١٠ | مشاعر مراهقة تستحق التدمير |

11K 1K 1K
                                    

قمت بسحب سترته للأمام حتى ألف بها جسدي أكثر ثم تكورت على نفسي فوق كرسي السيارة، أسندت رأسي على زجاج السيارة وراقبت الشوارع المظلمة بشرود. لا يمكنني أن أرتاح ولو لحظة لأن هناك نبضات مؤلمة داخل قلبي، أكره هذا النوع من النبض والذي يجعلني أشعر بروحي ترتجف من الداخل وأنني مجرد ضعيفة، أن تلك الجدران العالية التي أبنيها بعد عدة حروب تهدد بالسقوط، وسأكون عارية أمام العالم بالهشاشة التي أرغب في تدميرها عند غيري، دود الكتب.

جعلت أناملي تصعد ببطء خلال جسدي إلى أن استقرت حيث قرصة ديلان البربرية على رقبتي، ضغطت عليها قليلا فأحسست بالألم لذلك نظرت نحوه سريعا لأجده غرقا في قيادته. لقد قام بتشويه جلدي، متأكدة أن المنطقة منتفخة قليلا وستتخذ لونا أخضرا بعد مدة. إنه شرير، مؤذي، جمل حقود، لما يقوم بقرصي بهذه الطريقة؟

غير ذلك، هو دافئ، حامي، لطيف، حنون، لدرجة أني، أنني.. لا أزال أرغب أن أكون بقربه، وسط عناقه. لا يزال هناك خوف ما داخل عقلي والذي يتلاشى بدفئه. هذا هو الصوت الوحيد الذي يخترق عقلي ويجعلني أشعر بالتوعك لأنها مجرد أفكار مريضة فقط، أشعر هكذا فقط لأنني أرغب في إخماد النقص الذي داخلي حاليا. لذلك أنا أحتاجه، هو ما يغذي الحفرة السوداء.

رأيت طريقة تكوير قبضته على المقود وذلك بسبب استمراري في النظر نحو بشكل واضح وبدون توقف، ألا يشعر بالبرد؟ لقد قدم لي سترته ولا يزال بقميص خفيف، ألا تؤلمه تلك اللكمة التي تلقاها بسببي؟ أرى أنه منذ رؤيته وجهي الجميل وهو داخل متاهات لا نهاية لها.

ما إن توقفت السيارة حتى عدت إلى رشدي واستدرت نحو النافذة هذه المرة ورأيت بيتي عن قرب، تنهدت بخفة ونظرت نحوه مجددا لكنني تفاجئت من كونه قرب وجهه نحوي ورمقني بنظرات مستغربة.

«ما الأمر آمور؟» سألني بحيرة ما إن رأى التشتت المجمع حولي، كنت أعلم أن ملامحي تنحذر للأسوأ بسبب الخوف الداخلي المسيطر علي؛ تلك الأصوات تصرخ معبرة عن حاجاتها، أنها ترغب في الالتصاق به وعدم الرحيل لأنه مصدر الأمان الحالي، أنه الغريب الذي يمنحنا ما لم يقدر أي قريب على فعلها.

بدوري رميت عيناي نحو الساعة لأجدها التاسعة ليلا وقد وعدت والدتي بالعودة مبكرا بعد أن خرجت على السابعة؛ لكن لا بأس بقضاء بعض الوقت هنا قبل أن أذهب، فلا أريد أن الدخول من الأصل والاختناق بالتعاسة المحيطة بذلك البيت.

لم أعد أتحمل هذا الشعور الفظيع داخلي.
أريد ديلان بقربي.
أريده،
كثيرا.
ذلك الجوع الداخلي يُضعفني، أنا أنجرف وراء غرائزي بطريقة عمياء.

«ديلان.» تمتمت بنبرة خافتة وأنا أسحبه نحوي قليلا وما إن تقدم حتى قمت بلف ذراعيّ حول رقبته ودفنت رأسي عند رقبته، تنفست باضطراب عندها وأكملت. «احتضني ديلان، لا أشعر أنني بخير.»

كاراميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن