الفصل السادس

6.3K 232 2
                                    


الفصل السادس
&&&&&&
-مااااااالك!!

لتشعر بعدها بابتعاد هذا الثقل فجأة ...لتجده ..نعم هو ..منقذها ....الذي ساعدها للخروج من هوّتها السوداء التي كادت تنزلق بها ..شعرت في هذه اللحظة انها منفصلة عن العالم ..عما حولها ..تشاهد المسرحية بجسد منتفض خوفًا ورعبًا ..تجد مالك يمسكه من تلابيبه يهديه عددا من اللكمات المتتالية التي لم يستوعبها معلمها للدفاع عن نفسه ..فصدمة الأخير لوجود احد بالمنزل شل تفكيره ووضعه في موضع صدمة مؤقته..تفيق علي صراخ مالك بوجهه:
-ده أنا هوديك في داهية ..هخليك عبرة لأمثالك ياو......بتبتز الطلبة بتوعك عشان تنجحهم ...أنا بقي هقطع أيدك النجسة دي عشان تبقى تتمد علي حاجة مش بتاعتك ....
المعلم بغضب يدفعه عنه ليتخلص من لكماته:
-أنا معملتش حاجة ...أسألها ..أنا جيت عشان اديها الدرس ..وكمان انت مين عشان تتهجم عليا بالشكل ده؟...

يمسكه مالك مرة اخري ويلكمه لكمة جعلته يتراجع ويسقط أرضا يقول بتهديد:
-أنا عملك الأسود ...
يمسكه مالك باحكام ثم يديره ليصبح ظهره ملامسًا لصدره ويثبته بذراعه اليسري حول عنقه ويقول بهسيس غاضب:
-انت عارف انت عملت ايه ؟..انت اتعديت على حاجة مش بتاعتك ..مديت أيدك النجسة على طالبة عندك وده بنسميه تحرش ...
الأخير يحاول التخلص من ذراع مالك الملتف بوجه مكدوم ولازال على عجرفته وعناده :
-أنا معملتلهاش حاجه ...هي اللي طلبت مني اديها درس ..وكمان لو انتوا خايفين اوي على بناتكم ماتسوبهاش تمشي على حل شعرها ..وتعيش لوحدها ...
يصرخ مالك باذنه بغضب :
-وعشان لوحدها ..ده يديك الحق انك تتهجم عليها ..أنا هوديك في داهية ياكلب
يحاول المعلم التحرر منه بثقة يقول:
-ايه دليلك ..مافيش دليل ...كلامي قدام كلامك....
يهدأ مالك من ثورته تدريجيا وهو علي تثبيته من الخلف واستمرار تسارع انفاسه ..يهز رأسه باقتناع أعطت الثقة للأخير ليقول مالك:
-عندك حق ...انت عند حق ...مافيش دليل ......
تجحظ اعينها من استسلام مالك للأمر فتشاهده يخفف من قبضة ذراعه الملتف حول عنق معلمها ..تكاد تموت قهرًا بان ينفذ معلمها من عقابه تهز رأسها رافضة مااستوعبته ..فتجد معلمها يبتعد خطوة من مالك ليهندم ملابسه وشعره بأصابعه التي تبعثر اثناء الشجار ويقول ببغض:
-ايوه كده ...اعقل وبلاش تهور وتدخل نفسك في حاجات انتي مش قدها ..
لم تتحامل ساقها من الصدمة جسدها لتهبط جالسه فوق الأريكة من خلفها تحاول السيطرة علي خوفها تنظر لمالك بترجي واضح الا يتخلى عنها الان ..فتقابلها نظراته الغير مقروءة الصعب تفسيرها ....تجد معلمها يتجه لجمع أشيائه من فوق الطاولة ليقول بنزق:
-أنا خارج وهعتبر اللي انت عملته سوء تفاهم ...
يكمل حديثه موجهًا إياه لها:
-أما انتي ...ابقي قابليني لو عرفتي تنجحي في المادة ....
كاد ان يخطو خطواته للخارج ليسمع صوت مالك متسائلا بثقة:
-مين بقى اللي قرر انها مش هتنجح في المادة؟
فتشاهد مالك يتجه الي مكتبة الكتب المقابلة للطاولة يمد يده يحرك بعض الكتب ويخرج من خلفهما جهاز الهاتف المحمول خاصتها ويتجه بحركات بطيئة واثقة لمعلمها يسأله بسخرية :
-كنت بتقول ايه بقي ؟!...مش هتنجح في المادة مش كدة ؟...طيب وبعد ده !!!!
يضغط علي فيديو المصور بالصوت والصورة ...كانا على الاتفاق مسبقا بوضع ذلك الهاتف ليصور عن قرب كل ماحدث صوتا وصورة ...فتبرق اعين معلمها ويتعرق ويقول باهتزاز:
-ايه ده ؟...ده انتو متفقين بقى ؟...وديني لو .....لو......
يهز مالك راسه بابتسامة بارده يتلاعب بالهاتف الذي يصدح منه الصوت :
-ها كمل سكت ليه؟؟...أقولك أنا !!!!...انت تسكت خالص لان أنا بالفيديو ده هتشرف في السجن يجي عشر سنين لانك بتعتدي علي قاصر وتبتزها عشان تنجحها وكله بالصوت والصورة ...
-الفيديو ده متفبرك ..مش ليا ....
يغلق مالك الهاتف ويضعه في جيبه.... ويطيل النظر لعيون الأخير ليقول وهو يشير لشئ بجانب سقف الحجرة في زواياها :
-وده ؟..وده ؟...وكمان ده ؟
أنا وخدلك فيديو ثلاثي الأبعاد ...انت ماتعرفش ان البيت اللي عجبك من شوية في كل ركن في كاميرا مراقبة ..عشان لما امثالك يتعدوا علي صاحبة البيت يتجاب من قفاه ...
بدأ ينظر إلى اركان المنزل والحوائط بريبة شديدة مع ازدياد تعرقه بشدة واهتزاز شفتيه ليدور حول نفسه لعله يلتمس الهزل بكلام الأخير ويخرج من هذه الورطة الذي أوقع حاله بها بغباء ....
ليقول بعدم تركيز كالمصاب بمس شيطاني :
-انت ..انت اكيد بتهرج صح ....
ينظر الي مالك الواقف بثقة واضعًا يديه بجيبه بكبرياء يبادله نظرات الكره والبغض والشماتة لحاله ،....وتدور عينيه على تلك الجالسة منكمشة بخوف فوق أريكتها بعيون بمنتفخة ووجه احمر فعندما تلاقت عينيهما انتفضت رعبًا منه ان ينقض عليها مرة أخرى فتحركت بسرعة البرق اتجاه الآخر متحصنة به متشبثة بذراعه بقوة خوفًا لينظر لها من علو بابتسامة ملتوية يبثها الأمان ...ليسمع صوته البغيض يقول :
-لو سمحت ...دي غلطة مش مقصودة ...أنا اسف ...اسف ياشيراز ..انتي زي بنتي بردوا ...صدقني مش هتعرضلها تاني ولا هضايقها....
-اطلع بره !!!!.
قالها مالك بهدوء غريب عكس النار التي اتقدت داخله وهو يراجع المشهد بعقله ..كان مختبئا داخل حجرة من حجرات المنزل بالاتفاق معاها مسبقًا ليخرج عند الوقت المناسب ممسكا به متلبسا ..فيأمره مالك بحدة غريبة :
-قدامك أسبوع أسبوع واحد بس ..تقدم استقالتك من المدرسة وماشوفش وشك في المحافظة كلها تأخذ اسرتك الكريمة وتروح اي مكان تاني فاهم ولا أفهمك ...
هز المعلم راسه بتوتر شديد وخوف يقول:
-حاضر حاضر ...مش هتشوف وشي ..طيب الفيديو ...امسحه ارجوك ....
-لا الفيديوهات دي هتفضل معايا ..لوقت اللزوم ..عشان لو اتعرضتلها او اتعرضت لغيرها .....اتفضل ماشوفش وشك تاني ............
ينصرف المعلم بخزي بعد إلحاح منه وترجي لمسح الفيديو ليقابل رجائه برفض وطرد من المنزل .....
............
بعد انصراف الأخير وقف ينظر الي الباب لبعض لحظات غير مصدقا لما حدث ..وكيف كانت كذبته بارعة لاقناع ذلك المخلوق بها ووهمه بوجود كاميرات مراقبة ..حتي ينجح تهديده له ..يشعر بأنامل صغيرة ممسكة به من ذراعه ينظر اليها يجدها متشبثة به فيمرر عينيه بين أصابعها وبين عينيها الممتلئة بالشكر ليقول مداعبًا إياها ليخرجها من توترها وخوفها:
-انتي محتاجة القميص في حاجة ؟؟...اوعي يكون بتفكري تمسحي مناخيرك فيه ..أنا مش معايا مناديل المرة دي.....
تصدح ضحكتها بانفعال شديد علي دعابته البسيطة ..رغم بساطتها الا انها كانت تحتاج ان تخرج من قوقعتها وخوفها بمثل هذا الضحك ..فتستمر بالضحك وتتشبث اكثر بذراعه القمحي ليجد الابتسامة تشق فمه بسعادة حقيقية يتأمل سذاجتها المبالغ فيها ....فهي الان ممسكة به بأريحية متقبلة وجوده كشاب غريب عنها بمنزلها ..كيف وثقت به لهذه الدرجة ؟!....لتدخله حجرتها ..كان من الممكن ان يكون شاب منحرف الأخلاق مستغلا وجودهما معًا لينال منها مايشاء ...تخيل نفسه محتضنا إياها لصدره بقوة ويهجم علي شفتيها الصغيرتين الورديتين لينهل من عسلها ..حتى تأن مستسلمة لهجومه الطاغي طالبة المزيد ....
أفاق علي صمتها وهزها لذراعه قائلة بنعومة :
-مالك !!..مالك..انت كويس ..سرحت في ايه ؟...
يفيق من تخيله يهز راسه بقوة يطرد هذه الأفكار المنحلة الذي دسها الشيطان بعقله منذ لحظات ..فيمد يده يزيح يدها عن ذراعه بتوتر قائلا :
-أنا لازم امشي...وجودي هنا غلط ....
-مالك استني ....انت هتعمل ايه مع المدرس ؟...اوعى تكون هتبلغ عنه ...
يرفع حاحبيه متعجبا من موقفها :
-انت بتهرجي اكيد ....مش عايزاني ابلغ ..علي الأقل الإدارة التعليمية لازم تأخذ خبر عشان تمنعه من التدريس ...
تعود لعبوسها وتقول برجاء ساذج :
-حرام ...عنده أولاد ..هو خلاص مش هيعمل كده تاني صدقني ....
يبتسم علي طيبتها فهي تصدق انه سيتعلم من خطأه ولن يكررها مع ضحية جديدة ..
يهز رأسه مطمئنًا قلبها :
-خلاص مش هبلغ عنه ..بس هحتفظ بالفيديو ده عشان لو صدر منه حاجة تاني ...
فتراه يخرج هاتفها ويليه هاتفه ويطلب منها تسجيل رقم هاتفه بهاتفها الخاص ليقوم بإرسال الفيديو علي احد المواقع الخاصة بالمحادثات بما يسمى(الواتس اب).....ويسلمها هاتفها مرة أخرى ..كل هذا تحت نظراتها المعجبة بشخصيته الخرافية التي هاجمت واقتحمت حياتها على حين غرة ....ليخرج من باب البيت مغلقا خلفه صفحة ...على امل فتح صفحات عديدة معه.....
..........
افاقت من شرودها علي حركها خفيفة خلفها لتلتف بسرعة بخوف بادي..ولكنها عندها رأته هدأت خلجاتها مرة أخرى لتقول بود:
-فزاع !!!!...
يبتسم لرقتها وصوتها الهادئ فتسمعه يدعوها بلقبها المفضل لديه قائلا:
-هيكون مين غيري ياست البنات ؟!....مش المفروض ده المكان السري بتاعنا .....
تضحك على كلماته الرقيقة وتهز رأسها معاتبة إياه:
-مش معقول يافزاع ..مش بتمل من انك تنده لي بست البنات
يجيبها بثقة متأمل خلجاتها :
-ولا عمري هبطل اقولها ..لان دي حقيقة ....
تتأثر بحديثه وتحزن لتعلقه بها حاولت كثيرًا الابتعاد عنه وفشلت لتقول بتأثر ونظرة حزن بادية :
-وايه اللي خلاك متأكد ان استاهل الاسم مش يمكن مااستهلوش...؟!....انت في حاجات كتير ماتعرفهاش عني ...
يقترب منها يجلس بجوارها مستظلا بالشجرة تاركًا مسافة بينهما يخبرها بصوته الأجش :
-لو الدنيا كلها اجمعت انك ماتستهليش الاسم ..هفضل متأكد انك تستحقيه ...
تبتسم بحزن وتهرب من نظراته لها تحاول البعد بأفكارها عن واقعها المرير تتساءل بخجل:
-اشتريت لي الحاجة ؟!...
فتراه يدخل يده في جيب قميصه السماوي ليخرج علبة صغيرة يقول بود:
-مقدرش أنسى ..بس انتي كدة افضل من غيرها ....
تلتقط العلبة القابع بداخلها عدسات العين بلهفة بين كفيها تشكره قائلة :
-انت ماتعرفش أنا اليومين اللي فاتو عدو عليا ازاي ..أنا تقريبا مكنتش بطلع من اوضتي .....
-أنا عايزك تتأكدي ان مافيش مخلوق يقدر يجي جنبك وأنت في حماية الحاج حافظ ......بس لو تصارحيني وتقوليلي هربانة من ايه ؟..ومسخبية ليه كده؟...وايه حكايتك بالضبط؟!....
تهدي ابتسامة هادئة تعلم ان الفضول يقتله منذ ان وطأت قدمها هذا المكان ولكنها تفضل الا يعرف اي تفاصيل اكثر مما يعرفه هو وام سعد ..تقفز من جلستها واقفة ثم تدور على أطراف أصابعها ثم تنحني له مع بسط ذراعيها بطريقة مستقيمة جانبها مع عكس ساقيها بطريقة مسرحية بمرح تدراي به حزنها الساكن ...فتستقيم تواجه نظرته التي يشملها به تهمس برقة معهودة :
-متشكرة ...متشكرة يافزاع على كل حاجة بتعملها معايا ..لكن احب أقولك ان من الأفضل لك ان ماتعرفش اكتر من اللي عارفه ...ومين عارف يمكن يجي اليوم وتعرف كل حاجة......
................................
جلس الحاج حافظ بوجه يصعب قراءته بوجه متجهم منتظرا ابنه الوحيد ..منذ عدة أيام مضت صعب عليه محادثته لانشغاله الدائم بمتابعة الاراضي والمخاصيل والمحلج ..عندما وصل على مسامعه حضور رجال السليمانية داخل بيته بدون إخباره مسبقا شعر بالصدمة والارتياب ...هو يعلم ان السليمانية عادة يأتون إلى بيته ولكن بموعد مسبقا ليستطع تأمين نفسه وبيته والموحودين داخله ليس بطريقة فجائية تضيع ما أعده من سنوات ..استشاط غضبًا عندما أخبرته ام سعد بتفاصيل ماحدث وعندما سألها عن خديجة وعلم بدخولها عليهم واحتكاكها بحازم ابن السليمانية جن جنونه ...الان الجميع يعلم بوجودها في بيته .....
دخل مالك ليتفاجئ بابيه يجلس على أريكته المفضلة شاردا مستندًا على عصاه ..سعد برؤيته اخيرا متحررًا من حجرته ولكنه ارتياب من هيئته ليقول بحبور شديد :
-وانا أقول الدنيا منورة ليه ..عشان أبو مالك ساب سريره اخيرا .......
يقترب منه ليطبع قبله فوق ظهر كف يده ويجلس بجواره ..فيلاحظ عدم تغير ملامحه وازدياد تجهمه ليتساءل مالك بحذر :
-في حاجة ياحاج مضيقاك ؟.......فيك حاجة؟!........
ينظر ابوه بطرف عينه لابنه ويضرب عصاه أرضا مصدرا صوتا مزعجا ويقول بضيق :
-شكلك اعتبرت ابوك مات واتركن ومابقاش له لازمة .......
يضيق مالك من هذا الهجوم الذي لايعلم سببه يتساءل:
-ايه الكلام ده ياحاج ؟!...حسك في الدنيا ......
-اومال اللي صدر منك ده تسميه ايه غير كده؟!
يعقد حاجبه ويقترب من والده يربت فوق كفه متسائل:
-فهمني بس ايه اللي حصل مني؟
ينظر حافظ لعين ابنه الوحيد نظرة ثاقبة حادة قائلا :
-ازاي تضايف عيلة السلمانية في البيت من غير ماتبلغني ..خلاص ابوك مالوش لازمة ...وانا محذرك ..عيلة السلمانية بالذات يامالك تديني خبر قبلها...
يتعجب مالك من حال ابيه لما هو حذر من زيارة السلمانية عن غيرهم من العائلات ..يحاول ان يستفهم منه عن سبب غضبه المبالغ الغير ملائم للخطأ الغير مقصود :
-ايه؟...ليه السلمانية بالذات اللي متخوف منها ...عايز افهم...
يجيبه حافظ بحدة :
-اسمع الكلمة وخلاص من غير ليه؟...لما يجي وقتها تبقى تعرف كل حاجة ...
اسمع كلامي وماتعارضش ياابني ...أنسى موضوع الأرض ومالكش صالح بيها ....
رد بحدة من تراجع ابيه المفاجئ فهذه الأرض كانت حلمه خلال السنوات الأخيرة ..ترى ماسبب تراجعه ؟....ليقول مالك بحيرة :
-انت اللي بتقول كده يا حاج ...انت كان حلمك تضمها للأراضي اللي في الناحية القبلية ...
رد بحزم منهيا الحوار :
-قولت خلاص يعني خلاص ...انت ماتعرفش ايه اللي هيجلنا من وراء الموضوع ده ...
اثناء مجادلة مالك واصراره علي فهم الأمور الذي تخفى عنه بعمد من ابيه شعر بحركة خارج المجلس ليرفع عينه ويلمح دخولها السريع مارة امام المدخل ..يستشيط غضبًا من خروجها بدون طلب الإذن منه تمييزًا له كاد ان ينادي بشدة عليها لتجاهلها المتعمد والتقليل منه دائما ..ليسمع صوت والدة القوى يناديها بود واضح حتى تأتي اليه ...تدخل مطأطأة الرأس بجسدها النحيف وملابسها السوداء التي لاتظهر منها شيئا ترفع رأسها فتقع عينيها علي عينيه المراقبة لها المتحفزة دائما للعراك تغفل منهما وتعود للنظر لقدمها..ليس خجلًا ولا ضعفًا وإنما هروبا ..تسمع الصوت الحنون الذي بصاحبها أينما كانت في أحلامها او كوابيسها يناديها بعتاب واضح يقول :
-قربي يابنتي مالك واقفة بعيد ليه ؟؟...ولا انتي زهقتي مني عشان كده بقالك يومين مابتجيش تطمني عليا...
تجفل من عتاب حافظ ..ويعز عليها ضيقة منها ..فهي تعتبره رمانة ميزانها في تلك الحياة المؤلمة وفضله عليها دينًا برقبتها ليوم الممات ..تقترب لتجلس بجواره كما أشار لها تحت اعين مالك الكارهة لهذا القرب لتقول بصوت هادئ تحاول ان توازن بين كلماتها لتخرج طبيعية امام مالك المترقب :
-لا ابدا ...انت عارف حضرتك مافيش حاجة تأخرني عنك ...حضرتك تأمرني وأنفذ ...
يصدح ضحكته التي أظهرت كهولته ليسعل بشدة بسبب طريقة حديثها الغريبة عليه كأنها واحدة منهم من أهل بلدته ..فيخرج منها بطريقة ممتعة ليقول بعد ان هدأ تدريجيا :
-الأمر لله ياست خديجة ...ياست البنات ..
قال جملته الأخيرة عن قصد ليلمح لها تلميحا من بعيد لتخجل وتنظر الي كف يدها المستريحان بحجرها ...انتبه مالك للحميمية الغريبة بينهما وعبارته الأخيرة التى قالها ببطء ملحوظ ..ويفهم مايشير اليه ..ولكنه غفل من حركة والدة التى فاجأته عندما رفع كف يدها يضعها فوق ظهرها المستقيم بكبرياء يدلك ظهرها لاعلى وأسفل بطريقة عجيبة غير منحية الظهر بل من منحنية الرأس كالتي تهرب من شئ ضامة ساقيها ليخفض نظره عليهما نزولًا من أسفل عباءتها فتقع عيناه على قدميها المغطاة بجوارب وردية وطريق رفع قدميها لتسندأصابعها على الأرض مع رفع كعبيها غير ملامسان للأرضية بطريق رشيقة ..تجلس كأنها بمقابلة رسمية تجريها ...يرفع عينه ليجد والده يهمس لها ويربت فوق ظهرها بحنان وتبادلة هز رأسها بصمت ...فيسمع سؤال والده لها :
-فزاع اشترالك اللي عايزاه ؟!....أنا موصية أي حاجة تطلبيها تنفذ ...
تبرق عين مالك من هذا الدلال المبالغ فيه مع واحدة غريبة عنهم ...ليخترق الهدوء صوت مالك المتحفز :
-انت خرجتي من غير إذن ...؟أنا مش منبه عليكي قبل كدة ...
تلتزم الصمت وتنظر للحاج حافظ ليجيبه بدلًا منها بحدة محذرا له:
-استأذنت منى يامالك ...وده مش كفاية ؟!...
يرتبك بسبب هجوم ابيه وإحراجه امامه :
-لا طبعًا ..انت الخير والبركة. أنا كنت فاكرها طلعت من غير ماتقول ...عموما كويس انها موجودة في موضوع مهم يخصها ..ينتبه حافظ لحديثه متسائلا:
-خير ياابني ؟..موضوع ايه؟
يعتدل مالك في جلسه ويرفع عينه ينظر اليها وهي منخفضة الرأس يحاول تسجيل رد فعلها :
-فزاع!!...كان طلب أيد خديجة مني......وحابب اعرف رأيها...
تجفل من حديثه فتقبض علي أطراف عبائتها بقوة وتسمع توبيخ حافظ له :
-ايه الجنان اللي بتقوله ده !!.انت جرالك حاجة ؟!....ازاي تسألها سؤال زي ده وأنت طالبها مني .....
تشعر باهتزاز جسدها وامتهانها تلعن ضعفها ..ظروفها ..لو كان عرض عليها الزواج من فزاع من عدة سنوات مضت لاسرعت في الموافقة عليه ..فزاع ذو القلب الحنون ..الذي تجتمع فيه كل شيم الرجولة والشهامة لايعيبه شئ ..ولكنها كالوباء لن ترض ابدا بمسه بعدواها.....يجب على كل مجرم ان ينال عقاب جرمه ....تسمع كلمات مالك التي مزقت صدرها بقسوة:
-فزاع ..قالي انه طلبها منك اكتر من مرة وأنت رفضت ..ولو على عرض الجواز أنا ممكن اسحبه لو هي وافقت علي فزاع ....انت عارف ياحاج ان كاتب كتابي على غادة والحقيقة أنا مش عايز اجرحها واجيبلها  ضرة ...
مابه لم يبال بمشاعرها ابدا ..جاحد ..ظالم ..غليظ القلب ...يخاف على مشاعرها ...؟!....ارادت الاختلاءبنفسها لتحرر صرخة مكتومة بصدرها بوسادتها تعتذر بصوت مهزوز طالبة الفرار:
-عن إذنك ياحاج !!..هقوم أنا.....
كادت ان تستقيم لتهرب من هذه الجلسة ولكنها وجدت كف يده الدافئ فوق كفها يمنعها من التحرك مع تثبيت عينه بعين ابنه بتحدي :
-استني ياخديجة!!!....أنا عايزك ....تسمعي الكلمتين دول ..وانا واثق انك مش هترفضي طلبي....
يصمت لعدة ثواني ويكمل مع رفع ذقنه بتحدي لولده :
-انت عندك حق ....أنا مايرضينيش ان اخرب عليك حياتك يابني....عشان كدة أنا قررت ان اكتب كتابي على خديجة الخميس الجاي.......ايه رأيك ياعروسة؟
شلت اطرافها من صدمة ماسمعته تعلم جيدا انه يريد حمايتها ويدخلها بضلوعه ويغلق عليها ...لكن ليس بهذه الصورة تجعل مايخطط له ..فهي تثق به ولا تشك بنواياه ..ماذا تفعل في هذا المأزق ..يخرجها من دوامتها ضغطه علي كفها فترفع نظرها له فتحده يبادلها النظرة الحانية يترجاها لا تخذله ....فتسمع صوت مالك الغاضب :
-تكتب كتاب مين ياحاج ؟..دي ؟!!!....
اكيد انت بتهرج .....دي من دور اصغر ولادك...
-الزم ادبك يامالك وأنت بتكلمني وبتكلم عنها ..دي هتبقى مرات ابوك ....
بصرخ مالك بغضب متناسيا انه يحدث والده:
-مرات أبويا ...لا الموضوع زاد عن حدة ..
فيكمل بتهكم بسؤالها:
-احنا ماسمعناش رأي العروسة ؟!..ايه اخرست........
قطع حافظ الحوار بكلمة واحدة كانت كفيلة باخراسه :
-ماااااالك!!!!....يكمل حديثها لها :
-خديجة عمرها ماهترفض ..هي عارفة ان دايما بدور علي مصلحتها ......مش كدة ياخديجة ؟!.......
تهز رأسها بخوف من ذلك المفترس المنتظر لحظة الانقضاض عليها تقول :
اللي تشوفه ياحاج ...أنا موافقة عليه ....
تجحظ اعين مالك غير مصدقا مدى حقارتها ..امس كانت تعد نفسها لتصبح زوجته واليوم تبدي موافقتها لتكون زوجة ابيه ...ما هذا الهراء؟!........
يربت حافظ علي كتفها بامتنان بالغ ويؤمرها بالانصراف لتهرب مختبئة بحصنها المنيع ..الذي يحميها ......
أما عنهما فظل حافظ علي ثباته ليقول لابنه:
-أنا أديتك فرصة ...وأنت ضيعتها ....
-فرصة !!...فرصة ايه؟!...انت بتسمي جوازي من دي فرصة ...ياريت عارف لها  اصل ولا فصل او حتى تريحني هي من عيلة مين ومستخبية ليه ...وبالذات عيلة السلمانية ..انت فاكر أني مش واخد بالي خوفك من السلمانية وقلقك من ساعة ما البت دي حطت رجلها هنا ....
ينظر له حافظ نظرة ثاقبة غير مهتزة :
-كويس ..ابني دماغه بدأت تفكر ...وبيفكر برة الصندوق .....فعلا توقعك وإحساسك في محلة ..بس طبعًا ابني مش هيخون ثقتي ويسلمهالهم ..ولا ايه؟!!...
يبتلع مالك ريقه بتوتر بالفعل فكر عدة مرات إبلاغهم عن شخصيتها ربما اقترفت جرم كبير هاربة بسببه ..حتى يتخلص منها ومن قربها لأبيه ..يسمع صوت ابيه الذي اخترق أذنه:
-إياك يامالك ...!!!.اياك تنفذ اللي شايفه في عينك ..انت مش عارف حاجة ..ماتعملش حاجة تفضل شايل ذنبها طول حياتك وجع الضمير بيقتل يابني ...خديجة ماتستاهلش ان نرميها ليهم ونخليها كبش فداء لرغباتنا وأهدافنا .....
ينتبه مالك لكل كلمة خرجت من ابيه يشعر انها مست جزء من قلبه قبل عقله ..ليس من السهل على كبير الجعافرة المحاربة من اجل شئ الا إذا كان مؤمن إيمانًا قاطعًا به ليقول متسائلا:
-يعني انت عارف هي بنت مين ؟...وأسباب هروبها زي ماتوقعت ....
-كل الأسئلة اللي في دماغك انا عارفها ..واللي اقدر اقوله انك تطمن ..هي بنت حسب ونسب وأبوها الله يرحمه كان صاحبي وليه دين في رقبتي لازم أسده بحمايتها ...
ينفعل مالك عند تذكره عرض والده عليها بالزواج:
-مش بالجواز !!!..حمايتها مايكونش بجوازك منها ..دي صغيرة اوي عليك ..لو حابب تتجوز نشوفلك واحدة مناسبة ....
يضرب حافظ عصاه أرضا ثم يستقيم واقفًا وينظر لابنه من ارتفاع مهيب :
-أنا هديك فرصة ..تفكر أما تجيب المأذون يكتب كتابي عليها ..يتكتبه انت ..والاختيار بايدك ....
هب واقفا امام والده منحني الرأس يفكر جيدا قبل إقباله على خطوة يندم عليها:
-أنا موافق ...ان اكتب عليها بس بشرط....
-بتتشرط علي ابوك يا ابن حافظ ..قول اللي عندك....
قال مالك بجدية:
-مدام الجواز جواز مصلحة ..يبقى هيكون على الورق بس ..واطلقها بعد ماتحل مشاكلها ....
تلتوي ابتسامة الحاج حافظ ابتسامة ماكرة:
-موافق ....بس خليك فاكر ان ده طلبك ..ماتجيش بعد كدة تغير رأيك ..سامع يامالك.......
يهز راسه بثقة:
-اطمن ياحاج ابنك مش بيرجع في كلامه لو هيموت ..في حاجة كمان ....يبتلع ريقه بتوتر يقول تحت أنظار ابيه :
-غادة....غادة لازم أتمم جوازي منها كفاية كدة احنا بقلنا كتير مكتوب كتابنا ...
رد حافظ باختصار وهو يسير اتجاه الباب :
-اعمل اللي يريحك ويريح ضميرك ..
ينصرف ببطء من امامه ..يعلم جيدا عدم رغبة ابيه في تلك الزيجة الذي فاجأه بها وبارتباطه منذ اربع أعوام تقريبا ...كان في تلك الفترة تائها رافضا للتواصل مع اي احد حتي أصدقائه انفصل عنهم بعد اختفائها المفاجئ الغير متوقع له فاقدا جزءا من نفسه وقلبه مع فقدانها الذي هز كيانه ...ليتلقى بعدها بغادة التى انتشلته من تيهه ولكنها لم تملأ الفراغ الموجود بقلبه حتى الان ....
.......
وقف في شرفته الخاصة يفكر في حل لهذا المأزق الذي وضعه فيه ابيه عليه ان يرتب أفكاره وأولوياته ..يمسك هاتفة للمرة التي جهل عددها يحاول الاتصال بها على وجه السرعة يجب عليه الاتفاق معها على تحديد موعد للزفاف كفاه تأخير وتعطيل لسير حياته ..إذا كان مجبر للزواج من الأخرى فمن الأولى اتمام زواجه بخطيبته أولا ...كفى انتظارًا يقتل المشاعر بدون امل ..فلا الغائب يعود ولا الأموات تحيا مرة أخرى ...كثير كان مترددًا في خطوة زواجه لايعلم سببًا محددًا لذلك فعند التفكير في الأمر بجدية تنتابه مشاعر متضاربة تشتت تفكيره واتزانه في إصدار الأحكام ..لايعرف هل سبب تردده انتظاره علي امل. عودتها مرة أخرى ...ام لانه يشعر بها تحيطه في كل مكان ...قريبة .!!!......ام خوفًا من حقيقة مشاعره لغادة .......يقطع تفكيره صوت رنين الهاتف بعد ان كان خارج التغطية منذ دقائق ويفتح الخط يسمع صوتها الناعم ذات البحة المميزة :
-حبيبي !!...وحشتيني موت ..كل ده ماتفتكر تتصل بيا......
يبتسم مالك وتخرج من صدره تنهيدة عنيقة :
-لا أنا مايهونش زعلك ...انتي وحشتيني جددا جددا ياغادة ...أنا عارف انك مشغولة وكنت منتظر وقت المناوبة يخلص وتكلميني....
تقف بزيها الرسمي الخاص بمضيفات الطيران بتنورة قصيرة ضيقة تلامس ركبتها وتكشف عن ساقيها وجسدها الممشوقتان تكتف ذراعها الحرة امام صدرها لتستند بظهرها علي الجدار تقول بإنهاك :
-أنا فعلا ياروحي في الطيارة بنستعد عشان الركاب اللي هيوصلوا دلوقت ..قلت افتح الموييل اشوف اخبارك ..لقيتك بتتصل .....
يسند ذراعه الحرة فوق الحاجز بالشرفة منحنيا قليلا للأمام يكمل بثبات:
-حبيبتي أنا فعلا اتصلت لان في اخبار حلوة عايز اقولهالك....
غادة بفضول :
-خير يامالك ؟!...بجد محتاجة افرح....
-هنتجوز !...اخيرا هنتجوز!!!!.....الحاج حافظ طلبت منه اننا نعمل فرحنا في اسرع وقت.....
سعدت لهذا الخبر المنتظر من سنوات:
-بجد انت بتتكلم جد?!!...
-طبعًا جد وانا من امتى بكذب عليكي ...أنا قولت أبلغك عشان تاخدي اجازة من الشركة لان الزفاف هيكون قريب ...وفي البلد هنا .....
إجابته باستنكار واضح :
-بلد !!!!!!!ده مكانش اتفاقي..أنا طلبت ان يتعمل فرح وفي العاصمة في اكبر الفنادق عشان اقدر اعزم أصحابنا يامالك من الزملاء ..انت عايزني اجيب المضيفات والكابتن في البلد ..عشان يحضروا فرحنا..استحالة ده يحصل ...وكمان قرايبي ....لا..لا ..شيل الموضوع ده نهائي ....
-بعدين ياغادة مالها البلد ..ما البلد دي اللي عايش فيها وجئت منها بتستعري مني ياغادة .....
ابتلعت رقها بتوتر وهي تحاول ان تخفض صوتها عن زميلتها التي مرت من جوارها اثناء انفعالها:
-افهمني يامالك ...أنا مش بقلل منك ياقلبي أنا بس ليا أحلام نفسي أحققها ....
يحاول تهدئة الوضع:
-طيب ايه رأيك نعمل الفرح في الفندق زي ماانتي عاوزة بس لازم يبقى فيه فرح هنا يا غادة في كبارات البلد لازم يحضروا ..ها ايه رأيك .....؟؟
حاولت التفكير سريعا خافت ان تسبب له الضيق فينفر منها :
-قلبي انت ...أنا مقدرش على زعلك ...زي ما تحب أنفذ ...
تكمل بنبرة مغرية مقصودة:
-مدام النهاية واحدة وهدفنا واحد...هو انك هتنام في حضني ياقلبي اخيرا ...حضر نفسك يا كابتن للجولة الأولى ....
تصدح ضحكته الخلابة عاليًا لتشق السكون المحيط رغم شعوره بالارتباك من صراحتها الزائدة في تلك الأمور الخاصة فيجيبها بخبث :
-هنام في حضنك بس ؟..انتي خيالك ضيق ياغادة ..ماتعرفيش مالك حافظ وامكانياته اللي هعرفهالك اول مايتقفل علينا الباب ....
-وقح!!!!!..ياقلب غادة ..عموما هقفل معاك عشان الناس بدأت تطلع ..
يتذكر مالك شيئًا أساسيًا عزم على إخبارها إياه ليقول بلهفة :
غادة!!!!.....في...في موضوع كنت عايز أكلمك فيه عشان تكوني على علم ..أنا عارف انه صعب بس عايزك تفهميني وتقدري موقفي ......
-خير يامالك؟!!!...
-أنا هتجوز .........
كلمة مبهمة القاها على مسامعها لتتساءل تتأكد من مقصدها ليقول مرة أخرى :
-هتجوز!!!!!!!
........................
وقف وسط الظلام الذي يخترقه الإضاءة الخافتة بالساحة الخارجية للبيت يلتف يمينًا ويسارًا ..يبحث عنها ..أين اختفت ؟!..أين ذهبت ؟!!...هل وصل به الأمر لحد الهذيان يتحول الأمر به من الخيال للواقع ..ليهيأ له عقله رؤيتها بهيكلها بجسدها البض تتمايل متراقصة بحرية في رداء فضفاض واسع لم يستطع يحدد لونه بسبب انعدام الإضاءة ..اثناء حركاتها المتمايلة تتراقص بشكل غريب لايعرف له نوع او اسم ...تطلق لشعرها العنان يلتف حولها بحرية ...فهو اكيد من رؤيتها اثناء اجراء مكالمته مع غادة ليضطرب عند رؤيتها من نافذته فيسقط الهاتف من يده بسبب ارتباكه المفاجئ..ولكنه لم يهتم للاطمئنان على حالة هاتفه او الاعتذار لها بسبب إنهاء المكالمة المفاجئ ...لم يهتم الا بشئ واحد اللحاق بها ..هي فقط.....
من المؤكد لم يصل به الأمر لحد الهذيان والتخريف لقد رآها ..شعر بوجودها ..متأكد من وجودها بقربه دائما ولكن لما تهرب منه تتركه بعذابه وألمه ......
تقدم عدة خطوات حتى اقترب من الباب الرئيسي المعدني فيلاحظ انغلاقه بالسلسلة الحديدية ..لتؤكد له عدم دخول وخروج احد منها في مثل هذا الوقت فيخاطب نفسه بلوم"بعدين يامالك ..لازم تنسى ..خلاص هي ماتت لازم تتأكد انها مش راجعة تاني ..اللي بيموت عمره ما بيرجع ...عمره"
شعر بحركة بطيئة من خلفه من بعيد وسط الأشجار الكثيفة ..التف فجأة عند سماع الصوت من خلفه ليشاهد شخص ما يتحرك بحذر وسط الأشجار ترجمت إشارات عقله سريعا ان هذا مراده ...من يبحث عنه ..لم تكن هي ..بل كان لصا متسللا .
يتبع

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياWhere stories live. Discover now