Chapter 36

87.1K 6K 2.6K
                                    

وما ان عبرت المرآة شعرت بالرياح الباردة تلفح وجهي، فتحت عيناي لاحدق بالمكان الذي اقف به بصدمة واندهاش.

واللعنة ما هذا؟ الا يفترض بي ان اكون في عالم الشياطين؟ هل ارسلتني تلك السايرن لمنطقة ثلجية ما؟

كنت بمنتصف غابة.. شبه غابة على ما يبدو فالاشجار حولي سوداء متفحمة بدى وكأن حريق هائل اندلع بها قبل ان يغطي الثلج الكثيف كل شيء.

تنهدت بقلة حيلة لاركز حولي جيداً، هناك شيء غريب بهذا المكان! انا حتماً اشعر بشياطين بهذا المكان..

اهو عالم الشياطين حقاً؟ الا يفترض به ان يكون حاراً وملتهباً او شيء كهذا؟

سرت للامام وانا التفت حولي باستغراب، لا يوجد احد هنا. استمررت بالسير لنصف ساعة تقريباً، وكلما تقدمت لاحظت ان الثلج يقل والحرارة تزداد.

توقفت باستغراب ما ان وصلت الى حافة الغابة. فالثلج اختفى على حدودها وبدى كأنه يوجد خط فاصل بين الغابة المتجمدة والارض المسطحة امامها.. التي بالمناسبة تشتعل حراً.

وقفت خلف شجرة وانا اعاين المكان امامي بحذر. كانت الارض امامي خالية من الاشجار ذات تربة سوداء والهواء القادم منها كان شديد السخونة، وعلى بعد مسافة كان هناك قصر ضخم للغاية، واستطيع من هنا رؤية عدة شياطين تحرس ابوابه.

وان استطعت تجاوز الشياطين الذين يقفون حول المكان، كيف سأتجاوز الحراس؟

"الا ترى بأنك كنت لطيفاً؟ كان عليك ان تطلب مقابل اكبر بكثير." دخل مسامعي صوت ذكوري ساخر.

"ماذا؟ لطيف؟ اتسمي التخلي عن روحها بعد ثلاث سنين امراً لطيفاً؟" رد الاخر بحنق واضح.

نظرت اتجاه الصوت، كان اثنان من الشياطين يقفان بالقرب من الاشجار بينما يتبادلان الحديث معاً. كانا يرتديان ثياب متشابهة كالجميع هنا كما لاحظت. بنطال اسود وسترة جلدية طويلة من الخلف بينما من الامام ليست كذلك بتصميم غريب لكن اعترف جميل، وحذاء اسود جلدي عالٍ.

الا يشعرون بالحر بكل تلك الملابس في هذا المكان؟ ربما هذا هو سبب وجود غابة جليدية.. بحقك كاناليا الشياطين يعشقون النار والاشياء الساخنة.

اقتربت بحذر منهما دون ان اصدر صوتاً، اسفة مقدماً لكنني احتاج ثيابكما للمرور. ابتعد احدهما عدة خطوات غاضباً، "لن اصغي لك ايها اللعين.. وكأنك افضل مني في هذا."

ضحك الاخر الذي يعطيني ظهره مناديا بسخرية، "هذه افعال اطفال فحسب سأعلمك ان اردت؟" صرخ الاخر قبل ان يبتعد، "اتمنى ان تتجمد ايها اللعين."

ضحك الاخر، لاقترب منه بهدوء وما ان اصبحت خلفه همست له، "هل نحقق امنيته؟" استدار لي بتفاجؤ لارفع احدى يداي واضعها على فمه بينما الاخرى امسكت بها ذراعه بحركة سريعة حتى هو لم يستطع مجاراتها.

Ice Shards||شظايا الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن