الفصل التاسع٢..قدرنا معاً

38.4K 862 30
                                    

تجلس ع سريرها ..تهز رجليها بتوتر وتفكر ..ماذا تفعل!!
لقد أمرها بتجهيز حقائبها و أغراضها للعودة الى الوطن..
لكنها لا تريد..
لا تريد تنفيذ اوامره والخضوع له..
لا تريد العودة..
تريد بناء نفسها بعيداً..تريد ان تشعر بأستقلالتها وذاتها..
ماذا تفعل؟؟!
تجازف مره أخرى وتهرب؟
..لكن لن يرحمها سيف تلك المرة..
نهضت بقوة وهي عازمة ع عدم الرضوخ ثانية مهما كلفها الأمر ..

ذهبت لسيف في مكتبه..تقف أمامه وتربع ذراعيها..
أردفت بقوة زائفه تخفي خلفها ارتجافها..
سيف انا لا اريد العودة..اريد تحقيق ذاتي هنا..
نفث سيجارته بقوة وهو يحاول تماسك أعصابه أمامها ..رد عليها بهدوء استفزها وهو يرتدى بدلته..نصف ساعة وتكوني جاهزه
ثارت أمامه بغضب واردفت..لا تتجاهلني هكذا..لِم لا تفهمني في مره فقط..
زفر بغضب ورد عليها..لأن ما تقولينه لا يستحق بأن أخذه ع محمل الجديه..
ازدادت عنداً..قالت بإصرار..بلا..هذا ما أريده..اريد ان ارى نفسي قليلا
قال بثبات وهو يتخطاها..سنذهب معاً شأتي أم ابأتي..
لتنظر بشرود والشر يتطاير من عيناها ثم همست..إذا انت من أردت هذا..
ذهبت بهدوء الى غرفتها وجهزت حقائبها..
ثم اتجهت لدولابها وفتحته وهي تبتسم بشر..أردفت بسخريه إذا أريني ان استطعت منعي يا سيف..

صففت شعرها وتركته للعنان ووضعت الكثير من مستحضرات التجميل باحتراف مما جعلتها اكثر فتنه ونضوج..وارتدت فستانها الكرزي القصير ذات حملات رفيعة ويحدد مفاتنها المغرية باحتراف..
تقف أمام مرآتها تضع احمر شفاه قاتم بلون فستانها ثم ابتسمت بشر..
دخلت عليها الخادمة وقالت لها ..سيد سيف بإنتظارك بالاسفل سيدتي..
أومأت لها مليكة ونزلت وتركت الحقائب ليأخذها الخدم..

سمع صوت كعبها يصدح ع الدرج ..ليتفاجئ بكتله من الإثارة والتمرد تنزل ع الدرج بكل صلف وكبرياء..وعلامات التحدي والتمرد تكسو وجهها..
لولا تلك الطائرة اللعينه التي بانتظارهم لهجم عليها بقبلاته العنيفة ثم يحملها لغرفته ليطفئ نيرانه بها..

تشنجت عضلاته وقبض ع يديه بقوة ..محاولاً ان يكبح تلك البراكين التي انفجرت بداخل صدره..
للحظه تراجعت عندما رأت الجحيم مشتعل داخل عينيه..
الا انها تماسكت وأكملت طريقها اليه وهي تتصنع القوة..
امسك سيف ذراعها بقوة تكاد تجزم ان أصابعه اخترقت ذراعها.. واردف بشر..لم اطلبك لنستمتع بغرفتنا يا حلوتي..
ضحكت بسخريه ورد عليه باستفزاز..لابد ان ترتدي نظاره يا سيفي..فأنا جاهزه الان لنذهب
امسك شعرها بقوة لدرجه انه اقتلع بعض شعرها بيده..وقال بغضب شيطاني وهو يقرب وجهها من وجهه وأنفاسهم تختلط ببعضها..ما لها مليكتي..كنت مخطئ عندما قلت انكي قطه مطيعه الا انكي اصبحتي فرسة جامحه تحتاج للترويض..
دفعته بعيداً عنها بقوة وردت عليه وعيونها تشع عنداً وتمرد..لقد قلت لك من قبل لم اعد تلك الخاضعة والمطيعة ولابد انك ستبتعد عندما تواجه حقيقتي وسأكون اكثر من مرحبه..
لتزيد من غضبه بسبب تلك الكلمات..صفعها بقوة مما جعل أصابعه تطبع ع خدها وصرخ بها وهو يقول بتحذير..لا تدفعيني بفعل أشياء لا اريد ان افعلها معكي..
أمسكت خدها والدموع انسابت من عينيها عكس ارادتها..
خلع چاكيت بدلته ليلبسها إياه ..ازدادت غضباً و عنداً..
لتنتفض بعيدًا عنه وأمسحت دموعها بقوة ثم أردفت بعند..اقسم بربي لن اخرج من الباب الا هكذا وافعل ما شأت بي..لم اعد اهتم
جز ع اسنانه بقوة وهو يقول بشر ..مليكة لا تجعلي شيطاني يخرج عليكي..احمدي ربك بأنني لم ابدل ملابسك بنفسي لاننا متأخرين..هيا قبل ان افقد أعصابي ..
شبكت ذراعيها وقالت بلامبالاة ..إذن اذهب انت..
ليصل الى أقصى حدوده من الصبر معاها..ويلبسها بدلته عنوةً ويحملها فوراً ع كتفه..
تحت مقاومتها المعدومة وصراخها وبكائها الطفولي لانها لا تستطيع دفعه
خرج لسيارته ولم يجرؤ احد من الحراس ان ينظر اليهم..
القاها ع المقعد الذي بجانب السائق ثم اتجه ليجلس في مقعد السائق
ويقود بسرعه جنونيه..وهي تصرخ به وتبكي بقوة كالأطفال
حاولت بعند بأن تخلع بدلته..ليوقف سيارته فجأة
ويصرخ بأعلى صوته في وجهها..تجرأي وافعليها وسأكووون سعيداً وانا اتجرع دمائك..
جفلت من صراخه واغلقت زرار بدلته خوفاً من بطشه..كتم ضحكته ع طفولتها ووجهها ملطخ بكحل عينيها بسبب بكائها..
التقت مناديل مبللة وقال..امسحي وجهك فتبدي وكأنك هاربه من فيلم رعب..
لتنظر فوراً ع مرآه السيارة ..شهقت برعب من منظرها فهو لديه حق تبدو مرعبه كثيرًا وحوالين عيناها اسود كدب الباندا والكحل سائح ع خديها وملطخ ع وجهها باكمله بسبب مسحها لدموعها..
أمسكت منه المناديل بسرعه وأخذت تنظف وجهها بسرعه الى ان ازالت تلك المهزلة التي كانت ع وجهها..
بدت كأنها طفله صغيره سرقت بدله ابيها لترتديه..
كم أراد تقبيلها ع مظهرها المغري هذا ..تألم قلبه عندما رأى احمرار خدها بسبب صفعته..
مال نفسه تلقائياً وطبع قبله رقيقه عليه..وادار السيارة وانطلق بها..
تفاجئت هي من فعلته وارتسمت ابتسامه صغيره ع شفتيها وهي تجزم بأن لديه انفصام..
لعنت نفسها بسبب حمقاتها لانها نست غضبها منه وتمردها بسبب فعل احمق كهذا..وايضاً سعيدة بها!!
غبية..

ذهبوا للمطار وركبوا طائرته الخاصة الفاخمة ..تفاجئت مليكة من الطائرة لانها اول مره تركبها بحياتها..
سعدت كثيراً بتلك التجربة..
الا ان شغل تفكيرها سيف وعلاقتها به..وعائلتها التي اشتاقت لهم كثيرا
واصرار في بناء حياتها
نعم هي احبت سيف لكنها تريد ان تحب نفسها اكثر لانها لم ترى يوماً سعيداً بحياتها
تريد ان تشعر انها مستقله وحره لا مجبرة دائماً
دعت ربها في سرها بأن يحقق أمانيها دون مشاكل

"كلما تزداد عنفاً وتمسكاً بي..ازداد انا عنداً وشغفاً لأرى الى أي مدى تستطيع الصمود"
"لكن حبيبتي..ما تفعليه هو خطوات نملة صغيره بين حبيبات الرمل ع جبل صامد لا يهزه الزعزعان لذا فلتسلمي لأمرنا"♥️
-سيف ومليكة

مَليكَتِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن