~الطريق الرابع عشر~

168 37 10
                                    

*استمعوا للاغنية عند علامة النجمة💙*
_________

أمسكها من يدها قبل أن تسقط، كان قبل سقوطها وأثناء ترددها ينوي على إمساك يدها أولًا لذلك عندما مالت للوراء كان قد أمسك بيدها بالفعل ولكن قدمها انزلقت وأصبحت تتدلى من على جرف الهاوية

"لا تتركني، لا تفلت يدي أرجوك، تمسك بي"
كانت في عينيها نظرة خوف ورجاء، رغم أنها كانت تستعد للانتحار منذ دقائق إلا أن تلك ربما لا تكون الحقيقة، هي لم ترد أن تقتل نفسها وإنما تريد أن تقتل شيء ما بداخلها لا تقوى على العيش به

"لا تقلقي، لن أترككِ مهما حدث، سأتمسك بكِ جيدًا وإن لم استطع سأقفز معكِ"
كانت عيناه قد بدأت تترقرق بالدموع

ليمد يده الأخرى لها..
"امسكِ بيدي، لا تقلقي لن أترككِ"
لتنظر ليدها الأخرى الممسكة بالجدار وليده بتردد وربما خوف، نظرت أسفلها لترى مدى ارتفاع المبني وجسدها الذي يهوي ليتمسك الرعب بقلبها أكثر

وضع يده على يدها الممسكة بالجدار ليطمئنها، ثم بحركة سريعة تركت الجدار وأمسكت بيده ليصبح التحكم بجسدها الهاوي كله بين يديه فقط لتضع جم ثقتها به

"لا تقلقي كل شيء سيكون بخير"
كان يطمئنها ويبتسم ابتسامات باهتة بينما يستعد لسحب جسدها، ليرفعها فجأة بكل طاقته لتضع قدميها على حافة المبني وما زال ممسكًا بيدها، ليشتد الهواء ويعبث بجسدها من جديد ويطلق في قلبها الرعب لتطلق صرخة ليترك إحدى يداها ويسحبها من خصرها في حركة سريعة ليسقط كلاهما أرضًا

تنهد كلاهما لتغرورق عيناها بالدموع، ليربت على ظهرها..
"لن أترككِ تفلتي من يدي مجددًا، لم أكن لأفلتكِ"
لتنظر له وتبدأ في البكاء بدون وعي وأثر الصدمة ما زال مسيطرًا عليها

اعتدل جالسًا لتعتدل هي أيضًا، عانقها بدون سابق إنذار ليربت على ظهرها ويهدأها..
"لا بأس، كل شيء سيكون بخير، لا بأس"
تخاف هي أنه كما يعانقها فجأة أن يختفي عناقه عنها فجأة بل ويختفي هو أيضًا من كامل حياتها، ليس وكأنها هي من تنوي فعل ذلك

ظلت تبكي حتى تفرغ كل ما تحمله، شعر أنه بشهقاتها تلك وكأن هناك جبال تجثم فوق صدرها تمنع أنفاسها من الخروج أو الدخول، تألم لأجلها كثيرًا وقرر تعويضها حتى لو سيتألم في النهاية

نهض من على الأرض ليمسك بيدها ويجعلها تنهض أيضًا، لن يمد يده مجددًا ويترك الخيار لها في الإمساك بها أم لا، سيمسك بها هو دائمًا

نهضت ليسيران معًا ولكن فجأة أغشي عليها، ليتمسك بها جيدًا قبل أن تسقط ويحملها ليذهب بها إلى مكان أكثر أمانًا ودفئًا من برد الشتاء، لم يدرك أنه الشتاء بجانبها وأنه من يسبب صقيع قلبها الذي يسري رعشة في كامل أوصالها

حملها ونزل بها الدرج ليتوجه إلى غرفة رئيس الجامعة سوهو ليحاول طرق الباب بقدمه عدة مرات ليفتح تشانيول وعلى وجهه علامات الفزع ليراه يحملها لتنسحب الدماء كاملة من وجهه

كلُ الطُرُقِ إليكَِ وعِرَةٌ |D.KSWhere stories live. Discover now