تكملة الفصل السابع عشر

13.8K 363 50
                                    

تكملة لفصل السابع عشر
تأمل صورها بملامح جامدة لا توحي بشيء ...
ظل جامدا في مكانه لا يتحرك... فقط ينظر الى الصور بسكون غريب ... سكون لا يشبه تلك النيران المندلعة داخل قلبه ...
رمى الصور على الطاولة الفاصلة بينه وبين والدته ونهض من مكانه متجها خارج المكتب قبل ان توقفه والدته قائلة بنبرة متأسفة :
" انا اسفة ...لم أكن أرغب بأن أصدمك بهذه الطريقة ... لكنني فقط أردت أن تعرف حقيقتها كي لا تظل مخدوعا بها ..."
ابتعد عنها دون ان يجيبها بأي شيء وخرج من المكتب بأكمله لتقول والدته براحة :
" من الجيد أنه عرف حقيقتها قبل فوات الاوان ...هذا ما كان ينقصني أن يقع بغرام فتاة مثلها ..."
............................................................................
خرجت أسما من غرفة المكتب واتجهت الى صالة الجلوس حينما توقفت في مكانها ولمحت فرح تدلف الى الداخل وهي تجر حقيبتها خلفها ...
اقتربت منها وهي تهتف بسخرية :
" ها قد عادت كنتنا المصون اخيرا ..."
توقفت فرح في مكانها وقالت بضيق خفي :
" كيف حالك خالتي ...؟!"
اجابت أسما عليها بإقتضاب :
" بخير ..."
ثم أردفت بنبرة قوية  :
" تأخرت كثيرا عند بيت أهلك ... وكأنه لا يوجد غيرك ليواسي أختك ..."
ردت فرح عليها بقوة :
" لقد أخذت الإذن من زوجي وهو وافق وهذا أهم شيء ..."
مطت أسما شفتيها بإستياء بينما جرت فرح حقيبتها  خلفها واتجهت الى الطابق العلوي ...
دلفت فرح الى  غرفتها لتجد الغرفة مظلمة وباردة للغاية ... اغلقت الباب بهدوء خلفها وسارت نحو السرير لتتفاجئ بأدهم نائما بعمق ....
وضعت حقيبتها ارضا وجلست بجانبه تتأمله عن قرب  ....
" أدهم ..."
قالتها وهي تهزه من كتفه ليفتح عينيه اخيرا بعد لحظات قبل ان يعي وجودها فينتفض من مكانه قائلا بعدم تصديق وفرحة طغت على كل شيء :
" فرح .... متى عدت...؟!"
ابتسمت فرح بخجل وقالت :
" الان عدت ..."
نهض من مكانه وفتح الضوء ثم عاد اليها وقال :
" اشتقت اليك كثيرا   ...."
" وانا ايضا ...."
قالتها بتردد ليجلس بجانبها ويمسك يدها  ثم يقبل وجنتيها برقة ...
هتف اخيرا متسائلا :
" كيف حال اهلك وليلى  ...؟!"
هزت رأسها وهي تجيبه بجدية :
" بخير ...ليلى بدأت تعمل في المزرعة ...وهي تبلي بلائا حسنا للغاية  .."
" رائع ...."
" أنت كيف حالك ...؟!"
اجابها بجدية :
" بخير ... لكنني أصبحت أفضل الان..."
تثائب فرح وقالت :
" انا متعبة  للغاية ...الطريق كان طويلا ...."
" لماذا لم تخبريني أنك ستعودين...؟!"
سألها متعجبا لتهز كتفيها وتجيبه :
" أردت أن أجعلها مفاجئة لك . .."
أبعد خصلة من شعرها انزلقت على وجهها وقال :
" خير ما فعلت  ..."
ثم أردف :
" هل تشعرين بالنعاس ...؟!"
اومأت برأسها وأجابته :
" للغاية...."
" ما رأيك أن ننام سويا ....؟!"
قالها بخبث لتبتلع ريقها بتوتر فيقول هو بصدق :
" ننام فقط لا شيء اخر ...."
" موافقة...."
فتح لهة ادهم ذراعيه لتختبأ بينهما فيغطي كليهما باللحاف الثخين ....اغمضت فرح عينيها وهي  تشعر براحة غريبة بوجودها بين ذراعيه.... طبع ادهم قبلة على جبينها ونام بصمت ...
...........................................................................
كانت الاء تعمل مع سلسبيل في تنظيف المنزل كعادتها طوال الايام الفائتة ...
كانت تمسح أرضية المنزل حينما شعرت فجأة بدوار غريب سيطر عليها ففقدت وعيها على أثره وسقطت ارضا ...
ركضت سلسبيل نحوها وهتفت بهلع :
" الاء ...يا الهي ..."
ثم ما لبثت ان ركضت نحو والدتها  وكاظم اللذان يجلسلن في صالة الجلوس وهي تصرخ :
" الاء فقدت وعيها...."
قفز كاظم من مكانه فورا واتجه نحوها ليحملها بين ذراعيه ويتجه بها نحو غرفة النوم ...
وضعها على سريره واخذ يضرب وجنتها بكف يده وهو يهتف بخوف :
" الاء ...اجيبيني ...هل انت بخير ...؟!"
رمشت الاء بعينيها اخيرا وفتحتها تدريجيا قبل ان تهتف بنبرى متعبة :
" ماذا حدث ...؟!"
تنهد كاظم براحة قبل ان يخبرها بحنان :
" فقدتِ وعيك ..."
اعتدلت الاء في جلستها وقالت :
" يا الهي لم أشعر بنفسي حينما سقطت ارضا ..."
تقدمت والدة كلظم وسلسبيل منها حينما هتفت والدة كاظم :
" كيف أصبحت ابنتي ...هل انتي بخير...؟!"
اومأت الاء برأسها وقالت بنبرة رقيقة :
" بخير خالتي ،..لا تقلقي علي ..."
" سأطلب الطبيب ..."
قالتها سلسبيل بسرعة ليقول كاظم :
" معك حق ...اتصلي بالطبيب .."
الا ان والدته عارضته بسرعة :
" لا يوجد داعي للطبيب ...لقد أصبحت بخير ...."
لكن كاظم عارضها قائلا :
" اريد أن نطمئن عليها ونعرف ما بها ...."
الا ان والدته تحدثت بثقة :
" انا اعلم ما بها ..."
تطلع الاء اليها بحيرة بينما قالت الام :
" هنيئا لك يا بني ....زوجتك حامل ..."
جحظت عينا الاء بصدمة بينما سعل كاظم بشدة وابتسمت سلسبيل بزهو ...
تحدث كاظم مبتلعا صدمته :
" ماذا تقولين يا امي ...؟! بالتاكيد لا ..."
الا ان الام كانت مصرة على ما قالته:
" لما لا ...؟! انتما متزوجان من فترة طويلة ... ومن الطبيعي أن تحمل  .."
ثم التفتت نحو الاء المندهشة وهنأتها :
" مبارك حملك يا ابنتي ..."
وأخذت تربت على كتف كاظم وتقول بسعادة :
" واخيرا سأرى أبنائك يا كاظم ..."
" لنتأكد من الطبيب اولا ..."
قالتها سلسبيل ليؤكد كاظم حديثها وهو يتطلع الى الاء المخفضة رأسها بخجل :
" معك حق ....سنتاأكد من الطبيب اولا ..."
اما الاء فأخذت تفكر بأن كذبتها وادعائها الاغماء امامهه جاء بنتائج عكسية لما ارادت ...
............................................................................
وقفت ليلى تشرف على عمل احد الفلاحين بالمزرعة بعدما خرجت غاضبة من عند شاهين ....
هي لا يكفيها جميع ما مر فوق رأسها ليأتي هذا الشاهين ويزيد الطين بلة ...
لقد اكتفت من استبداد الرجال وتحكماتهم التي لا تنتهي ....
كانت شاردة تفكر فيما حدث بينهما منذ قليل حينما شعرت بأحدهم يقف أمامها ....
انه جابر ...
تراجعت الى الخلف عدة خطوات مصدومة منه ومن جرائته بالوقوف أمامها ...
" كيف حالك يا ليلى ...؟!"
تريد ان تخنقه الان ...نعم تريد هذا وبشدة ... كيف له أن يأتي ويراها ويسألها عن حالها بكل هذه السهولة ....
كيف له ان يفعل هذا ...؟!
" ماذا تريد يا جابر ..؟!"
سألته بنبرة صلبه ليجيب :
" اشتقت اليك ...فجئت لأراكِ ..."
هكذا بكل بساطة يخبرها أنه يشتاقها وجاء لرؤيتها ...
رفعت حاجبها بعدم تصديق قبل ان تهتف بنبرة مستنكرة :
" هل جئت لتمزح معي يا جابر ...؟!"
رد جابر ببساطة أغاظتها :
" انا لا امزح معك ...انا اشتقت اليك فعلا وجئت لأراكِ ..."
رطبت شفتيها بلسانها ثم ما لبثت ان قالت :
" انا بخير كما ترى ...وبما أنك رأيتني يمكنك ان تغادر المكان فورا ..."
" لماذا تعامليني بهذا الشكل يا ليلى...؟! ليلى انا اخطأت ومعترف بخطأي ولكنني ندمت حقا ... ولا اريد سوى ان تسامحيني وتغفري لي  ما اقترفته من ذنب بحقك ..."
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية :
" أسامحك ...على ماذا بالضبط ..؟! على ضربك وإهناتنك لي ....؟! "
صمت ولم يرد لتهتف به :
" لماذا سكت ...أخبرني علام يجب أن أسامحك ...؟"
" أعطني فرصة اخيرة يا ليلى ...."
صرخت به :
" نحن تطلقنا بالثلاثة يا جابر أم إنك نسيت هذا ايضاا ....؟!"
رد بألم جلي :
" لكنني نادم ...نادم على كل ما فعلته ...ليتني لم أطلقك ..."
رمته بنظرات كارهة ليكمل باسى :
" لقد أجبروني على تطليقك ....هددوني يا ليلى ...."
يبرر لها ..وكأنها بحاجة الى تبريراته ... مطت شفتيها وقالت :
" اذهب يا جابر ....ما بيننا انتهى منذ وقت طويل .."
اما من بعيد فكان شاهين يراقب ما يحدث .... تعجب من هذا الرجل الذي يتحدث معها بينما الغضب يبدو جليا على ملامحها وحينما احتد النقاش بينهما وجد نفسه يتدخل ...!
يتبع

عروس الثأر Where stories live. Discover now