أعطتني أكثر مما أتخيل...

254 5 8
                                    


~مَنْ قَالَ أَنَّ المَسَافَة تَزِيدُ مِنَ الحُبِ وَ الاِشْتِيَاقْ...؟!
كُلّمَا تَمَدَّد الوَقْت بَيْنِي و بَينَه أَصْبَحتُ لاَ أُفْقِه للصِّرَاعَات التّي بِدَاخِلِي....هَذَا هوَ اخْتِلاَفي الأوّل عَنْ بَاقِي البَشَر~

مرت الأيام و نستطيع القول أن الوقت و المسافة كان بينهما تناسب طردي، حيث كلما كان الزمن يمر كانت تزيد المسافة بين الجميع حتى أن مايا و آنا استأجرتا بيتا لوحدهما هذا أفضل للبعض من الالتقاء يوميا...

، كانت آنا تذهب لعملها كل يوم و تستقبل مرضاها بكل سعادة و إخلاص و تحاول قدر الإمكان تجاهل نيكي التي أزعجتها بكلامها الممل و تصرفات كايل الغامضة...
لكن ذلك لا يهم فبعد تلك الأمسية مع فتى أحلامها أنستها حتى حقيقتها....

أما مايا فتأقلمت بصخب مع مهنتها المعتادة، أحيانا تكون الرحلة طويلة لذلك تغيب عن البيت ساعات طويلة لكن تأتي إلى بيتهما الجديد لتلقى راحتها مع صديقتها....
.
.
.
.
.
.تمشي في رواق البيت تدور حول المطبخ و تعود للغرفة و تذهب هنا و هناك و لحد الآن لم تجد وجهة ترتاح بها، ليس بسبب أي فوضى بل.....و يبقى السبب مجهولا...

آنا بملل و هي تمسك هاتفها: توقفي عن الذهاب والإياب هكذا..تثيرين لي الدوار...

مايا بعبوس و هي تمسك بوسادتها: تعبت...أريد تغيير جو..أريد عيش لحظة مختلفة عن الأيام السابقة....

نظرت نحوها و قالت: غيري ثيابك...لنذهب لمكان ما...

ابتسمت و أردفت بسعادة: أين سنذهب؟

آنا: لا أدري، لندع أقدامنا تقودنا...حتى و إن ضعنا هذا ليس بالأمر الجلل...

غيرتا ثيابهما و خرجتا من البيت، كانت الأحياء ساكنة نظرا لصغر مساحة المساكن و برودة الهواء ليلا...، اجتازوا الحي الذي يستأجرا به ليصلا إلى أماكن مكتظة ....

آنا و هي تستنشق الهواء: مدة طويلة لم أخرج ليلا...

مايا: الحب حجب عنك الخروج...منذ ليلة التقائك بنامجون لم تخرجي...

ابتسمت آنا تلقائيا و قالت: حتى هو لم يظهر بعد ذلك اليوم...، نحن ابتعدنا عن البقية كثيرا...روجين..كايل...

مايا و هي تسألها بحماس: مارأيك بزيارة؟
توقفت آنا عن المشي و نظرت للساعة: الآن؟

مايا: نعم....
آنا: حسنا...لنذهب...

استأجرتا سيارة أجرة و وصلتا بعد دقائق، دفعتا للسائق و نزلتا من السيارة ليجدا المكان صاخب عن العادة و مليئ بالسيارات مركونة بالخارج، نظرتا لبعضهما نظرة شك ليدخلا خفية و يتجسسا على المكان و بدون أن يراهما أحد...
و لحسن الحظ المكان كان مظلم بعض الشيء في الخارج لذلك لم يلحظهما أحد...

 Leaving to My Dream Country (Korea)Where stories live. Discover now