في الجنة !

2.6K 176 2
                                    

عدوتي الحبيبة .....٩

وقفت امام السيارات العابرة انتظر سيارة اجرة . قبل ان استوعب حقيقة انني تركت حقيبة ظهري التي فيها نقودي وهاتفي  في سيارة أيمن .
تجمدت امام سيارة الأجرة التي كانت قد توقفت لأجلي . بحثت داخل حقيبة اليد مجهرية الحجم ولم اجد شيئاً سوى سلسلة المفاتيح التي لم املك أدنى فكرة متى وضعتها هناك و كنت ممتنة لاني فعلت لاني لم ارد ان ابيت في الشارع  وخاصة انني لم املك عنوان أيمن او حتى مال كافٍ لاتصل به  .  فكرت كم ان  المشي الى المقهى كان سيتطلب مني ساعة كاملة ومع حذائي  الغير مريح بالمرة كانت المسافة ستطول وستكون اكثر ايلاماً ، ثم مشيت .  نظرات الناس لي تنوعت من منبهر بجمالي الى مستغرب من سبب مشيي في الشارع مرتدية مثل تلك الثياب الى نظرات اتهام واستحقار كما لو كنت امرأة تقوم بأعمال غير شريفة .
لم ادرِ بما أغطي ظهري المكشوف وبقيت ألعن أيمن في كل خطوة مؤلمة أخطوها بكعبي الباهض السخيف.
****
كدت أصل الى المقهى و الطريق كان  هادئاً وشبه خالٍ من الناس شعرت بالخوف وانا اسمع ضحكات رجال آتية من بعيد و أسرعت الخطى دون ان آبه لامر قدمي التي كانت تنزف بالفعل.
سمعت احدهم يصرخ " هيه!.. انتي ايتها الجميلة! تعالي واحظي بوقت ممتع معنا !"
شعرت بالرعب يدب في داخلي كانوا قد لاحظوا وجودي بالفعل وانا لم أجرؤ على الرد او حتى النظر اليهم.
توقفت لخلع حذائي الذي كنت قد ضقت به ذرعاً ورميته على الطريق و جريت بكل ما سمح به ثوبي المعرقل للحركة. وبدأت ألعن في  داخلي أيمن مجدداً مع كل مصممي الأزياء الذين يتعمدون تقييد حركة النساء داخل أثواب السهرات .
سمعت خطوات الرجال الذين لم يكونوا بوعيهم تجري ورائي وشعرت انه قد قضي الامر ومع ذلك لم اتوقف
.كان الأدرينالين يتدفق في جسدي مما أعطاني القوة وشعرت ان بإمكاني الفرار قبل ان يتحطم ذلك الطموح بقبضة ضخمة ثقيلة حول ذراعي ، والتي أوقفتني فوراً على حين غرة .
فاجأني الامر فصرخت بقوةولم ادرك اني حتى فعلت! في تلك اللحظة جربت شعور الغزالة وهي تحت مخالب مفترسها بالفعل، وذلك كان اسوأ شعور عشته.
ألتفت الى اليد آلتي أمسكت بي وصرخت متصنعة القوة " اتركني فوراً ايها المنحرف !"
كان الرجل ألذ بدى في نهاية الثلاثينيات من عمره وبرفقته البقية ضخام البنية ولا يمكن لواحدة بمثل جسدي النحيل ان تهزم واحداً ، ناهيك عن ثلاثة .
لذلك قررت انه ان لم يكن بمقدوري التغلب عليهم بدنياً فيمكنني على الأقل التغلب عليهم بعقلي.
قال الرجل الممسك بي  " لا تحكمي علي بقسوة ايتها الصغيرة . نحن فقط نريد التحدث معك في مكان اجمل من هذا الحي الوضيع. تعالي معنا وسنأخذكِ الى نادي بلانيت اعلم انه المفضل لدى الفتيات في عمرك ورغم صعوبة الدخول اليه انا سأفعل ذلك من اجلك!" كانت ضحكات من معه مخيفة وهستيرية.
انا محاولة السيطرة على خوفي وغضبي " يبدو رائعاً .. لكني لا اشعر اليوم بأني بخير ، لمٓ لا تعطيني رقمك وسأتصل بك في ليلة اخرى؟" حاولت ان أبدو واثقة لكن صوتي كان يرتعد .
الرجل وقد بدأ يجرني بالفعل معه " لا حبيبتي .. لا شيء افضل من الحاضر . عصفور باليد-" لم يبالي حتى ان يكمل جملته واصدقائه كانوا يهتفون فرحين بينما انا احاول ان أفلت من قبضته القوية وانا اشعر انه قضي عليّ ومازدا رعبي هو ما صرح به ان سيارتهم في المنعطف التالي.
فقدت صوابي وبدأت اصرخ واقاوم بكل ما أوتيت من قوة دون جدوى كان الوقت متأخراً بالفعل. تمكنت من الالتفاف حول ذراع الرجل المنحرف الممسك بي وعضضته بكل قوة وكأنها فرصتي الوحيدة في النجاة .
اطلق الرجل صرخة ( تباً) بينما دفعني لا ارادياً  لأسقط على الارض .
نهضت اجري بسرعة ودون تفكير الى أين لكني لم ابتعد كثيراً قبل ان اصطدم بجسد احدهم امامي . طويل وذو جسد صلب وشعرت بأنه تلك المرة قضي علي بالفعل ان كان واحداً من أولئك الرجال عديمي الشرف.
لم أتجرأ حتى على النظر اليه فقط قلت بصوت خافت لا يكاد يسمع " ساعدني" كانت تلك محاولتي الاخيرة ودمعة قد خانتني بالفعل وانسابت على خدي بالرغم من اني لم ارد ان ابدو ضعيفة.
دفعني الرجل الغامض جانباً بقوة وبدأت استعيد وعيي الذي كان قد بدأ يضعف وانا أرى ذلك الغريب يلبس رداءً اسودا براقا يسدد ضربات مؤلمة لأولئك الرجال القذرين واحداً تلوى الاخر وانا اتساءل ( هل يعقل ؟.. انه أيمن ..؟؟؟ لا يمكن !)
حاولت ان أبقى متيقظة رغم شعوري برغبة ملحة في الغوص في اللاوعي. شعرت بالهلع عندما غدر احد المجرمين بمنقذي وضربه من ورائه بقضيب معدني . لم تكن الإضاءة كافية او ربما لم يكن تركيزي كافياً لأتعرف على منقذي الشجاع الذي كان رغم مقاومته بدأ يضعف وكاد يسقط .
عندها جاء رجلين ضخام الحجم ولم اعرف متى ظهرا لكنهما في اقل من دقيقة كانا قد ابرحا الرجال الأربعة ضرباً وزحفوا هاربين. بينما انا اتذكر رؤيتي لذلك الغامض يقترب نحوي وهو يهمس قريباً مني او ربما كان يتكلم ولا اسمعه " رنا .. هل انتِ بخير ؟"
وآخر سؤال جال في ذهني قبل ان افقد وعيي كان (كيف عرف اسمي ؟)
****
استيقظت من نوم هنيئ ببطء وشعرت بأنني في مكان مريح وناعم للغاية. لم اكن قد فتحت عينيّ بعد وخشيت جداً فعل ذلك فآخر ما تذكرته هو ما قلته لنفسي وقتها ( الرجال المنحرفين كانوا يتغلبون على منقذي )وفكرت فوراً دون منطق (لابد انهم  قد أخذوني وقاموا باستغلالي ثم قتلي !!!
الشعور الجيد  الذي اعتراني والمكان المريح اكثر من المفترض حولي كان سببه هو انني  قد مت وقد اصبحت في الجنة!!   )هكذا اعتقدت وشعرت بالحزن وكنت لا ازال غير قادرة على فتح عينيّ فلم اكن اريد الموت بعد. تركت نفسي أذرف الدموع بصمت وانا إناجي الله انني اريد العودة للحياة عندما قاطعني صوت هادئ يعبق اهتماماً من مسافة قريبة اكثر من المفترض ،ومازدا الامر سوءاً هو انني علمت من صوته هويته بلا شك " لا بأس رنا اهدأي انتِ الان بأمان "
فتحت مذعورة عينيّ لأرى وجه أيمن يحدق بي بقلق . دفعته بقوة جانباً لانهض وارى حولي.
كنت في غرفة واسعة كما لو كانت قاعة احتفالات لكنها لم تكن كذلك فالأثاث المرتب بتناسق وعناية في تلك المساحة جعلني ادرك انها غرفته.. وبنظري الى السرير كبير الحجم كما لم ارى بحجمه  من قبل والذي كنت مستلقية عليه ... توقفت لاستوعب مجدداً مستلقية على سرير !!! نظرت لنفسي وقد التفت الأغطية حولي ؟؟ وأيمن الى جواري ؟؟!!!!  صرخت من رعب الفكرة وقفزت غاضبة أهاجم أيمن ومسددة له ضربات قاسية وانا اقول " مالذي فعلته بي ايها المجرم ؟! كيف يمكنك فعل هذا بي ؟"
لم اترك له فرصة للكلام حتى حطت ضربتي على مكان خلف ظهره وسمعت أيمن يطلق تأوهاً متوجعاً عندها تذكرت .. لقد كان منقذي الغامض !
©ManarMohammed2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora