العودة

2.3K 164 8
                                    

عدوتي الحبيبة. .................24

كانت الساعة تقترب من منتصف الليل وايمن واقف امام النافذة يحدق في النجوم بعد ان لفتت انتباهه الى الكم الهائل منها في ذلك المكان.  كنت اشعر بالنعاس وكنت قد منحته مايقارب الساعة ليتأمل في السماء او ربما كان يتأمل حياته ، لم يهمني مهما كان ما اخذ تفكيره وقلت له " لكن ايمن ،الن تغادر؟ فأنا اشعر بالنعاس بالفعل"
التفت نحوي وهو مندهش " لابد انك تمزحين ؟ لايوجد في بيت علبة الكبريت هذا سوى غرفتين ! اذهبي للنوم في غرفة المعيشة ان اردتي اما انا .." استلقى على السرير باريحية الى جواري وشعرت بأن قلبي سيتوقف فنهضت واقفة وانا اشعر بحريق يأكل وجهي.
هو تابع حديثه " لا امانع ان اردتي مشاركتي " وطبطب بيده على المساحة الصغيرة الى جانبه فاصبت بالصدمة وانا افكر لابد وانه جن،فلم اكن لاتمكن من النوم لثانية ان فعلت.
هو " لم تتصرفين وكأنها مرتنا الاولى ،لقد نمتي بجواري الليلة السابقة دون اي مشاكل.."
قاطعته " لا اصدقك! .. ايها الوغد اتمنى ان يأكلك العث."
اخذت غطاء ليقيني من البرد وتوجهت نحو غرفة المعيشة لانام على الاريكة. وانا افكر ( انا اعاني بالفعل لاتحكم بمشاعري تجاهه بينما هو لا يعلم شيئا.  تبا لو انه كان يراني كأمرأة وليس ضفدعا ما كان  ليتصرف هكذا .. انا حقا في حالة حب ميئوس منها، يجب ان اجد طريقة لاوقف مشاعري )
ليلتها بقيت افكر لبضع ساعات حتى وجدت الحل ، فكرت ( ايمن كل ماتبقى لي بعد مغادرتي لعائلتي لذلك فأنا متعلقة به .. لاتخلص من حبه يجب ان اعود اولا الى حياتي القديمة) وبذلك نمت بهناء حتى الفجر.
ايقظتني فيها السيدة رغدة واخذتني في جولة حول المزرعة ولم تسألني اسألة فضولية كما توقعت وكنت ممتنة لذلك.
عندما عدنا توجهت لايمن الذي كان لايزال نائما واردت اخافته فاقتربت من اذنيه وصرخت فنهض مفزوعا بينما اخذت اضحك ، لم يتوانى عن الرمي بشتائمه ولم ابالي كان مزاجه سيئا وكان ذلك ظريفا فقد ذكرني بايمن الوغد الذي عرفته.  بعد ان استحم كان قد اصبح في مزاج افضل ، لذلك اخبرته " ايمن لا نستطيع البقاء هنا للابد"
هو " بالرغم من اني لا امانع لكن انت محقة . مع ذلك لا زلت افكر اين..."
قاطعته باقتراحي " الى منزل خالتي مريم ،لا اظن ان امك ستفكر بذلك المكان"
هو " بلى ستفعل!، ان لم تكن قد ذهبت هناك للتحقق بالفعل"
انا " انا حقا اشتاق اليها والى حنان وسام... لقد مضت سبعة اشهر بالفعل منذ ان تركتهم ورائي "
هو " حسنا كما تشائين ولكن فليكن في علمك اني اخاطر بنفسي لاجلك"
انا " لاتقلق كل شيء سيكون بخير"

وبذلك انتهى الحوار بالقرار الذي اردت. في تلك الليلة نام ايمن على الاريكة دون اعتراض بينما استمتعت بنوم هنيء على السرير  وفي اليوم التالي غادرنا المكان شاكرين السيد. سالم وزوجته ووعدناهما بزيارة لاحقة.
انطلقنا في رحلة كانت ستستغرق مايقارب الست ساعات بسيارة ايمن وكان جو الرحلة هادئا بشكل مريح ولليوم الاول منذ قابلته لم نكن نتقاتل.
وصلنا الى مطعم خالتي مريم وركضت اليها لاحتضانها. كانت متفاجئة وسعيدة لعودتي وعرفتها على ايمن وهي بالطبع لم تتذكر من يكون كونها لم تملك ادنى فكرة عن كل الحروب التي خضتها معه وكان ذلك للافضل بما اني لم اردهم ان يعاملوه بقسوة.
تناولنا الطعام وبعدها جاءت حنان من عملها وماان رأتني حتى صرخت مخيفة كل من كان في المطعم بعد ان ضحكنا وتسامرنا قالت حنان " أليس الامر كقصة افلام رومنسية ان يقع في حبك الرجل الذي رشقتيه بالبيض الفاسد ؟"
شعرت بالحرج بينما نظر نحوي ايمن وهو يريد قتلي فقد كذبت عليه بقولي انهم لايعرفون شيئا مما حصل بيننا.
انا " عماذا تتحدثين نحن لسنا حبيبين!" ثم ضحكت بتوتر
حنان " لقد اراني سام المجلة التي فيها الخبر حتى اني اصبت بخيبة الامل بانك لم تخبريني لقد ظننت اننا اختين ..."
قاطعتها " ان كل شيء يقال غير صحيح" نظرت اليه الذي لسبب ما كانت عينيه قلقتين " انا لا احبه انا فقط احاول مساعدته في شيء خاص"
الخالة مريم " توقفي يا حنان عن دفعها .. انا اثق بكل ماتفعلينه رنا ولن اكون خائبة الظن بك ابدا لاني اعرفك جيدا فقد كبرتي تحت نظري وانا اعرفك اكثر من اي شخص اخر"
انا بابتسامة طمأنينة " شكرا لك خالتي"
هي بامكان السيد ايمن استخدام غرفة وليد فهي خالية منذ بدأ دراسته الجامعية"
ايمن " شكرا لحسن استضافتك لي. لن يأخذ الامر وقتا طويلا"
ابتسمت له تلك الابتسامة الجميلة التي تنبع من قلبها الحنون.
لاحقا جرني ايمن جانبا ليوبخني كوني افشيت السر لهما لكني وعدته انهما لن يخبرا احد ومع ذلك فقد اخذ يسأل " لكن لماذا لم تخبريهما اننا حبيبين؟ ماذا لو اصبحنا حقا يوما ما؟ انتي حقا ضفدع بلا عقل"
اطلق ضحكة سخرية وقلت له " لاتقلق لن يحصل هذا.. ابدا" قلت كلمتي الاخيرة محملة بنبرة اسى وخفت ان ايمن سيدرك حقيقة مااعانيه ...اني كنت احارب مشاعري لان لا اقع في حبه اكثر. هو فقد غادر وهو غاضب اكثر من المبرر ولم اعلم لماذا.
قبل النوم تشاركت مع حنان كل تفاصيل اتفاقي مع ايمن بان نكون حبيبين كي لايتزوج من ارادته عائلته، وقصصت عليها امه الشريرة وكيف هربنا. عندها سألتني" انت تتحدثين عن ايمن كشخص واقع في حبه"
انكرت بسرعة "لا مستحيل..انا لا زلت افكر بآدم ربما سنعود لبعضنا ان منحنا انفسنا فرصة اخرى"
حنان " هل انت واثقة ان هذا ماتريدين فعله؟ لقد رأيت كيف تنظرين اليه وكيف يجعلك تبتسمين ، ادم ؟ لم يكن مايدور بينكما حبا، الم يكن ذلك سبب فراقكما؟"
انا " لا اعلم حنان لكن ايمن مستحيل وهذا قراري النهائي" بعدها. توقف الحديث وبقيت افكر بالاسباب التي تمنعني.....كم كانت كثيرة وقد بعثت في قلبي الحزن ولكن لم يكن باليد حيلة.
************

في اليوم  التالي اقترح سام علينا رحلة مفاجئة لنا الى البحر. وذكر ايمن منزل صديق السيد سالم الذي حدثه عنه سابقا وقبل ان استوعب كنا سنغادر الصباح التالي.  كنت سعيدة مع اهلي فبهم كنت اعاني بشكل اقل حبي لايمن وفكرت ربما بامكاني حقا ان لا احبه.
كان املا كاذبا!


عدوتي الحبيبة (مكتملة)Where stories live. Discover now