الفصل الثاني والثلاثون

4.6K 181 7
                                    

الثاني والثلاثون
&&&&&
صرخة شقت السكون من حولها عندما شاهدت الطعنات المضروب بها بجانبه ..ظلت تصرخ وتصرخ رعبًا مما حدث كيف اقدمت على قتله ..؟..
جلست بجواره تنتحب ..لا تعلم ماذا ستفعل ..اخذت قرارها بالبحث عن مفتاح البيت ..اقتربت منه بخوف وبيدها السكين الكبير تبحث داخل جلبابه وجيوبه حتى وجدته ..كادت ان تتحرك الا انه قبض على يدها بقوة مؤلمة ينطق بهسيس:
-مش هتهربي ..مش هتقدري تهربي ..هقتلك يا بنت حفني ...
ظلت تصرخ في محاولة تحرير نفسها من قبضته الغريبة غير المناسبة لاصابته لتقوم مرة اخرى بطعنه بصدره طعنة واحدة تصرخ به :
-أنا اللي هقتلك ..هقتلك !!!
.............
خرجت من باب البيت حافية القدمين بملابسها الممزقة  وجسدها المملوء بالدماء ممسكة بكتفها الأيسر بألم  ..تنظر حولها برعب للظلام الدامس   الذي يحيطها .ظلت تجرى مبتعدة عن حيز البيت في محاولة منها الفرار..لم تعلم كم المدة التي اقتطعتها اثناء فرارها ؟ ..حتى وجدت نفسها وسط أراضي زراعية واسعة جدا لا تعلم بدايتها من نهايتها..حتى داهمها الدوار فجأة لتسقط ارضا مغشية عليها ))))
...................
رفع وجهه يراقب ملامح وجهها المتشنجة التي بدأت في التعرق  في محاولة منه إيقاظها من كابوسها الغريب الذي لم يجعله يغفل دقيقة واحدة ..وبالأخص عندما رددت
صارخة (أنا اللي هقتلك )...اتقصده هو ام ناصر ؟!..
ظل يحركها في محاولة إيقاظها يربت فوق وجنتها بخفه  يهمس باسمها :
-
شيراز ..شيراز فوقي ...حبيبتي فوقي ...
فتحت اعينها ببطء تنظر له نظرات فارغة لا يظهر عليها اي تأثر اراد الاطمئنان عليها :
- انت كنتِ بتحلمي ؟!..انتِ كويسة ؟!شكله حلم مضايقك ...
انفرجت شفتاها ببطء تحت مراقبته تهمس :
-كابوس ..!!!..كابوس مش حلم ...
اقترب منها اكتر يريح كف يده فوق وجنتها لا يفصل بين وجههما شئ و يردف بحنان بالغ :
-تحبي  تحكيه ..يمكن تستريحي ؟!....
اهتزت حدقة عينيها من رد فعله وقربه لتهمس له :
-عمري ما هستريح ..ده قدري ....
ظل صامتًا على وضعه ..انفاسه الخشنة تصدم انفاسها المُسْكِرة..طال بينهما الصمت ..يترك لحاله حرية مراقبتها عن قرب ...همست مرة اخرى برجاء صدمه :
-حازم !!!.......بوسني !!!
اجفل من طلبها ..لا يهمه مبادرتها في ذلك الطلب الغريب ولكن ما يهمه تحولها الغير مطمئن للنفس ،كأنها تعاني من خلل نفسي ..كررت طلبها مرة اخرى :
-بوسني يا حازم  !!!..ايه ..مش عايز ..؟!
ظل صامتا مصدوما من جرأتها ..حتى رفعت اناملها تريحهم فوق وجنته الخشنة تلمس ذقنه وتقرب شفتاها من خاصته حتى لامست شفتيه برقة ..مشجعة إياه على فعلها ..لتتفاجأ بهجومه العنيف حتى ينهل من شفتيها ويمتص  ريحقها بدون توقف ..لقد كان يحتاج إشارة واحدة حتى يطلق عنانه..ظل ممسكا بوجهها بين كفيه بتملك ...للحظات شعر انه تمادى في فعلته.. فمن المؤكد انها ليست بخير حتى تطلب منه هذا الطلب ..حرر شفتيها التي عانت من هجومه باستسلام مريب  ..مع بقائها بأحضانه ينظر لها وهي مغمضة اعينها بقوة ينساب منهما دموعها الهاربة ....ندم في تلك اللحظة على تهوره ..كان يجب عليه التريث في فعلته ..همس لها بصوته مهزوز:
-شيراز !!...أنا ..أنا ...
فتحت اعينها تبادله النظرات الفارغة تخبره بما يؤملها :
-استسلمت .....!!!أنا استسلمت يا حازم ... دايما بقاوم واحارب لحد ما بستسلم في النهاية ..زي ما استسلمت ليك دلوقت ...يمكن اعرف أتحرر من قدري ..
هز رأسه لم يفهم معنى حديثها ..فاردفت بصوت اعلى نسبيًا :
-زي ما استسلمت لناصر ..قبل كده ..
تبدلت ملامحه  للشراسة عند ذكر اسمه فيسمعها تكمل بشجاعة :
-طول ما أنا بقاوم بتعذب وأتألم ...بس اكتشفت في النهاية ان نجاتي دايما مرتبطة باستسلامي ..مش في مقاومتي ...
رفع إصبعه يريحه فوق شفتيها يسكتها عن الإكمال ولكنها أزاحت يده بإصرار اكبر تكمل بنفس صوتها :
-أنا قتلته ..عارف يعني ايه قتلته ..!!!!..بس صدقني مش ده اللي كنت عاوزاه ..كنت عايزه اهرب بس ...اهرب منه ..مع انه كان يستاهل القتل ..مش مرة واحدة لا الف مرة ...
طلب منها بصرامة :
-كفاية يا شيراز ..كفاية ...
-كفاية ليه ؟..مش عايز تعرف عمل فيا ايه ..وإزاي قدرت اهرب منه ...مش عايز تعرف كان بيعذبني  ازاي ..
ابتعد عنها يشيح وجهه عنها يقارعها بغضب ؛
-مش عايز اسمع حاجة عنه ....انت فاهمة...
أردفت بحدة :
-ليييه؟...مش ده "ناصر السلماني "زينة الشباب ..اللي موته كان  كارثة قومية في عيلتكم .اللي يشوفكوا بتتكلموا عنه يقول ده كان بطل من الأبطال ...وكان خسارة فيه الموت ..مش كان واحد ندل وحقير ومجرم ...قاتل...... ومغتصب ...!!!!!
انتفض من جوارها يصرخ بها :
-مش عايز اسمع ..فاهمة مش عايز اسمع ..لان عارف كل حاجة ..
اجفلت للحظة عند كلماته ولكنها عادت سريعا تجمع شتات نفسها تقارعه بسخرية :
-عارف ؟..هههه ..عارف ايه ؟..عارف انه كل يوم كان بيأكلني بأيده عشان أبقى بصحتي ويقدر يعمل اللي عايزه .. طيب عارف كان بيلمسني ازاي بايده القذرة ..
تحركت من فراشها تسير خطواتها ببطء حتى وصلت له تواجهه بابتسامتها الباردة مع ثبات عينيها على خاصته بتحدي .. أجفل عندما امسكت كف يده ترفعه بثبات ..تريح كفه فوق صدرها الذي ينبض بقوة تبثه كلماتها كالافعى :
-لمس كل حتة في جسمي ...ما سبش حتة الا اما لمسها بايده بوقاحة وبشهوة مقرفة ..
ظل ينظر لها مصدوما من كلماتها وتصرفاتها ..هذه الكلمات تشعل ناره ...تدفعه للتفكير في قتله لإخراسها ..زادت صدمته عندما بدأت في تحريك كف يده فوق جسدها لتلامس كفه مناطق محظورة من فوق منامتها ..انتفض مصعوقًا يجذب يده ممتنعًا عن تصرفها الوقح فتزيد قبضتها قوة تمنعه من الابتعاد تخبره بأسى :
-ايه ؟..مالك؟!..مش عايز انت كمان تلمسني زيه ..
ازدادت سرعة تنفسه غضبا  حتى صار صوته مسموعًا   ..لتكمل بسخرية :
-مالك ؟!..مصدوم ليه ؟...مش ده اللي انت عايزه زي ناصر  بالضبط ...بس المرة دي محدش هيلومك لاننا متجوزين..
نظر لها بغضب صامت فيطول الصمت منه تركها تجيش بما يملأ قلبها سمعها تهمس بحسرة من بين دموعها التي بدأت في الظهور :
-زيه بالضبط ما تفرقش كتير ..غير انه هو أخذني غصب في الخفا ..انت أخذتني غصب بس قدام الناس وبالشرع ...
-غصب ؟!!...
كان تلك الكلمة صادرة منه بألم ..هزت رأسها بالإيجاب لتكمل :
-ايوه اومال انت فاكر ايه !!!...انت بتراعيني وتاكلني عشان صحتى هو بردو كان بيأكلني كل يوم بايده عشان يحضرني للذبح وانا بصحتي  ..
ضحتك بسخرية تكمل :
-انت فاكر أما كان بيضربني ويسبب لي جروح وكدمات كان بيسبني كده .؟
هزت رأسها بالرفض لتكمل بإصرار :
-كان بيعمل زي ما انت عملت بالضبط ..بيعالج جروحي ويعتذر هههه كان بيعتذر تصدق ؟!...عشان افضل هادية معاه وما اعترضش على اللي هيعمله فيا  ....
رفعت كف يدها تريحه فوق وجنته بنعومة اثارته و تلصق جسدها الطري الضعيف بجزعه العاري المتعرق :
-أنا اهو يا حازم ..بقولك وانا مستسلمة ....أنا مش هقاومك تاني ..وانا بين ايدك دلوقت مستسلمة ..عشان الاقي نجاتي لانِّ تعبت ..تعبت يا حازم ....
اهتزت شفتاه الغليظتين متأثرا بكلماتها لقد هزته هزًا ..هزت رجولته وكبريائه ..هزت قوته وجبروته ..لقد كانت مقارنة غير عادلة بينهما ...ظلم فيها شر ظلما ...اخيرا استجمع قوته الضائعة لينطق بخشونة :
-هو ده اللي شوفتيه فيا  ؟..مجرد واحد بتحركه شهوته ورغباته ..مجرد راجل  ظالم اخدك غصب ...و بيستبح لمسك بورقة جواز ؟!..ده رأيك فيا ؟!...
تسألت بسخرية :
-اومال انت مين ؟...انت مين يا حازم ؟..لو انت مش الوجهة التاني لناصر ...
رفع كف يده يمسك يدها المستريحة فوق وجنته يخفضها ببطء يردف بكبرياء رجل مجروح :
-أنا مش حد ..أنا حازم السلماني ..وبس...حازم الوحش وهفضل حازم الوحش ...يا ..شيراز هانم ...
ابتعد عن حيزها يلقي بجسده فوق الفراش يواليها ظهره مبتعدا عنها على القدر المستطاع لا يطيق ملامستها او حتى الشعور بإنفاسها ..يتملكه الكثير من الغضب ..كان من السهل عليه الاعتراف بما يجيش به قلبه ..ولكن كبريائه الذكوري المجروح منعه من ذلك ..
ظلت ثابتة تنظر له مذهولة من نفسها ومن اندفاعها اكثر من ذهولها من رد فعله على عرضها السخي الذي قُبل بالرفض منه والتمنع....
................

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياWhere stories live. Discover now