~الطريق الحادي عشر~

187 38 6
                                    

*اسمعوا الاغنية عند علامة النجمة💙*
_______

كانت تجلس وحدها في الظلام تبكي بشدة ترتعش من كثرة البكاء، ترتعد مع كل نفس، شعرت بالوحدة مجددًا، الوحدة التي تخافها بقدر ما تحبها، كلما نما حبها للوحدة كلما نما خوفها تجاهها أن تأكلها وتدفنها بها

ظلت ساعات تبكي ولا تستطيع التوقف، خرت جميع قواها في البكاء حتى أنها لا تملك قوة للتنفس، قلبها يؤلمها بشدة تشعر وكأنها لم تبكِ هكذا في حياتها، بكت بصوتٍ عالٍ وأعطت نفسها تلك الفرصة طالما أنها وحيدة ولا أحد سيسمعها

ظلت تفكر وتدور في رأسها مئات الأفكار، يجب أن تبتعد عنه، يجب أن تصده، لا يجب أن تكون أنانية وتضره، هو سينكسر قلبه سيكون صورة منها في نهاية الأمر، كانت تعلم من البداية أنها لا يمكنها أن تكمل في شيء كهذا، لكنها أرادت أن تفرح ليوم لمرة للحظة، لكن عزلها عقلها لثانية واحدة وترك السلطة لقلبها دمر كل شيء، رماها في قاع الجب مرة أخرى بعد أن رأت الضوء بعد أعوام من الظلام والنسيان

الأن هو سينكسر قلبه وسيتدمر وسيصبح وحيدًا وهو لم يعتد على هذا، غلطة واحدة جعلتها تظن أنها تحوله لصورة منها مشوهة نفسيًا، وهي التي كانت اعتادت على الوحدة بعد أن سحبها منها ستضطر لالقاء نفسها بها مجددًا، يجب أن تحارب مجددًا وتعتاد مجددًا وكل هذا يجب أن تجتازه وحدها.. مجددًا

هل تعلم ماذا تعني أن يتم إنقاذك بعد أعوام من اليأس والألم ثم تضطر أن ترمي نفسك في هذا مجددًا، لم تعالج خوفك وألامك بعد لتعود إليها بكامل قواك العقلية وإرادتك الحرة، هذا أشد رعبًا ووطئة من أن تُجبر أو يتم رميك بها

شعر أنه يدور حول نفسه، ذهب إلى كل مكان ذهبا إليه معًا وظن أنه سيجدها به، ذهب للمقهى وللمكتبة ولنهر الهان وحتى أنه ذهب للجامعة لربما عادت إليها رغم حلول الظلام ولكنه لم يجدها، جلس على مقعد يلتقط أنفاسه ويفكر أين ربما يمكن أن تكون، ليقف منتفضًا.. الحديقة لم يفكر بها كيف لم يفعل، هي تحب الوحدة عندما تكون حزينة وهذا أنسب مكان من كل الذين ذهب إليهم الأن وكانوا مكتظين بالبشر

توجه إلى الحديقة ركضًا ليجدها هادئة بشكل مرعب، ليس بها أحد في وقت كهذا ليل وشتاء لن يكون أحد بها سواها، الجميع في منزله يحتمي من البرد أو في الأماكن الأخرى مع الأصدقاء، لكن هي تلجأ للعزلة دائمًا وللوحدة رغم خوفها منها

سار في الحديقة يقتفي أثرها ليجدها جالسة على مقعد خشبي تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي وصوت بكاءها يتردد بسبب الفراغ حولها، كانت تبكي بشدة وتقطّع نياط قلبه من أجلها، ذهب ليجلس جانبها بكل هدوء متنهدًا وتردد في مد يده والربت على ظهرها ليربت في النهاية في صمت ليجدها تحدثت بدون أن تنظر له، استشعرت وجوده..

"أنا سأرحل، سأرحل من كل مكان تتواجد به، سأتغيب من محاضراتك، سأحذف رقمك، سأسير في طريق أخر إذا صادفتك في الطريق، طريقنا ليس واحد، سأنهي تلك السنة وسأعود لدولتي في سلام بدون أن أسبب مشاكل لأحد، أنت أستاذي وأنا مجرد طالبة لديك، أرجوك كن سعيدًا وحافظ على أصدقائك وتأكد أنه بسببك سعدت للحظة منذ زمن لم أحلم بها، شكرًا لإعطائي ذلك القدر"

كلُ الطُرُقِ إليكَِ وعِرَةٌ |D.KSWhere stories live. Discover now