«هل جننت؟! اترك يدي!».
صاحت به فلم يتأثر بل اتسعت ابتسامته الخطِرة.

«ألم تقولي قبل قليل أنكِ نادمة على ما فعلتِه لـ سيزار وتريدين فرصة أخرى لإثبات نفسك له؟!».
كلامه صدم كليهما هذه المرة فأشاحت الأميرة عينيها لتموجات البحيرة بينما حاول سيزار النظر إلى وجهها ليتأكد من صحة الأمر.

«حتى إن اعتذرت فهي غير صادقة. اعترفي بالحقيقة، تريدين شيئا ما، أليس كذلك؟».
نبرته الساخرة استفزّتها فصاحت به كلاما لم تفهمه هي حتى.

وهكذا بدآ تبادل الإهانات بـحدّة إلى أن فاض الكيل بـ ليونار.

«اخرسا! هل نحن في حضانة الآن!؟ ميكايليس في غيبوبة ومملكته على المحك، سيلا بالكاد تستطيع الوقوف ولا نعرف سبب مرضها، ڤاليرا تُخاطر بحياتها بمفردها وتجمع الألبينو، سيلين تخطط من ورائنا وتنوي قلب عالمنا على عقب وأنتما هنا تخوضان شجارات طفولية -من يُهين من أكثر-؟! تصالحا الآن أو على الأقل تظاهرا بذلك حتى ننتهي من هذه المصيبة ثم اقتلا بعضكما، لا يهمني!».
قوى الإريميا تحررت لإنفعاله فأشعّ جسده بأكمله بلون فضيّ جعل الفضاء من حوله يبدو مظلما وطغى البنفسجيّ على عينيه تماما مُفزِعاً توأم الثعالب.

«تصالحنا!».
ردّ سيزار بسرعة وسحب ثيرسا إلى صدره فتمسّكت به بخوف.

الإريميا ليسوا أقوى كائنات سيلين هباءً...

«جيد، إلى المركب!».
استغرق لِيونار بضعة لحظات حتى تحكّم في قواه وخفَت نوره، لحظات تصنّم فيها التوأم في انتظار رد فعله ثم تحرّكا دون أن يُفلِتا بعضهما ليأخذ سيزار ثيابه ثم باتجاه الشاطئ.

حين وصلوا إليه، كانت مجموعة من الويڤرن يُنزِلون صناديقا من المركب بينما وقف القبطان على الرصيف يسحب شعره ويتمتم لنفسه.

«ماذا حدث؟!».
استفسر سيزار من الطبيبة التي وقفت مع توأمها إلى الجانب.

«اكتشف القبطان أن مركبه مثقوب -على الأرجح بسبب تلك السقطة- ولا يصلح للإبحار».
أجابه فيودور.

«أين سيلا؟!».
نبرة الطبيب حملت بعض الهلع حين لم يرها بينهم وسارع إلى قمرتها كي يُخرِجها قبل غرق المركب.

راقبه سيزار بحاجب مرفوع ثم انتبه أن الأميرة أيضا تحمِل نفس تعابير وجهه المستغربة.

«إذا كم يستغرق إصلاحه؟».
سأل مجددا.

«أسبوع على الأقل...».
تكلم فيودور ببعض التوتر فليس للويڤرن خبرة مع المراكب أو أي وسائل سفر بحريّة لأنهم ببساطة لا يحتاجونها ، هم يمتلكون أجنحة تأخذهم أينما شاءوا.

«اللعنة! ليس لدينا ذلك الوقت، يجب أن نعود لنبحث عن بقية الآلبستارز!».
تذمّر سيزار فشدّت ثيرسا غريزيا على يده حين لاحظت إنزعاجه، عِندها تذكّر أنه لم يُفلتها بعد.

لم يجرؤ على فعل شيء وانتظر عودة لِيونار كي يبشّره بالخبر السيء.

«ألا يمكن للويڤرن إيصالنا؟».
اقترحت سِيلا دون أن تُغادر عيناها يدي الثعلبين المتشابكتين.

«هل ذلك ممكن؟».
استدار الطبيب إلى فيودور الذي بدا مُشككا في الأمر.

«سأرى...».
وتركهم ليستفسر عن إمكانية تقديم الويڤرن ذلك المعروف لهم.

«حالتكِ صارت أسوء، هل حدث شيء ما؟».
القلق الذي كان في عينيّ لِيونار انتقل لعينيّ الأميرة رايلين بعدما استشعرت ضعف جسد سِيلا.

«أنا بخير، أشعر أنني أفضل بعد قيلولتي».
حاولت الكذب لكنّ توتّرها ودُكنة هالاتها السوداء لم يُسانداها كثيرا.

«كيف حدث هذا؟».
أضافت لتُبعد انتباههم عنها مُشيرة للمسافة المنعدمة بين الثعلبين.

حُمرة تسللت إلى خديهما ورفضا النظر إليها أو إلى بعضهما البعض لكن لحسن حظّهما فقد عاد فيودور ليُعفيهما من الإجابة.

«لا يُمكنهم التحليق فوق الممالك، لكن يمكنهم إيصالنا إلى حدودها أو إلى أي مكان آخر».
نطق ليسترخي الجميع بعد إيجادهم حلا لمشكلتهم.

أربعة ويڤرن حطّوا بالقرب منهم وأخفضوا رؤوسهم اتباعا لتعليمات قائدهم. صعد لِيونار وسيلا على ظهر أحدهم وتشبثا في حراشفه جيّدا. تردد سيزار وثيرسا من امتطاء ويڤرن واحد خاصة عندما عرض حارسها الركوب معها، وفي الأخير استغلاّ تشتت انتباه الطبيب عنهما وافترقا عن بعضهما البعض. الأميرة رايلين وفيودور أخذا آخر ويڤرن وبقي القبطان مع مركبه ينتظر إصلاحه.

بعد أن استقرّ الكلّ، أعطى قائدهم الإشارة بالإقلاع فاندفعوا في الهواء بقوة جعلت سِيلا تصرخ متفاجئة ثم تُقهقه بتوتّر عندما ثبتوا بعض الشيء في الجوّ.

الرياح عاليا كانت أبرد إلا أنها منعشة استمتع بها الجميع ما عدا سيزار الذي كان وحيدا ويُراقب توأم الإريميا في غيرة.

قطعوا عشرات الأميال في وقت قصير بالكاد شعروا به، وحين لاحت وجهتهم -موقع اثنين من الآلبستارز حسب الخريطة المضيئة- في الأفق، انخفضوا إلى الطبقات الجوية السفلى واختار الويڤرن حقلا أجردا للهبوط فيه ثم توجّه الرفاق نحو الحضيرة للاستكشاف.

لم يُدرِكوا أن الويڤرن قد جذبوا انتباه أصحاب تلك الأرض ولا أنهم يسيرون نحو فخ خطير، إلا عندما اختفت الأرض من تحت أقدامهم فجأة وتدحرجوا داخل جوفها في فوضى من الصراخ والضحكات مجهولة المصدر.

----

----

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
سِيلا ✓Where stories live. Discover now