~بداية الطريق~

942 65 26
                                    

زرقة السماء التي لاحت ما بين أطنان السحاب وشعاع الشمس المختفي كعادة ذلك الشهر كما اختفى شعاع الأمل بداخل قلبها كثيرًا ولكن يعود ليشرق من جديد، قلبها الذي يتغير كتغير الفصول التي راقبت كل واحد منهم بشغف شديد، ولكن ستظل تقع في حب الشتاء لا تستطيع المقاومة يجذبها بكل ما به من صقيع وحزن وكئابة وألم ومطر وثلوج.

تحسب عمرها بالشتاء لا بالأعوام، عمرها الذي يتكون من عشرين شتاءًا، وحبها الذي عمره عشرين شتاءًا أيضًا، مغرمة هي بالشتاء كما لم تفعل مع انسان من قبل.

مغرمة بسماء الليل بنجومها وظلمتها وهدوءها، مغرمة بوقت الشروق الذي لا تستطيع تفويته أبدًا، تحب أشياء لن تجد أحد يحبها مثلها هي لا تظن نفسها غريبة أطوار بل هي تحب أشياء لن تتركها أو تتخلى عنها يومًا

وعدت نفسها أنها لن تحب أحدًا مثل الشتاء وإذا وجدت شخصًا يشبه الشتاء ستحبه وتعطيه جميع مشاعرها التي أدخرتها ولم تشارك أحدًا بها من قبل، ولكن لا أحد يشبه الشتاء

تسير في طريقها الخالي من المارة كما تحب دومًا أن تخرج مبكرًا لتسير في الفضاء ورأسها للأعلى تتأمل السحاب وتهدأ أنفاسها بهواء الشتاء بدون رؤية بشر، لطالما ظنت البشر سبب تعكير صفو كل شيء تخيل كوكب الأرض بدون بشر لكان سيكون خاطف للأنفاس حقًا ليكون أحد الأشياء التي تقع لها، ولكنه تدمر بسببهم..

تضع سماعاتها وتستمع إلى ما يساندها دومًا كل يوم وما يربت على قلبها ويعطيها الأمل

"عندما تهب الرياح الباردة، الليلة أنفاسنا ستتلامس بالدخان الذي يخرج من أفواهنا مع ابتسامة سعيدة، سنعانق بعضنا البعض بدفء، الليلة سنحلم بالغد الذي سنلمع فيه كالنجوم، سأبحث في هذا الكون حتى أعثر عليكِ مجددًا، لن أتخلى عنكِ ولا حتى عن أصغر الذكريات التي تربطنا، الذكريات محفورة في كل المواسم، تذهب وتأتي مرة أخرى، لكنها تعود دائمًا مع شيء عنكِ"

لتأتي رياح شديدة تفقدها توازنها وهي تسير لتتمسك بمعطفها جيدًا فتسقط سماعات أذنها وهاتفها، انحنت لتلتقطهما لتلمح قدم شخص أمامها وثم انحنى هو أيضًا ليمسك بهما ويستقيم مجددًا لتنظر له وهو يمسك بسماعاتها

"هل يمكنني كسر فضولي عن ماذا تستمعين؟"
لتومئ هي ومازالت متعجبة من الذي ظهر فجأة، هي متأكدة أن ذلك الطريق لم يكن به أحد، هل حملته الرياح إليها؟

"ذوقكِ رائع في اختيار الأغاني، إنها مناسبة للاجواء كثيرًا، أسف لاعاقة طريقكِ تفضلي"
أعطاها هاتفها وسماعاتها بعد أن اثنى على موسيقاها ورحل، التفتت لتراه مجددًا ولكنه اختفى إلى العدم كما ظهر فجأة ولكن الضباب في الجو كان شديد لذلك اختفى بسهولة

لم تعرف من هذا ولا تريد أن تعرف فلطالما لم يكن لديها فضول أبدًا، ولكن شخص يثني على موسيقاها ولا يسخر منها مثير للاهتمام نوعًا ما، طردت الأفكار من رأسها وعادت لأغنيتها وطريقها إلى جامعتها

كلُ الطُرُقِ إليكَِ وعِرَةٌ |D.KSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن