فتـاة الجـيش-K.TH ⁦✓

006

~~~~~~

"وأيّ خطأ !..سيتمّ حلاقة شعره من قِبلِي أنا.."

تدافعت تلك الكلمات متتاليةً من شفتيه مستقصداً أونسون التي أبدت ردّة فعلٍ هادئةٍ عكس توقّعاته..

صفّق بيديه بينما يأمرُ الجميع بإلتزام أماكنهم على طول السّاحة ..

بلغت أونسون موقفها على بعد أمتارٍ من سوبين وما إن صفر جين بصفّارته حتّى إنطلق الرّجال برشاقةٍ..

كانت ستهمّ بالرّكض لكنّ يده أحاطت ذراعها معيداً جسدها للخلفِ وقد تلقّى منها تلك النّظرات التي تنذر بالحقد..

"أتركني ماذا تفعل !"
عدّل نظّاراته الشّمسيّة على عينيه مبتسماً بتكبّرٍ على صراخها الذّي إنتشر حولهُ وعينيها تلمع متمعنةً جمع الرّجال !..
هناك من فشل متراجعاً ..
وهناك من بلغ مكان المسدسات يمسكونها للتصويب حول أهدافهم الدمى المعلّقة بحبالٍ لتتدلّى بالهواء..

لاحظ حماسها..لاحظ تلك الشّعلة التي تنهش بدواخلها حماساً..تريد إمساك مسدسٍ..تريد الرّكض والتّشقلب والقفز مثلهم..لكنّه يصدّها محيطاً ذراعها..

تحمحم جاذباً أنظارها الثّاقبة ناحيته لتتوتّر عيناه لوهلةٍ لكن لم تلاحضها بسبب تلك السّوداء على عينيه..

"هل تظنين أن دخولكِ الثكنة سيحدث بهذه البساطة ؟!"

قهقه بخفوتٍ وبإستفزازٍ شديدٍ محاولاً إغاضتها .. لكنّها كالجمّاد تستمع لكلماته بدون ملامح تُذكر..فإستدرك مضيفاً على حديثه بجديّةٍ :

"إذهبي وقِفي بجانب جين !..بعد إنتهاء التّدريبات الصّباحيّة سأقوم بإختباركِ..وإذا فشلتِ.."

إبتسامةٌ جانبيةٌ نمت على شفتيه موقفاً حديثه لكنّه واصل بنفس حركة شفتيه:

"سوف أنفّذ شرط قطع الشّعر .."

أفلت ذراعها وقبل مغادرته أحاط بخصلات شعرها النّهائيّةِ يلمسها بإعجابٍ..وسار مبتعداً مواصلاً مراقبة الرّجال .. و كلماته القاسية تقع على مسامع كلّ من فشل منهم..

ثلاثون رجلاً من أصلِ مائتين قد تخطّوا جميع الحواجز بنجاحٍ وبلغوا خطوط النّهاية بعد التّصويب بنجاحٍ بواسطة المسدسّات وهاهم يقفون بفخرٍ من جهة اليمين ومنهم سوبين الذّي يحاول إبراز نجاحه وثقته لأونسون ...

وكانت هذه الأخيرة تنظر لتصرّفات العقيد الذّي يصرخ بغضبٍ عمى بصيرته على البقيّة الذّين فشلوا فشلاً ذريعاً..كان جاداً وعروق يديه قد ظهرت بوضوحٍ على جلده ولا سيما إحمرار رقبته مواصلاً صراخه..