الفصل الواحد والعشرون

23.5K 588 7
                                    

كان العجوز يجلس بكرسيه المتحرك أمام النافذة الكبيرة التي تطل على بوابة القصر الضخمه يطالع أزهار الحديقة التي بدأت تتمايل شيئا فشيئا وكأنها فتيات جميلات تتراقص في زفاف أحدهم ، تنهد بقلة حيلة وهو يوشك على جر كرسيه المتحرك رغبة منه في الذهاب لغرفته لأداء صلاة الظهر عندما لفت أنظاره سيارة الأجرة التي توقفت أمام بوابة القصر ، دقق النظر جيدا ليرى حفيده ( معتصم ) يترجل من السيارة لتسبقه هي بطلتها الساحرة التي تخطف الأنظار ، ابتلع ريقه بصدمه وهو يراها تقف تطالع القصر من أمامها  تتفحصه بعينيها الجميلة ،
أقسم بأنها ترى الأن بعينيها الجميلة كما كانت بالسابق !
يا الله لم يتمالك نفسه لتنهمر الدموع من عينيه بقوة كبيرة ، وسرعان ما وضع يديه الاثنتين يتمسك بيدي الكرسي رغبه منه في النهوض والإسراع إليها ومعانقتها بقوة ، قوة لا حدود لها ..
ولكن للأسف فقد خانته قدماه الضعيفتين ليسقط على أرضية المكان بقسوة ..
في حين كانت السيدة مريم تخرج من المطبخ برفقة ابنتها زينة لتشهق بجزع وهي تراه على تلك الحالة لتتعالى الصيحات خوفا عليه ويسرعان ناحيته يساعدانه على النهوض ..

في نفس التوقيت أسرعت حياة برفقة معتصم للداخل عندما سمعا ذلك الصراخ ، دخلت حياة ترفع طرف فستانها وهي تضع يدها على قلبها بألم
فقد شعرت بجدها بقوة !

هتفت وهي تقف أمامهم بجزع وخوف :
" جدو ! "

وجهت السيدة مريم وزينه أنظارهم ناحيتها بصدمة من وجودها هنا الأن ، فقد أخبرهم معتصم بأنهم قادمون بالغد وليس اليوم !
في حين دق قلب العجوز وهو يحول أنظاره ناحية حفيدته الغالية ، مد يداه الضعيفتين ناحيتها يهتف بدموع :
" تعالي لحضن جدو يا حبيبتي "

وبسرعة لبت النداء لتسرع ناحيته ترتمي بأحضانه تتشبث به بقوة كبيرة ، هتفت بدموع وهي ترفع رأسها تطالعه :
" ياااااه يا جدو ، وحشتني اووووي ، لسه زي ما انت قوي وصلب ، حبيبي إلي بيقويني "

مسح دموعها بطرف يديه المجعدتين ليهتف لبكاء مختلط ببعض الضحكات :
" دلوقتي لو هموت ، هموت وأنا مرتاح يا حياة ، الحمدلله إنه أكرمك ورجعتي تشوفي تاني "

وضعت يدها على فمه تهتف بغضب بسيط :
" بعد الشر عنك يا قلبي ، هتفرح فيا وتشوف ولادي وولاد ولادي ان شاء الله "

ليضمها لصدره مرة أخرى بحنان كبير !

في حين تقدم معتصم يقف بجانب والدته وشقيقته يطالعانهما ببعض الدموع ..

في ذلك الوقت دخل السيد أحمد برفقة شقيقته عائشة وابنها عمار ليشاهدون حياة تجلس بداخل أحضان جدها بسعادة ، تقدم أحمد ناحيتها ليقف أمامها ، هتف لها بحنيه بالغة :
" حياة ! وحشتيني يا بنتي "

عمياء هزت عرش العشق Where stories live. Discover now