الجمعة التاسعة للشهيد العارف السيد محمد الصدر قدس الله سره

45 3 0
                                    

الجمعة التاسعة 17 صفر 1419هـ
الخطبة الاولى
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهم يا عماد من لا عماد له ويا سناد من لا سناد له ويا ذخر من لا ذخر له ويا حرز من لا حرز له ويا غياث من لا غياث له ويا عز من لا عز له ويا معين من لا معين له ويا أنيس من لا انيس له ويا أمان من لا أمان له ويا حبيب من لا حبيب له ويا طبيب من لا طبيب له ويا مجيب من لا مجيب له ويا رفيق من لا رفيق له ويا شفيق من لا شفيق له ويا مغيث من لا مغيث له ويا دليل من لا دليل له ويا راحم من لا راحم له ويا صاحب من لا صاحب له ويا حصن من لا حصن له ويا كهف من لا كهف له ويا ولي من لا ولي له ويا مجير من لا مجير له ويا مدبر من لا مدبر له ويا معطي من لا معطي له ويا ميسر من لا ميسر له ويا مؤنس من لا مؤنس له ويا رقيب من لا رقيب له ويا نور من لا نور له ويا حافظ من لا حافظ له ويا ناصر من لا ناصر له ويا شرف من لا شرف له ويا مفرج من لا مفرج له ويا غافر من لا غافر له ويا كفيل من لا كفيل له ويا هادي من لا هادي له ويا ساتر من لا ساتر له ويا جابر من لا جابر له ويا ذاكر من لا ذاكر له .
يا أعظم من كل عظيم يا أكرم من كل كريم يا أرحم من كل رحيم يا أعلم من كل عليم يا أحكم من كل حكيم يا أكبر من كل كبير يا أجل من كل جليل يا أعز من كل عزيز يا أشرف من كل شريف يا ألطف من كل لطيف يا أشفق من كل شفيق يا أرفق من كل رفيق يا أغنى من كل غني يا أوفى من كل وفي يا أحمى من كل حمي يا امجد من كل ماجد يا أصدق من كل صادق يا أطهر من كل طاهر يا أمنع من كل مانع يا أستر من كل ساتر يا أطهر من كل طاهر يا أنصر من كل ناصر يا أحفظ من كل حافظ يا أسمع من كل سامع يا أبصر من كل ناظر يا أفضل من كل فاضل يا أوسع من كل واسع.
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبالإيمان مذهبا وبالقرآن كتابا وبالكعبة قبلة وبالآخرة مآبا وبمحمد صلى الله عليه واله نبيا وبعلي إماما وبفاطمة الزهراء سلام الله عليه ، شفيعة وبالحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم المهدي ائمة وسادة وقادة بهم أتولى ومن أعدائهم اتبرى في الدنيا والاخرة .
اللهم فصل عليهم أجمعين وصل على جميع أنبيائك ورسلك وأوليائك وأهل الحق من خلقك والصالحين من عبادك .
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)
نستمر الآن في شرح خطبة الحسين سلام الله عليه .
قال عليه السلام : (لن تشذ عن رسول الله لحمته) ، عبر هنا بضمير الغائب ، لحمته ، ولم يقل لحمتي ، عبر هنا بضمير الغائب ، الا ان الظاهر انه يريد نفسه يريد ضمير المتكلم ، الا انه ابدله بضمير الغائب حتى لا يكون مدحا للنفس وثناءاً عليها ، فيكون المراد لن تشذ عن رسول الله لحمتنا كما قال : رضا الله رضانا اهل البيت
واللُحمة من الالتحام وهو الاتصال ، والشذوذ هو الابتعاد ، إما التحم وإما شذَّ ، فاللحمة هي الالتحام ، والشذوذ هو الابتعاد ، والشاذ هو المبتعد ونعبر بالشاذَّ عن كل ما هو غير طبيعي ، لأنه مبتعد عن المستوى الطبيعي ، فيكون المراد أنه لن تبتعد عن رسول الله لحمته ، او قل لن يبتعد عن رسول الله قربه والتحامه ولصوقه.
وقوله : لن تشذ للتأبيد ، لن يعني ، لن الى الأبد بهذا المعنى وانها ستبقى ملتحمة ولن تبتعد اطلاقا الى ما لا نهاية ، او يكون المراد الاشارة الى الشأنية يعني ليس من شأنها ان تبتعد وغير قابلة للابتعاد اصلا ، وما ليس من الشأن يكون مستحيلا أو بمنزلة المستحيل كقوله تعالى : ( كانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً (134)) ، أي من شأنه ان يكون سميعا بصيرا ، ففقد السمع والبصر بالنسبة الى الله مستحيل ، وكذلك قوله تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ...(115)) ، فإضلاله للقوم يكون مستحيلا او بمنزلة المستحيل ، أي ليس من شأنه وديدنه ذلك ، وكذلك قوله تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)) ، أي ليس من شأنه ان يعذبهم وهم مستغفرون ، ان شاء الله نكون من المستغفرين فلا يعذبنا الله سبحانه وتعالى لا عذاب الدنيا ولا عذاب الاخرة ، وأما إذا كان واحد كذا وكذا واصل حسابه ولم يستغفر فيعذبه الله عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ، وما البلاء الدنيوي الا شنو ، من قبيل اعطاء فرصة وَجَر أذن ، يعني شنو ، انه استغفر، لعلهم يتفكرون ، لعلهم يتذكرون ، لعلهم يتوبون ، لعلهم يؤبون ، لعلهم ينوبون ، اما الله تعالى شنو ، يواجه منا أذُنا غير صاغية ، أُذُنا صماء فهل هذا مما يحمد عقباه ،‍ الله تعالى ما شايلنه هم ، كل هذا الجمع ما شايله هم ، انما كل واحد بحسابه وكتابه فـ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) .
ثم يقول سلام الله عليه : (بل هي مجموعة له في حضيرة القدس) ، لن تشذ وانما هي مجموعة ومرتبة ومركبة له في حضيرة القدس ، قوله ، بل هي ، يعني اللحمة مجموعة له لأنه يجتمع برسول الله صلى الله عليه واله ، وأمير المؤمنين وأمه فاطمة الزهراء عليهم افضل الصلاة والسلام ، يعني بأرواحهم العليا وليس بأجسامهم الدنيوية بطبيعة الحال ، يعني بأرواحهم العليا في حضيرة القدس كما قال في نفس الخطبة : (وما اولهني الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف) ، وإنما هو واله الى تلك الارواح العليا والمقامات السامية وليس الى الوجودات الدنيوية بطبيعة الحال على انها مقدسة جدا وأقدس ما هو موجود على وجه الارض ، لكن طبعا تلك المقامات أقدس منها اكيدا بما لا يقاس وما لا يتناهى .
وحضيرة القدس مرتبة من المراتب الالهية العالية جدا ، لا يمكن ، لاحظوا ، لا يمكن ان نتوصل الى تعريفها او معرفتها كما قال الله تعالى : (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ...(15) ، وليست هذه الدرجات لذاته ، لا، هو لا يستفيد من الدرجات حبيبي، لأنه إنما يتمناها لخلقه وللمؤمنين من عباده والخاصة المستحقين لتلك الدرجات في الحقيقة الا اننا بالرغم من اننا لا نستطيع فهم هذه الدرجة العليا ، اقصد حضيرة القدس ، الا اننا نشرح اللفظ فقط ، فالحضيرة على وزن فعيلة من الحضور وهي إما بمعنى اسم المفعول بمعنى محضرة او اسم الفاعل بمعنى حاضرة ، الا ان هذا فيه نحو من المجازية ، لأن من فيها حاضر ؟ ، ومن فيها محضر؟ ، المكان هو لا حاضر ولا محضر ، وإنما من في المكان هو حاضر ، أو محضر ، المهم انه في الحقيقة الذي ينطبق عليه انه حضير بمعنى حاضر هو المكين اي من في المكان وليس المكان نفسه .
ويمكن ان تكون فيها الياء زائدة ، حضيرة ، لا ، فتكون الحضيرة بمعنى الحضرة يعني حضرة القدس ونحن نعبر بالحضرة عن مراقد المعصومين عليهم السلام ، لأنها كأنها موضع الحضور عندهم وكذلك الحضور عند القدس الالهي وفي مراتب العظمة الالهية والنور الالهي .
والقدس هو الطهارة ، ومقدس يعني طاهر ويراد بها غالبا الطهارة المعنوية يعني طهارة النفس والقلب ، يقال : قدس الله سره اي طهر الله روحه.
وهناك في الأفق الاعلى ، وفي الافق المبين توجد الطهارة الحقيقية وهي الخلوص من كل النجاسات كالنظر الى الدنيا والشهوات والالام والافراح ، كل هذا يروح ، يزول سالبة بانتفاء الموضوع كما يعبرون ، ما له وجود اصلا ، وهي الخلوص من كل النجاسات كالنظر الى الدنيا والنظر الى الشهوات والاهتمام بالالام ، والاهتمام بالافراح ، والنظر الى الاسباب والنظر الى الاشخاص ، صديقك وعدوك وجيرانك والبعيد عنك واللي يتعامل وياك ، اهناك بعد ماكوا ، بل تبقى البهجة الالهية في نفس العبد هي وحدها السارية المفعول .
ولذا قال عليه السلام : (بل هي مجموعة له في حضيرة القدس تقر بهم عينه) ، فإن هذا التعبير من استقرار العين عن البكاء او انه تصبح العين بحالة من الفرح والابتهاج ، ولا شيء في الوجود اكثر فرحا وبهجة من تلك المستويات الالهية العالية التي ذخرها الله تعالى لخاصة خلقه ولذا ورد : (ان لك مقامات لن تنالها الا بالشهادة)، يعني فتحمل كل ما تستطيع من انواع البلاء والالام الجسدية والمعنوية والقلبية والاجتماعية والاقتصادية الدنيوية طبعا في سبيل نيل تلك الدرجات الأخروية العالية جدا حيث لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ويشمله قوله تعالى : (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) ، فان الكمال لامتناهي وما من كمال الا فوقه كمال وما من بهجة الا فوقها بهجة وما من درجة الا وفوقها درجة يعطيها الله هناك بالعطاء المباشر لقوله جل من قائل : (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) ، بدون عمل لأنه ليس في الاخرة عمل ، في الاخرة حساب ولا عمل وفي الدنيا عمل ولا حساب .
ثم قال: (وينجز لهم وعده) ، ولم يقل وينجز له وعده ، اهناك الضمير كان شنو ، مفرد ، اهنانة جمع وهو يقول : (تقر بهم عينه وينجز لهم وعده) ، لمن ؟ ، للمعصومين من اسلافه ، جده وأبوه وأمه وأخوه سلام الله عليهم اجمعين ، زين ، حينئذ نقول : انه الوعد له ، أو لهؤلاء ؟ ، هو اله زين ان ينال المقامات العالية وليس لهم ، لا ، أنا اقول لكلا الجهتين : أما له فينبغي أن يكون واضحا لأنه هو يفوز بمقاماته التي اختصه الله بها ، هذا منتهين منه ، لكن في الحقيقة كذلك الله تعالى وعد رسول الله صلى الله عليه واله ، بأن يعطي الحسين مقامات عالية ووعد عليا عليه افضل الصلاة والسلام ، أن يعطي الحسين مقامات عالية ، ووعد الزهراء أن يعطي الحسين مقامات عالية ولماذا لا ؟ ، لأنهم يحبهم ويحبونه اي في الله وليس للقرابة بطبيعة الحال ، فاذا كان واحد منهم نال درجات عالية الاخر يستر طبعا ويكون ناجز الوعد وفي رحمة الله سبحانه وتعالى فينجز لهم وعده بإعطاء الحسين تلك المقامات العالية سلام الله عليه .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً(3)
صدق الله العلي العظيم
الجمعة التاسعة 17 محرم 1419هـ
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم.
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلهي لم يكن لي حول فانتقل به عن معصيتك الا في وقت ايقظتني لمحبتك وكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بإدخالي في كرمك ولتطهير قلبي من اوساخ الغفلة عنك ، إلهي أنظر الي نظر من ناديته فأجابك واستعملته بمعونتك فأطاعتك يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه ، إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ولسانا يرفع اليك صدقه ونظرا يقربه منك حقه ، إلهي من تعرف بك غير مجهول ومن لاذ بك غير مخذول ومن اقبلت عليه غير مملول ، إلهي ان من انتهج بك لمستنير وان من اعتصم بك لمستجير وقد لذت بك يا الهي فلا تخيب ظني من رحمتك ولا تحجبني عن رأفتك ، إلهي اقمني في اهل ولايتك مقام من رجا الزيادة من محبتك ، إلهي والهمني ولها بذكرك الى ذكرك وهمتي في روح نجاح اسمائك ومحل قدسك ، إلهي بك عليك الا الحقتني بمحل اهل طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك فاني لا اقدر لنفسي دفعا ولا املك لها نفعا ، إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب المعيب ، فلا تجعلني ممن صرفت عنه وجهك وحجبه سهوه عن عفوك ، إلهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك ، إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرا وعمل لك جهرا ، إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الأياس ولا انقطع رجائي من جميل كرمك ، إلهي ان كانت الخطايا قد اسقطتني لديك فاصفح عني بحسن توكلي عليك ، إلهي ان حطتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبهني اليقين الى كرم عطفك ، إلهي ان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرم الآئك ، إلهي ان دعاني الى النار عظيم عقابك فقد دعاني الى الجنة جزيل ثوابك ، إلهي فلك اسأل واياك ابتهل وارغب واسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك ولا يغفل عن شكرك ولا يستخف بأمرك ، إلهي والحقني بنور عزك الأبهج فأكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ومنك خائفا مراقبا يا ذا الجلال والاكرام وصلى الله على محمد رسوله واله الطاهرين وسلم كثيرا كثيرا .
في يوم ما مر عليّ شخص في أواخر الشباب يلبس الزي الافندي عادي يريد يناقش وطالب للحقيقة الرجل ومنصف ، وجدته طيبا ، گلي اني اشك في الله ، تعال انت برهن لي على وجود الله ، سبحان الله ، آني شگوله ، رجل حسب قيافتي له درجة من الوعي وله درجة من الثقافة فإذا انا سردت عليه البراهين الفلسفية ، هو لا بد انه يحمل فكرة عنها ، فمن هذه الناحية قد لا تفيده ، برهان الدور وبرهان التسلسل وبرهان النظام ونحو ذلك من الامور ، هوه ما شايفها السما والارض ، ومع ذلك يشكك بالخالق سبحان الله ، فحينئذ انا فكرت ان اجيبه بسنخ آخر من الادلة بطريقة اخرى من الاستدلال بحيث گلي في النهاية ، انه انا ما كنت سامع لشيء مما قلته اصلا ، ترضى ان اروح اگوله ، گلت له روح گوله جزاك الله خيرا.
في الحقيقة انا اختصرت هذا الجانب ولكنني اقوله الان لأنه كانما الادلة على وجود الله سبحانه وتعالى من اشكال مختلفة واسناخ مختلفة كل واحد سنخ عن الاخر يختلف من قبيل ان نقول : ان البراهين القلبية على وجود الله وعلى كرمه وعلى قدرته وعلى تدبيره موجودة من قبيل قوله عليه السلام : (عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا) ، وقوله عليه السلام : (انه لا تراه العيون بمشاهدة الابصار ولكن تراه القلوب بحقائق الايمان) ، وقوله تعالى (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ...(54) ، فتخشع له قلوبهم ، لكن انا اردت ان امشيه ممشا آخر، اسرد لكم جملة من النقاط التي ذكرتها له:
النقطة الاولى: حبيبي ، أنت تلاحظ وأنا الاحظ وكل عاقل يلاحظ على وجه البشرية وليس في النجف وليس في العراق فقط وليس في هذا الجيل بل في كل جيل من آدم الى يوم القيامة : ان الخوش اوادم يؤمنون بالله ، والموخوش أوادم لا يؤمنون بالله هذا هوه ، مختصر مفيد ، ان المؤمنين بالله عندهم انسانية وعندهم انصاف وعندهم طيبة وعندهم اخلاص نحو ذلك من الصفات التي تتوخى ونتمناها لأي انسان ، زين في مقابله الذين لا يؤمنون بالله ، حبيبي ، يخرمشون وجهك ويدك ورجلك ، هذا هوه ، مكرة فسقة منحرفين ظلمة الى آخره هذا هو.
زين ، حينئذ معنى ذلك ان الايمان بالله هو حصة الطيبين وانكار الله سبحانه وتعالى هو حصة الفاسدين ويكفينا هذا دليلا على وجوده جل جلاله وعلى لطفه وقدرته هذا هو .
زين ، النقطة الثانية ، طبعا بالنسبة الى النقطة الاولى لا ينبغي ان ننسى ان الخوش أوادم مو واحدا واثنين ، ملايين ، اربع وعشرين الف نبي كلهم خوش أوادم ، گول لا ، سبحان الله ، هم بيهم نبي مو خوش آدمي ، كلهم صالحين ، اولياءهم صالحين اوصياءهم صالحين ، المؤمنين بهم صالحين ، وهكذا الى يوم القيامة ، كلهم شني ، خاشعين لله متذللين امام الله .
ثانياً : حبيبي ، يجيك واحد ويگولك ان زيد من الناس رجع من الحج ، يجيك آخر ايگلك بنفس الخبر يجيك ثالث يجيك رابع الى ان عشرة ، خمستعش مرة ، يحصل عندك اليقين بأن زيدا راجع من الحج وهذا ينبغي ان يكون واضحا وهو الذي يسمى باصطلاح المنطق بالتواتر ، خبر متواتر ، زين يجيك واحد اي من الانبياء طبعا يقول انه اوحي الي ، يجيك ثاني يقول انه اوحي الي ، يجيك ثالث يقول اوحي الي يجيك رابع وهكذا الى اربعة وعشرين الف نبي ، اذن فظاهرة الوحي متواترة اكثر من المتواتر بكثير انا مثلا اگول اشك بنفسي ولا اشك بان الوحي اجمالا قد نزل وان الكتب صحيحة يعني بالأحرى جملة منها صحيح او كلها صحيحة لا يحتمل ان تكون كذبا من اولها الى آخرها لأنه شهد بها الشهود الثقات العالين المعرفة والمراتب الانسانية ، طبعا ، مثلا اذا كان ذولة العشرة الذين اخبروك برجوع زيد ناس كلش عاديين طبعا يحصل لك يقين أقل ، اما اذا عشرة من ثقاتك ومقربينك والمخلصين الك ، يحصل لك يقين اكثر ، سبحان الله التبليغ عن ظاهرة الوحي موجودة على السن اعاظم الناس واكابر الناس وخير الناس. اذن فيكفي ثلاثة يكفي واحد ان اصدگه ان الوحي موجود فضلا عن اربعة وعشرين الف نبي ومن تبعهم من الوصي والولي والمؤمنين والصالحين وحسن اولئك رفيقا سبحان الله. فاذا ثبت الوحي بالتواتر ثبت الموحي بالتواتر وهو الله سبحانه وتعالى وهذا كلش كافي .
زين ، النقطة الثالثة: ان هناك ظواهر طبيعية وغير طبيعية تسمى مجموعها بالعلوم الغريبة من قبيل السحر على كل حال كمثال ناخذ السحر ، شي على شي ان السحر موجود ، ومنصوص عليه بالقرآن الكريم ومؤثر اجمالا وحوادث السحر موجودة من قبل مثلا اربعة الاف سنة ، عشرة الاف سنة ربما، ولا زالت الى يومنا هذا وكثير منهم يؤمنون بالسحر ويطبقونه ، هسه تفسيره ما هو، اما حرام اما حلال ما علينا، كل ما في الامر انه مؤثر وتأثيره ليس طبيعيا ليس من قبيل سرعة الضوء وجاذبية الارض وخروج النبات وولادة الانسان ، هذه امور طبيعية واما السحر فمؤثر ولكنه من زاوية غير طبيعية فمن اين حصل ذلك ؟ ، وبأي قانون حصل ذلك ؟ ، حينئذ هؤلاء الذين ينكرون قدرة الله سبحانه وتعالى ، خل يجون يفسرون ، يعجزون عن ذلك ، طبعا هم بحسب الظاهر ينكرون هذا التأثير لأنهم عاجزين عن التفسير ولكنهم في الواقع ونحن في الواقع نؤمن بصحته اجمالا ، وان بعض حوادث السحر فعلا مؤثرة ، فاذا كان المطلب هكذا اذن فهذا ايضا يدل على قدرة الله وعلى تدبير الله وان هناك قوانين لو صح التعبير غير القوانين الطبيعية محكومة لقدرة الله ولتدبيره ، وحاكمة ومؤثرة على القوانين الطبيعية وعلى وجه الارض وعلى هذه الخليقة ، وهذا ايضا كافٍ برهانا على وجود الله وليس السحر وحده ، السحر كمثال وحده والا العلوم الغريبة كثيرة .
زين ، النقطة الاخرى: طبعا كلنا سمع بالباراسايكولوجي وله ، سبحان الله ، ظواهر كثيرة غير قابلة للضبط ربما مائة ظاهرة او اكثر من قبيل تحضير الارواح من قبيل التأثير عن بعد من قبيل التلباثي الذي يسمى بالتخاطر الى آخره اهواية ، من قبيل التنويم المغناطيسي ، زين نقول كل هذا خرط ، وجذب ، صحيح يعني جرأة على الله وعلى الانسانية ان نقول ان هذا كله جذب ، متواتر وفوق المتواتر ان هناك ظواهر تسمى باصطلاح اللغة الاجنبية الباراسايكولوجي اي ظواهر روحية باصطلاحنا ، زين ، هذه الظواهر اذا كانت موجودة ايضا لا تخضع لقوانين الطبيعة ، يعني ان هناك قوانين اعلى من قوانين الطبيعة وحاكمة على قوانين الطبيعة ومؤثرة على قوانين الطبيعة ، من الذي أوجدها ومن الذي سنها الا خالق الكون جل جلاله ومن الذي دبرها الا المدبر الحقيقي جل جلاله .
زين ، النقطة الاخرى: المعجزات والكرامات ، ما حاصلة اي معجزة ولا كرامة على طول البشرية من آدم الى يوم القيامة ، سبحان الله ، حتى الماديين يقولون ان عصر المعجزات انتهى الان عصر الصناعة ، يعني ان المعجزات حدثت رغما عليهم .
على كل حال الشيء الذي باليد انه باليقين حصلت معجزات وكرامات لمئات من الناس لآلاف من الناس وعلى رأسهم الانبياء سلام الله عليهم ، وعلى رأسهم المعصومين لما بعد الإسلام إبتداءاً من النبي الى الامام المهدي سلام الله عليه ، حدثت فعلا ونحن غافلين حقيقة ، غافلين ودايخين ، بها الدنيا هاي ، وإلا في حقيقة الامر ان المعجزات والكرامات تحصل باستمرار من اول الخلق الى آخره من حيث لا نعلم ولا نشعر ، ( وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)) ، لكننا قوم غافلين نحسب الاشياء كلش بسيطة ومتدنية ، لأنني انا المتدني فلا افهم الا المتدني ، واما اذا شوية دققت ومشيت قدم واحدا لا ازيد ما احتاج ازيد على اي حال ، فسوف افهم أشياءاً اخرى غير التي كنت افهمها بطبيعة الحال مما هو يتصل بالله سبحانه وتعالى .
محل الشاهد فالكرامات والمعجزات متواترة ويقينية الحصول وعلى رأسها كرامات الانبياء ومعجزات الانبياء ، حينئذ شنگول ؟ ، من الذي اوجدها ؟ ، وبأي قانون وجدت ؟ ، وبأي سبب وجدت ؟ ، وهي خارقة لنواميس الطبيعة وغير ما تعود عليه اهل الدنيا والماديون والمنكرون للقدرة الالهية ، يكفينا معجزة واحدة من خلال أول الخلق الى آخره لتثبت انها ناطقة بلسان حالها ، بوجود مدبرها وبقدرته وبعزته وعظمته ، فضلا عن ان تكون هناك معجزات كثيرة ، وايضا ناطقة بفشل النظام الطبيعي وانه مجرد صورة لا واقع لها ، وانا قلت سبحان الله في مؤلفاتي ، في بعض مؤلفاتي ايضا كتبت ان القوانين الطبيعية انما هي صورة ذهنية ما يحدث هو ان هذه الحصاة تجلبها الارض وهذه الحصاة تجلبها الارض ، اما انه نسمي شيئا بقانون الجاذبية فهذا عبارة عن مجموعة حوادث جمعناها في ذهننا فسميناها قانون الجاذبية ، فحينئذ قانون الجاذبية انما هو فكرة والفكرة لا تؤثر في الخارج ، لاتؤثر في الخارج ، ليس هناك قانون اسمه قانون الجاذبية ، وإنما كل شيء يحدث بقدرة الله سبحانه وتعالى ، فحينما يزعم الزاعمون الماديون باننا نعوض عن الله بالقوانين المادية ، خسروا وخسئوا لأنها غير موجودة أصلا وإنما هي مجرد افكار في اذهاننا ، كما مثلا شنو ، نقول الانسانية ، الانسانية موجودة ؟ ، إنما الموجود هو الافراد زيد وعبيد وسعيد وفلان وفلان ، اما الكلي المعنى العام غير موجود بطبيعة الحال فلاحظوا كذلك القانون بالمعنى العام غير متحقق ، سبحان الله هم يقولون ان ما هو غير محسوس غير موجود، زين جيبولي عن حس وعن رؤيا وعن بصر القانون ، قانون الجاذبية مثلا او قانون سرعة الضوء او قانون كيت او كيت، ماكو وانما ما هو الموجود هو المصاديق والجزئيات والحوادث الفردية ، فهذه الحوادث الفردية من الذي يعملها القانون غير الموجود والقانون الموهوم ؟ ها بطبيعة الحال ، لا، أعجز من ذلك ومن يؤمن به أعجز من ذلك ، وإنما الله سبحانه وتعالى بعزته وقدرته. ربما نكمل في الخطبة في الاسبوع الاتي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)(يبقى شيء واحد) ، يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
صدق الله العلي العظيم

خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره الشريف Where stories live. Discover now