Ch.10 [END]

106 5 5
                                    


الأول مِن نوفمبر/تشرين الثاني.
كنتٌ قد أسيقظتٌ نظرتٌ في هاتفي، لاحظتٌ التاريخ، كما لاحظتٌ بأن يوم مولدي كان اليوم الثاني من يوم وفاة أبي، كان الخامس عشر من أكتوبر، فكرتٌ كيف أن ليست جميع سنواتك مُتشابهه، أبلغٌ من العُمر ثلاثة وعشرين عامًا لم أعتقد يومًا بأنها ستأتي أحداث تجعلني أنسى اليوم الذي ولدتٌ به.
في ذلك اليوم كان شعوري مُختلف، لم أكن لأسعى خلف أي شيء في هذا العالم، أردتٌ فقط أن أعيشه كيوم عاديّ... دخلتٌ لأستحم وما إن خرجت حتى وجدتٌ هاتفي يرُنّ، توقعته إتصالًا من اونتشاي ولكنني لم أتعرف على الرقم.
أجبتٌ بينما أُقطب حاجبيّ "اهلًا ؟".
تحدث صوت رجولي وكبير في السن كما يتضح "إن كُنت تريد معرفة ما حدث لوالدتك تعال إلى العنوان الذي أرسلته في الرسالة".
لم أستوعب ما قاله، لم أصدق ما يقوله، كنتٌ أعيد كلماته تلك في رأسي، لم أستيقظ من غفوتيّ حتى قُمت بفتح تلك الرسالة لأجد العِنوان بالفعل.
أرتديتٌ ملابسي على عجل، خرجتٌ أجري من غُرفتي.
تحدث إلي لوكاس بتعجُب "لمَ أنت مُغادر بهذه العجله ؟".
ضحك جاكسون ليُردف بمُكر "إلى عشيقته بالطبع".
لم أكن على إستعداد لكي اُجيب، لم أعرف ماذا علي أن أقول حتى، قدتٌ سيارتي مُسرِعًا إلى ذلك العنوان ورأسي يملئه مئة سؤال، شعرتٌ بصعوبة إلتقاطٌ نفسي كان صعب جداً وخصوصاً وأنا شِبه مُبلل.
وصلتٌ وجهتي بعد نصف ساعة، كان فُندق في أوساط سيؤول، دخلت لأستعلم عن مكان الغُرفه، علمتُ للتو وبعد ثلاثة وعشرون عامًا بأن والدتي تُدعى لـي يوري، عشيقة أبي.. أقتربت لأتحدث إلى الموظفة "هل هي في الغُرفة ؟".
أريد أن أراها، أردتُ حينها معرفة كُل مايخصها، لا أعلم لمَ راودني شعور بأنني لن أراها ابدًا.
أجابتني الموظفه بأنها لا تعلم لذا كان يتوجب علي الصعود والنظر بنفسي، كان قلبي يخفق بسُرعه مُضاعفه، كان سيخرج من مكانه، وضعتٌ يدي على قلبي لأحاول تهدأت نفسي.
وصلتٌ الطابق الذي يحمل تلك الغُرفة، سِرتٌ بخطوات ثقيلة جدًا، بدأتٌ أبحث هنا وهناك بينما نفسي مُضطرب وجبيني يتصبب عرقًا، يديّ ترتجف وقلبي يخفق بشدّه.
وجدتٌ الغرفه بعد بحث دام دقيقتين، تجمعت دموعي في عينيّ، هل سأراها الآن حقًا ؟ هل سيُصبح لدي أم بالفعل ؟ هل سأرى وجهها وأُناديها بـ أمي ؟
أبتلعتٌ ريقي ورفعتٌ يدي المُرتجفه لأطرق الباب طرقتين، لم ألبث طويلًا حتى فُتح الباب، ما إن نظرت حتى وجدت رجل يبدو كحارس شخصي... مَن هذا ؟
سألتٌ بقلق واضح على ملامحي "هل هذه غُرفة لـي يوري ؟".
أجابني بوجه خالٍ من التعابير "نعم... تفضل بالدخول".
أشرتٌ بإصبعي "هل هي في الداخل ؟".
أدخلني ليُغلق الباب خلفي ويُردف "مِن هنا رجاءً".
سرتٌ إلى غرفة المعيشه في تلك الغرفة، كان هناك حارس شخصي آخر ولكن لا وجود لـ أمي... أو أي امرآه أخرى.
سألتٌ بفضول بينما أنظر إليهما "ماذا يحدُث هنا ؟"
ما إن سألت ذلك السؤال حتى يتقدم رجل ثالث يبدو في قعده السابع برداء مُهندم ووجه يبدو عليه التقدُم في العمر.
جلس في الكرسي المُقابل لكرسيّ ليُردف قائلًا "مرحبًا بك يا حفيدي الوحيد".
عقدتٌ حاجبي بتعجب وعلمتٌ بأنه والد أمي "هل لـي يوري هو أسم أمي ؟".
أبتسم ليُخفض رأسه ويتحدث "نعم... هو كذلك".
نظرتٌ يمينًا وشمالًا "إذًا أين هي ؟ أريد أن أراها".
نفى برأسه ليُردف سريعًا "ليست هنا".
عاودتٌ النظر إليه "لمَ أنا هنا إذًا ؟".
أشار بيده ليُكمل بذات النبره "أخبرتك بأنني سأخبرك بما حدث لها".
بلّلتٌ شفتيّ "أنا مُنصت... تفضل".
صمت لثوانٍ ثم أردف بهدوء "والدك قتلها".
قالت كلماته تِلك وأتسع بؤبؤ عيني بصدمه، هل ما يقوله صحيح ؟ لمَ قد يكون قتلها ؟ ألم يُحبّها يومًا ؟
أكمل بذات النبره الهادئه "وأنا قتلتٌ والدك".
ما إن سمعتٌ بقية كلماته وقفت، صرختٌ به "ما الهراء الذي تفوهت به للتو ؟".
زفر الهراء ليُكمل "أحضرتُك لأخبرك الحقيقه... ألا تُريد سماعها ؟".
قمتٌ بتحطيم الطاولة أمامُنا لأصرخ مُجددًا "أنتظرتٌ ثلاثة وعشرين عامًا لتُخبرني بأن والدي قتل والدتي ؟".
أشار بيده ليقول "كانت تُهدده بأنها ستأخذك بعيدًا عنه لذا هو قام بقتلها".
حطمتٌ بقية الأشياء المتواجده في تلك الغُرفه بينما أصرخ به بأنني لا أصدق كلماته تلك.
وقف هو لأتوقف أنا نظرتٌ إليه لأندفع وأنوي ضربه ولكن حراسه الشخصيين منعوني وحملوني بعيدًا عنه.
قال أخر كلماته لي "أقسمتٌ للرب بأنني سأقتل قاتل أبنتي وفعلتٌ ذلك... حتى وإن لم تُصدق لكن هذه هي الحقيقة".
خرج ليتركني بينما الحارسين لازالا يُمسكان بيدي، كنتٌ أحاول إفلات يديّ مِنهما، كنتٌ أود اللحاق به، لازلتٌ أملك الكثير من الأسئلة، لازلتٌ أود معرفة القصة بتفاصيلها المُمله ولكن لم يسعني ذلك.

— بعد ساعتين، المشفى.
وصلت الإسعاف، أنزلوا المريض بينما يصرخون بـ"حالة حرجه، إطلاق ناري"، تجمهر المُمرضين حوله، أُسعِف المريض إلى غُرفة العمليات.
الطبيب بصوت مُرتفع "اونتشاي... يحتاجونكِ في الداخل".
دخلت اونتشاي لتسير بخُطى ثابته مُتجهه إلى السرير الذي كان يستلقي عليه المريض، أمسكت بالمقص، رفعت نظرها لتراه، سقط المقص من يدها، تراجعت خطوتين إلى الخلف.
اونتشاي والدموع في عينيها "ماذا حدث له ؟ أين هي الرصاصة ؟".
أجابت المُمرضه الأخرى "في الرأس".
سقطت اونتشاي أرضًا، لم تحملها قدميها أكثر، دموعها التي تساقطت كالمطر، صرخت بأعلى ما تمتلكه من صوت، حاول المُمرضين إخراجها ولكنها كانت مُتشبثه بسريره.
اونتشاي بينما تجهش البكاء وتتشبث بسريره "زيلو أرجوك أستيقظ... لا تمُت أرجوك".
أستدارت إلى الطبيب لتصرخ به "هو بخير... لن يموت لا حاجة لهذه".
أشار الطبيب بعينيه ليحملها أحد المُمرضين ويرمي بها خارج غرفة العمليات ولكنها كانت تطرق الباب بينما تصرخ بهم وتنادي بإسم زيلو.
دخل أخوة زيلو بإستثناء جاي، كان هدفهم الوحيد هو أن يجدوا اونتشاي بسرعه وفي الوقت ذاته يسألون عن زيلو، كانت ملامح الخوف ترتسم على وجيههُم المذعوره، كانت السماء سوداء مليئه بالغيوم تبكي لفُقدان أحدهم.
سقط لوكاس شعر بأن قواه ضعفت دون أن يتمالك نفسه، بدأ جاكسون يسأل عن اونتشاي وما إن وجدها شعر بثِقل جسده ولسانه عندما رأى مظهرها المُنهار كليًا، عاد إلى الخلف عِدة خطوات وهو يفتح عينيه على محاجرها.
أستجمع لوكاس قواه ليجري تجاهها بينما يقوم بتحريك جسدها "أين هو زيلو ؟ هو بخير أليس كذلك ؟"
بدأ وكأن اونتشاي جن جنونها كانت تريد الصراخ والبكاء واحتضان لوكاس، لم تعلم ماذا قد يحدث لو فقدته.
بعد مُضي ساعه، خرج الطبيب من غرفة العمليات ويبدو عليه الإجهاد، توجه إليه الجميع بسرعه ودون تردد.
ماثيو بقلق ملحوظ "كيف هو الان ؟".
جاكسون بجديّه "هو بخير صحيح ؟ كل شيء على مايرام أليس كذلك ؟".
أردف الطبيب بدون مُقدمات "أخاكم وافتهُ المنيه... اسف لخسارتكم".
وقعت اونتشاي أرضًا بينما هي تصرخ بأعلى ماتمتلكه من صوت مُرتفع، عاودت الوقوف وبدأت بضرب الطبيب وشتمه وإتهامه بالكذب.
تايونق بينما يبكي "انا السبب... انا سبب ماحدث له".
سقط جاكسون ودموعه لا تتوقف عن النزول، رفع رأسه ليأخذ نفسًا عميقًا ليرى لوكاس وقع مغشيًا عليه.
صرخ ماثيو بفزع "لوكاس".
أمسك المُمرضين بـ لوكاس وقاموا بنقله إلى غُرفة الطوارئ.

بعد سنة، الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

لقد مرّت سنة على فُقدان العالم ذلك الوجه الوسيم، ذلك الفتى مُتعجرف المظهر، رقيق القلب، لقد مرّت سنة على فُقداني لقلبي، فُقداني حبيبي وصديقي وكل شيء بالنسبة لي.
لم تكن الأيام تمضي بسهوله، لم تكن الأيام سهلة الميسر مثلما كانت عندما كنت برفقتي، لم يعد شيء كالسابق بدونك، لم يؤلمني شيء بقدر حُبي لك.
لم يهمشني الاشتياق يوماً بقدر اشتياقي لك، لم يسعُني الصراخ لم يسعُني الهروب.
في كل مره أهرب أعود إليك، حاولتٌ جاهدة المُضي قدمًا ولكن كنتٌ كما لو أنني أؤذي نفسي... صعب جداً نسيانك.
أحبك ولازلتٌ أحبك وسأبقى أحبك.

THE END.

𝐎𝐕𝐄𝐑𝐃𝐎𝐒𝐄.Where stories live. Discover now