عكس ما اريد

2.3K 152 5
                                    

عدوتي الحبيبة. .......................23

شعرت بأني تحولت الى تمثال حجري غير قادر على الحركة بينما عقلي يحاول ان يفسر مايحدث.
تكلم ايمن وهو ينظر الي بعينين تفيضان تأثرا " لم يسبق لاحد ان ذهب الى هذا المدى لاجلي .. رنا ،انتي_"
قاطعته بعد ان فكرت بأنه يحاول التلاعب بعواطفي مجددا ليسخر مني لاحقا وقررت ان ذلك لن يحصل "لحظة واحدة! كيف تجرؤ على تقبيلي؟؟"
تغيرت نبرته قليلا وقال بصوت غير واثق " انها. . لاتعتبر قبلة!"
رفعت حاجباي في حالة من اللاتصديق بينما برر نظريته " هذه طريقتي في قول شكرا بدون كلمات "
اططلقت صرخة سخرية فذلك الوغد كان محترفا باغاظتي " حسنا ساصدق بما ان مافعلت لا يعني لي شيئا لكن من الافضل لك ان اردت العيش ان لا تقوم بهذا مجددا"
ابتسم بسعادة وتمنيت لو اني اعلم ماكان يدور في خلده في تلك اللحظة.
ناولت ايمن قنينة الماء واخبرته ان يشرب فقال انه شرب بالفعل من مياه البئر والا لما تمكن من ان يأتي الي. هناك شعرت بعدم جدوى مجهودي وصرخت موبخة اياه لانه شرب المياه التي فضل ان يغمى عليه عطشا دون ان يشربها. كنت اشعر بعدم جدوى مافعلت وقد علم ماشعرت به " رنا. انا جدا ممتن لما قمت به من اجلي" وفتح العبوة ليرتشف منها بعض الماء ارضاء لي.
بعدها ركع امامي ليتفقد قدمي شعرت بالخجل وانا افكر انني على الاغلب سأحمل على ظهره ولن يكون هناك مسافة بيننا.

استقام ايمن وهو يخبرني انه سيحملني فهززت رأسي موافقة باستحياء وفي لحظات اخذني بين ذراعيه ورفعني وكأني لم اكن ازن شيئاواخذ يمشي بينما قلبي كان ينبض بجنون وانا بذلك القرب منه. . حاولت تهدأة نفسي وتوبيخها ،لكني فشلت.
انا " هل جننت؟ تعلم اني لاارتاح لحملك لي بهذه الطريقة. ايمن! "
نظر الي وتلاقت اعيننا وعانيت بشدة لاحافظ على صرامتي بينما قلت " انزلني فورا!"
قال ببراءة " ان حملتك على ظهري عندها لن اتمكن من رؤية وجهك"
انا " كفاك ايمن ،تستطيع خداع اي فتاة غيري ،فانا الوحيدة التي تدرك ان كل كلمة تقولها هراء"
ضحك بخفة ولم يغضب وقال معلقا " اوه.حقا؟"
تجاهلته بما انني كنت مشغولة بالتفاوض مع مشاعري التي كانت في حالة فوضى. احاول اقناع نفسي ان مااحس به هو انجذاب فيزيائي طبيعي بين اي رجل وامرأة وليس معناه اي شيء مميز يحدث بيننا.
ركزت نظري على كم قميصي الذي كان في الحقيقة لايمن ،وحاولت ان افكر بشيء اخر،حتى وصلنا.
كان السيد سالم مع احد المزارعين بانتظارنا على اطراف الجبل ومضينا الى المركز الصحي للقرية.
هناك ضمد كاحلي واخبرني الطبيب اني ساكون بخير خلال بضعة ايام. لم يفارقني ايمن للحظة وفكرت انه ربما يشعر بالذنب لاني ذهبت للنبع لاجله.
في الطريق للبيت مررنا على السوق الشعبي ليشتري سالم بعض الحاجيات واقترح ايمن ان نشتري بعض الملابس،استسلمنا في النهاية لملابس ريفية ذات اشكال والوان كثيرة لاننا لم نملك خيارا اخر .
في بيت سالم جلسنا بعد تناول العشاء نتكلم مع الزوجين ووجدت ايمن مهتما جدا بتفاصيل حياتهما كما لو كان يتمنى تلك الحياة لنفسه. اخبرنا سالم ان نبقى معه قدرما اردنا الا ان ايمن شدد ان علينا المضي في موعد اقصاهويومين ان لم نرد ان يتم الامساك بنا.
عرضت السيدة رغدة بيت صديقتها التي تؤجره للضيوف في مكان ناء على شاطئ البحر. وافق ايمن بعد ان سألني ان كنت امانع. كنا ممتنين للزوجين الطيبين كثيرا فهما قدما لنا كل عون احتجناه.
في الغرفة التي كان يفترض بنا ان نتشاركها وجدت ايمن يدرس خريطة ما باهتمام وقد ارتدى ملابسه الجديدة وكانت قصيرة بشكل مضحك عليه ولم اقاوم ضحكتي.

واخذت اخبره انه يبدو كفزاعة تارة وكمهرج تارة اخرى، عندما حاول ان يسخر من مظهري والتي كانت اوسع من مقاسي بقليل اخذ يخبرني اني ابدو سمينة. تحول وجهي الى وجه قاتل متسلسل وهناك توقف ايمن عن الضحك وعاد يدرس خريطته.
" مالذي تحدق به بهذا التركيز؟"
ذهبت اليه اشعر بالفضول " اعتقد بإني اريد ان املك مزرعة كسالم وزوجته يوما ما"
اجبت " بالطبع ،بامكانك ان تتفاخر امامي انك تستطيع"
ايمن موضحا " لا اعني ان امتلك مزرعة لاقضي فيها اجازاتي بل مزرعة اعمل فيها وابيع ماازرعه. .تعلمين مااقصد حياة بسيطة ومستقلة"
اندهشت مما قاله ،فلم يخطر لي ان ايمن الفاسد المدلل له حلم غريب كهذا،جعلني اتساءل ان كنت حقا اعرف عنه اي شيء.
اخبرته الواقع " حتى ان افترضنا ان بامكانك بطريقة ما ان تعتاد على بذل مجهود جسدي مرهق كالزراعة. .لكن ماذا عن شركة غيل ؟ الست وريثها الوحيد؟"
" لذلك انا في صراع بين مااريد ومايريدونني ان اكونه.. لا اجد الاجابة عن ماهية مستقبلي مهما بحثت."
اردت ان الطف الجو قليلا" ماهذا الجو الكئيب؟ لا يليق بك التصرف كشخص عميق صدقني"
نظر نحوي بابتسامة دافئة ولم يكن مستاء مما قلت . ربتت على كتفه واخبرته " لا تقلق ستجد الاجابة عندما يحين وقتها المناسب"
ايمن " رنا هل لازلتي تكرهينني؟"
ارتبكت لسؤاله اردت اخباره بأني اعجب به اكثر فاكثر كل يوم لكن تعلمون كيف هو الوضع عندما تشعر بأنك عالق في لعب دور معين بحيث لا يعود بامكانك تغييره وتجد نفسك تلقائيا ومكرها بذات الوقت على لعب الدور " بالطبع! بامكانك خداع الجميع بانك لست فاسدا وذو شخصية سيئة، الجميع عداي!"
ايمن " جيد اذن " كان يحاول ان يبدو لا مبال لكن رعشة صوته اخبرتني انه خاب رجاءه.
قلت لنفسي " اعتقد بأني عكس ما اريد احبك ايمن ، لكن كيف بإمكاني اخبارك؟؟"

©ManarMohammed 2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)Where stories live. Discover now