الفصل التاسع عشر: سجونٍ وهميّةٍ!

82 8 105
                                    

لقد عشتُ خلف الظلام، عشتُ في سجونٍ وهميّةٍ خانقه، صُنعتْ خصيصاً لعذابي..
إلتهمني بحرُ الألم وقذفني بين أمواجه العاتيه، لأغرق بأعماقِ أحزاني..
العيون تمطرُ ذكريات، والقلب يأبى الإستسلام.. كيف يمكنني الهرب من جحيمِ هذا الفؤاد؟ كيف..؟

كانت يديه ترتجف وهو يطبع كلماته سريعاً ويرسل رسائل بشكلٍ متواصل، بينما دموعه تجمعت بعينيه تحرقها

أونيو: 'انا هنا، لا تفعلي شيئاً قد يؤذيكِ..!'

- قُرأ

أونيو: 'أرجوكِ أجيبني، أنا لم أفعل شيئاً لأذية نفسي..'

- قُرأ

أونيو: 'أرجوكِ أجيبي.. أرجوكِ...'

- قُرأ

هو كان خائفاً، لا يقوى ان يعود الى برنامج القرصنه ويرى اذا ما كانت بخير او لا، فقط جلس هناك عاقداً اصابعه ببعضها يُصلي أن تجيبه وتريحهُ من عصفِ الألم الذي أنهكَ جسده رُعباً.. بينما صديقه يُحدق به قلقاً، يدعي أن تكون دو مي بخير ولا تتهور، وإلا جينكي سيفقد نفسه اذا ما فعلتْ!

مرت دقيقه، اثنتين وثلاث.. وعشر لكن لا جواب، ليزداد الخوفَ بطيّات جسده الذي باتَت أطرافه ترتجف لهولِ الأفكار المخيفه التي تدور برأسه، ليسمع صوت صديقه يقول "جينكي، فقط تأكد بأنها بخير، وإلا أضعناها..."

إرتجف بدنه وإقشعر لتخيّله ما قد تراه عيناه ما إذا فتح البرنامج، ليأخذ نفساً عميقاً شعر به كنارٍ تتمركز برئتيّه وينقر بتردد زرَّ فتح الكاميرا بحاسوب دو مي، ليشهق عندما وجدها أمامه جالسةً، تُحدق بحاسوبها بعينينِ متعبةٍ ترتجف ودموعٍ لا تنضب، تُلطخ وجهها الجميل..

—> دو مي بوڤ

"أمي.. آسفه، انا لم أعد فتاتكِ القويه.. حقيقةً، لم أكن يوماً قويةً، والآن تعبتُ التمثيلَ، تعبتُ الهروب من هذه الآلام التي تنخرُ ذكرياتي وتسكن فؤادي.. إنهارت تلك الجبروت التي كانت صامدةً بكِ ومن أجلكِ.. ذاك الفتى الذي عرفته ليومين إستطاع أن يتربع فوق عرشِ الحب بقلبي، لكنَّه إنتشل القوةَ من جذور وجداني، حطّمَ أسوار الثقة وسمح لليأس بأن ينهب مملكة حبي ويسلمَ روحكما للموتِ.. وأنا.. أنا حاولت النزوحَ لمناطقٍ نائيةٍ، محاولةً كسرِ قيودِ الوقت وتركِ الماضي بين طيات النسيان، مقتتُ البشرَ وسجنتُ نفسي داخل هذه الغرفةَ محاولةً التحرر من كل شيء.. وفشلت!"

الورده الزرقاء!Where stories live. Discover now