انا وهو

2.4K 166 3
                                    

عدوتي الحبيبة.........١٩

قدنا مبتعدين عن المدينة ولساعات بقينا نترحل . توقفنا للطعام في احدى المطاعم ثم تابعنا مسيرتنا حتى وصلنا إلى  البحر ليلاً. تعمد ايمن عدم اخباري وجهتنا ليفاجأني ونجح بذلك ، فقد كان البحر هو ما احتجت وقتها.
عندما استيقظت ذاك الصباح لم يخطر ببالي أن يومي سينتهي امام منظر البحر المهيب في تلك الظلمة المسالمة .
ما أن توقفت السيارة حتى كنت قد خرجت اركض نحو الماء
كان النسيم يمر خلالي  ويبعث فيني حياة جديدة وينفخ  في روحي سحراً غريباً اسميته .... ايمن !
داعب الهواء شعري وهو يشدني  إلى أمواج البحر الواقف أمامي كرجل غامض.
وضعت قدميّ في الماء مستمتعة .ألتفت سعيدة نحو ايمن الذي بقي امام سيارته سعيد بمجرد مراقبتي من بعيد .
طلبت منه أن يأتي لكنه اكتفى بالاقتراب إلى أقرب نقطة لا تصل إليها تيار الماء.
اغترفت  بيديّ الاثنتين ماء ونثرته باتجاه ايمن صرخ متذمراً وهو يخبرني بثمن بزته السخيفة لكني اخذت مزيداً من الماء ورششته مجدداً  وانا اضحك كالمجنونة.
انهار صبر الرجل وقد تبلل  فركض يحاول الإمساك بي هربت منه وانا اصرخ اركض باتجاه الماء .
تمكن في الاخير من الإمساك بي لكني كنت قد نجحت في سحبه إلى حيث أمواج البحر كانت تلامس ساقينا.
بخبث تكلم وهو يمنعني من الهرب " تحبين الماء ؟ إذن دعيني اساعدكِ!" بسرعة رفعني بين ذراعيه و قبل أن اتمسك به كان قد رمى بي داخل الماء
عانيت بعض الشيء لانهض. كان ايمن يضحك مستمتعاً وشعرت بالغضب ورغبة في الانتقام .عزمت على إسقاطه كما فعل بي. استجمعت قوتي واندفعت نحوه لكنه توقع ذلك وامسك بقوة بي .لم يفلتني حتى اخبرته اني لن ادفعه لكني لم اكن لاستسلم. ما أن تركني حتى طوقت عنقه بذراعيّ.
كانت المسافة بيننا قريبة بشكل خطير .
ارتبك ايمن وهو ينظر نحوي بينما فكرت ( سأقوم بأي شيء لانتقم!)
ايمن " مالذي تظنين انكِ تفعلين.. انتِ أيتها الضفدع-"
قاطعته " امامك خيارين . اما  أن تلقي بنفسك طواعية في الماء لتصبح ضفدعاً انت بدروك"
ايمن أطلق صوتاً ساخراً " أو أن تقبل الضفدعة لتصبح أميرة مثلك"
لم اعلم من اين أتيت بالجرأة تلك لكني كنت أنظر إلى عينيّ ايمن وذلك الدفء الذي فيهما جعلني اطمأن.
ايمن فاجأني بأن احاط يديه حول خاصرتي وقربني اكثر منه  فشعرت بانفاسي تضطرب وشعرت اني في مأزق.
تكلم ايمن ولم اتجرأ على النظر إليه من تلك المسافة الغير مريحة.
" حبيبتي ..انتِ  تغرينني بخياراتكِ " نبرته المتعمدة اللعب بأعصابي نجحت في اخافتي، 
( هل سيقبلني؟! يجب أن اهرب!!)
حاولت دفعه " انا امزح لذا دعني!-"
ايمن وقد احكم قبضته حولي ليقربني اكثر أن كان ذلك ممكناً " ليس قبل أن تري ما اخترت "
ابقيت رأسي منخفضاً لا أرى سوى صدره الذي كان يرتفع ويهبط بينما ايمن تنفس سحب احدى يديه بينما الأخرى ظلت ممسكة بي بنفس القوة. 
رفع رأسي بيده لتلتقي نظراتنا وشعرت بقلبي يكاد يفقد صوابه وهو يخفق بسرعة وكأنه سينفجر.  تلك الطريقة التي نظر نحوي شعرت بمشاعر حقيقية .. هل كانت لي ام له ..لم أعرف.
نظرت إليه بقلق ابتسم ابتسامة ملائكية تخبرني أن لا اقلق .مال ايمن إلى الوراء وهو يسحبني معه ثم وكأن الوقت اخذ يبطئ كنا ننهار معاً نحو الماء . فرقنا البحر ما أن غصنا فيه . بالكاد نهضت  لأرى ايمن يبعد شعره عن وجهه كان يبدو  وسيماً جداً كيف لم أرى هذا من قبل ؟ .. فكرت.
انا وقد عدت لصوابي" ما خطبك أيها المجنون لقد دخلت المياه إلى اذني أنها تؤلم"
ايمن بنبرة مميزة " لقد اخترت أن لا ينتهي السحر"
نظرت نحوه لا افهم شيئاً " عماذا تتحدث؟"
ايمن " لا اريد ان لا أشعر بهذا السحر الذي اعيشه وانا معكِ وانتِ ضفدع"
كان ذلك شيئاً سخيفاً لقوله لكنه ادفئ قلبي وسمعت صوتاً يوبخني ( انتِ تحبينه ،فقط اعترفي !)
اتجهت نحو الشاطئ اتجاهله وجلست على الرمل ارتجف فالريح  كانت تمر على ثيابي المبللة لتحولها الى جليد ندمت على لعبي كالأطفال لاني كنت سأصاب بالبرد.
ايمن عاد من السيارة ومعه حقيبة ما ورمى ببعض الملابس في وجهي.
شعرت بالسعادة ولكن سريعاً اكتشفت أنها ملابسه.
" من منظر الحقيبة فقد كنت تخطط لهروبنا .لماذا إذن لم  تحضر لي ثياباً "
ايمن " انتِ محقة هل ستكون ثيابي ضيقة لهذه  الدرجة؟"
كان يلمح لكوني بدينة في تصريح واضح انه يريد الشجار معي لكني كنت مرهقة بالفعل من ذلك اليوم الطويل.  لم أقل شيئاً ونهضت لاغير ملابسي قبل أن اموت بقرصة برد.
اختبأت بين بعض الصخور الكبيرة وعندما انتهيت من ارتدائها نظرت إلى نفسي وكل من قميصه وبنطاله واسعين جداً عليّ كان شكلي مثيراً للسخرية لكني كنت لا املك خياراً اخر .
تسللت رائحة ايمن إلى أنفي. كانت منبعثة من ملابسه التي كنت ارتديها
ايمن " هل كنتِ تستنشقين ملابسي للتو؟ لان ذلك سيكون غريباً"
انا " أيها المنحرف ! الأغرب هو انك تسترق النظر ..حمداً لله اني انتهيت بالفعل!" خرجت من وراء الصخرة كان ينظر نحوي بنظرات لم افهم مغزاها دفعته عن طريقي وجلست على الرمل اراقب السماء .
بدأ ايمن يخلع قميصه ليغير ملابسه بأخرى جافة لكنه كان يفعل ذلك أمامي.
صرخت لاوقفه " هل جننت؟! هل تعتقد انك في نادٍ للتعري؟ اذهب فوراً الى غرفة تبديل الملابس"
نظر نحوي باستهزاء،  أشرت نحو الصخور التي استخدمتها سابقاً.
اخذ قميصه وغادر بامتعاظ .عاد ليجلس بجانبي بعد أن انتهى .كنت اصارع في داخلي  مشاعري التي اخذت تتحاكى تجاه ايمن وانا احاول الهروب إلى مكان آخر اخذت أحدث نفسي ( آدم .. تذكري انه الشخص الذي اقسمتي أن لا تحبي غيره ! انه الشخص الذي تحبينه أيتها الحمقاء تذكري أنه ما أن تنتهي هذه المسرحية مع ايمن لن يتبق لكِ سوى آدم.. آدم.. ركزي  جيداً يا رنا . آدم آدم آدم.."
سألني" بماذا تفكرين؟" عندها تلقائياً اجبت " آدم " شعرت بالحرج وحاولت أن أصلح الوضع بشيء ما " انت ! ما دخلك لتسأل؟"
ايمن " انه من اوكلتي المحقق التافه ليجده..من يكون؟"
انا " كيف عرفت ؟"
ايمن " لن تجيبيني. لن اجيبكِ"
صمتت موافقة. وكان الهدوء رغم صوت موجات البحر هو كل ما سمعت.
نظرت إلى ملابسه الرياضية التي كان يرتديها ، كانت اول مرة أراه فيها يبدو كشخص عادي ، وكان يبدو ظريفاً.

انا " لماذا أتيت بنا هنا ؟"
ايمن " لا نستطيع الذهاب إلى أي فندق فأمي ستعرف مكاننا "
انا " هل تمزح معي؟ هل سنبيت في العراء ؟ ليس الأمر وكأن والدتك وكالة استخبارات-"
ايمن " ستعرف. لقد جربت قبلاً .ثقي بي "
انا " لا استطيع ان انام هنا،  افهمني"
ايمن " لا تقلقي ليس الأمر وكأننا سننام على الرمال ، سنفعل في السيارة"
انا  غير مصدقة " انا وانت؟ بمفردنا في السيارة؟ هذا لن يحدث ! مستحيل!"
ايمن " إذا اردتي النوم هنا ، كما تريدين"
أردت مواصلة الشجار لكن معدتي من قاطعتني .كنت جائعة .شعرت بالاحراج وتمنيت لو ان ايمن لم يلاحظ لكنه كان يضحك بالفعل.
فتش حقيبته واخرج بعض المأكولات الخفيفة وهو يقول " دعيني اولاً نطعم الديناصور الجائع في بطنك ثم نواصل شجارنا"
كان ذلك محرجاً لي ولم اعرف ماذا افعل ببطني التي تضعني دائماً بمواقف كهذه .

©ManarMohammed2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)Where stories live. Discover now