الفصل السابع عشر

12.9K 359 38
                                    

الفصل السابع عشر
ابتعد ادهم عنها قبل ان يندمج معها ويحصل ما لا يحمد عقباه...
لا يعرف كيف تراجع عما كاد يفعله ....
لقد كان أن يجن ويقيم علاقة مع كارول وهو متزوج بأخرى ....
كان سيصبح خائنا بكل بساطة ...
نهض مبتعدا عنها وحمل سترته الملقاة على ارضية الغرفة لتنهض كارول من مكانها وتهندم ملابسها جيدا قبل ان تقترب منه وتلمس ظهره هامسة له :
" ادهم ...."
التفت ادهم نحوها وقال بأسف حقيقي :
" انا اسف يا كارول...يجب أن اذهب حالا ..."
" ماذا جرى يا أدهم ....؟!"
سألته بحيرة وعدم فهم لإرتباكه واضطرابه الغريب بهذا الشكل فأجابها بنبرة بدت متوترة :
" لا شيء ولكن يجب أن أذهب حالا ..."
" أدهم ..."
وقبل أن تتحدث قال :
" كارول ...أرجوك... افهميني..."
ثم خرج بسرعة من غرفة النوم بل من الشقة بأكملها ... اتجه نحو سيارته وركبها ليتنفس الصعداء ...لقد نجا من فخ الخيانة بأعجوبة ... اخرج هاتفه من جيب سترته وأجرى اتصالا سريعا بفرح ...لا يعرف لماذا بات يشتاق للحديث معها كثيرا ... جاءه صوتها الناعس فيبدو أنه أيقظها من النوم ...
" أيقظتك من النوم ...أليس كذلك ..؟!"
تنهدت فرح وأجابت :
" لا بأس ....ماذا حدث ....؟!"
أجابها وهو يستند بظهره على الكرسي:
" لا شيء ...اشتقت لك فقط ..."
ابتسمت على استيحاء وهتفت به:
" سأتي غدا .... "
" أعلم ..."
حل الصمت المطبق بينهما لفترة وجيزة ....كلاهما يستمع لصوت أنفاس الاخر .... تحدث أدهم أخيرا قاطعا هذا الصمت :
" من الجيد أنكِ ستأتين غدا ...."
" حقا ...؟!"
" حقا..."
" أدهم ..."
" نعم ..."
" تصبح على خير ..."
" وأنتِ من أهل الخير...."
ثم اغلق الهاتف معها وأخذ ينظر اليه بنظرات شاردة ....يفكر في تلك الفرح وكيف باتت تسيطر على أفكاره وحياته ...لقد باتت تجعله يعلن اشتياقه لها بكل سهولة ودون ادنى حرج ...
...........................................................................
" كلا ...لن اذهب ..."
تأملها بتعجب ....هي الان لا تريد الذهاب معه ... بعدما كانت تتمنى أن تذهب الى المدينة لتباشر عملها ... وتدير شركتها هناك ... مالذي تغير الان ...؟! لماذا باتت ترفض الذهاب الى هناك ...؟!
" انا حقا لا افهمك ..."
قالها بدهشة حقيقية منها ومن تصرفاتها التي تجعله حائرا أمامها طوال الوقت....
ردت الاء بصوت متشنج :
" انا لا اريد الذهاب الى هناك ...اريد البقاء هنا ..."
كاد أن يجن منها ومن تصرفاتها المحيرة فهتف بحيرة :
" ألستِ من كنت تريدين الذهاب الى هناك ومباشرة عملك ....؟!"
اومأت برأسها وقالت :
" ولكن غيرت رأيي الان ...؟!"
" لماذا....؟!'
سألها بعدم فهم لترد :
" هذا شيء يخصني ..."
" الاء .... علام تنوين بالضبط...؟"
قالها بنبرة حادة قاتمة لتفكر بحقيقة كونه لا يثق بها الى هذه الدرجة المؤلمة ...
" كاظم ...انا حقا لا انوي على شيء سيء ....انا فقط اريد البقاء هنا..."
" هكذا بكل بساطة ..."
قالها وهو يقلدها لتزفر أنفاسها بتعب بينما كاظم يضغط على اعصابه بقوة كي لا ينفجر بوجهها...
" اسمعيني يا الاء .."
تأملته بنظرات دامهعة ليهتف بنفاذ صبر :
" لماذا تبدين وكأنك تريدين البكاء ...؟!"
ردت وهي تمسح وجهها بباطن كفيها :
" انا بالفعل اريد البكاء ..."
" لماذا ....؟!"
سألها مصدوما من حقيقة كونها ترغب بالبكاء فرد بنبرة عالية :
" لأنك لا تفهمني ...."
تطلع اليها بنظرات مندهشة مما تقوله لتكمل بأسى :
" لأنك لا تريد أن تفهمني ولا تحاول ان تفعل ... أنت ماذا تظن بي ...؟! مجرد الة خالية من المشاعر والاحاسيس ... تظنني بلا شعور .."
" أنا لم أقل هذا يا الاء..."
قاطعته بدموع:
" لا تبرر من فضلك ... كلانا يعرف حقيقة ما تفكره بي ..... أنت تراني انسانة باردة عديمة المشاعر والاحاسيس ..."
شعر كاظم بالشفقة لأجلها ...كانت تتحدث بصراحة غريبة معه  ...
لكن ما تقوله الاء كان الحقيقة ....هو بالفعل يراها هكذا ....سوف يكذب على نفسه إن قال غير ذلك ....
" الاء ...."
" اتركني لوحدي من فضلك ..."
قالتها بنبرة مترجية ليومأ رأسه بتفهم ويخرج من الغرفة لتجلس هي على السرير واضعة رأسها بين يديها وتبكي بصمت ...
...........................................................................
في صباح اليوم التالي
استيقظت ليلى من نومها لتجد انها قد تأخرت في نومها كثيرا وموعد عملها قد بدأ منذ حوالي ساعتين ....
تأففت بضيق وهي تفكر بأنها عليها تحمل هذا المهندس الجديد وتصرفاته النزقة معها ...
نهضت من فوق سريرها وسارت بخطوات متكاسلة نحو الحمام ....
اخذت حمام سريع ثم خرجت بسرعة وجففت شعرها ...
ارتدت ملابسها العملية وخرجت من غرفة النوم واتجهت الى المزرعة ...
وصلت ليلى الى المزرعة لتجد ذلك المهندس قد وصل قبلها ... زفرت أنفاسها بحنق ثم أوقفت سيارتها بجانب المزرعة ... هبطت منها واتجهت نحو المزرعة وتحديدا عنده لتجده يقول لها بنبرة باردة وهو يشير الى ساعته:
" متأخرة عن موعد قدومك ساعتين ...."
قالت ليلى وهي تحاول استيعاب كلماته :
" عفوا ...!!"
ثم أردفت بجدية :
" كأنك تحاسبني على تأخيري  ....؟!"
" بالضبط ... هذا ما أردت قوله ..."
كزت ليلى على أسنانها بغيظ بينما أكمل شاهين :
" انا احب ان يكون شريكي في العمل منضبط وملتزم بمواعيده ..."
" وماذا ايضا سيد شاهين ...؟!"
قالتها ليلى وهي تعقد ذراعيها امام صدرها ليرد ببرود :
" حاليا لا يوجد شيء اخر ...."
سارت ليلى بعيدا عنه الى مكتبها ليتبعها هو ويقول بصوت عالي قليلا :
" لقد غيرت بعض التفاصيل في مكتبك ..."
التفتت ليلى نحوه بملامح تنذر بالخطر واقتربت منه وقالت بنبرة حادة :
"من سمح لك بفعل هذا ...؟!"
رد ببساطة :
" كوني أعمل معك في مكان واحد يسمح لي بهذا ...."
" ولكن هذا مكتبي...."
قالتها بغصب ظهر بوضوح في صوتها العالي لتجده يقول ببرود مستفز :
" مكتبنا ...من الان فصاعدا أصبح مكتبنا ...وانتِ يجب أن تفهمي هذا جيدا وتتقبليه ...واذا لم يعجبك كلامي اذهبي الى جدك وأخبريه بما يزعجك ..."
ضغطت ليلى على شفتيها بقوة حتى تتحكم بعصبيتها ثم سارت مبتعدة عنه وهي تلعنه وتلعن حظها العاثر الذي جعله يعمل معها ...
...........................................................................
كان أيهم يهم بالخروج من المنزل حينما سمع صوت والدته تناديه ...
سار نحوها وقال حينما وقف أمامها :
" ماذا هناك ماما ...؟! لا اريد التأخر على الجامعة..."
الام بجدية :
" هناك موضوع هام يجب ان نتحدث به ..."
عقد حاجبيه متسائلا :
" موضوع ماذا ...؟!"
اجابته :
" موضوع يخصك ومهم للغاية ..."
ثم اكملت وهي تتجه الى الداخل :
" اتبعني ..."
سار أيهم وراها على مضض ليجدها تتجه نحو غرفة مكتب والده ....دلفت الى الداخل وتبعها هو ليجد مكتب والده خاليا فهو قد ذهب الى عمله ....
جلست والدته في مكان والده خلف المكتب وجلس أيهم على الكرسي المقابل لها ....
تنحنت والدته قائلة بجدية :
" لقد علمت بأنك تحب فتاة في الجامعة معك ..."
احمرت اذني ايهم وسألها بضيق خفي :
" من أخبرك بهذا ...؟!"
ردت اسما بمنطقية :
" لا يهم من اخبرني ....المهم ان ما سمعته حقيقة ..."
اومأ أيهم برأسه فهو لن يكذب او يراوغ ...
" نعم أحبها ...وهي طالبة جامعية لدي ..."
" ماذا تعرف عنها ..؟!"
شعر أيهم بالاحراج لكنه اجاب :
" لا شيء ...سوى ان اسمها دارين وتدرس في المرحلة الثالثة لدينا ..."
" توقعت هذا .."
قالتها الام بخيبة قبل ان تكمل بجدية :
" أيهم هناك اشياء مهمه يجب ان تعرفها عن دارين ..."
" أشياء ماذا ...؟!"
عضت الام على شفتيها قبل ان تهمس بجدية :
" دارين يتمية ... لقد تربت في دار الايتام و،..."
" حقا ...؟!"
اومأت الأم برأسها ليرد ايهم بنبرة هادئة :
" ولكن لا اظن ان هذا قد يسبب مشكلة ... حتى لو كانت يتيمة ...."
" اذا كان هذا الشيء لا يسبب مشكلة بنظرك فهناك مشكلة اخرى..."
ابتلع أيهم ريقه بتوتر وقال :
" مشكلة ماذا...؟!"
اجابته والدته بحرج :
" انها تعمل عارضة ازياء ...وليست ازياء عادية ...بل ازياء داخلية...."
يتبع
باذن الله الفصول هحاول انزلها يوميا بس تكون قصيرة زي أدمنت قسوتك ❤




عروس الثأر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن