١٨ و الاخير

Start from the beginning
                                    

يكاد قلبها يتوقف حقامن فرط رعبها و شعورها بالعجز ؛كان دومابجانبها ؛ يخرجها من  الأزمة تلوالأخرى و هاهي عاجزة تماما عن مساعدته .
احتضنته في قوة و نظرت للسماء و هي تهتف من قلبها : ياااااا رب
نظر لها بعينين تحملان حبا لا شبيه له ؛ ابتسم في ضعف و هزمه جفناه فلم يستطع إبقائهما مفتوحين أكثر من ذلك .
صرخت : لأ ..لأ .. لااااااااااااااااااااااااااااااا
*****************
لم يكف لسانها و قلبها عن ترديد " الحمد لله " سرا و جهرا ؛ كما لم تكف غددها الدمعية عن إفراز الدموع و كأنما أصابها عطب ما جعلها تعمل بل توقف .
لم تكن الوحيدة التي تحمد الله على انها كما هي و كل ذلك كان لعبة من ذلك القذر .. ربما لابتزازها و ربما كان سينفذ لو أنها ذهبت إليه كما أراد .. و لكن ماذا الآن .. انها زوجته .. معه صوراتجمعهما معا
ربما هي لا تحبه و هو أيضا لا يحبها
و لكن ورقة .. مجرد ورقة مشكوك صحتها تجمعهما
تربطها به .. و تأسرها خلف قضبانه
أي حمقاء أنت يا حبيبتي ..

أيا قلبا أحمق لا تزال تخفق باسمها
دون أي وجه حق ..
خانتك و جعلت نفسها فريسة لذئب استغلها دون تردد ..
كان يرنو إليها بين الحين و الآخر .. يسمع تمتها أو يقرأها على شفتيها
" انها عذراء "
تلك الكلمة التي بثت فيها الروح من جديد ..
ذلك الأمل الذي عاد إليه ..
انها لا تزال خاصته ..
؛ و ما دامت هي لا تريد غيره
و لن تكون لغيره ما دام حيا
ستظل خاصته مهما كلفه الأمر

سيحرص على ألا تعرف دموع الألم سبيل لعينيها
حتى لو ارتكب جريمة في سبيل تحقيق ذلك .
هتفت به فجاة : محمود !! .. اركن هنا لو سمحت .
توقف حيثما أرادت ؛ ترجلت من السيارة و هرولت باتجاه احدى المحلات
هتف : ميرنا .. استني فهميني رايحة فين .
هتفت دون أن تنظر إليه : مش هتأخر استناني خمس دقايق بس .
لحق بها و أمسك بذراعها يوقفها : لأ.. جاي معاكي .
قطبت حاجبيها في عناد : عايزة اعمل حاجة .. بفكر فيها من مدة .. و النهاردة حسيت أوي اني
لازم اعملها .. هدخل خمس دقايق بس .. عشان خاطري يا ميدو .. دي مفاجأه .
شعرت بتردده .. ربما خوف عليها أو عدم ثقة .. لا تدري
و لا يزعجها ذلك أبدا .. هي من أوصلت نفسها لهذا المكان .. و ستحاول
إستعادة ثقتة بشتى الطرق .
أشارت بيدها لمكان قريب و غمغمت : ميدو حبيبي .. شايف الكافيه اللي هناك ده .. ممكن
تستناني هناك همس دقايق بس .. متخفش .. هما خمس دقايق والله .. أنا هدهل هنا المحل ده .. تمام .
نظر للمكان الذي أشارت إليه و نظر لها في دهشة إلا ان نظرة الرجاء في عينيها حسمت الأمر
لصالحها فابتسم : أكتر من خمس دقايق هتلقيني هنا .
تراقصت الضحكة في عينيها و هتفت : deal.
دخلت مسرعة لا تريد أن تضيع ثانية واحدة من الدقائق الخمس .
نظر لساعته في قلق عشر دقائق مرتا منذ تركها .. ليذهب إليهاهب واقفا
اصطدم أثناء هروجه بإحداهن و غمغم : آسف .
أهفض رأسه ليمر إلا ان صوتها استوقفه : انت رايح فين يا ميدو .
أدار رأسه لينظر إليها واتسعت عيناه في دهشة و هو ينظر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها .خفق قلبه لها ..
رفيقة الطفولة ..
حبه الأول ..
كانت جميلة و هو يعرف هذا ..
إلا أنه لم يرها أجمل من تلك اللحظة
لم يرها أكثر إشراقا ..
ولا رونقا
ضحكت في خفوت : انت هتفضل تبصلي كده كتير .
هتف و عيناه كأنما التصقتا بها : ميرنا .. انتي إيه اللي عملتيه ده .
أخفضت عينيها في حياء:إيه.. وحشه ؟!
هتف بصدق : عمري ما شفتك أحلى من النهاردة .
احمرت وجنتيها خجل و هتفت : و أنا عمري ما كنت مرتاحة لقرار أخدته زي النهاردة .
جذبها من يدها و هتف : تعالي بقى أعزمك ع الغدا بالمناسبة الحلوة دي .
ضحكت في خفوت : أد كدة مبسوط إني لبست الحجاب يا محمود ؟ !
هتف : ما تتخيليش أد إيه .
رن هاتفه : ده مروان .. أيوه يا دوك .. انت فين يا عم ؟ .. أنا مع ميرنا و عاملينلك حتة مفاجأة .
صمت قليل : تمام ولا يهمك .. أنا هبقى أوصلها .. حاضر و هخليها تفتح تليفونها .
نظرت إليه في تساؤل فغمغم : ده مروان بيقول إنه هيتاخر و مش هيقدر ييجي و قاللي أبقى أوصلك البيت .. بيحاول يتصل بيكي تليفونك مقفول .
أخفضت رأسها : قافله عشان ..
قاطعها : عارف .. افتحيه و أنا معاكي .. متخافيش من أي حاجة .. أنا معاكي و متعمليش أي حاجة من غير ما تقوليلي .
غمغمت في استسلم : حاضر .. بس أنا خايفة أوي يا محمود .. هنتصرف إزاي في الموضوع ده
جذبها : تعالي بس نتغدى لأني خلاص ميت .. و بعدين نفكر .. يلا .. افتحي تليفونك .
بمجرد أن جلسا و بدآ يتناولا الطعام رن هاتفها برسالة واردة ؛ نظرت للشاشة في رعب و همست : ده هو .
فتحتها بأصابع مرتعشة و شهقت في ذعر ؛ فاختطف الهاتف من يدها لتطالعه صورتها و هي عارية بين ذراعيه .
ضم قبضتيه في قوة و خبط الطاولة في عنف و هتف : الحيوان !!
أجهشت بالبكاء و غمغمت : و الله العظيم ما كنت في وعيي .. و الله ما عملت كده بإرادتي .
عاد ينظر للصورة رغم ما يشعر به من إشمئزاز و غمغم : أصلاً كنتي نايمة في الصورة بس ده ميمنعش
إنك انتي اللي وصلتي نفسك لكده .. انتي اللي خلتيه يمسك عليكي ذله .. انتي يا ميرنا .
عاد الهاتف يرن من جديد برسالة جديدة تباطأ في فتحها و كأنما يخشى مما سيجده فيها ..
" الصورة دي و صور غيرها هتكون ف كل مكان ممكن تتخيليه لو مسمعتيش الكلم و جيتي .. أنا
مستنيكي بعد ساعة من دلوقتي . "
كانت لا تزال تبكي بحرقة حتى رق له حالها فهتف : بطلي عياط بقى خليني أعرف أفكر .
غمغمت باكية : لو روحتله مش هيسيبني يا محمود .. إذا كنت مرضيتش أروحله و أنا مفكراه .. مفكراه لمسني .. دلوقتي أنا ممكن أموت نفسي ولا إني أروحله .
هتف في غضب : و انتي متخيلة إني هسيبك تروحيله إن شاء الله .. أنا كنت قتلتلك بإيدي .
هتفت : و الحل ؟!
تنفس في عمق : هتروحيله .. بس رجلي على رجلك .. خلينا نشوف أخرتها إيه مع الكلب ده
أشاح بوجهه و داخله تصميم على إنهاء الأمر مهما كلفه الأمر . 
شاهدت في عينيه تصميم أرعبها .. أنبأها قلبها أن الأمور لن تمضي بسلم أبداوكانت على حق .
*************************
" رينااد .. إنتي فين ؟! "
صرخت ريناد : إلحقيني يا سلمى .. عبد الله مات .. مااات .
هرولت سلمى باتجاهها و خلفها مروان و أحمد .. توقف الجميع أمام عبد الله الغارق في دمه .
انفجرت سلمى بالبكاء :لا لا لا  .. مش ممكن .. مين عمل كده ؟!
اندفع مروان باتجاه عبد الله فيما فقد أحمد النطق من الصدمة ؛ أمسك مروان معصمه ليجس نبضه و

خطف قلبى Where stories live. Discover now