الجمعة العشرون لشهيدنا المقدس

21 2 0
                                    

الجمعة العشرون 4 جمادي الاولى 1419

الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَهَبْ لِيَ الْغَداةَ رِضاكَ وَاَسْكِنْ قَلْبى خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ حَتّى لا اَرْجُوَ وَلا اَخافَ إلاّ إِيّاكَ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَهَبْ لى ثَباتَ الْيَقينِ وَمَحْضَ الاِخْلاصِ وَشَرَفَ التَّوْحيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقاَمة وَمَعْدِنَ الصِّبْرِ والرِّضا بِالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ يا قاضِيَ حَوائِجِ السّائِلينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما في ضَميرِ الصّامِتينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائى وَاغْفِرْ ذَنْبى وَاَوْسِعْ رِزْقي وَاقْضِ حَوائِجي في نَفْسي وَاِخْواني في ديني وَاَهْلي اِلـهي طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الْهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ الْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ إلاّ اِلَيْكَ فَاَنْتَ الَّرجاءُ وَانتَ الْمُلْتَجَأُ يا اَكْرَمَ مَقْصُود وَاَجْوَدَ مَسْؤُول هَرَبْتُ اِلَيْكَ بِنَفْسى يا مَلْجَاَ الْهارِبينَ بِاَثْقالِ الذُّنُوبِ اَحْمِلُها عَن ظَهْري لا اَجِدُ لى اِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتي بِاَنَّكَ اَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطّالِبُونَ وَاَمَّلَ مالَدَيْهِ الرّاغِبُونَ يا مَنْ فَتَقَ الْعُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَاَطْلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ في كِفاء لِتَاْدِيَةِ حَقِّهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَلا تَجْعَلْ لِلشَّيْطانِ عَلى عَقْلى سَبيلاً وَلا لِلْباطِلِ على عَمَلى دَليلاً .
اَللّـهُمَّ اَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَاِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلَى الاْئِمَّةِ الْهادينَ الْمَهْدِيّينَ اَلسَّلامُ عَلى جَميعِ اَنْبِيآءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ اَلسَّلام عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر الْكاظِمِ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد الْهادي اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ الْعَسْكَرِيِ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ الْقآئِمِ الْمَهْدِيِّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ .
اليوم اتحدث عن الاخوّة في الايمان، لِأصل منها الى النتيجة التي وعدت بانجازها والتعرض لها في الجمعة السابقة.
والاخوة في الايمان من ضروريات الدين، ونص القران الكريم، قال تعالى .. الم نسمع القران الكريم ؟ .. قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة)) ودلالتها على الحصر بـ (انما)، اي لا يجوز غير ذلك، ولا يمكن غير ذلك. وان الرحم لا دخل لها بالموضوع، والنسب لا دخل له بالاخوة، كما قال في الحكمة: (رب اخ لك لم تلده امك). وهذه الاخوة شرطها الايمان، كما قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة))، وليس بعنوان اخر اطلاقا. فانك إذا ذقت طعم الايمان في قلبك، وبرد الايمان في نفسك، احببت كل مؤمن، سواءً عاشرته، ام لم تعاشره، وسواءً عرفته، ام لم تعرفه، مادمت تعلم انه على حق وعلى الصراط المستقيم. بل ان هذا من ضروريات الايمان، لانك ان كرهت اخاك المؤمن فانت المقصر وليس هو، وانما كرهت مؤمنا والعياذ بالله. وكراهة المؤمن بهذه الصفة كانها كراهة للايمان نفسه والعياذ بالله.
وواضح انك إذا كرهت الايمان فلست بمؤمن، فالعتب عليك وليس عليه. فاذا كنت متحدا معه في الايمان، وفي العمل، وفي الطريق، وفي الهدف، كفى اكيدا في حصول التحابب بينكما، وفي امكان التعاون بينكما.
وبعضهم ينقل قطعة من بيت شعر تقول: اختلاف الراي لا يفسد في الحب قضية. مع ان هذا ليس بصحيح، لان المراد من اختلاف الراي هو اختلاف الهدف، واذا كان هدفه غير هدفي، كيف احبه ؟ واذا كان هدفه غير هدفك فكيف تحبه؟ وانا اعلم ان هدفي حق وهدفه باطل، هدفي اخروي وهدفه دنيوي، هدفي رفيع وهدفه وضيع باذن الله وبتوفيق الله، فكيف احبه؟
وانما لا بد من الشعور فيه في مثل هذه الحالة، انه ليس لي بأخ، بل هو لي عدو، ونحن قوم وهم قوم ـ كما قلت في بعض الخطب السابقة ـ وان كنا نعيش سوية في مكان واحد، ولعله تحت سقف واحد، أيضاً هو ليس لي بأخ، حتى لو كان لي اخ في النسب، فهو ليس لي بأخ في الايمان. ولذا قيل في الحكمة: (كن فيهم ولا تكن منهم). كيف وهم لا يتصفون بالايمان الذي هو الحد الحق للاخوة في الإسلام، وانما يكون مشمولا لقوله تعالى .. ما هو ؟ .. : ((الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله)) الا ان يتوب ويهتدي، فان تاب واهتدى، فاهلا به وسهلا ويكون مشمولا لقوله تعالى: ((واخرين منهم لما يلحقوا بهم))، اي انه بالتدريج الناس يؤمنون ويتوبون، يوجد هناك اناس قابلين للتوبة لم يلحقوا باهل التوبة، سوف يلحقون بهم في المستقبل القريب أو البعيد.
والاخوة – لاحظ – الاخوة ليست هي الصداقة، بل هي اعمق منها وادق واخص. فليس كل صديق اخ، وليس كل صداقة اخوة. بل لعلك تصادق على الدنيا من تعاديه على الاخرة. كما انه ليس كل اخوة صداقة – هو مو صديقك ولكنه اخوك ، كيف يمكن ؟ لانك قد لا تعرف اخاك لانه في مكان بعيد أو زمان بعيد أو في جيل اخر، ومع ذلك فانك تحبه وتتعاطف معه ـ وان لم تره اصلا ، ليش؟ لانه اخ في الايمان ـ وتتعاطف معه ومع كل الاخوة في الايمان والاخوة في الله سبحانه وتعالى الموجودين والماضين والمستقبلين وفي اي زمان ومكان ما دمت تشعر انهم على حق، وانهم معك على طريق واحد، وهدف واحد. بل انت هم وهم انت، لا تختلفان في شيء غير بعض الطبائع الشخصية غير المهمة والتي لا ربط لها بالمصالح العامة والاخروية. زين
وهذه الاخوة لها عمليا جانب سلبي وجانب ايجابي. اما الجانب السلبي – لاحظ شنو هو - فبسلب الحـقد، والبغضاء، والاعتراض، والاضـرار، والاحتـقار للمؤمنين من بعضهم البعض. فان ذلك كله حرام في الاخ في الايمان، مهما كان عمله الدنيوي – طبعا اذا لم يكن محرما والعياذ بالله -مهما كان عمله الدنيوي من المباحات، أو مهما كانت طبقته في المجتمع، أو ثراءه، أو فقره، أو بعده، او قربه – لا دخل له في ذلك اصلا - والجانب الايجابي، هو التحابب، والتراحم، والتعاون على امور الدنيا وعلى امور الاخرة، والتشاور، وتبادل الثقة، والاحترام. زين
اذن فمن جملة ذلك ان يكون مقتضى احترامه ـ الان ندخل الى المطلب الذي انتهينا منه في ذلك الاسبوع ـ اذن فمن جملة ذلك ان يكون مقتضى احترامه هو ان تقبل يده لو كان ذلك مناسبا اجتماعيا. ومن هنا كان لتقبيل اليد عدة مبررات شرعية، فلماذا قلنا في الخطبة السابقة انها ليست بصحيحة؟ :
اولا: التوقع الاجتماعي لذلك، بحيث لو لم تقبل يده فقد احتقرته، أو إذا لم تخاطبه بالجمع فقد احتقرته. واحتقاره حرام، لانه اخ في الايمان. واحتقار الاخ في الايمان حرام لا محالة. زين
ثانيا: انه نحو من الاكرام، وزيادة في الحفاوة للاخ المؤمن. والزيادة في الحفاوة للاخ المؤمن مطلوبة، ولو استحبابا في مثل هذه العلاقات.
ثالثا: ان صديقك قد يكون سيدا علويا من ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولا شك ان اكرام واحترام ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله) مطلوبة، واحتقارهم من اشد الكبائر، وايذاءهم من اشد الموبقات. إذن، فانت تقبل يده احتراما لهذه الذرية الشريفة، لان باحترامها احتراما لرسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه.
رابعا: انك تحترم العلم الديني الحق، وهذا عالم في الله أو في الشريعة الاسلامية. فيجب عليك ان تحترمه، وان لا تحتقره وذلك يكون غالبا بتوقع تقبيل اليد.
خامسا: انما سبق كله غايات مستحبة وصحيحة لتقبيل اليد. ولكن حتى إذا انحصر الامر بحاجة دنيوية، فلعل لها أيضاً ارتباط بالدين أو بالشريعة – ميصير؟ - كانقاذ شخص من ضرر بالغ، أو قضاء حاجته وضرورته، أو استهداف نفع عام من شخص دنيوي. فانت تقبل يده من اجل النفع العام الدنيوي، بالرغم من انه شخص دنيوي، وهكذا. زين
الان نبدأ المناقشة ،امور لطيفة مرتبة وانتم سمعتم ، واذا غضضنا النظر عن هذا السبب الاخير مؤقتا، امكن تقديم عدة اجوبة عن الاسباب الاخرى، منها واهمها :
انه حسب فهمي ان الشرط الاهم فيمن تقبل يده ان يكون اخا لك في الايمان. واما إذا لم يكن كذلك ـ ليس اخا لك في الايمان ـ فهو لا يستحق تقبيل اليد، كائنا من كان، حتى لو السيد محمد الصدر.
لانك عندئذ، انما تقبل يد عدو الله سبحانه، لانه ليس لك اخ في الايمان، إذن تقبل يد الشيطان ، يد عدو الله سبحانه من حيث تتخيل انك تقبل يد شخص صالح وتعمل مستحبا، لانك عندئذ، انما تقبل يد عدو الله سبحانه من حيث تعلم أو لا تعلم، كما قال الشاعر:

خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره الشريف Where stories live. Discover now