الجمعة الثامنة و العشرون لشهيدنا المقدس

10 1 0
                                    

الجمعة الثامنة والعشرون \ 2 رجب 1419 هـ
الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قفوا جميعاً رجاءً ، وجوهكم الى القبلة رجاءً ، أنا سوف أقرأ الدعاء ، وقولوا بعد كل فقرة ( يا كريم يا رحيم ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
أرفعوا أيديكم للدعاء :
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الأشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ في المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَاَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَاَلْتُ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني بِالاْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
إلهِي أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ عَبْداً دَاخِراً لَكَ، لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إلاَّ بِكَ أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِي وَأَعْتَـرِفُ بِضَعْفِ قُـوَّتِي وَقِلَّةِ حِيْلَتِي فَأَنْجزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي،
وَتَمِّمْ لِي مَا آتَيْتَنِي; فَإنِّي عَبْـدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتكِينُ الضَّعِيفُ الضَّـرِيـرُ الذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمَهِينُ الْفَقِيرُ الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَلاَ تَجْعَلْنِي نَاسِيَاً لِذِكْرِكَ فِيمَا أَوْلَيْتَنِي، وَلاَ غافِلاً لإحْسَانِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَنِي، وَلا آيسَاً مِنْ إجَابَتِكَ لِي وَإنْ أَبْطَأتَ عَنِّي فِي سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ، أَوْ شِدَّة أَوْ رَخَاء، أَوْ عَافِيَة أَوْ بَلاء، أَوْ بُؤْس أَوْ نَعْمَاءَ، أَوْ جِدَة أَوْ لأوَاءَ، أَوْ فَقْر أَوْ غِنىً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ ثَنائِي عَلَيْكَ وَمَدْحِي إيَّاكَ وَحَمْدِي لَكَ فِي كُلِّ حَالاَتِي حَتَّى لاَ أَفْرَحَ بِمَا آتَيْتَنِي مِنَ الدُّنْيَا، وَلاَ أَحْـزَنَ عَلَى مَا مَنَعْتَنِي فِيهَا، وَأَشْعِرْ قَلْبِي تَقْوَاكَ، وَاسْتَعْمِلْ بَدَنِي فِيْمَا تَقْبَلُهُ مِنِّي، وَاشْغَلْ بِطَاعَتِكَ نَفْسِي عَنْ كُلِّ مَايَرِدُ عَلَىَّ حَتَّى لاَ اُحِبَّ شَيْئَاً مِنْ سُخْطِكَ، وَلا أَسْخَطَ شَيْئـاً مِنْ رِضَـاكَ.أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَفَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ ، وَاشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ، وَانْعَشْهُ بِخَوْفِكَ ، وَبِالْوَجَلِ مِنْكَ، وَقَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ إلَيْكَ، وَأَمِلْهُ إلَى طَاعَتِكَ، وَأَجْرِ بِهِ فِي أَحَبِّ السُّبُلِ إلَيْكَ،وَذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا، وَاجْعَلْ تَقْوَاكَ مِنَ الدُّنْيَا زَادِي، وَإلَى رَحْمَتِكَ
رِحْلَتِي، وَفِي مَرْضَاتِكَ مَدْخَلِي. وَاجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ، وَهَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ، وَاجْعَلْ فِرَارِي إلَيْكَ، وَرَغْبَتِي فِيمَا عِنْدَكَ، وَأَلْبِسْ قَلْبِي الْوَحْشَةَ مِنْ شِرارِ خَلْقِكَوَهَبْ لِي الأُنْسَ بِكَ وَبِأَوْلِيَـآئِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ، وَلاَ تَجْعَلْ لِـفَاجِـر وَلا كَافِر عَلَيَّ مِنَّةً، وَلاَ لَـهُ عِنْدِي يَداً، وَلا بِي إلَيْهِمْ حَاجَةً، بَل اجْعَـلْ سُكُـونَ قَلْبِي وَاُنْسَ نَفْسِي وَاسْتِغْنَـائِي وَكِفَايَتِي بِكَ وَبِخِيَـارِ خَلْقِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِي لَهُمْ قَـرِيناً، وَاجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيْراً، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْق إلَيْكَ، وَبِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ، وَذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ . أتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
غدا يوم الذكرى السنوية لاستشهاد الامام الهادي (عليه السلام)فيحسن جدا ان لا ننسى بعض مآثره وفواضله في هذه الجمعة اذكر لكم الان حادثة اشخاصه الى سامراء مع شيء من التحليل ، سامراء التي بقي فيها إلى ان قتل مظلوما مسموما وفيها مدفنه، ومدفن ولده الامام الحسن العسكري (عليهما السلام)وغيبة حفيده الإمام المهدي (عليه السلام) وشى عبد الله بن محمد، الذي كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسول المنورة،وشى بالأمام الهادي (عليه السلام)وكان يقصده بالأذى( رجل ناصبي ووالي على المدينة من قبل الدولة العباسية )فبلغ الإمام (عليه السلام) خبر وشايته فكتب إلى المتوكل العباسي يذكرتحامل عبد الله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به فنرى كيف ان عبد الله بن محمد هذايمثل خط الدولة يومئذ من الفزع من نشاط الإمام (عليه السلام) وتصرفاته وكيف وصل به الحال إلى ان يرسل إلى المتوكل العباسي(الذي كان في ذلك الحين عصر خلافته)يوصل الى المتوكل العباسي بخبره بعنوان كونه حريصا على مصالح الدولة ومنتبها إلى مواطن الخطر بها ومتقربا إلى الدولة بذلك. كما نرى الحال باستمرار على ذلك ولعله التفت إلى بعض النشاطات المهمة التي كان يقوم بها الإمام (عليه السلام) بعيدا عن اعين الدولة والسلطات فأوجس منها خيفة حدت به إلى هذه الوشاية الا ان المتوكل العباسي كان يعلم بكل وضوح عدم امكان الحصول على اي مستند ضد الإمام (عليه السلام) فان الائمة المعصومين (عليهم السلام) كان لهم اساليب من الرمزية والاخفاء يمكنهم من خلالها وبتأييد من الله سبحانه القيام بجملة من جلائل الاعمال بدون ان يعرف احد، - كما تدل عليه سياقات كثيرة من الروايات ولعل اهم اساليب الاخفاء هو تصديه إلى تكذيب الخبر الذي وشى به عبد الله بن محمد برسالة يرسلها إلى المتوكل العباسي نفسه يكذب فيها التهمة وينفي عن نفسه صفة التآمر ضد الدولة فإن نشاطه (هو صادق فيما يقول طبعا) فان نشاطه كان مقتصرا في الدفاع عن مواليه وقواعده الشعبية وشيعته وتدبير امورهم الدينية والدنيوية وليس له ضد الدولة اي عمل باعتباره غير مجدي ومخالف للحكمة والمصلحة في ذلك الحين وان كان قد اوجب عمله توهم عبد الله بن محمد بذلك والمتوكل العباسي هو من عرفه الجميع بموقفه المتزمت ضد الإمام (عليه السلام) وكل من يمت اليه بنسب أو عقيدة لاحظوا وهو الذي قام بأمر حرث قبر الحسين (عليه السلام) وتسليط الماء عليه- لأجل اخفاءه بعنوان جعله مزرعة اعتيادية غير ان الله سبحانه وتعالى كشف تلك المؤامرة النجسة حيث ان الماء حينما وصل إلى قرب قبر الحسين (عليه السلام)، حار ودار حوله ولم يدخل فيه ولم يغطه وبقيت منطقة في الوسط جافة وسمي من ذلك الحين بالحائر الحسيني واصبح مشمولا لحكم معين في الشريعة-وهو جواز الصلاة تماما للمسافر في تلك المنطقة وهذا يفتون به والى الان وهذا الحال ـ لاحظوا سبحان الله ـ وهذا الحال موجود إلى الان بالنسبة إلى المياه الباطنية وتستطيعون ان تسألوا اهل المعرفة والاختصاص فان المياه الباطنية بالرغم لاحظوا- بالرغم من سيطرتها على منطقة كربلاء كلها لاتصل إلى قبر الحسين ولا إلى قبر العباس (عليهما السلام) بل نجد ان منطقة القبر جافة تماما ومن الممكن التأكد من ذلك اذن ماذا نتوقع ان يكون موقف المتوكل العباسي من الإمام الهادي (عليه السلام) ومن كل من ينتمي اليه من نسب أو سبب الا شيء من هذا القبيل طبعا وما كان استقدامه واشخاصه(الامام) إلى سامراء الا تطبيقا لمؤامرة قديمة طبقت من قبل الخلفاء العباسيين السابقين عليه على جملة من المعصومين السابقين اشهرها تطبيق المأمون العباسي لنفس الفكرة على الإمام الرضا (عليه السلام) حيث استقدمه إلى بلدته التي كان يسكن فيها وجعل له دارا إلى جنب داره وكان بين الدارين باب يمكن للخليفة نفسه ان يدخله في اية لحظة من ليل أو نهار، يمكن للخليفة نفسه ان يدخله في اية لحظة من ليل أو نهاروكل ذلك للتقليل من نشاط الإمام (عليه السلام)وفصله عن قواعده الشعبية ومواليه وجعله تحت الرقابة المكثفة ليس من قبل الجلاوزة والموظفين فقط، بل من قبل الخليفة نفسه بعنوان المزيد من الصداقة والصلة وإنا لله وإنا اليه راجعون كل ما في الامر من الفرق ان المأمون كان في خراسان فاستدعى الامام الرضا عليه السلام) الى خراسان ايضا لوشاية لحقت به من قبل بعض النواصب المتزلفين للدولة حينئذ فكذلك الحال في الامام الهادي (عليه السلام) من حيث ان الوشاية هي نفسها او بمنزلتها غير ان البلدة كانت خراسان والان هي سامراء- وكلاهما (سلام الله عليهما) بقيا في البلدة بقية حياتهما الى ان قتلا مظلومين ودفنا في نفس تلك البلدة فأصبحت بذلك خراسان عتبة مقدسة مباركة وجليلة كما اصبحت سامراء عتبة مقدسة مباركة وجليلة مع فرق واحد وهو ان المعصوم المدفون في خراسان واحد والمعصوم المدفون في سامراء اثنين ومن هنا اكتسبت منطقة وسط العراق وجنوبه اهمية دينية عالية جدا لأنها مسكن ومدفن لسبع من الائمة المعصومين (عليهم السلام) هم امير المؤمنين (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) والكاظم والجواد (عليهما السلام) والهادي والعسكري (عليهما السلام) .

خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره الشريف Where stories live. Discover now