الفصل العاشر: غبار الذكريات!

130 19 125
                                    

ولا زال غبار الذكرياتِ منثوراً برئتيّ، مسيطراً على حاضري.. كنور القمر، واضحاً رغم الظلام الذي يحيطه!

جالساً أمام حاسوبه، ما زال متردداً ما إذا يُكمل فعلته ام لا، لكن فضوله يقتله، اذا كانت دو مي هي الوردة الزرقاء، فإذاً هو وجدها، وسيحاول الحصول على قلبها، او على الأقل سيمتلك الفرصه ليفهم لما هي إختفت، ما هي احوالها؟ هل لا زال والدها عنيفاً أم لانَ قلبه؟ والأهم، لما تكرهه وماذا حدث ذاك اليوم؟!

دقت الساعه الواحده بعد منتصف الليل، نبضه يتسارع، وتنفسه يضيق مع كل ثانيه تمر، هو قلقٌ من أنه يتعدى على خصوصيات فتاةٍ، حتى لو كانت دو مي، هو قلقٌ انها لن تتذكره حتى، وإذا علمت من هو، قد تُغلق جميع أبواب آماله دون تردد!
"حسناً لي جينكي، إفعلها بسرعه وبعدها إنسحب، لا يهم من تظهر أمامك، لا تشعر بالإحباط.. حتى لو لم تكن دو مي!" كلَّمَ نفسه وهو يقوم بتشغيل الكاميرا الخاصه بحاسوب دو مي "أرجو أن تكون قد نسته مفتوحاً لأراها.."
ثواني لتعمل الكاميرا وتتوضح الصوره امام ناظريه، كان الظلام مسيطراً بالغرفه، نورُ البرقِ كان خافتًا، يتسلل من بين طيات الستائر التي ترتعد من دوي الرعدِ، غرفةً بيضاء، صورتين معلقتين على الحائط وبينهما عُلِقَ شيءٌ ما، كان من الصعب عليه رؤيته.. وسريرٌ دون غطاء وحيداً لا أحد فوقه!

بحث بعينيه عن الفتاة، لكنه لم يجد لها أثر، ليلعن تحت أنفاسه مهسهساً "أين من الممكن أن تكوني بهذه الساعه، دو مي؟"
شعرَ بحركةٍ خفيفه بالغرفه، وجسدٌ هزيل إقترب من الصور المعلقه، شعرٌ أسود يصل الى أسفل ظهرها، ملابسٌ خفيفه رُغمِ البروده التي تطغي على الجو خارجاً، بخطواتٍ متثاقله تقدمت نحو تلك الصورتين، تحدق بصورة والدتها، وجسدها يرتعد كلما ضربَ الرعدُ وصرخ..
مسحت دموعها التي سقطت، وهذا كان واضحاً لجينكي، ليزداد فضوله، هو يريد أن يرى وجهها، يجب عليه أن يتأكد بأنها محبوبته!

كانت تلمس الصورتين ودموعها لا تتوقف، لتركع على الأرض تتمنى أن تنتهي حياتها في هذه اللحظه، وقد شعرت بصدرها يضيق، وتنفسها أصبح صعباً يأبى الخروج، لتهمس بضعف "لي جينكي.."
تسربَ ذاك الصوت لأذني جينكي لترتعد أوصاله جميعها، ذاك الصوت، ذاك الصوت هو صوت الفتاة التي يعشقها، ذاك الصوت الذي إستطاع إحتلال كيانه، يناديه بضعف.. ومن دون سابق إنذار تجمعت دموعه بعينيه ليجيب بهمس مؤلم "نعم.. أنا هنا، بجانبك!"

رآها تقف بسرعه لتمسك ما كان معلق بين صورتي والديها لتصرخ بألم وهي تعصره بين يديها "لي جينكي.. انا أكرهك.." ثم رمته بعيداً، ليتوضح لجينكي ما بين يديها ليهمس "تلك السلسله!" شعرَ بغصةٍ تتعلق بحلقه، وهو يسمعها تردد كلمة أكرهك من بين شفتيها بصوتها المهزوز.. ليُغلق حاسوبه بقهر، ويتكئ على أريكته بعنف، يحدق بالسقف وقد جال بذكرياته لليوم الأخير الذي رأها فيه قبل ستة أعوام!

الورده الزرقاء!Where stories live. Discover now