الفصل الثالث عشر

11.2K 317 19
                                    

الفصل الثالث عشر
" ليلى جدي يريد رؤيتك ..."
كانت هذه كلمات ملك المقتضبة التي ألقتها في وجه ليلى قبل ان تخرج من غرفتها لتنهض ليلى من فوق سريرها وتتجه بسرعة نحو الخزانة لتغير بيجامتها ...
ارتدت ملابسها ورفعت شعرها عاليا ثم خرجت من غرفتها وسارعت في الذهاب الى جدها الذي كان ينتظرها في صالة الجلوس ...
دلفت الى صالة الجلوس واتجهت نحو الجد الذي استقبلها بإبتسامة وقبلت يده ثم جلست بجانبها وقالت:
" اهلا بك جدي ..."
ربت الجد على كفي يديها وقال :
" اهلا بك حبيبتي ... كيف حالك ...؟!"
اجابته بنبرة واهنة :
" بخيرر ..."
تأملها الجد قليلا ... كان التعب واضحا عليها ...
" اسمعيني يا ليلى ... اعلم أن ما حدث معك وما مررت به لم يكن سهلا على الاطلاق  ...."
اومأت برأسها دون ان ترد ليردف بجدية :
" ولكن انا أثق بحفيدتي ... أثق بقوتها وقدرتها على تجاوز كل هذا والبدأ من جديد..."
ابتسمت بضعف وقالت :
" اتمنى هذا يا جدي ..."
" ليلى ابنتى ... انتِ اقوى من مشكلة كهذه ... "
هزت رأسها عدة مرات وقد بدأت الدموع تتجمع داخل عينيها ...
" ابكي يا ابنتي ... ابكي وارتاحي ..."
هطلت دموعها من عينيها بسرعة وكأنها كانت تنتظر ان يطلب احد منها أن تبكي ... بدأت شهقاتها تظهر بوضوح  ليحتضنها الجد بسرعة ويربت على ظهرها ...
توقفت عن بكائها وأخذت تمسح دموعها باطراف أناملها وهي تتحدث بنبرة مجروحة :
" لقد تعرضت لجرح وإهانة كبيرتين يا جدي ...."
شعر الجد بالألم والضعف أمام دموع حفيدته ...هو لا يستطيع أن يفعل شيئا لها الان...
" انسي يا ابنتي ... انسي كل ما مررت به ..."
ثم اردف بتوعد :
" وذلك الحقير سأتصرف معه على طريقتي ..."
" لا تفعل له شيئا يا جدي ... "
" هل ما زلت تحبينه...؟!"
قالها الجد مذهولا مما يسمعه منها من رفض ان يؤذي جابر لتبتسم بتهكم قبل ان تقول بمرارة :
" احبه ...وهل رجل مثله يستحق الحب يا جدي ...؟!"
" كلا يا ابنتي .... بالتأكيد لا ..."
حل الصمت المطبق بينهما قبل ان يقول الجد :
" ماذا قررت الان ...؟! ماذا ستفعلين ....؟!"
اجابته بضياع حقيقي :
" لا اعرف ... هل تصدقني لو قلت لك أنني لا اعرف ماذا سأفعل ...؟!"
" فكري يا صغيرتي ... انتِ بحاجة لأن تفعلي الكثير من الأشياء التي قد تساعدك في تخطي ما حدث ...."
سألته ليلى بحيرة :
" مثل ماذا ....؟!"
اجابها بعد تفكير :
" ما رأيك أن تعملي ...؟! العمل سيساعدك في تخطي ما حدث ونسيانه ..."
" وماذا سأعمل ...؟! "
صمت لوهلة يفكر في عمل مناسب لها ثم ما لبث ان اجابها :
" تعالي اعملي في المزرعة ... "
" وماذا سأعمل بها ....؟!"
" تتابعين العمال وتراقبينهم .... وغير ذلك من اعمال الحسابات ..."
تمتمت بحيرة :
" اخاف ألا أنجح بأعمال كهذه يا جدي ... أنا درست العلوم ... دراستي تختلف عما تطلبه مني ..."
" ستنجحين يا ابنتي ... ثقي بي ... "
دب الحماس فجأة فيها فقالت بلهفة :
" حسنا ... انا موافقة ..."
" جيد ...متى تريدين ان تبدئي في عملك ...؟!"
" لا اعلم .... أخاف ان يتحدث الناس عني بسوء اذا بدأت العمل خلال فترة عدتي ...."
قالت جملتها الأخيرة بنبرة حزينة وقد عادت الذكريات السوداء تتدفق اليها ....
" ومنذ متى ونحن يهمنا كلام الناس ...؟! ستعملين متى ما تريدين ...."
" حقا ...؟!"
سألته بترقب ليومأ برأسه قبل ان يحتضنها ويطبع قبلة على جبينها ...
" فكري وبلغيني ... متى تريدين ان تبدئي العمل .. "
" حاضر ..."
" انا سأذهب الان ..."
نهض من مكانه متكئا على عكازته لتقول ليلى بسرعة :
" ابقى معنا على  الغداء يا جدي ..."
" لا استطيع يا ابنتي ...لدي ضيوف مهمين سيأتون على الغداء ..."
سار الجد خارج من صالة الجلوس تتبعه ليلى حتى أوصلته الى الباب الخارجي للمنزل وودعته ...
.................................

عروس الثأر Where stories live. Discover now