الفصل الثاني عشر

25.5K 699 11
                                    

( اخرج أيها القلب من بين ضلوعي ...
اذهب للحبيب أخبره بأنني أتألم الآن ..
اذهب يا قلبي وعد ممسكا بقلب حبيبي بيدك ..
أجعلني سعيدة وأنا أراك عائدا تقبل نصفك الأخر ..
ليتك يا قلبه الأن تعانقني ، تقبلني قبلة الحياة التي من شأنها أن تخرجني من الظلام الذي يحاوطني الأن ...
لقد أمنت بأن قلبينا محرم عليهما الفراق ..
أمنت يا حبيبي ..
تعال ضمني لضلوعك أشعرني بالطمأنينة التي باتت بعيدة وانت غائب ..
أحتاجك بشدة في ظلامي يا من نسجت خيوط الشعر كلماتها لأجله ..
لا تتأخر ف أنا أنتظرك ..
أنتظر ........... وليس لي غير ذلك ..... )) !!

سهام نارية بدأت تغرز بقلبه الآن بشدة لدرجة أنه كان على وشك الوقوع وهو يحمل شقيقته التي تنزف دما عندما خرج من السيارة يسابق الريح ليتجمع عليه الأطباء يلتقطونها من بين يديه برفق شديد ..

هتف أحد الأطباء  بعد أن أشار للباقي بالإسراع لأدخالها لغرفة العمليات بعد أن تحول وجهها للون الأزرق قائلا :
" البنت بتنزف جامد ووضعها باين صعب،  حضرو الغرفة بسرعة ، مفيش وقت ...  "

ابتلع معتصم ريقه بألم وهو يجلس على ركبتيه أمام باب غرفة العمليات ، بدأت دموعه تهبط بقوة على شقيقته ، كيف لا وهو يعتبرها ابنته ، وضع يديه على رأسه بتعب ، هتف من بين ألمه قائلا :
" يارب كون معاها ورجعها سالمة "

أمن على كلماته تلك وهو لا زال يشعر بقلبه يؤلمه بشدة ... وبشدة كبيرة !!

سرعان ما وصل أفراد العائلة واحدا تلو الأخر في مقدمتهم السيد ( أمين ) ، ذلك العجوز الذي بدأت العواصف تتقاذفه بشدة في الآونة الأخيرة ، بداية بفقدان ابنه وزوجته ، وبعدها قصة حياة ومعتصم
والأن انتحار ابنة ابنه التي يبدو بأن وضعها خطير للغاية ، سار بخطواته يتكأ على عصاه الخشبية حتى وصل أمام معتصم ، هتف بصوت متعب قائلا :
" أخبارها ايه يا معتصم ؟ "

رفع معتصم أنظاره ناحية جده ليرى نظرة الإنكسار تظهر بوضح من عيني جده !!
يا لها من نظرة زلزلت كيان معتصم الأن وجعلته يشعر ببعض الضعف ...
جده ذلك الرجل الذي يستمد منه القوة والشجاعة الأن عصف به الضعف واليأس !!

نهض معتصم من مكانه يطلب الشجاعة الأن أن تظهر ، فيجب عليه أن يكون قويا أمام عائلته حتى لا ينهار أحد منهم ...

هتف لجده وهو يحاوطه بيده قائلا :
" أهدى يا جدي واتكل على ربنا ، زينة ان شاء الله هتخف وترجع أقوى من الأول "

في حين احتضن أحمد زوجته بحنان التي انهارت باكية على فلذة كبدها وهي تدعو الله مرارا وتكرارا أن يرجعها لأحضانها سالمة ....

بالنسبة لعمار فقد وصل بعد معتصم بعدة دقائق ليقف أمام الباب يضع يده عليه وكأنه يضعها على جبين حبيبته الأن ، هتف بدموع وكأنه يحادثها قائلا :
" حبيبتي ، ارجعيلي سالمة علشان نتجوز وتكوني بحضني طول الوقت "

عمياء هزت عرش العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن