم عن الامر وعما حدث ...انتبهت لتشنج جسده وصمته الغريب ..رفعت نظرها له فشاهدت جانب وجهه المتجهم وتحرك حنجرته مع ثبات عينيه على شاشة حاسوبها بتركيز غريب..ليصدح صوته القاسي بسؤال لم تتوقعه في حياتها ولم تتمنى ان تسمعه منه :
-أنتِ تعرفي مالك بن حافظ من امتى؟.....
رفعت عينيها تنظر لتلك الصورة التي تملأ الشاشة و التي يظهر فيها مالك بوضوح واقفا بشموخه واضعًا يديه بجيب سرواله بجوارها وهي تحتضن هديته الأولى بسعادة تنظر اليه بوله وعشق مراهقة لم تر من الرجولة الا هو ..تلك الصورة التي تناستها منذ سنين كانت تضعها مع بعض الصور الأخرى في ملف مغلق بصفحتها الخاصة ..وها هو استطاع الوصول اليها من جهازها الخاص ...رفعت نظرها له بارتباك فتقابلها عيونه القاسية التي تلقي عليها الاتهامات الخفية...عندما كان بالمشفى ضرب عقله الكثير من الأسئلة والشكوك حول معرفة مالك لشيراز ..هل معرفته بها بدأت من وجودها ببيته ؟..ولكن حديثه يدل على معرفته معرفة سابقة لها
فيسألها مرة اخرى بقوة:
-يعني فعلا كان يعرفك من قبل ما تيجي لبيت الجعافرة ..كان يعرفك يا شيراز ؟!....ليه ما عرفتنيش...ليه خبيتي عليا؟!.
ابتعدت عن احضانه خوفًا من ثورته تجيبه باضطراب:
-انت ما سألتش عشان اجاوب ..وكمان موضوع مالك انتهى من زمان ..ياريت نقفله......
صرخ بها يضرب الحاسوب بيده يطيح به فوق الفراش :
-ما انتهاش ياشيراز ...ما انتهاش....ولازم اعرف كل حاجة ..كل حاجة ..وإزاي كنتِ تعرفيه من قبل وصولك البلد؟!....
...............
حبس نفسه بحجرتها الرياضية اكثر من ساعتين لا تعلم ماذا يفعل بداخلها ..؟.لا يصلها الا صوت ضربات عنيفة من داخلها ...بعد ان اعترفت له عن علاقتها السابقة به ..زاد تجهم وجهه من الصدمة لينسحب بغضب لتلك الغرفة الخاصة مانعا إياها بالاقتراب منه في تلك اللحظة الغاضبة ...شجعت حالها في فتح جزء صغير من الباب لتجده يوجه لكمات متتالية بغضب لكيس الرمل امامه ..كانت اول مرة تشاهده على مثل هذه الهيئة بملامح وجهه الشرسة التي تنذر بالخطر وجسده المتعرق من بداية وجهه لذراعيه ..تحركت ببطء تقف بجواره وهو مستمر في تجاهلها ومستمر على لكم الكيس المعلق فصدرت منه زمجرة شرسة يتبعها قوله:
-ابعدي عن وشي الساعة دي ...
وقفت امامه تحاول تمالك شجاعتها كتفت يديها خلف ظهرها بطفولة تجيبه:
-ممكن اعرف ليه الغضب ده ؟!انا مخبتش عليك حاجة وحكت لك كل حاجة بصراحة ليه عايز تندمني ان كنت صريحة معاك ...
اردف بشراسة مهددة بحرق البيت كله:
-بقولك ما تقفيش قدام وشي الساعة دي ..عشان ما تندميش ...ولا اندم على تصرفاتي..
اقتربت بتحدي وقد زاد اختناقها من رد فعله العجيب ..لما يحاسبها وكأنها خدعته ؟..هو من اختار نزعها من حياتها بدون سؤال او استفسار عن هويتها وماضيها ...لم يهتم بسؤالها قط عن إحساسها وعما تريد ...لتقول بحده :
-مش خارجة يا حازم ..مش خارجة غير اما اعرف انت بتحاسبني ليه ؟...أنا عمري ما خدعتك ولا عمري أجبرتك على علاقتنا ..اوعى تنسى انك انت اللي نزعتني من حياتي ..وما فكرتش تسأل عن حياتي ..وانا احترمت ده انك مش حابب تتكلم عن حياتي السابقة ..حتى عمرك ما سألت عن حملي من مالك ...ما سألتش هو يبقي بالنسبة لي ايه؟لانك ببساطة تجاهلت اي حاجة تخص حياتي السابقة ..يمكن لو كنت سألت وقتها كنت عرفت ..
دفع الكيس بقوة كاد يرتطم بوجها فتراجعت تتفادى الضربة يصرخ بوجهها:
-تقصدي ايه بنزعتك ؟!..تقصدي انك عايشة حياتك معايا غصب عنك ....لو كنت ناسية افكرك ..افكرك ان كنت هطلقك واديكي حريتك وانتِ اللي قعدتِ قدام المأذون ورفضتي اننا ننفصل ...كنت ممكن اوي تستغلي الفرصة وترجعي له ...ليه صممتي تستمري معايا وانتِ متعلقة بيه ...ليه؟
اقترب بشجاعة تجيبه :
-أنا مقولتش ان لسه متعلقة بيه ..وكمان ببساطة كدة ارجع ليه !!..هو أنا لعبة شطرنج كل واحد بيحركها علي كيفه ..وقت ما يعوز يسيبها يسيبها ..ايه ماليش رأي في حياتي!!....
هو انتهى من حياتي يوم ما اختار غادة وابنه وانا احترمت ده ؟..'
ضرب كيس الرمل بقوة بوجهها فصرخت متألمة ممسكة بأنفها بغيظ فيسألها مستهزئًا:
-مدام انتهى ليه محتفظة بصوره معاكي ..رغم ان فات سنين ..والسؤال الأهم ليه لحد دلوقت على اتصال بأمينة ؟!...
عقدت حاجبها من استفساره الثاني فتقارعه بسؤال ظهر غبيا لمرآه:
-ايه علاقة بعدي عن مالك بأمينة ؟..امينة طول عمرها صحبتي المقربة.. ..
وقف بتحفز امامها واضعًا يديه بخصره يقول بمكر :
-حتى بعد ما اتجوزته ؟!!..لسه بتعتبريها كده!!!!
عقدت حاجبها بشدة لم تفهم مقصده فتقول متعجبة:
-اتجوزت مين ؟..مش فاهمة تقصد ايه؟
ظهرت ابتسامة خبيثة تزين محياه فيردف بثقة قتلتها :
-صاحبتك الأمينة "امينة" شكلها ما كانتش امينة معاكِ وخبت عليكِ جوازها من ابن خالتها المحترم ........"مالك".....
جحظت عينيها برعب مما سمعته هزت رأسها بالرفض ..ظلت تفكر ..لا يمكن ان تفعل امينة مثل هذا التصرف الخسيس ..الا هي ..!!..لن تطعنها هي الاخري ؟!...
اكمل بصوت الأجش :
-بطلي تدي ثقتك في الناس ..الناس مش ملائكة يا شيراز ...امينة اتجوزت مالك من تلت سنين يوم طلاقها من فزاع ....
ظلت تنظر له بصدمة كبيرة تكابح نوبة بكاء وشيكة حتى وجدته ألقى عليها نظرة سخرية واضحة قبل ان يتركها للفراغ من حولها ...لوحوش تفكيرها التي تنهش بعقلها ...لم تدرك الدموع التي تساقطت من عينيها تغرق وجهها لترفع ظهر يدها تزيل تلك الدموع بعنف رافضة ضعفها تمحي من وجهها وصمات خذلانها فوق وجنتها ...
.......
في اليوم التالي
...........
جالسة ارضا تراقب أنامله الصغيرة وهي تركب قطع الخشب الهندسية الملونة بالأحمر والأزرق والأخضر بوله كبير..لقد اصبح حمزة جزء لا يتجزء من حياتها ..تحتاج اليه ليكمل حياتها ..لا تتصور ابتعاده عن أحضانها بعد تعلقها المضني به ..غاضبة بشدة من حديث مالك الذي صدمها ..كيف تصور ان تقبل ابتعادها عنه والالتفات لحياتها ؟...هل لها حياة بدونه ...انتبهت لمحاولاته الفاشلة في تركيب القطعة اكثر من مرة ..فكان منها الا ان اقتربت منه تسرق المسافة الصغيرة بينهما وتجده يرفع عينيه الناعسة الساحرة التي خطفت قلبها اول مرة جلبه لها مالك بعد انفصاله عن "غادة "وتخليها عنه ..تذكرت انها في تلك الليلة ظلت ساهرة بجواره تراقب نومه حيث كانت تنتظر ان تشرق شمسها بفتحه لاعينه الساحرة ..مرت الأيام والشهور وانساها وجوده جرح قلبها المهان ...لتمضي قدمًا تاركة ماضيها خلفها تحاول هي ووالده الوصول لبر الأمان معا واهمين أنفسهما ان ذلك قرار صائب بكل تأكيد ...حملت حمزة فوق أرجلها فيباغتها بقبلة دغدغت روحها فوق وجنتها فتغرقه بالكثير من القبلات اللانهائية ...يقلقها في الفترة الاخيرة شهيته الضعيفة وعدم تقبله الطعام بعكس ما اعتادت عليه ..سمعت صوت طرقات قوية فوق الباب فاراحته ارضا كما كان منذ لحظات وهمت تتجه الي الباب لفتحه وهي تقول بصوت عالي له :
-مافيش فايدة فيك يا مالك ..اكيد نسيت المفتاح كالعادة ....
فتحت الباب لتثبت مكانها بصدمة عندما تلاقت عيونها السوداء المصدومة بزرقتها اللامعة التي يكمن بهما الكثير من الاتهام ....
ابتلعت امينة ريقها بصدمة من وجودها امام شقتها تهمس باهتزاز:
-شيراز!!!!
تلك الكلمة دفعت شيراز للتحرك للامام ودفعها بقسوة غير مناسبة لابتسامتها التي تزين وجهها حتى تراجعت خطوتان تخلي لها الطريق ..رأتها تتحرك بكبرياء وخطوات متزنة بكعب حذائها العالي كانت اول مرة تشاهدها بتلك الهيئة الواثقة المرتبة الأنيقة بشكل مبالغ فيه ..سمعتها وهي تتحرك حولها تنظر لجوانب البيت بكبرياء تردف بسخرية واضحة:
-مالك مصدومة ليه؟...مش هتقولي لي اتفضلي في بيتي المتواضع !!!!...
اغلقت الباب خلفها بسرعة تشير لها بالدخول لغرفة الضيوف :
-لا ازاي اتفضلي جوه ..من هنا ...أنا بس مستغربة انتِ عرفتي عنواني منين؟
دخلت شيراز وهي حاضنة باقة الزهور الكبيرة تنظر لجوانب الحجرة بفضول فتقع عينيها على ذلك الطفل الجالس ارضا غير متفاعل الا مع ألعابه فاندفعت امينة تحمله بين احضانه بسرعة تبلغها باضطراب :
-ده حمزة ابن جوزي ...ثواني هدخله اوضته وارجعلك ....
كادت ان تتحرك من جانبها بعيون هاربة ارادت الاتصال بمالك من الداخل وتحذيره بوجودها ..منعتها شيراز بحدة تقول بصوت غريب :
-وتدخليه ليه ؟..سيبيه معايا أنا عايزة اشيله.....
جذبته باصرار من بين ذراعيها المتشبثة به بعد ان أراحت باقة الزهور فوق الطاولة وتحركت به تجلس فوق احد الأرائك المريحة ..ترفع اعينها الحادة لها تأمرها :
-اقعدي !!!!..واقفة ليه ؟...
ظلت ترمقها بنظرات فارغة حيرت امينة حتى جلست ببطء امامها ممسكة بمقبض المقعد فسمعتها تكمل بصوت غريب عليها :
-فضولك هيموتك عرفت عنوانك ازاي !...
هريحك يا امينة ..الموضوع ببساطة انك نسيتي ان وصلتك قبل كده للعمارة ..وكان من السهل ان اسأل البواب تحت على الدور اللي ساكن فيه .........جوزك!!!!
نظرت لها امينة لا تعرف ما سبب زيارتها ؟..وهل شكوكها التي تشعر بها حاليا صادقة ام تتوهم من شدة الخوف ان تكتشف شيراز حقيقة زواجها ؟!....
ظلت تلاعب خصلات شعر حمزة الناعم تغمر أصابعه به تكمل بدون الالتفات لها بصوت ساخر :
-الولد !!..نسخة من ابوه ...
نظرت لها تراقب انفعالاتها لتكمل بحدة :
-مالك !!!...
لم تفهم قصدها فأجابتها امينة ببلاهة:
-ماليش أنا كويسة اهو ...
صدحت ضحكة شرسة من شيراز تعجبت منها امينة فقعدت حاجبها بريبة حتى هدأت تدريجيا ضحكتها لتكمل بصرامة:
-معلش اعذريني ما كنتش اعرف انك غبية ....لا وايه ؟...خسيسة ..!!!خسيسة يا امينة ...
انتفضت امينة من كلمات شيراز الجديدة عليها ..دائما لا يربطها الا الحب والصدق .والعلاقة الطيبة انتفضت من جلستها وثارت معترضة :
-في ايه يا شيراز ؟..ايه الكلام ده ؟!.انت شكلك مش طبيعي...
أراحت حمزة بجوارها بهدوء وتواجهها بعد ان طبعت قبلة رقيقة فوق رأسه بحنان ..وقفت تواجهها هي الاخرى تنظر لعيونها بتحدي :
-انا جاية انهاردة عشان اعمل حاجة واحدة بس ...وهي ان اسألك ..انت كدة مستريحة ؟..مستريحة انك اخيرا وصلتي لهدفك وهدف الست الوالدة ..سعيدة اما خططتي انت كمان تزيحيني من سكتك عشان توصلي لمالك ...اللي هو كان هدفك...وانا هبلة مصدقة انك صاحبتي ...
نظرت لها امينة برعب لقد علمت بزواجها منه ..تعترف انها اخطأت عندما اخفت عنها الامر واخفت عنها امر انفصاله ..ولكن لم تتوقع ان تتهمها مثل هذا الاتهام البشع فقالت امينة بثبات حاولت اكتسابه :
-انا عمري ما خططت لحاجة ..ياريت تفهمي كل حاجة قبل ما تتهوري وتخسري كل حاجة ...جوازي منه كان ايه ظروفه؟ ...
-اخسر ايه ؟!...اخسر ايه اكتر من اللي خسرته وبخسره ؟!..هتنكري ان والدتك كانت كل امالها تجوزك مالك ..مالك كبير العيلة .مالك اللي مافيش زيه...حتى بعد ما عرفت انه اتجوزني.. كنت بشوف في عينها نظرة الحقد ليا ...هتنكري انك كنت دائما بتقنعيني انه خاين وما يستاهلش ابنه اللي في بطني ..كام مرة حاولتي تقنعيني ان اموت ابنه ؟!..كنت فاكره ان كل تصرفاتك نابعة من خوفك عليا ..عمري ما كنت اتخيل انك واحدة وقحة وخسيسة ....
-شيرااااااااز!!!
صرخة صادرة جعلت شيراز اهتزت داخليا لقد اصابها الهلع عندما وصلها صوته الحاد النابع عن غضبه لتتأكد انه استمع لحوارها كله ..ظلت ثابته على وضعها تواليه ظهرها تنظر لعيون امينة المعلقة خلفها ومع حركة بؤبؤ عينيها تيقنت من اقترابه لتسمع صوت انفاسه الخشنة يسألها بحدة :
-ايه اللي جابك بيتي يا شيراز هانم ؟!....
اخذت نفسا وزفرته ببطء فالتفتت اليه تنظر له وهو محتل المكان جوارها تجيبه بسخرية :
-جاية أتأكد لاي مستوى وصلتوا له انتوا الاتنين ...
تحركت امامه تحمل باقة الزهور بين ذراعيها وعادت تقف امامه بعيون مشتعلة اخفض نظرة لما تحمله فيظهر امامه باقة من اجمل ما رأت عينه ..صعق عندما دفعت بالباقة لصدره فشعر في لحظتها بملمس كالصبار يضرب صدره..تركتها تسقط اسفل قدمه قالت ساخرة :
-جاية ابارك للعروسة على جوازتها اللي كانت مستنياها سنين وبتخطط لها ...
وجاية احييك ..احييك على كل حاجة عملتها معايا يا مالك ...واقولك كلمتين كان نفسي اقولهم لك من زمان ..انت ندل ...وحقير يامالك.... ..ومعندكش نخوة ....
زمجر بشراسة حاول تمالك اعصابه يقبض كفيه جانبه ..يكفيه سماعه لاتهاماتها لامينة ويليها اتهاماته هو ...ولكنه كان مقدرا لصدمتها ...اقتربت منه خطوة تواجهه بشراسة وتكمل :
-عارف ليه؟..لان الواحد اللي يسلم مراته عشان تكون في حضن راجل تاني يستمتع بيها ما يبقاش رااااجل !!!يبق..........!
لطمة قوية هبطت على وجهها تزامنا مع صرخة امينة المصدومة الواضعة كفها فوق فمها تكتم صرختها و تحاول استيعاب ما حدث ..تراقب لهاث وتعرق مالك المصدوم هو الاخر ..ينظر لاثار كفيه فوق وجنتها بصدمة..ولكن ما صدمهما اعتدالها تضبط خصلاتها المتناثرة وعلى وجهها ابتسامة صادقة ارعبتهما من عدم تأثرها لإهانتها .. تحركت امامهما لمكان حقيبتها. تحملها بثقة انثي مطعونة وعادت تقف امامه مرة ثانية تردف:
-شكرا !!!!...شكرا انك ساعدتني بايدك ان اقطع اخر خيط بيربطني بالماضي وارميه ورا ضهري ..ادهسه برجلي وامشي خطواتي في طريقي اللي دائما مستنيني ...وتأكد ان القلم ده هفضل فاكراه ..عشان كل ما افتكره افتكر حقارتك ....
صدر نداء مترجي من امينة :
-شيراز!!!!...استني لازم تسمعي....،ارجوكِ!!
-شرفتي يا شيرازهانم ......وياريت ما تشرفيناش بزيارتك دي تاني ....طريقنا غير طريقك ....
نظرت اليهما نظرة استحقار وهمت بعدها بالخروج من الشقة مع نداء امينة المستمر لها ترجوها ان تتوقف وتسمع مبرراتها مع منع مالك لها للحاق بها بشراسة..
.......
وقفت امامه تحاول التخفيف عنه فمنذ رحيلها وحالته غير مطمئنة جالسًا مكانه الذي اتخذه من وقتها رافضا التواصل معاها او التحرك لتبديل ملابسه ..ألمها رؤيته منحني الرأس يتملك منه الحزن ..تعلم انه مازال يذوب عشقا بها وهي مازلت تعشقه حتى النخاع ولكن دائما طريقهما مختلف..قدرهما له رأي اخر ..مدت يدها بكوب العصير البارد تحاول حثه لتناوله حتى يهدأ:
-مالك ...اشرب العصير ده هيهديك ....
رفع رأسه الثقيل ببطء ينظر لها بانكسار واضح وعيون تسبح في بحر من الدماء يردف بقهرة:
-جاية تلومني بعد السنين دي ..جاي تتهمني ان مش راجل وما عنديش نخوة ...انا يا امينة ؟..انا....
جلست امامه على عقبيه تدافع عنها :
-معذورة يا مالك ..ما تزعلش من كلامها ..اكيد كلامها بسبب صدمتها مننا...اكيد الموضوع مش سهل انها تتقبله...
ابتسم ساخرا يقارعها :
-وتنصدم ليه ؟!...انا ايه بالنسبة لها؟...انا ولا حاجة ولا عمري كنت حاجة...
جاية تنصدم على اساسا انها كانت بتحبني ..جاية تمثل دور الضحية ...مش دي اللي قالت بلسانها انها عمرها ما حبتني ..وما لقتش السعادة الا معاه ..جاية تحاسبنا بصفتها ايه ؟!..باي حق؟؟
هربت بعينيها عنه كلا منهما يعتقد خيانة الاخر له وهي بالمنتصف تحارب في معركة فاشلة ..قالت بصوت متردد:
-بحق الحب اللي كان بينكم ..بحق الايام والعشرة ...
صدرت منه ضحكة ساخرة فاكملت بشجاعة :
-شيراز لسه بتحبك يا مالك ..
هز رأسه معترضا مع ثبات ابتسامته التهكمية على وجه..اكملت باصرار اكبر:
-ايوه يا مالك صدقني ..في حاجات كتير انت ما تعرفهاش وانا اعرفها ..لو مش بتحبك ما كانش ده هيبقى رد فعلها على الخبر ...
-عادي غيرة حريم ..وكمان هي مصممة تلعب دور الضحية المضحية..
-لا يا مالك ..هي فعلا طول عمرها للاسف ضحية ...وضحت بكل حاجة عشان تستقر مع غادة وابنك وتنساها ..
عقد حاجبيه لم يفهم ما تهزي به ..سألها بعينيه عما تقصد فاجابته بخزي:
-انا اسفة يا مالك ..ارجوك ما تزعلش مني لانه ده كان طلبها .. التسجيل اللي ارسلته لك في اعترافها ما كانش تسجيل مني من وراها ..هي اللي طلبت ان اسجلها ..
اعتدل ببطء في جلسته ليجمع انتباهه المشتت يسال بصدمة:
-يعني ايه هي اللي طلبت ..يعني ايه يا امينة؟!...
-يعني اما لقتك هتتجنن وموقف حياتك عليها ..طلبت مني اسجل صوتها بالكلام اللي قالته عشان تنساها وتنتبه لابنك وحياتك ..
بدأ يشعر ان كل شئ متناقض من حوله ..
سألها غير مصدقا بما تلقيه بوجهه:
-ونفرض ان صدقت كلامك ..ايه اللي يخليها تستمر معاه تلت سنين ..رغم انه عرض عليها انه يطلقها ...
نظرت له بتعجب من معرفته لتلك المعلومة فاجابها حتى يشبع فضولها:
-الحاج حافظ قالي..لان الاتفاق انه يطلقها بعد سنة ..راح للحاج يبلغه انه مش مجبرها على الاستمرار معاه ..وانها اللي رافضة الطلاق...بعد كل ده جاية تقولي بتحبني ؟!...
-ايوه يا مالك ..انا متأكدة ..حتى لو هي كذبت علي نفسها وقالت العكس ..بس دي الحقيقة..
ضحك ساخرا على حديثها يقول :
-أنتِ متخيلة ان انا ومراتي واخدين من وقتنا عشان نتكلم على واحدة متجوزة وعلى ذمة راجل تاني ..ومش بعيد دلوقت تكون نايمة في حضنه...
اخفضت رأسها حرجا مما ستنطق به فبدأت تخرج كلماتها كالطفل المرتبك الذي يتعلم الهجاء :
-شيراز !!.اصلها ...هي يعني لحد دلوقت ..كانت بتروح لدكتورة نفسية عشان يعني هي وحازم...
رفعت عينيها لتجده يدقق النظر بها يحاول فهم ما تخرجه من كلمات غير مرتبة فقالت بعد ان فاض بها الكيل :
-عايشين زي الاخوات ....
-نععععععم!!!اخوات ؟!!...
ابتسمت على رد فعله المضحك لتشاكسه بمحبة :
-تصدق يا واد يا مالك ده كان نفس رد فعلي بالضبط ..
اصدرت من فمها صوتا كالنساء الشعبيين وتكمل بطريقة مسرحية :
-الله يرحمك يا حفيظة طول عمرك بتقولي لي انت نسخة من الواد مالك ..حتى الغباء ورثاه منه .....هههههه
-هههههههههه!!!!....
انفجر مالك ضاحكا من هيئتها الغريبة وبالاخص عندما قامت بتقليد امها الراحلة ..لا يعرف كيف لتلك المجنونة القدرة على اخراجه من حزنه واكتئابه في لحظات ...ليكتشف ان عينيه يتساقط منهما الدموع صدمة مما سمع .....اثناء نوبة ضحكة المستمرة حتى اختفى حزنه خلف ستار ضحكه الهستيري....
.......
يتبع،

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياWhere stories live. Discover now