الجمعة السادسة و العشرون لشهيدنا المقدس

35 1 0
                                    

الجمعة السادسة والعشرون 17 جمادي الثاني1419

الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
لاطاعة الدين الاسلامي واحترامه الصلاة على محمد وال محمد
لاطاعة واحترام ولاية امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام)، الصلاة على محمد وال محمد
لاطاعة واحترام الحوزة الشريفة الصلاة على محمد وال محمد
لدحر واستنكار مكر الماكرين وعناد المعاندين، الصلاة على محمد وال محمد
لدحر واستنكار الاستعمار الظالم، الصلاة على محمد وال محمد
لدحر واستنكار اسرائيل الظالمة المجرمة، الصلاة على محمد وال محمد
بقي شيء قبل الخطبة اود ان ابيّنه لكم ، بسيط وليس بسياسي لان الجمعة الاتية ان شاء الله هو الذكرى الاولى لاقامة صلاة الجمعة في وسط العراق وجنوبه فيحسن على من يستطيع منكم من اهل الفن والاختصاص ان يجعل لنا ويفكر لنا بوجود مجسمة رمزية تمثل صلاة الجمعة:
اولا: ان تكون فيها جهة دينية، وليس فيها عصيان للتعاليم الدينية من قبيل مجسمة ذوات الارواح مثلا
وثانيا: ان يكون تجسيما بالذوق الحديث وليس بالذوق القديم.
وثالثا: انا نعطي جائزة على ثلاثة من الفائزين الأوْل في مثل هذه المسابقة.
ونقبل الاعمال من الان الى نهاية شهر رجب، ان شاء الله تعالى شأنه العزيز.
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
الهي لا تؤدبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك. من اين لي الخير يا رب ولا يوجد الا من عندك، ومن اين لي النجاة ولا تستطاع الا بك. لا الذي احسن استغنى عنك، ولا الذي اساء خرج من قدرتك. يا رب بك عرفتك، وانت دليلي ولولا انت ما دريت ما انت. الحمد لله الذي ادعوه فيجيبني، وان كنت بطيئا حين يدعوني. والحمد لله الذي اسأله فيعطيني، وان كنت بخيلا حين يستقرضني. والحمد لله الذي وكلني اليه فاكرمني، ولم يكلني الى الناس فيهينوني. والحمد لله الذي تحبب الي، وهو غني عني. اللهم لا اجد شافعا اليك الا معرفتي بانك افضل من قصد اليه المضطرون، اسالك مقرا بان لك الطول والقوة والحول والقدرة، ان تحط عني وزري الذي قد خسأ ظهري، وتعصمني من الهوى المسلط على عقلي، وتجعلني من الذين انتجبتهم لطاعتك. اللهم اني ادين على طاعتك، وولاية محمد نبيك، وولاية امير المؤمنين حبيب نبيك، وولاية الحسن والحسين سبطي نبيك، وسيدي شباب اهل جنتك، وادينك يا رب بولاية علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، وسيدي ومولاي صاحب الزمان. ادينك يا رب بطاعتهم وولايتهم وبالتسليم بما فضلتهم راضيا غير متكبر على معنى ما انزلت في كتابك.
اللهم صل على محمد وال محمد وادفع عن وليك وخليفتك ولسانك والقائم بقسطك والمعظم لحرمتك والمعبر عنك والناطق بحكمك وعينك الناظرة واذنك السامعة واهد المجتهد في طاعتك واجعله في وديعتك التي لا تضيع وايده بجندك الغالب واعنه واعن عنه واجعلني ووالدي وما ولدت وولدني من الذين ينصرونه وينتصرون به في الدنيا والاخرة واشعب به صدعنا وارتق به فتقنا. اللهم امت به الجور ودمدم بمن نصب له واقصم به رؤوس الضلالة حتى لا تدع على الارض منهم ديارا.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
نعود الان الى الحديث عن المرأة، لاننا بدأناه قبل جمعة او اكثر ولم ينتهي المطلب لحد الان. وكان السؤال الرئيسي الذي قلناه عن الفوارق الواضحة في احكام الرجل والمراة بحيث يبدو ان احكام المراة اشد صعوبة من احكام الرجل، ويمكن الجواب على ذلك بعدة مستويات:
المستوى الاول: ان للرجل احكاما خاصة به اما تشريعا واما اجتماعيا واما اقتصاديا صعبة ايضا، قد وضعها الله تعالى ورفعها عن المراة وهي غير مسؤولة عنها وانما المسؤول عنها الرجل وهي عديدة يمكن ان نمثل لها بعدة امثلة:
المثال الاول والاوضح : الجهاد، فانه خاص بالرجل ولا يشمل المراة بضرورة الدين، والمفروض في الجهاد انه موجب للقتل او احتمال القتل وبهذا تحرز النساء سلامتهن من الموت وبقاءهن على قيد الحياة كما قال الشاعر:
كتب القتل والقتال علينا وعلى المحصنات جر الذيول
المثال الثاني: العمل او الكسب، فانه خاص بالرجال اجتماعيا وعرفا وان لم يكن كذلك نظريا وتشريعيا. والعمل فيه مصاعب شتى، ومن جميع الجهات المحتملة الممكنة، حتى تعريض الحياة للخطر وقد سمعت من بعض اهل العمل يقول: (الحياة فداء للعمل) – وهي حكمة حقيقةً ، باب ينفتح منه كثير من الابواب - اي العمل لله سبحانه وتعالى بالحقيقة ، واما التعرض الكثير للانواء الجوية كالحر والبرد والرياح وغير ذلك فهو الغالب للناس في حين ان المراة تكون في راحة من ذلك كله ياتيها رزقها رغدا ومجانا صباحا ومساءا.
المثال الثالث: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانه خاص عمليا واجتماعيا بالرجال، وان لم يكن تشريعيا طبعا كذلك . ومن المعلوم ان هذه الوظيفة الشرعية المقدسة ليست سهلة دائما، بل فيها مصاعب واحراجات قد لا تكون متوقعة، بل قد تؤدي احيانا بالفرد الى الموت. والمرأة في راحة من كل ذلك، فانها ان امرت بالمعروف او نهت عن المنكر‏ في نطاق ضيق وسالم النتائج اطمئنانا، فانها انما تفعل ذلك في نطاق سالم النتائج بحسب الاطمئنان النفسي.
المثال الرابع: عدم جواز ضربها او قتلها عند الصراع والعناد، لا اقل اجتماعيا ان لم يكن نظريا. فيقال عرفا عنها انها امرأة لايجوز فيها ذلك وهذا واضح عرفا. وهذا المعنى العرفي عام للرجال والنساء معا يعني كلا الجنسين لا يجوز ان يضرب المرأة او يقتلها لا الرجل يقتل المرأة ولا المرأة تقتل المرأة، وهل رأيت طول الزمان امرأتان تتضاربان او امرأة تقتل امرأة او سمعنا بذلك ؟ لا يوجد. اذن فالنساء من هذه الناحية في حماية بقدر الله وقضائه وارادته.
المثال الخامس: التدخل في الامور الاجتماعية، فانه غالبا وعرفا للرجال وليس للنساء ولا يخفى ما فيه ، طبعا كلنا نعرف ما فيه من احراجات وازعاجات حتى تؤدي الى السجن او التعويق او القتل او الغرق او الحرق مثلا ، اي شيء .. في حين تضمن المرأة سلامتها من هذ الجهات والشارع المقدس حين اعفاها عن الرئاسة والولاية انما ضَمِنَ سلامتها من هذه الجهة وضَمِنَ الراحة لها في الحقيقة.
المثال السادس: عدم جواز التجمل الزائد للرجل – الرجل يطلعلك متجمل بكثافة وكثرة لا يجوز اصلا ، حرام - وذلك على مستويين اما ان يكون تجمله مثيرا للفتنة النوعية والغريزة الجنسية فيكون حراما واما ان يكون متشبها بلباسه بالنساء فيكون حراما ايضا. فالمهم ان التجمل الزائد من الرجل حرام وكذلك هو ممنوع اجتماعيا وعرفا – كول لا - في حين هو جائز للمرأة بل احيانا يكون مطلوبا ومستحبا لها وبالتالي فهي ريحانة لا قهرمانة واما الرجل فلا يصدق عليه ذلك بطبيعة الحال.
المثال السابع: ان نسبة الجمال – لاحظ ، هذا قلما يلتفت اليه - ان نسبة الجمال بالخلقة الالهية في النساء اعلى جدا منه في الرجال ونسبة القبح بالخلقة ايضا في الرجال اعلى جدا منه في النساء. يكفي ان نلتفت - وهذا ايضا انا ملتفت اله منذ زمان ، ما اعرف اي واحد منك ملتفت - يكفي ان نلتفت الى ان نسبة الصلع في الرجال كثيرة في حين لا توجد امرأة صلعاء تقريبا او تحقيقا ولا واحدة فلم نسمع عن واحدة اصلا ، وهذا من الكرامات العالية والنعم الضافية على نوع المرأة حقيقة.
المثال الثامن: ان التربية الغالبة للاطفال انما هي بيد النساء وخارج عن طوق الرجال عمليا واجتماعيا وليس تشريعيا ولا نظريا وهذا وان كان صعبا نسبيا الا ان معناه ان الله تعالى حباها تكوينا بتحمل مسؤولية التربية الاساسية للانسان ومن ثم للبشرية وكانت هي الجانب الاهم فيها ومن المعلوم ان التربية الاساسية انما تكون في الصغر وما يتعلمه الفرد في صغره لا يستطيع ان يتخلى عنه في كبره ولذا نلاحظ انه لو كان الاب والام مختلفين في اللغة – لاحظ - او في اللهجة او في اسلوب الكلام كان الاتجاه الغالب في الذرية او قل في الولد او قل في البنت كان الاتجاه الغالب فيهم هو اسلوب الام – هم يحجون مثل امهم وليس مثل ابوهم - لكثرة المخالطة والمعاشرة بينهما بنسبة اعلى جدا من الرجل الاب.
المثال التاسع: ان الله تعالى ابتلى الرجل بمسؤولية الاجتهاد والفتوى بل قد يكون ذلك واجبا اما بالوجوب الكفائي او بالوجوب العيني احيانا. في حين يكون ذلك ساقطا عن ذمة المرأة - ليس واجبا وان كان مستحبا ولكنه لا يحتمل فيه الوجوب اصلا - فاذا علمنا ان مسؤولية الفتوى عظيمة عند الله وانها مظنة الحرام والعقاب في الجحيم – طبعا طبعا ، لانها اذا كانت بدون حق ماذا تكون نتيجتها غير الجحيم - ، عرفنا عندئذ ما حباه الله للمرأة من فراغ الذمة وعدم المسؤولية من هذه الناحية فلا مورد لها - للفتوى بالنسبة الى النساء - كي تبتلي بالعقوبة التي يمكن ان يبتلي بها الرجال. ويمكن ان نفهم اهمية الفتوى من عدة مضامين:
منها: الحكم بان من افتى بغير علم – ماذا صارت نتيجته ؟ - اكبه الله على منخريه في النار.
ومنها: ما هو مروي عن العلامة الحلي يوسف بن المطهر (قدس الله روحه الزكية) انه قال لولده - سامعين هالحجاية ؟! - : لولا كتاب الالفين وزيارة الحسين لقصمت الفتوى ظهر ابيك نصفين - يشعر باهمية الفتوى عند الله سبحانه وتعالى وخطورتها عند الله سبحانه وتعالى وحتى خطورتها الدنيوية ايضا موجودة سبحان الله وكلنا نعلم ذلك -
ومنها: ماورد بمضمون ان الحاكمين اربعة او القضاة اربعة على اية حال ، واحد منهم في الجنة وثلاثة منهم في النار – سبحان الله ، تسمعني؟ - قاض قضى بالباطل وهو يعلم انه باطل وقاض قضى بالباطل وهو لا يعلم انه باطل وقاض قضى بالحق وهو لا يعلم انه حق فهؤلاء كلهم في النار – يجوز الصدفة انه انا وانت نكون كذلك والعياذ بالله الا بتدبيره وتوفيقه - وقاض قضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة – الوحيد هو هذا ، سبحان الله -
ولا فرق من هذه الناحية بين القضاء والفتوى وكما ان الله سبحانه اسقط الفتوى عن ذمة المرأة اسقط القضاء عن ذمتها ايضا فهذه نعمة وان حسبها اهل الشبهات وجملة من النساء نقمة عليهن بل هي نعمة عليهن في الحقيقة.
المثال العاشر: - مثال بسيط وايضا قلما تلتفتون اليه - كشف الرجل رأسه في الحج فان ذلك واجب وجزء من الاحرام كما ثبت في الشريعة في حين ان هذا غير موجود للمرأة فلها ان تلف رأسها اعتياديا ويلحق بذلك عدم جواز التظليل للرجل ومعنى ذلك ان الرجل يجب ان يبقى رأسه تحت الانواء الجوية من حر او برد او رياح او شمس في حين ان المرأة سالمة من كل ذلك وهذا وان كان في سبيل الله والاطاعة لامر الله والتضحية في سبيل الله امر جيد وقليل امام الله سبحانه وتعالى ولكن كما قال الامام في بعض الادعية (ولكن عافيتك اوسع لي) فالمرأة من هذه الناحية في عافية.
فهذه عشرة موارد يكون موقف الرجل فيها اشد واصعب اما عرفا واما شرعا والمرأة فيها جميعا مرتاحة وفارغة الذمة وكل هذه الموارد قاعدة عامة تنطبق على كل الرجال وهذا يعني ان لها مئات الملايين من التطبيقات في اجيال البشرية. ومن الممكن القول - هاي بمنزلة النتيجة - انه اذا قيست مصاعب المرأة التي تشتكي منها هي بمصاعب الرجل فان مصاعب الرجل عموما اقوى وارجح من مصاعب المرأة وهذا من النعم الالهية بطبيعة الحال على المرأة. فهذا هو الكلام في المستوى الاول.
المستوى الثاني : ان ننظر الى الثواب الجزيل الذي وضعه الشارع المقدس الله سبحانه وتعالى المولى الحقيقي وضعه للمرأة اذا قامت بمسؤوليتها الشرعية واطاعت ربها حق الطاعة قال الله تعالى: ((اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى)) وقال تعالى: ((ان اكرمكم عند الله اتقاكم)) فلو كانت المرأة افضل في التقوى من اي واحد من الرجال كانت خير منه - ولا نُزاحم في ذلك ،لا بأس بذلك - ، وقال تعالى: ((لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)) فلو كانت المرأة اعلى درجة في العلم - اي في العلم الحق في الحقيقة - من اي واحد من الرجال كانت خيرا منهم. كما قال الشاعر:
ولو ان النساء كمن عنينا لفضلت النساء على الرجال
وقد ورد بمضمون: ان جهاد المرأة حسن التبعل وحسن تربيتها لاولادها وهو التعويض الذي عوضها الله سبحانه وتعالى به عن تحمل مسؤولية الجهاد للرجال. ومعنى ذلك - هذا ايضا قلما يلتفت اليه - ان لهن في العناية بالزوج والاولاد ثواب الجهاد فعلا وان التي تموت في هذا الصدد تموت شهيدة كالذي يموت في الجهاد فعلا ومن المعروف ان المرأة لو ماتت بالولادة ، تعرفوه وموجود في الارتكاز المتشرعي ومروي ان المرأة لو ماتت بالولادة فانها ممن تجب لها الجنة وقد كان الطب خلال مئات السنين السابقة ضعيفا ومن هنا كان موت الوالدات ظاهرة متكررة كثيرا، فاذا ماتت المرأة عند الولادة وهي بعقيدة سليمة دخلت الجنة لا محالة.
وقال الله تعالى: ((ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصاد قات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما)). وهذا واضح في تساوي الرجل والمراة من حيث الاهمية الدينية والثواب الاخروي كما قلنا في الجمعة السابقة. ولكن نريد ان نضيف الان بعض الاوصاف التي تكون بها المراة مصداقا وتطبيقا لهذه الصفات المذكورة في الاية:
اولا: المسلمات ، فانما تكون المراة مسلمة بحسن العقيدة اولا، والمهم هو الثاني ان الاسلام ياتي بمعنيين، بمعنى العقيدة التي جاء بها نبي الاسلام (صلى الله عليه واله)، والمعنى الثاني التسليم الحقيقي لله سبحانه وتعالى وكذلك قد ينطبق على المرأة كما قد ينطبق على الرجل وهذا اصعب الفردين في الحقيقة او بالتسليم الحقيقي لله عز وجل في قضاءه وقدره وعدم الاعتراض عليه بقليل او كثير وهذا هو الفرق بين قوله – اجعل لكم قرينة من الاية تدل على ذلك - وهو السؤال ما الفرق بين المسلمين والمسلمات من ناحية والمؤمنين والمؤمنات من ناحية ؟ اذا فسرناها بالعقيدة اذن يكون تكرار بمضمون الاية ! لا ، انا اقول ان المؤمنين والمؤمنات اي المؤمنين والمؤمنات بالعقيدة، والمسلمين والمسلمات هو التسليم لقضاء الله وقدره والصبر على حسن بلاءه – هالشكل -
ثانيا: القانتات ، والقنوت وان كان هو رفع اليد بالدعاء الا انه في الحقيقة اللغوية الخضوع والذلة امام الله سبحانه وتعالى والمفروض في الفرد المؤمن ان يستشعر الذلة امام الله سبحانه وتعالى باستمرار ما أوتي الى ذلك سبيلا.
ثالثا: الصادقات ، والصدق هو القول المطابق للواقع ومنه الفعل المطابق للواقع والوعد المطابق للواقع والعقيدة المطابقة للواقع فيقال هو صادق في قوله وهو صادق في فعله وهو صادق في وعده وهو صادق في عقيدته، وهذه صفات لا يفرق فيها بين الجنسين بطبيعة الحال. واذا كان المرء او المرأة كذلك كانوا في افضل الدرجات عند الله سبحانه وتعالى.
رابعا: الصابرات ، والصبر هو حسن التحمل لبلاء الدنيا باحتساب الى الله سبحانه وتعالى ورضىٍ بقضائه والا فمع الاعتراض على قضاء الله وقدره لا يكون الصبر اطلاقا موجودا ولا يحصل الثواب عليه بل يحصل العقاب - هم بلاء الدنيا وهم بلاء الاخرة في الحقيقة - والمهم ان الشارع المقدس ياخذ المؤمنين بنظر الاعتبار من حيث تعرضهم لانواع البلاء الدنيوي فيأمرهم بالصبر ويعطيهم الثواب عليه. ويأخذ المؤمنات بنظر الاعتبار من حيث تعرضهن لانواع البلاء من الزوج والاولاد واهل الزوج والجيران مثلا فيأمرهن بالصبر ويعطيهن الثواب الجزيل عليه - لاحظوا ، واحد او واحدة تجي تكول انا صابرة ومحتسبة وهي تكذب لماذا ؟ لانها لا تملك لسانها. فانها تتكلم ، كذا ليش ؟ وكذا ليش ؟ وكذا ليش ؟ ، مع ذلك تزعم انها صابرة ومحتسبة او الرجل كذلك يتكلم ضد القضاء والقدر الالهي ويزعم انه صابر ومحتسب ! خاب فالك وخسئت نفسك الامارة بالسوء - فالصبر لا يجوز ان يكون مع الكلام البذيء على المخلوق او على الخالق ثم يزعم الفرد انه صابر كلا بل هو فاجر وليس بصابر.
حتى لو تحمل الذلة من المخلوقين بالمقدار الممكن فانه سيكون عظيما عند الله وثوابه جليلا عند الله والذلة في الدنيا انما هي عزة الاخرة والعزة في الدنيا انما هي ذلة الاخرة. واما بالنسبة الى الله سبحانه وتعالى فالمسألة أكثر فيجب ان لا يخطر في البال إعتراض عليه فضلا عن التفوّه به والّا لم يحصل له ثواب الصابرين والله سبحانه عليم بما في القلوب والنفوس فيجب الحذر من هذه الناحية جداً .

خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره الشريف Where stories live. Discover now