كلُ الطُرُقِ إليكَِ وعِرَةٌ |D.KS

~نهاية الطريق~

الفصل بيحتوي ع اغنيتين، الأولى موجودة ف مكانها اللي المفروض تشتغل فيه بعلامة #، والتانية عند علامة النجمة*
______

"هل تعلم؟ لا أحد يحصل على شيء كان يفقده من البداية، ولا أحد يخسر شيء لم يكن يملكه"
بدأت كلامها بعد أن ساد الصمت بينهما

نظر لها بعدم فهم، لتأخذ نفسًا عميقًا وتتحدث..
"طوال عمري كنت لا أملك أصدقاء بحق لذلك كنت أفقد تلك الصفة من حياتي.. الصداقة، لذلك هذا لم يكن شيء لأمتلكه يومًا، ولم أكن اتمسك بأحد حتى لا أخسره، لذلك رأيتني بدون أصدقاء لا أريد التمسك بأحد، فأكثر ما أخشاه الفقد"
نظرت له بألم وكأنها تعري عن ضعفها لأول مرة منذ عرفها منذ سنة

كانت تشعر بألم رهيب يجتاح صدرها بسبب بوحها، أحيانًا البعض يكون ألم البوح لديهم أكبر من الكتمان، ألم الكتمان يكون كصخر يجثم فوق صدرك يمنعك من التنفس والتنفيس عن غضبك وألمك ومعاناتك، أما ألم البوح يكون كالنار المستعرة في القلب ومجرى الهواء تحرق كل خلية في صدرك كلما أطلقت حرفًا فتجد حلقك جافًا لا يقوى على إخراج كلمة

عاندت ألمها وأصرت على الحديث، لقد انتظرت تلك اللحظة طويلًا ولن تفلتها لأنها فرصتها الوحيدة في التفسير..
"لن يصمت أحد طويلًا إلا بعد أن تحدث كثيرًا ولم يُلقى لحديثه بال، ولن تصبح يد أحدهم مرتخية تفلت ولا قوة بها لتتمسك إلا بعد أن خُذل كثيرًا عندما تمسك وبقوة وكأن جهازه العصبي تلف ولم يعد لديه القدرة على إعطاء الأمر لليد بأن تتمسك مجددًا"

لم يقاطعها لمرة ولم يفكر لفعل ذلك فتلك كانت أول مرة لها تتحدث بهذا الكم منذ عرفها، برغم أنه استمتع بحديثها كثيرًا وسعد أن أطلقت الكثير من ما في قلبها إلا أن شيء به شعر بنغزة في قلبه تحدثه أن كل شيء بثمن وهناك شيء سيء سيحدث

سألها هذه المرة لأول مرة..
"هل تريدين مني مواساتكِ والتحدث؟"

"أرجوك تحدث حتى تحترق النجوم وتتصادم الكواكب وتجف البحار وتنطفئ الشمس ويفني الكون، تحدث حتى تنتهي حروفك، تحدث حتى ينتهي الجميع من الكلام فلا يبقي غيرك يتحدث، أريد أن أسمعك أنت فقط للنهاية"
لا يعرف ماذا تفعل به تلك، تهز قلبه هزًا تعجز الزلالزل على فعلها وفي نفس الوقت تجعله مجهد من الخوف كقرية انقلبت رأسًا على عقب ولم يبقي منها سوى أثارها

حاول التحدث ولكنه شعر أنه فقد الحروف من مخارجها، تذكر أنه في الأصل لم يكن كثير الكلام بين أصدقائه بل كان صامتًا أغلب الوقت، لم يعرف أنه يستطيع التحدث بطلاقة إلا عندما قابلها ليضفي لحياتها الصامتة صوت، كانت هي موسيقى بدون كلمات فأتى هو ليضيف كلمات ويكوّنان أغنية يتراقصان عليها معًا

#

"أخبرتكِ يمكنني أن أكون صديقًا وأنيسًا في الوحدة، أخبرتكِ أني لن أخذلكِ أبدًا ولن أترككِ مهما حدث، أخبرتكِ أني لن أؤلمكِ وسأداوي جراح الماضي، أخبرتكِ أني أعتذر عن كل من أذاكِ وعن أني لم أكن معكِ وقتها لأحميكِ، أخبرتكِ أني أحبكِ وأعطيتكِ قلبي رغم أني أرتعب أن يسقط من يدكِ كما يسقط كل شيء، أخبرتكِ أني سأتمسك بكِ حتى وإن سقطتُ من يدكِ، أخبرتكِ أني سأستمع إذا تحدثتي وأني أفهمكِ واقرأكِ من نظرة، ولكنكِ صمتتي وواصلتي إحاطة نفسكِ بأسوار لتبقي وحيدة، واصلتي الابتعاد والبقاء وحدكِ، واصلتي اسقاط الاشياء من يدكِ، واصلتي الخوف من الخذلان وتذكر الماضي فقط وعلقتي به ورفضتي العيش في الحاضر معي ورفضتي محاولاتي لاسعادكِ، واصلتي صد مساعداتي ومحاولاتي، واصلتي محاولة تجنب وقوعنا في الحب ولكننا كنا نفعل وقتها بالفعل، لم ندرك أننا سقطنا في الحب منذ أول طريق التقينا به وأول حبة ثلج سقطت وأخر زهرة تفتحت وأخر ورقة خريف سقطت، منذ أول كتاب قرئناه معًا وأول مرة تناولنا الطعام معًا وأول أغنية تشاركنا سماعها، منذ أول تشبيه لنا ومنذ أول رياح للشتاء عصفت بقلبينا"