وافترقنا....

2.3K 154 2
                                    

عدوتي الحبيبة..............٢٨

جرّت الأيام  بعضها بتثاقل  مؤلم ..واخذت وقتي لاتعافى .فقد كنت قد أدمنت ذلك الرجل دون أن أشعر .ادماناً اخذ مني كثيراً ليخرج من مجرى دمي. وحتى عندما فعل فإنه بقي في قلبي وعقلي وذكرياتي.
عندما أصبحت قوية كفاية لاتقبل فكرة رحيله ، قررت أن انهض لأجله. بعد أن قررت أن احبه حتى وان كان بعيداً.

ذهبت لإيجاد عمل وبالفعل وجدت عملا في مجالي وبدأت حياتي الجديدة بعده، بعد مضي شهر تقريباً.
حينها فقط اعطتني حنان رسالة من ايمن. اخبرتني أنها خافت أن تعطيني اياها من قبل وانا في تلك النفسية الصعبة لذلك قررت أن تنتظر حتى أصبح بحال افضل.
غضبت منها ووبختها لأنها لم تفعل منذ البداية ،لكنني عندما حملت الرسالة الموضوعة في ذلك الظرف القرمزي اللون شعرت بقلبي يخفق بقوة ،حتى خفت أن افتحه واقرأ محتواه لينتهي بي الأمر أجري إلى ايمن واتشبث به.
خبأت الرسالة في كتابي المفضل ووضعته في حقيبتي. وأخذت اهدأ قلبي معطية  نفسي بعض الوقت قبل أن اقرر  قراءة محتواها.
مرت أيام قليلة ، وفي يوم ما انهيت عملي وتوجهت نحو الحافلة التي ستأخذني إلى المنزل حيث كنت سأفتح الرسالة .
في طريقي الى المنزل توقفت مصعوقة امام محل المجلات والصحف بعد أن توقف نظري عند عنوان مجلة ( حفلة زفاف  عائلة غيل المرتقبة) بدأت الدنيا حولي تتقلص حتى شعرت اني مضغوطة في علبة صغيرة ، لم امتلك القوة الكافية لقراءة المقال. كان ايمن سيتزوج بينما لم يمر شهرين بعد على فراقنا .
لم ادرِ كيف وصلت البيت أو متى فعلت. شعرت بالحزن يدفنني والبؤس يبتلعني . ودارت الظنون في رأسي بينما وبخت نفسي باكية ( لم يكن حبه لكِ حقيقياً والا كيف يتزوج بأخرى وبهذه السرعة؟ لقد صدقته وبكل بساطة .. ربما كان مرغماً... لا كان ليهرب كما فعل من قبل ..كان ليقاوم.. او حتى يماطل  قليلا .لكنكِ رفضتي حبه لكِ وتخليتي عنه لماذا الان تبكين؟ ..لقد خسرته للابد عندما تركته يذهب يومها . عودي لصوابكِ ..ماذا توقعتي منه؟ أن يعيش ويموت لاجلكِ، حمقاء.. غبية....)
وبقيت في حالة يرثى لها أيام تلت.  حتى تقبلت الأمر الواقع . وعاهدت  نفسي أن تلك الرسالة لن تفتح ولن تقرأ. حماية لقلبي  من انتكاسة جديدة. وضعتها في كتابي وتناسيت  امرها.
صبرت قلبي المشتاق إلى رؤيته بأنني سأكون بخير في الغد ويوماً بعد يوم. رغم الحنين عشت ورغم الألم ابتسمت ورغم الحب الذي يكبر في داخلي له كل يوم ،أنكرت. كان قد مر وقت كافي كي اقنع قلبي أن لا امل لي مع رجل متزوج بالفعل.
لم أجبر مشاعري ولم اكتمها،  تركتها تردد نفس اللحن الحزين في داخلي ولم استجب ،فقد قررت المضي مع الحياة كيفما كانت.
كنت احبه لكن عندما عاد اليّ آدم فجأة ظاهراً من العدم .وافقت على إعطاءه فرصة اخرى .ليس لأنه كان بإمكاني أن احب من جديد بل لكي اتناسى ماكان يعصف في قلبي.
شهر بعد آخر فيه تواعدت مع آدم. تقابلنا في المقاهي والمطاعم ومشينا في الشوارع . الا ان علاقتنا لم تكن تمضي قدماً . اعجبني كونه لم يكن يضغط عليّ أو يطالبني بأي شيء. كنا معاً كمن يخدع كل منا نفسه .. كنت اعلم انني اقوم بمواعدة آدم لابعد تفكيري عن ايمن لكني لم ادرك لماذا كان آدم يفعل ذلك حتى سألته صدفة في احدى الاماسي " آدم..لقد كنت انت من انفصلت عني . لماذا عدت؟ "
هو " اعلم ان في قلبكِ رجلاً آخر لذلك لا أشعر بالذنب مما افعله"
نظرت إليه باستغراب " ومالذي انت تفعله؟"
آدم " ارجو ان تسامحينني فأنا مسؤول عن والديّ واحتاج المال مهما كان مصدره.لكني لست نذلاً لهذه الدرجة لذلك سأخبرك ِ"
انا " تخبرني بماذا؟" كنت أشعر بشيء سيء سيقوله ورغم أني كنت مثقلة بالهموم  بالفعل الا اني أردت فهم ما يجري.
هو " لقد عرض عليّ شخص ثري الكثير من المال لاواعدكِ، يتم تحويل المال كل شهر إلى حسابي طالما لازلنا معاُ.. اعتذر منكِ لكنني اعلم انكِ لا تحبينني فكل شيء فيكِ قد تغير .. استطيع ان اعرف أن أحدهم يشغل قلبكِ -"
قاطعته غير مصدقة لما يجري " هل اسمه ايمن ؟ "
آدم " لا اعلم اسمه حتى أن الاموال ترسل إلى حسابي من قبل مجهول "
ضحكت في حالة ذهول لابد وأنه ايمن فمن يهتم ليدفع لأحد ليواعدني ؟ من غيره مجنون كفاية ليفعل ذلك؟.. بكل صفاقة يدبر أمر رجل ليواعدني بعد أن ذهب ليتزوج بأخرى! لا يصدق!
كنت مصدومة لمعرفة كل ذلك ووجدت نفسي اخبر آدم انه منذ تلك اللحظة فصاعداً ان يعيد المال المرسل الى من ارسله وان سأله يوماً عن حالنا فليخبره اننا سعيدين معاًوأنه لا يريد تقاضي اجراً على بقاءه مع المرأة التي يحب .
وافق آدم بسهولة واعتقدت أن السبب هو ندمه على تصرفه المنحط وأنه أراد تكفير ذنبه.
لم أكن واثقة أن ماكنت اقوم به هو الصواب لكني لم أرد لايمن أن ينظر اليّ بعين الشفقة . فقط لاني لم احب واتزوج مثلما فعل من بعدي.
توقفت عن رؤية آدم رغم اني كنت قد اعتدت عليه كصديق يجيد البقاء حولي رغم كآبتي ..لكنه لم يكن حبيباً أو صديقاً حقيقي. وكان ابتعادي عن ذلك الزيف  هو افضل هدية أقدمها إلى نفسي.
شهور مرت وخف ألم الفراق ورغم ازدياد الاشتياق لرؤية وجهه إلى انني عاتبت نفسي بشدة فهو كان متزوجا وكم كان لا أخلاقيا مني أن احاول الذهاب إليه... فأنا التي لم تتمكن من اخذه عندما كان لها فكيف أجرؤ على ذلك وقد أصبح لامرأة أخرى.
احببته بصمت وحبه كشجرة عنيدة ظلت تنمو رغم سوء الظروف . احياناً كثيرة وددت فتح تلك الرسالة وقراءة اخر ما كتبه لي .
ولكن أصبحت تلك الرسالة كفراشة تحمل كل ذكرياتي معه وكنت خائفة أن افتح الظرف لتطير تلك الفراشة بعيداً مع كل ذكرياتي السعيدة معه. لم أرد نسيانه أو التوقف عن حبه لحظة واحدة.
****
بعد مرور عام كانت حياتي لا تزال حيث تركها ايمن وذهب ، كل شيء آخر تغير الا قلبي. حنان تزوجت سام وانتقلوا بعيدا وخالتي مريم انخرطت في نادي للسيدات في متوسط العمر واشتهر النادي وكانت من زعاماته فكانت كثيرة الانشغال .وانا بدوري انخرطت في عملي ولم أكن أجد وقتا الا للنوم .هربا من الحياة كلها.
إلى أن أتى اليوم الذي اختارت الرسالة أن تسقط في منزل حنان .عندما وقعت حقيبتي وكل ما فيها ومن ضمنها كتابي الذي احتفظت فيه بالظرف الاحمر القرمزي .وفي عجلة مني - او ربما يد القدر - لم ألحظه فجمعت كل شيء آخر عداه .
في اليوم التالي اتصلت بي حنان وأرادت أن تقابلني على عجل .حتى أنها أتت إلى الشركة التي أعمل فيها للقائي.
احتضنتي فور لقائي واخذتني لاجلس على مقعد مجاور بينما اخبرتني " انا اسفة رنا ، لقد ظننت انه رسالة بريد تخصني ففتحت الرسالة وقرأتها" اخرجت ظرفا قرمزي اللون.

كانت رسالة ايمن لي . شعرت بألم يعتصر قلبي " لا بأس ، فقد فات الاوان على كل حال على هذه الرسالة"
حنان وهي تذرف الدموع " لقد قال انه سينتظركِ حتى تبادلينه الحب حتى وان انتظر طوال عمره !"
انا والدموع تجري " بالله عليكِ استفيقي  يا حنان لقد تزوج ايمن منذ شهور عدة . فلماذا جئتِ لتحطمي قلبي الان !"
انصدمت لما قلته حنان ثم بكت هي الأخرى وهي تحتضنني.
كم كنت غبية حين لم أقرأ رسالته من قبل.

©ManarMohammed2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon