الفصل الثامن

11K 249 8
                                    

الفصل الثامن
الجزء الاول
في منزل حميد زهران ....
كان الجميع يجلس على مائدة الطعام يتناولون عشائهم حينما رن جرس باب المنزل ...
نهض الاب من مكانه ليفتح الباب بعدما قال لهم :
" ابقوا انتوا في أماكنكم ... سأرى أنا من أتى إلينا الان ..."
واتجه نحو الباب وفتحه ليجد ليلى أمامه بملامح يكسوها الالم و عينين مليئتين بالدموع ...
" ليلى ...ماذا حدث يا ابنتي ...؟!"
وما ان تقدم نحوها ليحتضنها حتى اغمي عليها بين يديه... حملها الاب بلهفة شديدة واتجه بها نحو صالة الجلوس قبل ان تأتي زوجته وراءه لتشهق بقوة ما ان رأت إبنتها ممددة على الكنبة فاقدة الوعي ....
اقتربت منها بسرعة وطبطبت على وجهها وهي تهتف بزوجها :
" ماذا حدث يا حميد ...؟! لما هي فاقدة للوعي .....؟!"
اجابها حميد وهو يتمعن النظر في وجه ابنته الاحمر من شدة البكاء :
" لا اعلم يا نجلاء ....لقد وجدتها منهارة امام الباب وقبل ان أسألها حتى ما حدث كانت هي قد فقدت وعيها امامي .."
جاء كلا من مازن وملك ومريم اللذين انصدموا بشدة مما يرونه قبل ان تصيح بهم الام :
" ماء ....هاتوا ماء ..."
ركض مازن بسرعة نحو المطبخ وجلب كوب من الماء الى والدته .... اخذته الام منه وبدأت ترش القليل منهه على وجهها فبدأت ليلى تستفيق تدريجيا من إغمائها ...
ما ان فتحت ليلى عينيها ورأت الجميع أمامها جتى انهارت بالبكاء من جديد ...
حاولت والدتها تهدئتها والفهم منها لكنها لم تستطع هذا وسط شهقاتها وبكاءها الشديد ...
احتضنتها الام وبدأت تهدأ بها وسط نوبة بكائها بينما هتف مازن بغضب :
" ليتصل احد بجابر ويفهم منه ما حدث ..."
وبالفعل خرج الاب من صالة الجلوس يتبعه مازن واخذ هاتفه واتصل بجابر لكن الاخير لم يرد ...
اغلق الاب هاتفه وهو يشعر بضيق شديد فجابر يتجاهله تماما ليقول بعدها بعصبية بالغة :
" بالتأكيد هو وراء هذا...لذلك لا يرد على اتصالاتي ... ذلك الحقير ...."
قاطعه مازن بحدة بالغة وهو لا ينوي الخير ابدا :
" نعم هو وراء ما يحدث ... اقسم بالله بأنني لن أرحمه ...."
وقبل ان يتحدث الاب كان صوت صراخ الام يملأ ارجاء المنزل ... اتجه مازن والاب بسرعة نحو صالة الجلوس ليجدا نجلاء تقترب منهما وهي تقول ببكاء بالغ :
" لقد ضربها ذلك الحقير ... ضربها يا حميد بقسوة ..."
اتجه حميد مصعوقا نحو ابنته واحتضنها بقوة قبل ان يهتف بها بعد لحظات :
" اخبريني ماذا حدث ...؟! اخبريني بسرعة ..."
اجابته ليلى من بين شهقاتها بنبرة متقطعة باكية :
" لقد ضربني يا ابي ... ضربني ..."
" لماذا ضربك ....؟! اخبريني ..."
اجابته من بين دموعها الحارقة :
" لأنني لم اتناول العشاء مع والديه ...لقد كنت متعبة للغاية وأردت النوم قليلا ...."
عاد الاب وسألها :
" هذا فقط .... ألم نفعلِ شيئا أخر ...؟!"
هزت ليلى رأسها نفيا وقالت بنبرة صادقة :
" اقسم لك يا ابي انني لم أفعل شيئا اخر بالرغم من كل ما كان يفعلونه معي ..."
هنا تدخلت الام بالحديث فقالت متسائلة :
" ماذا حدث ايضا....؟! ماذا فعل بك اولئك الاوغاد ....؟!"
كفكفت ليلى دموعها بأطراف أناملها وأكملت موضحة لهم كل ما حدث معها في الايام السابقة بالتفصيل ...
ذهل الجميع مما يستمعونه من معاملة والدة جابر السيئة لابنتهم وسلبية جابر معها ...
بالكاد استطاع الاب أن يكتم غضبه أمام ابنته وقال لها بنبرة هادئة محاولا تهدئتها من بكائها المستمر :
" كفي عن البكاء ... انهض مع والدتك واتجهي نحو غرفتك ... وأنا سأتصرف معه غدا صباحا...."
بالكاد استطاعت ليلى ان تنهض مع والدتها وهي تشعر بألم شديد يغزو كل قطعة من جسدها لتتجه معها بخطوات ضعيفة واهنة نحو غرفتها تاركة الاب يفكر بعمق بما حدث ....
                             .................

عروس الثأر Where stories live. Discover now