الفصل الرابع عشر

25.7K 750 14
                                    

بدأت أنفاسها تضيق شيئا فشيئا نتيجة بكائها الشديد بعد أن نزلت قطرات الدموع من عينيها كأنها شلالات غزيرة لتمتزج بلون الكحل الذي يزيين عينيها السوداء ، أغمضت عينيها بقوة وألم جارف ، بدأ طفلها الصغير يبكي نتيجة الدموع التي لامست بشرته الرقيقه ، قربته من صدرها تلتمس الأمان منه وليس العكس ، هتفت بجرح امرأة تحادث طفلها :
" باباك خاني يا حبيبي "

وما أشد وأصعب الخيانة حينما تأتي من حبيب ظنت بأنها المرأة الوحيدة التي إستطاعت ان تستحوذ على قلبه وتسكن جسده ...... !

في حين شعر معتصم بتأنيب الضمير لحال تلك المسكينة التي مجرد ما أخبرها عن ما فعلة زوجها المدعو عز لحبيبته حياة حتى رأى نفس نظرة الإنكسار التي رأها من عيني حياة ليلة زفافهم ...
هتف لها بإعتذار واضح :
" أنا متأسف يا مدام ، بس انتي لازم تعرفي جوزك عمل ايه علشان تساعديني "

طالعته بنظرات مجروحه بعد أن كفكفت دموعها بضعف ، هتفت له بإنكسار :
" بس هو بحبني ازااااي يعمل كده ؟ "

زفر بقلة حيلة لا يدري ما يقول
في حين حسمت أمرها الأن ، فالموضوع أصبح يلامس كرامتها ، كيانها ، وجودها ....
وكذلك  أنوثتها التي جرحت جرح لا يمكن دفنه .......... !!

نهضت ترفع رأسها بكبريا خلفه قلب تحطم بقوة ، طالعته بنظرات جاده تهتف :
" أنا ممكن أساعدك إنك توصل لحبيبتك "

نهض بدوره يشعر بسعادة غامرة ، هتف بإمتنان :
" إزاي ؟"

سارت خطوات تعطيه ظهرها لتهتف بجرح غامر :
" أنا اعرف عز هيكون مخبي حياة فين .....! "

*********************
صعد سيارته يشعر بقلبه يقفز فرحا بعد أن أقترب في رؤية حياة التي جعلت حياته سوداء بغيابها ، قبض سلاحه يضعه أمامه بمقدمة السيارة بغل،  فالأن قد حان وقت محاسبة ذلك المدعو عز الدين ...
في حين جلست بدورها بجانبه بقلب يرتجف ألما لما سترى هناك في ذلك البيت الذي جمع ذكريات حب وعشق بينها وبين زوجها ( عز الدين ) ، أدارت وجهها ناحية معتصم تهتف بقوة :
" هتعمل ايه بعز ؟ "

أجابها وما زالت عيناها على الطريق أمامه :
" قولي ايه إلي مش هعمله فيه ، جوزك تعدى على خطوطي الحمرا يا مدام زينب ، وحياة خط أحمر عريض ممنوع حد يقرب منها "

إبتلعت ريقها بخوف ، فالقلب الأحمق ما زال يحبه بل يعشقه بالرغم من خيانته لها ، هتفت بترجي :
" متقتلوش يا معتصم ، انت بتحب وعارف يعني ايه ممكن تكون خسارة إلي بتحبه "

طالعها بنظرات قوية ليرى فيض الدمع ينهمر من عينيها ، ليدير وجهه ناحية الطريق من جديد يسابق الزمن للوصول لحياته ..... !!

**********************
في نفس التوقيت كان عز الدين قد طلب من رجاله بتقييد عاصم حتى يبت في أمره لاحقا ...
ليتم وضعه في غرفة جانبية من غرب ذلك البيت ..

عمياء هزت عرش العشق Where stories live. Discover now