شمس وبحر

2.4K 163 4
                                    

عدوتي الحبيبة.................٢٠

كان الوقت متأخراً وانا وحيدة في الشاطئ المهجور، وايمن الذي اكتفى برمي غطاء صوفي لي كان نائماً في سيارته بكل هناء بينما انا متوجسة ارتعد لسماع أبسط صوت واتخيل أسوأ ما قد يحدث لفتاة لوحدها نائمة على الرمال في ذلك الخلاء الموحش.
حاولت لاخر لحظة استفزاز شهامة ايمن كي يخبرني أن انام في السيارة وهو من سيبيت خارجاً لكنه لم يملك قطرة نخوة واحدة.
شتمته تحت أنفاسي وقد شغلت هاتفي الذي اخبرني ايمن ان اطفأه .اولاً لاني كنت خائفة من كل ذلك الظلام الذي احاطني وثانياً فكرت بأن مراقبة امه لهاتفي شيء غير ممكن.
نظرت للوقت وقد أشار للثانية صباحاً ، كنت قد قضيت ساعتين احاول النوم وكان ذلك محبطاً.
شعرت بشيء يزحف من ورائي واقشعر جسدي وانا افكر عما يمكن أن يكون ثم نهضت بهلع اجري نحو السيارة وخبطت على نافذة ايمن .فتحها بعد أن ايقظته وهو يقول  " ماذا هناك ؟ " فقلت بخوف شديد " اني اسمع حفيف حيوان بري هناك . اذهب واقتله حالاً!"
ايمن متململاً " هل انتِ حمقاء ؟ لا يوجد أي حيوان متوحش لاقتله عودي للنوم"
اقفل النافذة وانا عدت لمكاني اؤكد لنفسي أن كل شيء سيكون بخير وان لا حيوانات برية في المنطقة- كما اخبرني ايمن-. مشت ساعة أخرى وانا مستلقية احاول النوم وقد اعياني التعب. ثم جاءت إلى بالي فكرة أن معتوه منحرف قد يراني ملقاة على الشاطئ فيحاول الاعتداء عليّ، ذلك جعلني خائفة اكثر من السابق .نهضت اجلس مترقبة يميني ويساري.
كنت مرهقة لدرجة أن تهيأت رؤية ظل شخص ما قادم من بعيد . ركضت كالمجنونة نحو السيارة وفتحت الباب لاصعد وأغلق الأبواب ورائي.
فتح ايمن عينيه وقد ايقظته بكل تلك الضوضاء التي كنت اقوم بها .نظر اليّ مستهزءاً وهو نصف نائم .
قلت مبررة له عملي " لقد خفت من رجل كان قادماً ماذا لو حاول التحرش بي أو الاعتداء عليّ وانت نائم هنا؟"
كنت احتضن الغطاء الصوفي الذي اعطاني إياه سابقاً .كنت اعلم اني ارتجف لان الغطاء كان يهتز.
مد يده ايمن ولمس خدي مطمئناً نظرت إليه ومرت اللحظات لاشعر بالأمان واخيراً شعرت بالنعاس يغلبني بعد طول انتظار.
اقترب نحوي ايمن وشعرت بقلبي يضطرب من تلك المسافة التي لا تكاد موجودة بيننا .( مالذي يحدث؟)
عندها ادركت ان ايمن لم يكن يخطط للقيام بأي حركة باتجاهي وقد مال ناحيتي فقط ليعدل وضعية الكرسي لإمام براحة.
غصت في تلك اللحظة في عالم النوم وفقدت شعوري بكل شيء. اعلم ان امرأة معجبة برجل ينام إلى جوارها لن تتمكن من النوم براحة، حتى وان لم اكن معجبة به ففكرة أن انام مع رجل غريب في مكان صغير كذلك كان يفترض به أن يثير بي الخوف والقلق  لكن ارهاق كل أحداث اليوم السابق كان يسحبني مرغمة إلى نوم عميق.
********
استيقظت مع طلوع اولى أضواء النهار والشمس على وشك الطلوع من بين أمواج البحر .
لم أرد أن تفوتنا الفرصة وأردت إيقاظ ايمن الذي كان لا يزال نائماً بسلام. نظرت إلى وجهه الذي بدى ملائكياً ونسيت لوهلة كل شيء عن شروق الشمس. ويدي التي امتدت لهزه كي يستيقظ تجمدت في طريقها لثوانٍ. بينما انا احملق فيه بلا خجل وكأنني احاول رسم لوحة مائية له في عقلي ، لا اريد ان افتقده.
فكرت " لم يكن بهذه الوسامة في اول مرة رأيته فيها .. انه يجعلني اغرق فيه اكثر في كل مرة أراه نائماً هكذا. انا حالة ميؤوسة لا استطيع مقاومة سحره"
بينما دون تفكير لمست بأصبعي دقنه ثم عدت لوعيي واصاب بالذعر .وبخت نفسي في تلك الثانية وفي نفس اللحظة التي ابعدت يدي عن وجهه امسك هو بها وتكلم وهو لا يزال مغمضاً عينيه" مالذي تحاولين فعله بي الان رنا؟"
بقوة سحبت يدي من يده وفتحت باب السيارة لاتنفس بعد أن كتمت أنفاسي خوفاً مما حصل للتو .
انا " الشمس ..اسرع وتعال معي ..الشمس تشرق بالفعل!"
استغليت الفرصة لاهرب باتجاه البحر مقتربة من أمواجه الكسولة احاول نسيان ما شعرت به قبل لحظات مع ذلك الوغد الذي أصبحت اكن له مشاعراً قوية تخيفني.
جفلت عندما شعرت بأحدهم يلف ذراعيه حولي وعرفت في نفس الوقت انه ايمن من رائحة عطره المألوفة. لم أعرف كيف يجب أن اتصرف هدأت وانا أشعر بأنفاسه ورائي.
انا " جو ساحر.. أشعر بأنني لست في هذا العالم"
ايمن بنبرة هادئة " انتِ اكثر سحراً  منه ..انا لا اعلم من اكون وانتِ برفقتي".
عضضت يده ليبتعد وهو يصرخ  وقلت له منددة" بعد مائة مرة تنعتني فيها بالضفدع تريدني أن اصدقك!!"
ايمن " أنها غلطتي أيتها المتوحشة " قاطعته وكنت قد بدأت ارى  الشمس تطلع سريعاً.
" ايمن ! تمنى أمنية بسرعة !" ضممت يديّ نحوي واغمضت عينيّ اتمنى . اخبرني والدي وانا صغيرة أن اتمنى ما اريد عند شروق الشمس لتتحقق امنيتي.
نظرت إلى ايمن يفعل المثل وأردت أن أعرف ما كانت امنيته. انتابني الفضول  " اخبرني ما هي امنيتك؟" كنت متحمسة لأعرف لكنه قال " أخبريني انتِ اولاً "
وجاوبت باستعجال " هل انا مجنونة اخبرك بأمنيتي كي لا تتحقق!"
ايمن " إذن هل كنتي تتعمدين معرفة أمنيتي كي لا تتحقق؟"
علمت حينها انه لن يتكلم لذلك استسلمت .تركته ورائي ورحت ابتعد عنه بخطوات هادئة امشي على طول الساحل .
سمعته يصرخ من بعيد " تمنيت أن لا افترق عنكِ ابداً!"
تجمدت في مكاني للحظات غير مصدقة لما سمعت ( هل يعقل أنه يشعر بنفس ما أشعر به ناحيته؟)
ألتفت انظر له وهو واقف على مسافة لا تسمح لي برؤية ملامح وجهه بوضوح " أيها الأحمق لن تتحقق امنيتك بما انك قلتها" تكلمت بصوت غير مرتفع وانا اشك في انه سمع ما قلت .
واصلت مشيي مبتعدة وانا افكر كم الأمر سيكون جميلاً لو أن ايمن يحبني . لكن من الطريقة التي كان يتعامل بها معي شككت بالأمر ولم ارد تصديقه .
قفز أمامي ايمن من العدم واخذ يحدق بي بتركيز مما اشعرني بالاحراج.وتساءلت ما خطبه؟.
ايمن " هل يعقل انكِ صدقتي ما قلته للتو؟"
فأجبته بارتباك ومتأثرة اكثر من المفترض " بالطبع لا ! ..لا اريد ابداً أن اتورط في الحب مع شخص مثلك ، انت تحلم!"
اقترب مني بعينين مستمتعتين " لكني لم أقل شيئا عن أني احبك"
تلعثمت وانا اكثر ارتباكاً "ا .. اعلم ....واياك ..اياك ان تفعل .. انا اكرهك!" صرخت كلمتي الأخيرة وابتعدت عنه وانا اشتمه في داخلي.
كان يخبرني أن اتوقف لكني لم افعل. رن عندها هاتفي وكانت خالتي مريم تتصل بي . وقبل أن أتمكن من أن أجيب كان قد نزع ايمن الهاتف كن يدي بعنف ورماه ببساطة ليضيع داخل مياه البحر . شعرت بالغضب منه لكنه بدى اكثر غضباً.
صرخ غاضباً في وجهي كما لم أره من قبل " انتِ اغبى شخص قابلته في حياتي!. ألم اخبركِ بوضوح أن تطفئي هاتفكِ لان امي تتعقبنا؟؟! كيف بإمكانكِ أن تفعلي هذا بي؟!"
كنت مجروحة منه لانه كان يعاملني بطريقة جافة وبالرغم من اني كنت المخطئة الا انه بالغ في الصراخ في وجهي وتهزيئي.
انهارت الدموع من وجهي رغم اني حاولت التماسك ..حاولت ان لا ابدو ضعيفة أمامه لكني كنت حزينة من معاملة الشخص الذي أحب لي بطريقة مهينة.
احتضنني ايمن إليه وهو يعتذر فوراً عما فعله.
ايمن " ارجوكِ لا تفعلي ..رنا انا اسف .. دموعكِ تقتلني !"

©ManarMohammed2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)Onde histórias criam vida. Descubra agora