الفصل الحادي عشر: كفراشةٍ أسيره

143 20 101
                                    

أحومُ حول ذكرياتكَ، كفراشةٍ أسيرةٍ بين مخالبِ ضوءِ مصباحٍ في شارعٍ مجهول، مهما حاولتْ الهروب، يأسرها جماله!

فتح عينيه بتثاقل، جلس ببطئ وهو يشعر بالألم يفتك برأسه، صعُبَت عليه الرؤيه قليلاً بالبدايه، ليفرك مقلتيه بعنف، وعندما أصبحت رؤيته اكثر وضوحاً وجد صديقه جالساً أمامه يضع رجلاً فوق رجل، وينظر نحوه بتأنيب، ليسأله جينكي بإختصار بسبب شعوره بوجعٍ حارق بأحباله الصوتيه "ماذا بكَ..؟" ليتنهد جونغ مين بغضب ويجيب سؤال جينكي بسؤال "هل لا زلت تشرب ذاك السُم بهذا اليوم كل سنه، رُغمَ ضعفك للكحول؟"
لم يستطع الأجابه بسبب ألمه، لهذا أمسكَ جينكي رأسه يضغط عليه بقوه، وهذا جعل جونغ مين يقف سريعاً ويمرر له صحن الحساء الذي حضّره له مسبقاً، ليجلس بجانبه ويرفع الملعقه التي ملأها بالطعام أمام فم جينكي، لينظر الآخر لصديقه وعينيه إمتلأت بالدموع، هو كان سيموت منذ زمنٍ بعيد لولا وجود صديقه حوله!

تناول كل ما وضعه صديقه بصحنه، رُغم انه يشعر بسكاكين حاده تخترق حنجرته، هو بكى كثيراً البارحه، ويبدو أنه صرخ كثيراً وأنّبَ نفسه عندما ثمل لشدة وصبَ قلبه الذي إحتله بعنف وبلا رحمه، لكنه أراد أن يُرضي صاحبه ويتناول الطعام على الأقل!
وعندما إنتهى، شَعَرَ بجونغ مين يحشر كبسولة دواء بفمه وهو يقول "هذا مُسكن آلام، أعلم أنك تشعر برأسك يكاد ينفجر الآن، سيساعد بتقليل ألم رأسك على الأقل!"
إبتلعها جينكي مع قليلٍ من الماء ثم جلس يحدق بصديقه، ينتظر منه أن يبدأ الكلام، لأنه يعلم أنه لو فتح فمه وبدأ بالكلام عمّا حدث البارحه، فهو سينفجر بكاءً بالتأكيد..

تمتم جونغ مين بحِنق "أنا أعلم السبب الذي جعلك تثمل هكذا.. جونغ دو مي... مجدداً.. أليس كذلك؟" نظر جينكي لصديقه الذي ارتسم الحزن بملامحه ليكمل جونغ مين بصوتٍ مهزوز "آسف جينكي، لأنني لا أقوى على مساعدتك..!"
إقترب جينكي من صديقه ولف ذراعه حول كتفه وأجاب "وجودك يكفي صديقي، لولاك لما كنت هنا اليوم.."
إبتسم جونغ مين وحاول تغيير الموضوع، ليقف مقترباً من حاسوب جينكي ويفتحه قائلاً "إذاً لنلعب قلي.. لاً..." خُرست كلماته عندما رأى وجه دو مي أمامه، جالسةً تحدق بحاسوبها دون حركه، ليلتفت نحو جينكي صارخاً "وجدتها؟ انتظر... متى.. كيف.. ولماذا الآن؟"

أخذ جينكي نفساً عميقاً وهسهس بغضب تحت أنفاسه هامساً "اللعنه لما نسيت إقفال برنامج القرصنه.." وقف جونغ مين بغضب يحدق بصديقه ليسأله مجدداً مشدداً على كل كلمةٍ ينطقها "كيف..؟ ومتى؟"
تنهد جينكي وجلس ليقترب صديقه ويجلس بجانبه، ليلح جونغ مين "أخبرني.."
إستسلم جينكي وبدأ بقص ما حدث لصديقه، وانهى حديثه قائلاً "ترددت بإخبارك، لأني خفت من ردة فعلك وغضبك بسبب هذا الموضوع.. فأنا أعلم أنك تمقت فكرة مكوث وجداني بذاك الماضي، لكني لا أستطيع الهروب من زنزانة تلك الأيام.."
لم يجب الآخر وأعاد نظره لشاشة حاسوب صديقه ورأى دو مي لا زالت مكانها لا تتحرك، وجهها مكفهراً اصفر، عينيها اكتسبت لوناً أحمر، متورمةً من كثرة البكاء، حال صديقه لم يكن أصعب من حالها وهذا جعل قلب جونغ مين يأسف على ما قاله عنها، يبدو ان حياتها لا زالت عالقةً بالماضي، لا بل سجينةً هناك!!

الورده الزرقاء!Where stories live. Discover now