الفصل العشرون: كابوس!

94 9 117
                                    

حاولتُ دائماً إيقاف الوقتَ، إرجاع عقارب ذاك الزمنِ وتركه هناك بالماضي..
أنتَ ذاك الظلام الذي إحتل نوري.. نوري الذي أهديتني إياه!
لمَ تطرق أبوابي مجدداً؟

إختفي....!

ثلاثُ أيامٍ مرّت كسنينٍ طوال لذاك العاشق الولهان، ذاك المُنتَظِر الذي لم يَعد للصبرِ مكان بين أنفاسه وأوقاته..
بينما الأخرى كانت تعيش الجحيم، تتردد على ذكرياتها تلك الأوقات التي لطالما ارادت نسيانها، تلك اللحظات التي ارادت محوها، تزورها كل ثانيه تمر، لم يعد بإمكانها حتى أن تنظر للأمر بمنظارٍ إيجابيّ!

أرادت ان تلغي لقائهما مراتٍ عديده، لكنها كانت دائماً تتردد بذلك.. كيف يمكنها أن تجرح قلبهُ بعد أن إنتظرها طويلاً، بعد أن شعرت بتلك السعاده التي إستملكتْ رسائلَهُ منذ أن وافقت على لُقياه!

أونيو: 'لا أستطيع الانتظار حتى الثالثه، ألا يمكننا الالتقاء بوقتٍ أقرب!'

-أرسِلَتْ الساعه 6:30 صباحاً

أونيو: 'يبدو أنك نائمه.. أعتذر.. لكنني متحمس جداً ولم أستطع النوم..'

-أرسِلَتْ الساعه 6:31 صباحاً

نظرت نحو تلك الرسائل المتلهفه التي تدخل حاسوبها مِنْ ذاك المجهول، كيف له أن يتعلق بشخصٍ لا يعرف من هو حتى، هكذا دون معرفة ماضيه، معرفة حاضره، معرفة شخصيته، دون الخوف مما قد يحدث في المستقبل، دون توقع الآلام أو خيبات الأمل؟ كيف له أن يكون متحمساً هكذا ومُيقناً ان من سيلتقيه سيكون الافضل؟
تنهدتْ بألم، وهمستْ بقلق "خلال ثمانِ ساعاتٍ وتسعٍ وعشرون دقيقه.. سأواجه أكبر مخاوفي!" ثم التفتتْ وحضنتْ وسادتها وجسدها يرتعش!

--> جينكي بوڤ

إبتسمتُ ببلاهه، بلاهةَ العشقِ التي سكنتْ مُحيايَ هي الأجمل..  قفزتُ من مكاني وركضتُ أنتقي ملابساً جميله، لم أقف امام خزانة ملابسي كل هذا الوقت منذ ولادتي!

إرتديتُ ملابسي وذهبتُ لجونغ مين، سعادتي وحماسي لم تنضب أمام قلقه، أنا أعلم بأنه خائف من ردة فعل دو مي عندما تراني، هو خائف أن تتفتق جروح قلبي ويصبح من الصعب إغلاقها، لكني حضرّتُ نفسي للمعركةِ ضدَّ الألم، ضدَّ الوقتِ، ضدَّ كل شيء والجميع.. سأمحو ذاك الوجع الذي سكنكِ وعذَّبكِ، حتى لو عنى ذلك كُرهكِ لي!

الورده الزرقاء!Where stories live. Discover now