{ الفَصل الثاني }

3.9K 444 858
                                    

فضلًا لا تنسوا التصويت + التعليق بين الفقرات؛ فكل هذا يدفعني لمعرفة آرائكم ومدى رضاكم عن الفصل.

قِراءةٌ ممتعة

-

-

-

[ سَهمٌ أصاب هدفه ]

.

.

هل شعرت سابقًا بفقدانك الشعور بالإمان حتى وإن كُنت بين أحضان الحماية؟ حتى ولو كنت مُأمّنًا داخل حُصنِ الجِنان العُظمى.. حينما تفقد ثقتك أن عدوك ضعيف، حينها سيلازمك القلق من كل جهة.

أفكار الأشقر انحصرت داخل قضبان الذعر؛ لِمَ قد يُسمى الشيطان عدوًا للمولى إن لم قويًا للدرجة التي تدفع بالملائكة الجبابرة أن يُحصنوا مملكة الرب في السماوات؟! وأن يرفعوا بجيمين للجِنان ويشددوا عليه الحراسة؟!

ما الذي لم يلاحظه أتباع المولى فسمح لثغرتهم أن تَكبُرَ فينفذ منها ابليس سعيدًا بإستعادته ما يملك؟ أي قوةٍ يملكها ييسونغ ليتمكن من عبور الحواجز التي وضعوها أتباع الرب في طريقه؟ 

تلك الثواني التي تبادل فيها النظيران النظرات بينهما، لم تكن قصيرةً كما تعلم.. هي طويلةٌ بائسةٌ مليئةٌ بالضيق.
نبضات قلب الملاك تلاطمت بهلعٍ لهيئة الطليق الثائرة، تكدس شعور الصدمة والخوف في صدر جيمين فرض على أنفاسه أن تتثاقل بقلةِ حيلةٍ؛ فأشد كوابيسه رُعبًا يتنفس أمامه كنارٍ متأججةٍ مهولة تحرق الراحة وتحولها لفزعٍ.

حاجبي ابن الشيطان تشابكا كمشاعره الساخطة وأعلنا رسميًا أن صاحبهما يُهيء سلاحه للإنقضاض على فريسته. عيناه! أما عيناه.. كانتا جحيمًا تتوعد بعذابٍ لمن جحد حبًا عظيمًا دُفن بين دقائق ثرى الألم، فأنبت كُرهًا تجلى في لحظة إلتقاء عينيهما مُجددًا.
عينيّ جونغكوك بدتا كما لو أنهما لم تتعلما النظر بحبٍ لشيءٍ قط، بدتا كما لو أنهما تمارسان الحقد مطولًا، فظهر كما لو أنه يصدر من عينين تحترفان الكراهية.
أنفاسه تُنفث من جوفه كموقدٍ يحترق ما بداخله فيُخفف عن نيرانه بأنفاسه، صدره الأسمر الذي يتوضح جزءًا قليلًا منه كان ينصاع لرئتيه مخافة أن تحرقه بلهيبها هو الأخر.

النسمات حول جونغكوك كانت تركض باحثةً عن مأوى، الغيوم في الأعلى توشحت بسوادٍ بثته لها هالة جونغكوك المُظلمة.
الأمواج كانت تصرخ برعبٍ وتتضارب فيما بينها لهول المصيبة، رائحة البحر هربت لصاحبها وحاولت الإختباء بجواره؛ فهي تعلم جيدًا أنها ايضًا لن تسلم من بطش ابن الشيطان.

هالته المُظلمة حبست بداخلها الهيبة فبانت من بين قضبانها، نافخةً صدره بمساعدة سخطه، فبدا كليلةٍ عاصفةٍ ترعد بأنفاسه وتبرق بغيظ ملامحه.
خبثه وسوءه تعاليا بفخرٍ على قمة الشر، حتى هالة ييسونغ خلفه لم تصل إليه ولن تفعل؛ الحفيد عانى بنيرانِ الحب، بينما الجد عانى بنيران الكراهية.. ويا سادتي أن لهيب الحب حَراقٌ أكثر من الكراهية؛ هو يزرع فيك الأمل ويقتلعه بقسوةٍ مهما بلغ عمق جذوره ثم يرحل، عكس الكراهية التي تتغلغل فيك وتُزهر دون أن تتركك.. أن شعور فقدان الشيء أعظم من بقائه مهما كان سيئا؛ فنحن نعتاد عليه، ومن أعتاد على أمرٍ لن يتركه.

ابن الشيطان || نورٌ وظلامWhere stories live. Discover now