الفصل العاشر..خطه

35.7K 890 19
                                    

وصلوا الى موطنهم بسلام..
وفور دخولهم للقصر لم يخلو الجو من الترحيب الحار من حنان ورغد..وبكاء حنان الشديد وتوبيخها لمليكة
وعناق رغد الشديد لها..
مليكة بداخلها ممتنه لسيف ع اجبراها للعودة..فهى اشتاقت لهم حد اللعنة
ولم تستطع الصمود أمامهم لتنفجر بالبكاء معهم وهي تقول بمدى اشتياقها لهم..
حنان ورغد لم يعلموا بزواجهم..
حنان بحثها الأمومي تشعر بأن هناك امر بينهم..
كسى القلق قلبها ع مليكة..فهى صغيرتها ولن تسمح لأحد أذيتها حتى وان كان سيف..
أما مليكة فتشعر وأنها تحتاج لأم تبكي لها بأحضانها وتشتكي لها من متاعبها ..
تحتاج لأخ يربت عليها بحنان ويقف أمام سيف حين يضايقها..
رغم انها تشعر بأن حنان اكثر من أمها الا ان انها لم تستطع ان تشكو لها من ابنها..

ذهب سيف لشركته.. وظلوا ثلاثتهم يتحدثون بمرح وسعاده..
الى ان قالت حنان فجأه بحنو لمليكة..هيا عزيزتي اذهبي لغرفتك ارتاحي قليلا الى ان يجهز الطعام لكي..
ثم قامت رغد وهي تقول لأمها سأتصل برحيم الان..اريد ان اعلم لما لم يأتي معهم!!
أومأت لها حنان وصعدت لمليكة. دون ان تلاحظها رغد..
فهي لم تستطع الصمود اكثر ..يجب عليها معرفه ما الذي حدث.فقلبها غير مطمئن

كانت مليكة مستقليه ع الفراش وسارحه تفكر ما الذي ستفعله مع سيف..
دخلت عليها حنان وابتسمت بهدوء لها وهي تتقدم منها
توترت مليكة من زيارتها فهي تعلم انها تريد معرفه ما الذي حدث معها مع سيف..
استقامت مليكة وهي تبادلها الابتسام ولكن بتوتر..قالت لها مليكة..أهلًا عمتي
جلست حنان أمامها وهي تضحك وتقول..طالما قولتي عمتي فأنتي متوتره للغايه
ضحكت بإهتزاز دليل ع زيادة توترها ثم تنحنحت بحرج..وقالت وهي ترجع شعرها خلف أذنها ..في الواقع اجل ..فأنتي لم تزوريني الا عندما تريدي معرفه شئ مني..
حنان بعطف:انتي ابنتي يا مليكة ثم تنهدت بقلق..اريد ان اعلم ما الذي حدث معكي..هل اذاكي سيف؟؟!
مليكه لم تستطع الرد عليها..فألتزمت الصمت..
حنان وهي تحاول تطمأنها:لا تقلقي حبيبتي..قولي لي ان  أذاكي..سأوقفه عند حده ولم يستطع لمس شعرة منكي مره أخرى..
فكرت مليكة ..لو كان لديها أم أو اخ أو أب كانت تحدثت بكل أريحيه كانت ستظل تشكي لهم عن كل آلامها النفسيه دون حرج
لترتمي فجأه في احضان حنان وتبكي بكاء مرير لتخرج ما بداخلها من مرار..
ارتعبت حنان من منظرها وأخذت تربت عليها وهي بأحضانها وهي تمتم بآيات الله لتهدئها..
حنان بخوف:ما بكي يا ابنتي..لا ترعبيني عليكي ارجوكي
وظلت تهدئها وتربت عليها بقلق..الى ان هدأت قليلا..
ابتعدت مليكه عن أحضانها وهي تمسح عيناها..
مليكة بشهقات خفيفه:أمي..ان..انا اكره حياتي ك كثيييراً
أمسكت حنان وجهها بكفيها برقه واردفت بعطف:لِما حبيبتي
مليكة بأنفاس متقطعه:ان..انا كنت دائماً خائفه..ككنت ارضخ ل لكل ..الأوامر ...دون اعتراض..كل شئ كنت افعله كنت أكرهه حتى..دراستي..لقد سئمت أمي..لذلك كنت اخطط للهروب..كنت ..اريد ان ارى نفسي في كل شئ اود فعله وااحبه ..لا مجبره عليه
بدأت حنان تمسح دموعها المنسابه وهي تستمع معاناه صغيرتها..لينفطر قلبها الى شظايا عندما سمعت مليكة وهي تقول..
انه يفعل هكذا معي لانه يعلم بأن ليس لي احد سواه..ليس لدي اخ ليقف أمامه أو أب ليدافع عني..أو أم  غيرك لأشكو لها..
فالأخير فأنتي أمه هو ليس انا
اخذت حنان تربت ع خدها وهي تقول ببكاء:وإن يكن لن اسمح له بأن يؤذيكي بأي شكل
لتقول لها مليكة فجأه:لقد تزوجني! ولم تسمح لنفسها بأن تقول لها بأنه اغتصابها..
فغرت فمها وجحزت عيناها بصدمه غير مصدقه..واجتاح الألم في قلبها ع صغيرتها التي تزوجت بتلك الطريقة البشعة ..كيف تزوجها دون ان تنعم بسعاده التجهيزات للزفاف ..دون ان تنعم بتوتر قرب الزفاف..دون ان تنعم بالتعب والإرهاق وهي تبحث عن فستان الزفاف الذي تريده وهيتنهي بها الأمر بتصميمه لدى اشهر مصممين الأزياء!!
كيف فعل ذلك بها..كيف!!
رغم كل ذلك الوجع ع صغيرتها الا ان هناك جزءاً منها لا تستطيع إخفائه سعيد..سعيد للغايه لأبنها لطالما كانت تعلم عشقه لها وتتمنى مليكة زوجة له
مليكة وهي تحاول طمأنه حنان:لكني لا اريد الطلاق أمي ..
حنان بلهفه:هل تحبينه؟
مليكة بتوتر:لا..اعني لا اعلم في الحقيقة فهو لم يعطني فرصه حتى لاقرر..ثم تنهدت بحزن..انا لا اريد الطلاق الان ..لم يعني لي فرقاً..فقط اريد انا ادرس ما احبه بالخارج بعيدا ضغطه .. ارجوكي أمي ساعديني
فكرت حنان للحظه..فهي تريد معاقبه سيف ع تصرفه الهمجي..وبنفس الوقت علمت بأن مليكه تحتاج بأن تكون بعيداً لتشعر بذاتها..
ربما ستشتاق لسيف وتعود له بنفسها..فهي تشعر بذلك..
ابتسمت حنان بمكر ثم قالت:إذا انا لدي خطه..سأجعلك تسافرين فتره لتبدأي ما تحبيه هناك دون علمه
ابتسمت مليكة بفرح:حقاً..ثم اختفت ابتسامتها وهي تقول بحزن:لكنه سيعلم
رتبت حنان ع كتفيها وهي تقول بعطف:لا تقلقي سأتدبر انا كل شئ..
مليكة بقلق:وسيف؟
حنان وهي تطمأنها:لا تقلقي..سأقف انا أمامه تلك المرة
عانقتها مليكة بشده وكأنها طوق النجاة

مَليكَتِيWhere stories live. Discover now