Chapter 39

85.1K 5.8K 2.3K
                                    

"ما الذي رأيته؟" نظرت لها باستغراب والفضول بدأ ينمو بداخلي. فأنا لم ارى المكان الذي يعيش فيه سلالة عنقاء الظلام.. وعقلي لا يسعفني لتخيل ماهيته من صفاتهم.

ازداد انعقاد حاجبيها، بينما عيناها سرحتا في الفراغ وكأنها تحاول اعادة صورة ذلك اليوم داخل مخيلتها. بدت وكأنها تصارع عدة مشاعر في ذات الوقت.

مزيج من الخوف الشديد، الارتباك، الندم والشفقة! لما ستشعر بالشفقة؟ منذ متى يشعر المجنحين بالشفقة على الاخرين؟

لوهلة فكرت بامساك يدها وتخليصها من كل مشاعرها التي بدت انها تأكلها من الداخل، لكنني سرعان ما ابعدت الفكرة عن رأسي متجاهلة اياها. لماذا؟

لانها لم تفكر بأن تريحني من ندمي او خوفي من نفسي وعلى من حولي ولو للحظة، بل استمرت بتجاهلي بل انها احياناً كانت فقط تزيد من هذا الشعور داخلي.

هي تعلم جيداً بأن هذا كله كان خطؤها منذ البداية وليس خطئي لانني ولدت.. لم اكن لأولد في المقام الاول لو انها استعملت عقلها قليلاً.

نظفت حلقها لتكمل، "كان المكان مخيفاً للغاية، ليس الظلام الشي الوحيد الذي يسود المكان.. انما كل شيء.. حتى هم انفسهم، تعابير خالية وفي عيون كل فرد منهم فراغ كبير.. حينما تنظرين لهم للوهلة الاولى، سيقشعر جسدك وسترين وحوشاً وحسب، لكن حينما تدققين النظر.. سترين بأنهم لم يصلوا لهذه المرحلة من اللاشعور من لا شيء.."

ابتلعت ما علق بحلقها لتكمل، "اول شيء خطر في ذهني في تلك اللحظة هو اياً كان ما حدث لهم، لا اريد ان اعرفه.. وهو حتماً له صلة ببيتراوس، بسبب نظراتهم التي عانقت الارض. لم يكن اي احد منهم يتكلم حتى قبل وصولنا في تلك اللحظة. كان المكان صامتاً وهادئاً كأنه خالٍ.. بل كأن من كانوا فيه ماتوا في ترابه منذ قرون. لا يمكنني ان انسى ذلك الشعور ما حييت.. انه يشبه شعورك حينما تدخلين مقبرة في منتصف الليل لوحدك بل اسوء بعشر مرات.."

حركت نظرها اتجاهي لتنظر لي بصمت بعدها. بادلتها بواحدة هادئة بينما اخذتني افكاري نحو ما قاله لوكاس قبلاً.

اتذكر بأنه ذكر شيئاً مماثلاً حول جنس عنقاء الظلام، ان كان بيتراوس هو السبب بكونهم متوحشين هكذا اذا.. نحن بحاجة فقط للتخلص منه حينها سلالته نفسها لن تشكل اي تهديد.

لكن الكلام اسهل من الفعل، هو دمر نصف عالم الشياطين.. قتل سلالة بأكملها فقط لأننا ننحدر تحت ذات الصنف وكما انه قتل الالاف ومن لم يقتلهم ادخلهم في الهاوية..

لحظة.. اليكساندر لا زال على قيد الحياة ايضاً! ايعني هذا انه ادخله لذلك المكان المرعب؟ يا اللهي اتمنى ان اكون مخطئة.

ابعدت افكاري بسرعة لانتبه لامي وأسألها بفضول، "وماذا حدث بعد ذلك؟ هل هربتي دون ان يمسكك؟"

Ice Shards||شظايا الجليدNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ