الخطة

2.8K 183 2
                                    

عدوتي الحبيبة .....٥

بقيت واقفة امام منزلي غير قادرة على التصديق .فمنزل امي لم يكن عليه آية ديون او قروض . علمت انه أيمن بطريقة ما قام بعمل ذلك لكن لم استطع ان اتخيل اي نوع من النفوذ استخدمه لينزع مني الشيء الوحيد المتبقي لي من والداي.
اردت البكاء لكن صوت رنين هاتفي أوقفني . كان رقماً غير معروف ولم يظهر على الشاشة . أجبته ليتكلم الصوت المألوف لأيمن " ما رأيكِ بمفاجأتي ؟! الستُ رائعاً ؟ انا متأكد انكِ لم تتخيلي حتى ان بإمكاني جعل بيتكِ محجوزاً من قبل البنك .. استسلمي سريعاً قبل ان اساويكِ بالأر.."
قاطعت بنبرة حازمة " انت لا تعلم بما ورطت نفسك يا أيمن العفن صدقني لن يكون انتقامي بيضاً فاسداً هذه المرة !" انهيت المكالمة دون ان ادع له المجال ليرد .

لم استغرب كيف حصل على رقمي فهو يعرف كل مكان اذهب اليه. والأكثر من ذلك انه بطريقة ما تمكن من جعل البنك يأخذ بيتي !لقد كان يملك نفوذاً واسعاً لكني علمت اني سأجد طريقة ما لاسدد له ضربة موجعة .
مشيت من امام منزل الخالة إيمان رغم انها كانت لتستقبلني لديها لو اني قرعت الباب . لكني لم ارد ان اجر المزيد من الناس الى دائرتي حتى لا يستهدفهم أيمن .
توقفت امام باب حديقتها لبعض الوقت سراً اتأسى على ما يحدث لي حتى سمعت سيارة تتوقف امامي . كانت سيارة فخمة وقبل ان اتساءل اي شي كان قد خرج الفاسد أيمن بسرعة وهو غاضب وفوراً بدأ بالصراخ مؤشراً  نحوي مهدداً " انتِ ! .. كيف تجرؤين وتقفلين المكالمة على وجهي !"
كان مثيراً للسخرية كيف انه يبالغ في انفعاله فقط لاني انهيت المكالمة بينما هو أراد ان يتكلم اكثر ! وسعدت لاني جعلته في تلك الحالة.
نظرت باستهزاء اليه ولم اتكلم . فقط اردت المغادرة من امام منزل خالتي إيمان كي أحميهم من الوغد أيمن .
وجدني أيمن احاول الفرار فمد يده امامي ليوقفنا فانطلقت الى الجهة الثانية فمد الاخرى . شعرت بغضب بينما قال " ليس بهذه السرعة .. اعتذري فوراً إيتها .."
قاطعته بأن وضعت يدي على صدره ودفعته بقوة ليتراجع وهو كاد ان يفقد توازنه ويقع أرضاً لولا انه أمسك بذراعيّ . بسرعة أزلتها عني وهربت جرياً بينما هو يصرخ بي ان اتوقف ويكاد ان يخرج ناراً من عينيه من شدة الغضب .
دخلت الى اقرب الأزقة حيث لن تتمكن سيارته من اللحاق بي . ثم ضحكت مستمتعة لإغاظة أيمن العفن كما احببت تسميته. لكن عندها علمت ان ذلك ليس كافياً كإنتقام وليس كافياً لردعه عن القيام بالمزيد لايذائي.
لم اسمح لنفسي بالبكاء او حتى الشعور بالحزن كل ما فكرت فيه في ذلك الوقت هو كيفية تدمير أيمن وكيفية الانتقام منه .
ذهبت الى فندق في تلك الليلة وكم كان باهظاً إيجارها .علمت اني لن استطيع ان أبقى هناك لأكثر من ليلة براتب عملي في القهوة .
اتصلت سوزان ابنة الخالة إيمان بي وأخبرتني ان والدتها تريدني ان اذهب للبقاء معهم الى ان أتدبر امر المنزل .
كان عرضاً مغرياً لكني لم اكن انانية لتلك الدرجة، أخبرتها انني في منزل صديق لي . عندها ضحكت سوزان وقالت " هل هو الرجل ذاته الذي تعاركتِ معه قبل قليل؟"
استغربت وسألتها كيف علمت بأمر أيمن فقالت " لقد علمت هذا .. انه حبيبكِ أليس كذلك؟ لقد رأيتكما تتعاركان معاً كان ذلك لطيفاً"
قطعت خيالها الجامح لأؤكد لها " انه ليس حبيبي انه عدوي يا فتاة ثم الا تعلمين ان التنصت على الآخرين عادة سيئة سأخبر الخالة إيمان "
سوزان بخوف " اقسم اني لم اقصد التجسس لقد كنت قادمة لاخبركِ ان تتفضلي بالدخول بعد ان رأيتكِ واقفة امام الباب من نافذتي ، لكن عندما جاء ذلك الوسيم وجدت نفسي دون قصد استمع لحديثكما .. في الحقيقة لقد قمت بأخذ صور لكما  ..انا اسفة لقد اعتقدت أنكما بدوتما لطيفين.."
صرخت فيها " انتِ مراهقة غريبة الأطوار سوزان هل تريدين ان آتي لانتزاع هاتفكِ وحذف كل شيء ام ستقومين بحذفه ؟ "
سوزان بهدوء " حسناً فهمت سأحذفه"
انهيت المكالمة واستلقيت على الفراش اشعر بالاحباط . عندها ومن العدم خطرت ببالي فكرة عظيمة .
اتصلت بسوزان بسرعة وانا ادعو الله ان الاوان لم يفت ." سوزان ارجوكِ ارسلي لي الصور التي التقطتها لي مع أيمن "
سوزان يتوتر " لقد اخبرتني ان احذفها "
انا برجاء " انا احتاجها بشدة ارجوكِ اخبريني انكِ لم تحذفيها بعد !"
سوزان " سأرسلها لك انتظري "
ضحكت على سوزان التي أنقذني تجاهلها لأوامري بمسح الدليل الذي كنت سأستخدمه ضد أيمن .
وصلتني الصور واحدة تلوى الاخرى تلك الصغيرة لقد التقطت العديد من الصور وكان لي اكثر مما تمنيت .
فكما توقعت عندما دفعت أيمن وكاد ان يسقط وتشبث بي كانت الصورة كما لو انه يحتضنني.
بالاضافة له وهو يمد ذراعيه لأوسع حد كي يمنعني من العبور بينما الصورة تحكي انه أراد ان اذهب اليه !
ضحكت بطريقة هستيرية وانا اعلم بالضبط ما سأفعل بتلك الصور .
****
قمت بإرسال الصور التي حصلت عليها الى عنوان البريد الالكتروني لأحد صحفيي المدينة المشهورين بالنميمة . وانتظرت رده .
للاسف فقط جاء الرد بأنه يريد شيئاً موثوقاً . وطلب مني لقاءه.لكني أخبرته اني فقط سأتصل به مكالمة فيديو قريباً.
كنت مستعدة ان أضحي بكشف هويتي مقابل ان اسحب أيمن للسقوط .
ذهبت الى محل إنترنت وأجريت المكالمة  كان الصحفي الملقب بالناموس ينظر الي عن كثب من خلال الشاشة وكنت خائفة في البداية . كنت قد احضرت معي  نظارات شمسية  لذلك ارتديتها وانتظرتك ليتكلم عندما قال " اذن انتِ المرأة التي في الصور ! . اخبريني طبيعة علاقتكِ بأيمن غيل سيدتي . "كان يسجل ما سأقوله لذلك كنت حذرة في استخدام كلماتي .
انا " انا وأيمن غيل تربطنا علاقة من نوع خاص . هي اشبه بفيلم سينمائي .لكن لا يفترض بي قول المزيد "
هو " لماذا اذن تريدين ان تظهر قصتكما للعلن ان لم تريدي ان تتكلمي "
سكت للحظة وقلت "  انت محق يجب ان لا أقوم بهذا .. انا اسفة يجدر بي الذهاب الان "
كنت امثل كوني حبيبته لكن دون ان اصرح بنفسي عن الامر ،انهيت المكالمة مسرعة  قبل ان اقول شيئاً خاطئاً وادمر كل شيء خططت له.
وعدت بعدها  الى القهوة لأتابع عملي وكأن شيئاً لم يكن .بعد ان علمت مديرة المقهى بظروفي الصعبة اخبرتني ان بإمكاني البقاء في المقهى بعد موعد الاغلاق لقضاء ليلي هناك بشرط ان لا يعلم احد بالامر . شعرت بالامتنان لها ووعدتها اني سأكون حريصة وحذرة.
*****
لم يمر سوى يومين من مقابلتي للناموس  وأثناء استراحة عملي التي خرجت فيها لاستنشاق بعض الهواء المنعش ، وجدت أيمن يقف امامي بعد ان توقفت سيارته على مسافة خطوات قليلة مني .
قلت بتململ" ماذا الان؟"
كان وجه أيمن مظلماً على عكس العادة وبدى محبطاً لم اعتقد ان المسألة تتعلق بما كتبه الناموس بما ان المجلة لن تصدر الا بعد يوم اخر . كانت هالات سوداء تتسلق عينيه دليل على انه لم ينم بشكل جيد .
أيمن بغضب معتاد" كيف بإمكانكِ اخبار الاعلام اننا حبيبين؟"
ضحك باصطناع واضح " هل اعتقدتي اني لن استطيع إيقاف المقال قبل نشره؟"
كان ذلك مخيباً للامال لكن سرعان ما شعرت بأحدهم وراء أغصان احدى الشجيرات القريبة منا . وفهمت ما يجب علي فعله .
بدون اي مقدمات قفزت الى أيمن احتضنه بقوة.

©ManarMohammed2018

عدوتي الحبيبة (مكتملة)जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें