الفصل الرابع عشر: صورٌ متلاشيه!

183 18 220
                                    

تلك الصور المتلاشيه التي تأبى تركَ مكانها من بين أضلعي، لمؤلمه!
تلك الأصوات التي لا زالت تصرخ بمسامعي، لمؤذيه!
وذاك الحب الذي سيطر، وتلك المشاعر التي هيمنت، وأنتَ.. لهم لمستسلمه!

فتحت عينيها بتعب، هي لم تنم، فقط اغمضت عينيها للحظاتٍ لتخفف من الحرقةِ التي تأكلهما، حمروين منتفختين، حدقت بالسقف تفكر كيف انها وافقت على صداقةِ شخصٍ لا تعلم اسمه الحقيقي حتى، لكنها لم تستطع تقبُل فكرة كسرِ قلبِ شخصٍ قد يكون بنفس حالتها، فهي الأكثرَ علمٍ بمقدار ذاك الألَمِ!

وصلتها رسالةً على بريدها الالكتروني من الشركة تطلب منها أن تقوم بإعادة برمجة لعبةٍ ما ستطلق بالأسواق قريباً وقد عجز المبرمجون بالشركه إيجاد المشكلة بالبرنامج!
وقفت بخطواتٍ متثاقله وجلست أمام الحاسوب، أجل لا شيء يشغل وقتها سوى هذا العمل..

بينما على الجهة الأخرى، جلسَ حالماً يحدق بالأفق والبسمة ترقصُ بفرحٍ فوق شفتيه، وصديقه مقابلهُ، يعجز عن إيجادِ الكلمات لوصف حالة صاحبه الذي يبدو أنه جُنَّ!
تأفف بنفاذ صبر قائلاً "لي جينكي.. هلا تكرمتَ وفتحتَ فمك ذاك لتخبرني سبباً لكل هذه السعاده المُفاجئه؟ فكما أذكر، تركتكَ البارحه تندُبَ وتلعنَ، لأستيقظ وأجدك كالفراشةِ تستقبل الربيع بين جناحيها!"

قهقه جينكي بخفوت، هو نفسه لم يكن يعلم ان الشمس ستشرق مع أملٍ جديدٍ له، كلمتين فقط، جعلته يشعر انه هيمن على الدنيا وما فيها!
همس جينكي "البارحه.." نظر له جونغ مين مستفسراً ليكمل "لا ليس البارحه، قبل ساعاتٍ قليله، كدتُ أتحطم وتتبعثر شضايا روحي بين أفق الذكريات.. لكن.." إبتسم بحبٍ وأكمل بصوتٍ عالٍ تخزنتْ الفرحه بين موجاته "لكنها أجابت وقَبِلَتْ صداقتي.. سونغ جونغ مين، لقد وافقت ان تتكلم معي حتى دون ان تعرف من أنا!" قفز جينكي على صديقه يضمه، بينما الآخر لم يبادله هو فقط سَرَحَ بتفكيره عميقاً، يأكله الندم!

—> جونغ مين بوڤ:

تجمدتْ أطرافي وهو يبثُ كل تلك السعادةِ، لم أرى بسمته ولم اسمع ضحكته هذه منذ الأزلِ حتى أني عجزتُ عن سؤاله عمّا حدث بالتفصيل، إنقبض قلبي وخفق بألم، لو لم أكن أحمقاً لما آلتْ الأمور لهذا الحدِّ منذ البداية، ولربما إختلفت الاوضاع ولكانت دو مي بين ذراعيّه يغدقها بكل هذا الحبِ المكتوم بقلبه، المحفور بإسمها وبها فقط!

إبتعد جينكي عني ونظر نحوي سائلاً بتردد "ألست سعيداً لأجلي جونغ مين؟" حدقت بعينيه أكاد أنفجر بكائاً، لكني إزدردتُ ريقي بصعوبه أحبس دموعي، لأجيب بصوت مبحوحاً يكشف ما أحاول سجنه "وكيف لي أن لا أكون سعيداً؟" وسريعاً خانتني دمعه لأتملص قائلاً "أترى سعيداً لدرجة البكاء!" جينكي سيكتشف أني أكذب سريعاً، فهو أكثر الناس معرفةً بقراءة ما يجول بخاطري!

الورده الزرقاء!Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora