٨ | أنا لا شيء، أنا حثالة |

10.8K 1K 512
                                    

ماما لن تحب هذا؟
ماما لن تحب هذا!
ماما؟ ماذا!

أنا منحرفة؟

هو لن يفلت، أعني بعد كل هذا الهراء والصراع الذي عشته يقول هذا؟ لا... هه! لا لا لا! ما إن أمسكته حتى سحبته نحوي ليعود لمكانه السابق، يداي أخذت مجراها نحو ياقة قميصه الدموي ذاك وقد جعلته يواجه ملامحي المكفهرة كيوم عاصف.

«اسمع ديلان خوس عليك أن تعرف شيئا مهما، لا تظن أن الأمر مجرد لعبة يمكنك الانسحاب منها متى تشاء! أنت ارتكبت غلطك لذلك عليك أن تدفع ثمنه لأنك لا تعبث مع أي فتاة، تعلم أنني آمور لاكونا ولست شخص عابر في حياتك ولست تلك الفتاة التي تهرب من حياتها حتى تنظف سجلك لتصبح رجلا جيدا، حسنا ما إن لمستني قد تلوثت وعليك أن تنسى كلمة جيد وجسدك لي كما لمست الخاص بي دون إذني لدوافع لست أفهمها، تتأكد من ماذا نحوي؟ لا أعلم ولست مهتمة. لك لذلك لن تعلم متى ستأتي لمساتي أيضا وستتقبلها برحابة صدر دون تذمر، لا! وبكل شاعرية وحب أيضا، من يهتم لحبيبتك؟»

صوتي الغاضب والمتذمر قد غزى الحافلة الشبه خالية ومن الجيد أن البعض يجلسون بالأمام ولم يعيرونا الكثير من اهتمامهم لأننا بنظرهم مجرد مراهقين تافهين، وأجل سأكون فتاة تافهة ومنهارة لأنه فقط فتى مستفز وأناني وليس مجرد دودة كتب غبية.

هو فقط أشاح بعينيه بعيدا عني رغم أن رأسه عندي فلا أزال أهزه بينما أمسك ياقته بإحكام.

«آمور، أنتِ لا تساعدين.» هو تمتم بنبرة خافتة جدا وكان من الجيد رؤية هذا التعبير المتضايق على وجهه فلتوي علمت أنني قد قدمته له شيئا لا يرغب في سماعه، وما دام يريد التخلص مني فلن أذهب لأي مكان.

من الآن كلما شعرت بالضيق من ديلان أصفر خوش سأضايقه بالتصاقي به، بإحراجه أمام الماما التي جعلته مجنونا، كم عمره يا ترى ليتفوه بهذه الترهات؟

ما إن بدأت في تمرير يدي من رقبته لصدره حتى دفعني فجأة ونهض من فوق الكرسي الذي سحبته له، وجدته يتحرك للأمام تاركاً إياي خلفه وما إن توقفت الحافلة قفز برشاقة للخارج.

«هل تتركني خلفك أيها الجبان؟» قلت بنبرة مرتفعة وتحركت بدوري راكضة حتى ألحقه.

لا تزال الأمطار تتهاطل ونحن الآن نركض تحتها كالمجانين، لا يبدو هذا المكان مألوفا حتى، هذا ليس شارعه. هل توقف عند محطة أخرى؟

عندما صدر مني سعال مفاجئ تأكدت من أن الأمور ستصير أسوأ عن قريب.

ما إن وصلت له حتى قمت بالتعلق به عن طريق لف ذراعاي حول معدته فجعلته يتوقف ثم يستدير لي وعلى وجهه ضيق شديد، شعرت للحظات أنه على وشك البكاء.

كاراميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن