~الطريق التاسع~

207 40 12
                                    

تناثرت بعض قطرات المطر الخفيفة جدًا التي لم تطالهما بسبب الشجرة التي يحتميان تحتها

"هل يمكنني أن اسألكَ سؤال؟"
كانت تطالع غيوم السماء وهي تتكاتف معًا لتنثر بعض قطرات المياه

ليهمهم موافقًا، لتتحدث..
"ماذا تحب أكثر تساقط الثلوج أم قطرات المطر؟"

نظر لها مطولًا، ثم أجاب بدون تردد قائلًا..
"أنتِ"

التفتت له غير مستوعبة، وهو لم ينتظر أن تفهمه، لذلك نهض مبتعدًا عن الشجرة لتتساقط فوقه زخات المطر، ليمد يده وهو ينظر لها، قائلًا..
"هل تسيرين معي تحت المطر؟"

لتنظر ليده مترددة، رغم ما أخبرته به ما زال يحاول التمسك بها! من هذا الشخص؟ يظن أنها لا تلاحظ كل محاولاته الماضية! هي ليست غبية ولكن يجب أن تتظاهر بهذا لمصلحته، كانت تلاحظ كل خطوة يخطوها تجاهها لتبتعد مقدارها ولكن كما ليس لديها طاقة للتمسك ليس لديها طاقة للصد أيضًا، هي لا تستطيع التمسك به ولا تستطيع صده، هي في المنتصف واقعة ولا تستطيع النهوض والرجوع أو المواصلة

كالعادة سقطت في دوامة أفكارها، لينتشلها منها ويمسك بيدها يشدها ليجعلها تقف معه تحت المطر الخفيف، كان سعيدًا بالمطر حقًا وينظر للسماء ويبتسم ويمد يده للأعلى ليلتقط حبات المطر، بينما هي تنظر ليديهما المتشابكة لأول مرة وتلاحظ صغر يده للغاية، رغم أن يديها أصغر ولكن حجم يده صغير للغاية كهيئته

ازدادت فجأة قطرات المطر بشدة فوقهما لتغرق ملابسهما بالكامل ويبتلان من رأسهما لأخمص قدميهما، لينظر لها مبتسمًا ليسحبها خلفه ويركضان تحت المطر لتضحك هي من قلبها بسعادة، لا تعلم متى أخر مرة ضحكت ولكنها كانت سعيدة يبدو هذا كحلم بالمطر في منتصف الصيف ولا تريد أن تستيقظ منه

كان هو فريدًا من نوعه، لم يكن كغيره يحمل المظلة لحبيبته ليحميها من المطر ويسران تحته ولا يبتلان بقطرة واحدة، كان يرى أن المغذي من الأمر التبلل، أن يسقط عليهما فيتشربه جسديهما، أن يغسل بكل قطرة منه أحزانها ويزيل شوائب الماضي التي تعلق به، كان يرى أن شعور المطر لا يمكن تفويته وكانت ترى مثله أن أجواء الشتاء يجب أن تُعاش بكل لحظة كما هي

توقفا ليلتقطا أنفاسهما ويبعدان الماء عن وجهيهما لتعطس هي وتشعر بجسدها يرتعش وترتعش شفتاها وتتخبط أسنانها لتحيط نفسها بذراعيها، ليلاحظ ذلك..
"هل ترتعشين؟ هل أنتِ بخير؟"
قالها وهو يخلع معطفه ويضعه عليها، لترفضه ولكن يصر هو ويضع القبعة المتصلة به على رأسها لتغوص رأسها بها ولا يظهر منها غير فمها ليضحك على مظهرها

أزالت القبعة عن رأسها لتنظر له وتقول..
"هل تحب الاستماع إلى الموسيقى تحت المطر؟"
قالتها ليومئ هو ويتذكر أنهما تشاركا الموسيقى تحت الثلوج والأن المطر

كلُ الطُرُقِ إليكَِ وعِرَةٌ |D.KSWhere stories live. Discover now