الفصل السادس عشر: قطرة حبر!

121 19 166
                                    

بين رواياتِ ذكرياتي وقصص خُلجاني، أضيعُ، أتصفح تلك الصور المؤلمه، والأخرى الجميله، قد تُخدَش أصابعي بصفحاتِ دموعها، وقد تلتئِم جروحي بخيوطِ سعادتها، ولكنّي على يقينٍ بأنّي سأجِدُكِ بكلِ قطرةِ حبر!

كانت دموع جونغ مين تأبى التوقف، كلماته سُجنت خلف قضبان ألمه وخوفه، كيف له أن يُحرر ذاك السرِ الأسود الذي سيقضي دون رحمه على صداقته العزيزه مع صاحبه الوحيد؟

كانت أمه مرعوبةً حدَّ الموت وهي ترى صغيرها يشهق ويبكي، وهي تعلم أن جُرح رقبته يؤلمه، لكن ما يخفيه كان يكوي قلبه ويزيد وصبه!
همست بقلق وهي تمسح فوق رأسه بحب "صغيري، حبيبي، إهدأ وأخبرني، دع روحكَ ترتاح من ثقلها المكنون، دعني أكون ذاك البئر الذي ترمي فيه آلامك!"
صَعُبَ عليه التكلم، لكنه أخرج بعض الحروف المؤلمه قائلاً "أنا.. أنا السبب.. لم أحفظ السر.. لم أحفظ.." عاد يبكي بقوةٍ مما جعل خروج كلماته اكثر عُسراً ومستحيلاً!

وقفت امه وضمته نحو صدرها، بينما هو تَمَسَّك بخصرها يبكي كالطفل الصغير، وهو يهجس بوجع "انا يا أمي، فشيتُ سرها، جاعلاً صديقي الوحيد يخسر حبه، جعلتها تبتعد عنه هاربةً، حاولتُ جعله ينساها لاني كنت أنانيٌّ، خائفاً من خسارته، فحبستُ أنفاسي مع ذاك السر خلف طُرقِ الزمن، متمنياً أن ينساها، ينسى دو مي وأرتاح من أنيابُ الذُعرِ واترك الماضي مكانه دون أن أخسر حاضري!"
شدتْ عِناقَها حوله وهي شاردةً تستمع لما يقول ولدها بصدمه، هي رأت كم تعذب جينكي وترك العالم واٌنحسَرَ بنفسه وبذكرياته، ورأتْ تلك الأيام المؤلمة عندما كان يسجن نفسه خلف قفل باب غرفته منعزلاً تاركاً والدتَهُ تبكي، وهو يحاول بذلَ جهده المستميت، حتى يُنهي اللعبه التي تركتها له مالكةُ قلبِهُ كما أسماها!

أكمل جونغ مين "يومها أخبرتُ الأستاذ كيم، ولكني أقسم بأني لم أق.." قاطع كلام جونغ مين صوت جينكي الهامس قائلاً "جونغ مين.. انتَ أخبرتَ الاستاذ كيم؟" إبتعد جونغ مين سريعاً عن والدته وحدق بصديقه الذي باتَ الألم يتصاعد على وجهه والصدمه تخللت بين بناتِ شُفته، ليرتجف جونغ مين محاولاً أن يجيب "لا.. لم.. أنا..." قاطعه جينكي مجدداً "لما فعلتَ ذلك؟ أخبرتُك أنها وثقتْ بي وأنا قررتُ إخفاء سرها خلف أبوابَ روحي.. وأنا وثقتُ بكَ وسلمتُك مفاتيحَ وجداني دون تردد!"
حاول جونغ مين الوقوف لكنه فشل، فأجاب بوجع يُبكي الصخرَ "أنا لم أقصد أن يحدث ما حدث يومها.." لم يستطع جينكي سماع ما يقوله خليلهُ، خصيصاً بعد أن زحف الحزن الى قلبه وإنكسرَ خاطره، لهذا أدار ظهره لصديقه وسَمَح لمُقلتيه بذرفِ الدموع، مما جعلَ جونغ مين يصمت بينما دموعه تصرخ، ليقول جينكي بوصبٍ "للمرةِ الأولى، والمرةِ الأكثر إيلاماً.. لقد جعلتني يا صديقي أندمُ على إخبارك!" ثم خرجَ من الغرفه، عائداً أدراجه نحو منزله ،تاركاً جونغ مين يشهق ويبكي!

الورده الزرقاء!Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang