الفصل السابع عشر: عنقاءَ مغروره!

102 12 47
                                    

أستيقظ بين أنقاض أفكاري، أتراكمُ فوق غبارِ مشاعري، أسيرُ فوق زجاجِ ذكرياتي، تاركاً زمني خلفي يمضي!
مَنْ ذاك الغريب الذي آراه بإنعكاس مرآة آكاذيب الواقع؟ من أنا؟ لم أعد أعرفُ نفسي!

شعرَ بعينيّه تخونه، وتجعله يرى ما يُريحَهُ وتوهمه أن ما يراه رسالةً من محبوبته!
لهذا خرجَ من اللعبه وأعاد الدخول ليتفحص الرسائل بينه وبين وردتِهُ الزرقاء، ليجد الرساله نفسها..

الوردة الزرقاء: 'هل أنت على ما يرام؟'

أونيو: 'هل أنا أحلم؟ هل حقاً راسلتِني قلقةً على حالي؟'

إنتظرَ ردها بنفاذ صبرٍ وهو يُفرقِعُ أصابعِهِ بتوترٍ، ليصله الرّدَ

الوردة الزرقاء: 'وما الغريب بذلك؟ ألا يمكنني؟'

أونيو: 'بلا يُمكنُكِ، لا تعلمينَ كم أن هذه البضع كلماتٍ جعلتني سعيداً!'

جلس بلهفةٍ وهو ينتظر جوابها، بينما على الضفةِ الآخر من نهرِ هذه المحادثه، كانت دو مي تكتب سريعاً تدبُ مشاعرها غير المفهومه، التي راودتها فجأةً بسبب غيابه غير المتوقع
'عادةً سأجدُ منك كمًّا هائلاً من الرسائل، ولكنكَ جعلتني قلقةً بصمتكَ بعد أن قبلتُ صداقتكَ، رغم إصرارك وإلحاحك المزعج، خفتُ أن تكون كغيرك وتتركني بعد أن جعلتني أشعر بشيءٍ غريبٍ إتجاهكَ وتعلقتُ بأحاديثكَ و...!'

توقفتْ دو مي عن الكتابه فجأةً، وحدقتْ بما تخطهُ مشاعرها بحانةِ الكتابةِ، لتشعر برئتيها تنقبض، هي سمحتْ لنفسها بالتعلق بهذا الشخصِ سريعاً، او لتكن أكثر تحديداً، روحها جعلتها تتوقُ لهذا المجهول!
مسحتْ دو مي ما كان مكتوباً سريعاً، ويديها ترتجف، هي لن تسمح لنفسها بحُبِ البشر مجدداً، لن تقع بفخٍ، الهروب منه شبه مستحيل، يكفيها جهازها المحمول وغرفتها القارصه الصغيره، لا تحتاج المزيد!

ببروده خطتْ بضعةَ أحرفٍ، وأرسلتها، ثم تركت جهازها وصعدت فوق سريرها تُحدق بالسقف..

الوردة الزرقاء: 'حسناً..'

إستقبل الرسالةِ ليشعر كم أن تلك الحروف متجمدةً، أطفأت نار حماسه التي اشتعلت ببضع كلماتٍ، بسهوله!
دخل الى برنامج القرصنه متمنياً أن دو مي تركت جهازها مفتوحاً، ليسترق النظر اليها ويُريحَ قلبه بمرآها..
وكالعادة وجده مفتوحاً، ليجلس هناك ينظر الى حبيبته المستلقيه فوق سريرها دون حراكٍ، تنظر الى السقفِ!

الورده الزرقاء!Where stories live. Discover now