الفصل السابع والثلاثون

4.8K 194 11
                                    

السابع والثلاثون

سمح لها بالالتفات ليجدها تندفع بسرعة تتشبث بعنقه تحتضنه بلهفة تهمس باسمه بلوعة اثارت جنونه :
-حازم !!!..وحشتني ..وحشتني اوي يا حازم !!!!...
اغمض عينيه يستمتع بتلك اللحظة النادرة بينهما ..فهو حريص دائما على مفاجأتها وعدم إبلاغها بموعد وصوله حتى يرى تلك اللهفة النادرة بأعينها ..تلك اللهفة التي تزداد نسبتها كل مرة عن ذي قبل ،ليتأكد ان مسار علاقتهما على المسار  الصحيح ...ابعدها عنه بدون تحريرها يرغب برؤية لمعة عيونها في تلك اللحظة ..كانت انفاسها المُسكرة تصدم لحيته تدغدغها... ابتسم لرؤيته لذلك التأثر الظاهر على ملامحها لوجوده حاول تمالك نفسه ليلقي بلهفة اول سؤال طرأ بعقله كأنه يريد التأكد من كلماتها الصادقة :
-وحشتك بجد !!!....
ظهرت ابتسامة على شفتيها تنظر لملامح وجهه بهيام رغبت تأكيد له ما سمع ،فرفعت كف يدها تلمس لحيته مع تحريك إبهامها فوق بشرته بحنان ..فتفاجأ باقتراب وجهها من وجهه تبصم شفتيه بقبلة ناعمة إذابته  كالحديد المنصهر بين يديها ..تسارعت انفاسه توازنًا مع مضخة قلبه المهددة بالانفجار من ملمس شفتيها الناعم فزاد من ضمها لصدرها يعمق  تلك القبلة بتملك لهما ..بعد لحظات اجبر نفسه على تحريرها واعطائها فرصة التنفس بانتظام ...نظرت له بوجه ازداد احمرارا استطاع الشعور بسخونته رغم الظلام المحيط ..سمعها تسأله بلوم :
-غيبت ليه عليا المرة دي ؟!...كل ده يا حازم سايبني ؟!...
اهدى وجنتها قبلة خفيفة يجيبها :
-غصب عني ..أنتِ عارفة ان مش بحب اسيبك فترة كبيرة ..بس صدقيني كان في شغل كتير المرة دي واول ما خلصت حجزت اول طيارة.. من الشركة على هنا ....
ابتسمت برقة إذابته  تردف :
-افهم من كدة انك مش هتسيبني لوحدي تاني الفترة دي كلها ....أنا كنت قربت اتجنن وانا لوحدي..
اسند جبهته فوق جبهتها يطمئنها:
-صدقيني ..مش هغيب عنك تاني بالشكل ده ...
لفت ذراعيها تحيط عنقه بسعادة ليسألها بمكر :
-هنفضل في المايه كتير ..أنا جسمي تلج ....
انتبهت اخيرا لوضعه لتجحظ عينيها بصدمة :
-انت مجنون يا حازم ..نازل بالبدلة؟!...أنت مش ممكن!!!...
صدحت ضحكته عاليًا ليقارعها:
-اعمل ايه ؟..جننتي أمي!!!..بقى ادخل ألاقيكي كسرتِ اهم قاعدة بينا ..حمام السباحة يا شيراز وبليل ..نفرض جرالك حاجة ؟!..مين هيلحقك...؟!
داعبت خصلات شعره بدلال تسأل بمكر :
-افهم من كدة ان ده سبب تهورك ان تنزل بهدومك..
طبع قبلة عنيفة فوق وجنتها :
-بصراحة ..بصراحة في أسباب تانية ..اول سبب ان ما قدرتش استنى تخرجي من المايه كنت عايز اشوف لهفتك عليا ..وتاني سبب ان كنت مشتاق لحضنك اوي ...ههههه ..وعمومًا اللي ينزل بالبدلة احسن من اللي نازل من غير هدومه...
شهقت برعب عندما تذكرت انها تهورت ونزعت عنها ملابسها قبل نزولها للمياه لتبقي بملابسها الداخلية فقط ..حاولت الهروب من ذراعيها المكبلة لها بإحراج تقول بلوم :
-انت كنت شايفني وانا بقلع ....ابعد يا حازم ..ابعد !!!...
حاول تفادي ضربها به ليكبلها بضحك :
-طيب اشوف أنا ..احسن ما حد غيري يشوفك  و أنتِ بتقلعي يا هانم ...أنتِ ناسية ان في حراسة بتلف في الفيلا بليل ؟!...الموضوع ده يتقطع فيه رقاب
-خلاص بقى يا "زوما "سماح المرة دي ...
ظل عاقد حاجبيه بتذمر فسألته برقة:
-طيب اعمل ايه عشان اصالحك...؟
نظر اليها بتمعن يريد استغلال الفرصة فأجابها بمكر :
-ولا حاجة كل اللي عايزه منك تخرجي من المايه لان بدأت ابرد....
زمت شفتيها بطفولة وتحركت من امامه باتجاه الحافة بخجل تستعد للخروج من المياة ظل ينظر اليها بمتعة محروم منها يمرر عينه فوق جسدها الممشوق من اعلاها لاسفلها بعشق ..خرج بعدها من المياه ووقف يشاهدها تجفف جسدها البض بمنشفتها الخاصة تحاول لفها فوق جسدها تنظر اليه بعيون هاربة اراد في تلك اللحظة استفزازها ليقول بمكر :
-كنت متأكد ان لونه احمر أنا نظري ما يخدعنيش ابدااااا ....حلاوتك يا احمررررر !!!!
اجفلت من كلمته لتنظر على ملابسها الداخلية بعيون جاحظة وتطلق عنان ساقيها للجري مبتعدة عن حيزه صارخة به :
-هتفضل طول عمرك وقح ...وقح يا حاااااازم!!!!..
وقف يشاهد هروبها بروح مسلوبة لا يستطع إيقاف نوبة الضحك الهستيريا التي انتابته ..فلا ينتابه نوبات الضحك الا بجوارها بجوارها فقط .....
.......
جلست بمئزرها فوق حافة حوض الاستحمام تراقب ملامحه المنعكسة بمرأة الحمام وهو ممسك بمقصه الصغير يحاول تهذيب لحيته ..نقلت نظرها لجذعه القمحي العاري الملفوف بمنشفته الخاصة ..لتعود مرة اخرى تنظر لانعكاس عينيه فتتلاقى نظراتهما بالمرآة ليقول بتعجب واضح :
-مالك ؟..سرحانة في ايه ؟....
نظرت لاصابع قدميها التي تتلاعب بهما بأرضية الحمام تجيبه بهدوء :
-في موضوع كنت عايزة أكلمك فيه؟.....
إلتفت برأسه عاقد الحاجبين منتظر إكمال حديثها بفضول لتكمل بتردد وعيون ذائغة:
-حازم!!!...أنا عايزة أكون ...أكون أم.....
نظر إليها بعيون ضيقة يحاول استيعاب طلبها الغريب ليلتفت عنها ينظر للمرآة مرة أخرى بتجاهل متعمد ..تعجبت من تجاهله لما لفظت منذ لحظات ..وقفت تراقبه يخرج من الحمام تاركًا إياها بإهمال فزاد ذلك من درجة ثورتها لتخرج مسرعة خلفه تراه يرتدي ملابس النوم الخاصة به ..وقفت أمامه تكرر طلبها بحدة :
-بقولك عايزة أبقى أم ..ايه ما سمعتنيش؟!....
اتجه الي الفراش يزيح الغطاء من فوقه ليلقي عليه جسده باهمال يجيبها بكلمات باردة :
-لا سمعت ....مبروك ..ربنا يوفقك !!..
-حاااازم!!!...
استقام من نومته بغضب يصرخ بها:
-نعععععم..المفروض أقولك ايه ؟..اروح احمل مكانك ...
-حازم !!.أنا مش عايزة استفزاز ..المفروض هحمل لوحدي ؟!...بقولك عايزة أكون أم....
انتفض من فراشه يقف أمامها بملامح غاضبة ارعبتها يهمس بهسيس مخيف:
-وده بقى المفروض يحصل ازاي ؟..وانا بقالي تلت سنين مالمستكيش ...ممكن تقولي ازاي ؟!....
رفعت يدها تدلك جبهتها بتوتر ملحوظ تهرب من مواجهته تهمس بصوت متألم :
-ما هو عشان كدة قولتلك عايزة اتكلم معاك ..كنت عايزة اتكلم بخصوص حياتنا ..وان آن الأوان نكون أسرة زي اي اتنين ...
سألها بصرامة لا تقبل النقاش :
-انتِ عايزة تكوني أم ...مجرد أن دي رغبة داخلية في الأمومة ولا عايزة تكوني أم ابني يا شيراز ؟!..ياريت تفكري كويس قبل ما تجاوبي...
عقدت حاجبها مستفهمة عن سبب سؤاله :
-وتفرق في ايه ؟!.فكلا الحالتين هكون أم....
رفع انفه ينظر لها بحدة يجيبها باختصار :
-مش هتفرق معاكِ لكن هتفرق كتير معايا !!!...
ظلت تفكر للحظات بعيون شاردة لا تعلم السبب الحقيقي بالفعل هل هي رغبة في الأمومة كما ذكر ..ولماذا الان شعرت بأهمية ذلك في حياتها ..هل لانها رأته اليوم مع ابنه ..فشعرت بالاحتياج والغيرة من ان تحرم من تلك النعمة بحياتها ..افاقت على سؤاله الهادئ المخالف للموقف فخرج بصوت هامس:
-اخر مرة زرتي دكتورتك كان امتى؟!....
نظرت له بفم متقوس للأسفل تحارب بكائها ولكنها لم تستطع السيطرة على دموعها التي ظهرت سريعا فيظهر احمرارا محيطًا بفيروزتها ..ألمه ضعفها ..ألمه تألمها ..الي متى ستظل حياتهما ثابتة عند تلك النقطة الصعب تجاوزها؟ ..ضمها لصدره يقبل رأسها بحنان فشعر بذراعيها تحتضنه بقوة تتشبث به بقوة من الخلف تهمس من بين شهقاتها :
-ما تسيبنيش يا حازم ...ما تسيبنيش....
اغمض أعينه يضمها بقوة اكبر ..يكفيه قلقه عليها في الفترةالاخيرة بسبب الظروف الجديدة التي حلت عليه والخطر الذي يحيطه....
.............
جلست ترتشف كوب القهوة الخاصة بها (الكابتشينو)..شاردة بالمشهد الخارجي الذي يتمثل في فتاة وشاب يظهر على الفتاة الغضب مع محاولة الآخر لمصالحتها باستماتة ..ابتسمت بسخرية داخلية على حالهما ..ترى هل يظنان ان الحياة تفتح لهما ذراعيها ؟!..انتبهت لحركة المقعد امامها لتجلس عليه الأخرى بلهاث كالخارج من سباق ..فسألتها شيراز بلوم واضح:
-هو أنا كنت نايمة في حضنك ومش واخدة بالي يا ست أمينة؟..
رفعت أمينة يدها امام وجهها معتذرة تردف بأنفاس متلاحقة :
-معلش يا شيراز استني أخذ نفسي!!..
رأتها الاخيرة ترتشف المياه من الكوب الموضوع ..فقالت بعد ان هدأت قليلا :
-وحشتيني ..وحشتيني اوي ..
تحركت "امينة "من مقعدها تميل بجسدها تحتضن الأخرى بحب حقيقي من فوق الطاولة فبادلتها شيراز احتضانها بسعادة وراحة غريبة ...
بعد فترة جلسا كلاهما يتناولا قطع الحلوى المفضلة لديهما بسعادة مراهقتين يسترجعا معًا ذكريات مراهقتهما كما يفعلان في كل مقابلة خاصة بينهما ..قالت أمينة بعيون دامعة من شدة الضحك :
-كفاية يا مصيبة الناس بتتفرج علينا ...ههههه
-ههههه مش قادرة اوقف ضحك مش قادرة هههههه...
ظلت تنظر امينة لوجهها بتأثر حتى اختفت من شفتيها الابتسامة لتشرد بها وتفكر ..هل ستظل تحبها إذا علمت انها تزوجت مما تعشق ..دائما تفكر انها عائق بينهما وكلا منهما يظن ان الآخر قد نسى حبه للآخر وانطلق بحياته ناسيًا ما كان ...
انتبهت شيراز وهي تلتهم قطعة من الحلوى المفضلة لشرودها فطرقعت اصبعيها امام وجهها تقول بمرح:
-ايه يا استاذة سرحتي ليه ؟..مش متفقين طول ما احنا مع بعض ما حدش يسرح ...ولا تلاقي سرحتي في جوزك الغامض ...
تلون وجه الأخرى بألوان الطيف عند تلك الكلمة فصدرت كلماتها بارتباك :
-جوزي !!!..ماله؟!
رفعت شيراز كتفيها بملل :
-مش عارفة عندي احساس انك مش فرحانة ..رغم ان مش عارفة امتى اتجوزتي بعد اللي حصل مع فزاع ..؟دايما حاسة ان في حاجة مخبياها عني...
-ابدا !!هخبي ايه ؟..قولتلك ان اتجوزت علي طول بعد طلاقي من فزاع واللي حصل زي ما حكت لك ...
تنهدت بعدم اقتناع تقول :
-وابنه عامل معاكِ ايه؟...
هزت رأسها بتوتر :
-الحمد لله تمام...هو ..هو مش اتفقنا اننا ما نتكلمش علي حياتنا واحنا مع بعض...
وافقتها شيراز على مقولتها لتسند ظهرها بمقعدها تشرد مرة اخرى بالمنظر الخارجي بوجوم ..فنطقت بعد لحظات بصوت متألم :
-شوفت مالك!!...
رفعت عينيها تنظر لها بدون دهشة ..كانت تعلم انها لن تخفِ عليها مثل تلك المعلومة المهمة ..بل كانت متأكدة انها طلبت مقابلتها حتى تبوح بمكنوناتها كعادتها فسمعتها تسألها :
-ساكتة ليه ؟..زي ما يكون كنتِ عارفة ..
-أنا ؟..وانا هعرف منين ؟!..انتِ لسه مبلغاني ؟!...
تنهدت بملل تنظر للفراغ بشرود:
-شكله مبسوط في حياته ..مع غادة ....تخيلي ابنه حتة منه ..خطف قلبي من اول لحظة ...
زي ما ابوه سرق قلبي من اول نظرة ...
قالت جملتها الاخيرة بحسرة كبيرة إلتمستها أمينة بوضوح فسألتها بحرص :
-لسه بتحبي مالك يا شيراز؟اقصد يعني في امل ممكن ترجعوا لبعض...
-لا!!!...
أجابتها سريعًا بنبرة حادة فأكملت من بين أسنانها بحقد اكبر :
-لا يا أمينة ...لا ...!!!قد كل لحظة حبيبته فيها بقى مقابلها كره ..كره كبير بقلبي ليه ..
مسحت دمعة هاربة من اعينها بكبرياء تكمل بحقد :
-هو السبب في كل حاجة حصلت لي ..ياريتني ما كنت قابلته ..ياريت ،...
امسكت يدها تهدئها تخبرها بصدق:
-مالك ما حبش حد قدك يا شيراز بلاش تظلميه..
-أظلمه !!..أنا أظلمه؟!...ياريتني اعرف اظلم وانتقم يا امينة ما كنتش هبقى بالحال ده...
رفعت خصلة من فوق اعينها تكمل بصوت مهتز:
-تعالي نرتب الاحداث كده من بداية الفندق ..اه الفندق مستغربة ليه ؟!..أما وهمني انه حصل بينا حاجة ..وما سمحش ليا ان أدافع عن نفسي ...نفرض ان ده كله ما حصلش ..؟!...مش كنت اول ما عرفت انه ابن الحاج حافظ اللي مستخبية عنده كنت اترميت في حضنه عشان ينقذني ..ما كنتش هفضل سنين مستخبية منه وخايفة ....-كنت لحقته قبل ما يتجوز غادة ...ما كنش "السلمانية "عرفوا طريقي ولا قتلوا ابني ..ابني يا امينة !!..اللي بدل ما يأخذني في حضنه بعد ما فقدته... باعني ورماني في سكة حازم ...عايزاني بعد كل ده اكون لسه بحبه......للاسف !!!أنا ما شوفتش منه الا الخذلان ..الخذلان وبس!!!!!....
كلمة بسيطة ضربت أمينة في مقتل (الخذلان)..الم تُخذل هي الأخرى من "اكرم " وبعده "فزاع" ...خافت للحظة عندما أكملت شيراز جملتها :
-انتِ الوحيدة يا أمينة اللي واقفة جنبي من سنين عمرك ما خذلتيني...
هربت امينة بعينيها من مواجهتها ارادت تغير مجرى الحديث :
-قولي لي حازم عامل معاكي ايه؟...أنا شايفة من كلامك انه ربنا عوضك وأنه بيعشقك يا شيراز....
نظرت لها بخجل ووجه احمر تريد إخبارها بما حدث بينهما تقول بتردد:
-امينة أنا كنت عايزة اقولك حاجة مخبياها عنك الفترة اللي فاتت ..أنا وحازم لحد دلوقت ..يعني أنا وهو مش ...أنتِ فهمتي مش كدة؟!..
هزت رأسها بالرفض ببلاهة واضحة لعدم فهمها لتكمل الأخرى بجرأة اكبر:
-انتِ عارفة ان بتابع مع دكتورة نفسية من تلت سنين صح ؟!..أنا قولت لك ان بتابع معاها عشان اللي حصل لي من "ناصر .."الحقيقة يا امينة أنا وحازم لحد دلوقت زي ....الإخووات ....!!!!
-نعععععم!!!!..اخواااات!!!
تلفتت شيراز بريبة من صوتها لتقول لها مهدئة:
-وطي صوتك يا أمينة !!!..هتفضحينا...
-لا أنا لازم افهم ..معناه ايه الكلام ده؟؟..استني !!..انتِ بتقولي اخوات ..يعني انتِ وهو لحد دلوقت عادي؟!...
هزت رأسها بخجل تنظر لها بترقب منتظرة رأيها لتقول الأخرى :
-طيب دلوقت انتِ اكيد بتبلغيني عشان سبب محدد ولا ايه؟....
هزت رأسها بالإيجاب لتكمل بإحراج:
-الحقيقة يا امينة كل يوم بيعدي عليا أنا و حازم بكتشف إنِّ ظلمته بحكمي عليه ...بس الحاجز اللي بيني وبينه مش عارفة اخترقه وده السبب اللي خلاني ألجأ لدكتورة ...دايما كل ما يقرب مني أتخيله "ناصر "وجسمي بيتخشب ....رغم ان بنام في حضنه عادي واللي هيجنني ان بشتاق له في غيابه ..تفتكري أنا بحب حازم بجد ولا حبيت حبه ليا وتمسكه بيا ...
ظلت أمينة تنظر لحديثها بذهول حتى حركت رأسها بشرود لا تعلم ما هو الصح من الخطأ في تلك الحسبة...
............
متسطحة فوق الكرسي مغمضة العينين تستمع للموسيقى الهادئة التي تصدح من جهاز المسجل الخاص بطبيبتها ..بجسد خامل بفعل قرص المهدئ التي تتناوله ببداية الجلسة ...تعتمد تلك الطبية على ذلك الأسلوب السلس في استجواب مرضاها من المرضى ..
سألتها طبيبتها "سحر"بلهجة طبيب متخصص بعمله ومتقن بأدائه:
-شايفة نفسك فين ؟...
ابتسمت وهي على نفس هيئتها تهمس :
-على خشبة المسرح !!!
-بتعملي ايه على خشبة المسرح؟
تنهدت براحة تجيبها :
-لابسة فستان الباليه الابيض وفي رجلي جزمة الباليرينا بتاعتي...
عماله ارقص بحرية ..زي الحمام الابيض بدون قيود ...
الطبيبة بدورها :
-حاسة بايه وانتِ على المسرح ..
-براحة غريبة ..مافيش قيود ولا في حزن ...مافيش خذلان ...بتحرك ومحدش عارف يوقفني و يقيدني....
الطبيبة:
-هنفترض تعبتي ونفسك توقفي رقص ..مين الشخص اللي هتحبي يكون معاكِ في اللحظة دي يسندك؟....
صمتت لم تجب ظلت تفكر وتفكر شعرت بانقباض شديد بقلبها ..عندما ظهرت صورة "حازم "امامها فأجابتها بتأثر ظاهر :
-حازم !!!..حازم هو اللي هيسندني مش هيخذلني....
-ومالك !!!...شايفاه...؟!
تحرك بؤبؤ عينيها اسفل جفنيها المنغلقة بتوتر عند ذكر اسمه فقالت نبرة مختلفة يشوبها بعض السعادة :
-واقف بعيد على خشبة المسرح مستخبي في ركن ضلمة..
سألتها باهتمام:
-ملامحه شكلها ايه؟!....تقدري توصفيها.....
ابتلعت غصة مؤلمة تردف بهدوء :
-زي ما هو ..وسيم وجذاب ..كله رجوله ..يبهر العين ..بس ..في حاجة مختلفة وشه مرهق وعيونه بتلمع ..تقريبا بيبكي.......
سجلت شئ بدفترها لتلقي بسؤالها الاخير التي تعمدت إنهاء جلستها به :
-ناصر !!!....الاسم ده بيمثلك ايه دلوقت ؟
-مجرد شخص ميت !!!شايفاه واقف بعييييد عننا ملامحه مش ظاهرة ..من السواد ...مش قادرة حتى افتكر ملامحه ....
اغلقت دفترها ويليها رفع نظارتها الطبية تقول بعملية :
-كده خلصنا الجلسة ..ممكن بقى تقولي لي السبب اللي خلاك تتصلي بيا بليل تأكدي علي ميعاد انهاردة رغم ان ميعادنا قدامه اسبوع ....
فتحت عينيها ببطء تنظر امامها بشرود :
-كنت عايزة اعرف حالتي وصلت لايه ؟!..يعني حضرتك عارفة ان علاقتي بحازم مش كاملة ..بسبب الحالة اللي بتيجي ليا اثناء العلاقة ....

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياWhere stories live. Discover now