الوصفة الثانية: قفل الحياة.

238 34 20
                                    

...

سجن الحياة هو كهف مظلم حبست فيه روحي،
سجن آخر بعد جسدي الضئيل العليل بمختلف
الأسقام.

أنظر لتلك الجدران الصدأة التي تأسر نفسي،
وتحاصرها من كل اتجاه،وتلتقط أنفاسي تلك الرائحة
الكريهة التي تحطيني وتغمر كياني حتى النخاع.

فتتخللت روحي داخلها، وتخمرت بملوحة شهواتي وملذاتي ورغباتي المحرمة، كل منها تشكل سلسالًا يقيد طرفًا مني لأختنق بين صرخاتهم بعجز وألم، والوساوس تهجم علي من كل اتجاه.

لا أدري ما هو الصواب؟ وكيف سأتخلص من هذا المصير التعيس؟ عيني تتعطش لترى نور الشمس مجددًا، ولتستشعر نسيم الصباح أملًا وتفاؤلًا بالمستقبل القريب.

قيودي تمنعني حتى من أن اقترب من تلك النافذة الصغيرة، التي تطل على تلك الجنة الفيحاء، والأنهار التي تصب بين مروجها الخضراء.

وفجأة بين يأسي ودموعي أشفقت علي تلك الأوراق الندية، وعزمت على تخليصي، طلبت مساعدة شقيقاتها فاجتمعن معًا وترابطن لتنمو تلك الجذوغ وتتفرع أغصانها.

ثم تقدمت بعزم حتى وصلت لذلك القفل المعدني القديم الذي هز شبابه عفن الصدأ ليتآكل ببطء، لكن دون أن يفنى ليتخلص سجينه من قوقعته الخانقة.

تسللت نحو مقبع المفتاح، وتسربت فيه ببطء لتتلاحم مع شفراته، ويفتح الباب أخيرًا، وأخرج أنا بعجلة محلقًا كطيور النورس في جوف السماء، وأتلذذ بطعم الحرية المنعش.

لأتحد مع قينونة الطبيعة وأغدو جزءًا منها، لأغني معزوفة شكر كل صباح لأبطالي من حرروني من ذلك القبر الموحش، وأعادوني للحياة وجددوا فيَّ الروح لأصفى من شوائب عالم البشر.

وحتى أنجو من شبكتهم المظلمة التي كنت قد علقت فيها لكن انقضى البلاء، وحل الصباح المشرق مع قطرات الندى وهي تتجمع قطرة قطرة على أوراق صديقتي، ومنقذتي شجرة النقاء.

وحتى أنجو من شبكتهم المظلمة التي كنت قد علقت فيها لكن انقضى البلاء، وحل الصباح المشرق مع قطرات الندى وهي تتجمع قطرة قطرة على أوراق صديقتي، ومنقذتي شجرة النقاء

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...

وصفات الإبداع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن