اختطاف !

2.8K 179 4
                                    

بوجه احمر قالت السيدة بهدوء مزيف " انا اعلم ما تفعلين . انتِ تحاولين ان تستفزيني.. ابني يستحيل ان يختار واحدة مثلكِ!"
ثم رمقتني بنظرة قاتلة و غادرت على عجل . اعترفت في نفسي وقتها انا امرأة ذكية لانها علمت خطتي بتلك السرعة ولكن جزءاً صغيراً منها ذلك الجزء الخائف و الذي يوسوس لها بربما .. وربما كان ما يثير جنونها كما بدى الامر .
ضحكت في الشارع الخالي كالمجنونة وانا افكر ( يا لها من عائلة غريبة !)

*****
مر يومين اخرين من الهدوء الذي كان يجعلني اكثر توتراً وانا افكر بأن أيمن ولا بد يفكر في طريقة ما للانتقام مني .
وأي انتقام كان !!
بعد ان انهيت مناوبتي في العمل كنت امشي في المساء متجهة نحو مكاني المفضل لتناول الطعام في المتنزه . كنت قد فوّت وجبة الغداء بسبب انشغالي في اداء عملي ونسيت نفسي.
مشيت بابتسامة سعيدة لروعة المنظر .فالسماء كانت جميلة والاشجار تعبق الجو بالهواء المنعش وذلك الوقت المفضل لدي حيث يقل الناس ويصبح بإمكانك ان تحظى ببعض الخصوصية مع نفسك .
قطع تفكيري صوت عالٍ يتجه نحوي مباشرة .وبسرعة فائقة توقفت امامي سيارة ضخمة الحجم وسوداء اللون بالكامل . شعرت بأن شيئاً سيئاً سيحدث . افتتح الباب وقفز رجلين ببزات سوداء ضخام الحجم وكانت تلك إشارتي للبدء بالجري في الاتجاه المعاكس .
لم اكن اعلم من هم وماذا يريدون مني وشعرت بجسدي ينتفض رعباً بينما لم اجري الا مسافة قليلة قبل ان يتم الامساك بي كما لو كنت مخلوقاً ضعيفاً تم اصطياده . صرخت وانا اقاوم بعنف وارى حولي فلا اجد احد .
استمر الرجلان بجري نحو السيارة وانا بكافة الطرق الممكنة اقاومهما كنت اتلوى بجسدي في كل الاتجاهات لأتخلص من قبضتيهما دون جدوى.
كنّا قد وصلنا الى باب السيارة حيث حاولا إدخالي وانا كمحاولة اخيرة يائسة وضعت رجليّ على أطراف الباب موقفة إياهما من دفعي نحو الداخل .
كنت في ذروة تهيجي وانا افكر ان عصابة ما تختطفني لبيعي بالجملة او تجزأة !!
وفي خضم المعركة سمعت صوتاً مألوفاً " يا إلهي ! انتِ حقاً شيء لا يصدق !"
ألتفتُ الى الرجل داخل السيارة لأَجْدَه أيمن ولا احد غيره وقد أعطى إشارة بيده للرجلين بالتوقف.
هدأت وتحول خوفي الى غضب عارم وانا افكر " كيف بإمكانه فعل هذا بي ؟؟!! "
أيمن " اصعدي فأنا احتاجكِ في مسألة هامة"
قلت بنبرة مسممة بالكره " بعد ان كدت اموت خوفاً منذ لحظات ؟!! .. حتى وان كانت مسألة حياة او موت لك انا فقط سأدعك تموت !"
ابتسم بخبث وقبل ان أغادر وقبل ان افهم ما يجري أشار بيده الى احد حارسيه وسريعاً وجدت نفسي داخل السيارة بعد ان تم دفعي .
أغلق الباب وحاولت فتحه دون جدوى قبل ان تنطلق السيارة مغادرة المكان .
انا بغضب " هل انا دمية لتقوم بجري معك أينما اردت؟! .. ان لم تنزلني فوراً سأذهب للشرطة وأخبرهم بأنك اختطفتني!"
وفقدت صوابي عندما صرخت وقفزت نحو السائق احاول ايقافه وتأرجحت السيارة يميناً ويساراً حتى صرخ أيمن بالسائق ليتوقف.
أيمن " انتِ تقودينني نحو الجنون! توقفت السيارة لذا اهدأي يا امرأة! الا يكفي ما فعلتي سابقاً ؟..انتِ قمتي بحركتكِ الان هو دوري"
كرهت استعماله لجملتي ، لكن الفضول تملكني لاعرف ماذا في جعبته.
انا " تكلم انا أسمعك "
قلت وانا حتى لا انظر اليه .
أيمن " يجب ان تلعبي دور حبيبتي امام الجميع "
نظرت إليه متفاجئة كما لو اني لم اسمعه جيداً قبل ان انفجر ضحكاً .
انتهيت من نوبة ضحكي عندما رأيت أيمن لا يضحك وبدى وكأنه جاد ولم يكن الامر طرفة من اي نوع.
عندها شعرت بالغضب من ذلك الوغد المدلل الذي يعتقد ان بإمكانه جعلي افعل ما يريد كما لو كنت خادمته.
انا " انت تحلم ان اعتقدت انني سأفعل ما تريده، حظاً موفقاً "
فتحت الباب لاغادر لكنه أمسك بيدي وقال " هل عليّ ان اذكركِ ان بإمكاني ايذاء صديقتكِ وعائلتها السخيفة؟"
شعرت بالضعف وكرهت ذلك وكم وددت لو اني استطيع اخباره بأن يفعل ما يشاء ، لكن حنان وخالتي مريم كانتا أغلى ما املك وذاك النذل كان يدرك ذلك جيداً .
اخذت نفساً عميقاً ثم لحظات لأفكر قبل ان اجيب" وأي نوع من السخافة تفكر فيها لتطلب مني ان أتظاهر بكوني حبيبتك؟"
أيمن " انه انتقامي المثالي .. ادرك كم تمقتيني ولا عقاب افضل لكِ من ان تساعدي عدوكِ ؟!"
قلت وقد استفزني حديثه رغم اني لم افهم دواعي الامر " إياك والاقتراب من عائلتي لاني عندها سأجد طريقة ما لإيذاء عائلتك بالمقابل .. انا مغادرة!"
أمسكت بمقبض الباب لاغادر عندما قال " قبل ان تفتحي الباب وترفضي ما قلته فكري بكم ستدمر افعالي عائلتكِ المزعومة ..
لقد قابلتي امي وتعلمين ان ليس بمقدوركِ ايذاء امرأة مثلها وابي أيضاً قد علمت بمواجهتكِ له قبلاً .لا احد سيخسر سواكِ"
كنت قد فتحت الباب لكني أعدت اقفاله وجلست باستسلام وانا اريد قتل أيمن وليس مساعدته .
ابتسم أيمن ابتسامته اللئيمة وأمر السائق بالانطلاق وهو يخبرني " يجب ان نتحرك الان فنحن سنتأخر !"
انا " نتأخر على ماذا؟"
أيمن " الحفلة يا عزيزي"
انا وقد استفزني " عزيزي؟؟!"
أيمن " اوه عفواً انتِ تشبهين الرجال كثيراً فاختلط عليّ الامر "
انا " لا بأس يا حلوتي"
أيمن وقد رفع يديه مستسلماً " حسناً سأتوقف لذا اياكِ وتكرار ما قلتيه قبل لحظات"
ابتسمت سعيدة قبل ان اتذكرواصاب بالذعر " اي حفلة ؟لقد قلت حفلة !"
أيمن " اخبرتكِ انكِ ستساعديني ومساعدتكِ هي ان تأتي معي الى الحفلة "
انا محاولة السخرية منه " ولماذا يجب ان أوافقك انا ؟ ألم تقل ان آلاف الفتيات يردن ان يكن معك!"
نظرت إليه فرفع احد حاجبيه وهو يقول " لكن ولا واحدة منهن قد ظهرت معي في العلن على انها حبيبتي عكس إحداهن التي قامت بصنع إشاعة بل فضيحة!"
انا " اخبرني مجدداً ما المطلوب مني بالضبط؟"
أيمن " اريدكِ ان توقفي اعلان الخطوبة التي تعتزم امي فعله "
انا بلا مبالاة ولا زلت غير قادرة على اخذ الامور بجدية " وكيف تريد مني فعل ذاك ؟ هل اقفز الى الحفلة اثناء الإعلان واعترف بحبي ثم نهرب معاً؟!!"
أيمن وقد ازعجه كثرة سخريتي من الامر " انه امر جاد يتعلق بحياتي انا لا اريد الزواج من المرأة التي اختارتها امي . ولا ، ليس عَلَيْكِ فعل اي شيء سخيف فوجودكِ نفسه هو ما سيلغي مخطط امي . الجميع سيفقدون صوابهم لرؤيتكِ وسيدركون فوراً انكِ الفتاة التي تتحدث عنها الجرائد والمجلات"
انا وقد فكرت بالناس الكثيرة التي ستحدق بِنَا "
" حسناً لكني أحذرك انا سيئة فيما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية "
أيمن وقد ضحك" لقد رأيت بنفسي .. اي امرأة في العالم تلبس بزة رسـ"
انا " ان لم تتوقف عن سخافاتك، مهما كان ما ستفعله لن أقوم بالامر "
أيمن خائفاً " حسناً لن اقول المزيد"
في تلك اللحظة علمت في داخلي ان الاشياء بيني وأيمن قد تغيرت بطريقة ما .. كنت بدلاً من تدميره أساعده ، من كان ليتوقع؟!!

©ManarMohammed2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)Where stories live. Discover now