بدأت أصوات الأذان لصلاة الفجر تتسرب لداخل أذانها بنعومة رقيقة ، فتحت عينيها الخضراء ببعض التعب وهي تشعر بصداع خفيف يضرب رأسها ، إعتدلت في جلستها وهي تحرك يديها تعدل من شعرها الذي تناثر على وجهها ملتصقا به بسبب نومتها تلك ، أحست بأنفاس بجانبها على السرير ، ابتسمت بخفه فهي تعرف أنفاس زوجة عمها وخالتها ( مريم ) ، تلك المرأة الحنون التي تلقفتها بذراعيها بحنان بعد وفاة والديها رغبه منها في تعويضها بعض الحنان الذي افتقدته ... !!
حركت يديها تتحسس على وجه خالتها بحنيه ، تحركت السيدة مريم بدورها بتململ ، فتحت عينيها لتقابل عيني حياة الخضراء بدفىء ، هتفت لها ببعض الخوف وهي تعتدل في جلستها :
" حياة ! خير يا حبيبتي انتي تعبانه ؟
فيكي حاجة ؟ "ابتسمت حياة قائله :
" متخافيش يا خالتو ، أنا كويسة ، بس الفجر أذن "ضربت مريم على رأسها بخفه تهتف :
" تصدقي أول مرة مش بسمعه "أجابتها حياة قائلة :
" تقدري يا خالتو تروحي ترتاحي في اوضتك انا كويسة الحمدلله "نهضت مريم من مكانها قائله وهي تمسك بيد حياة :
" قومي أساعدك تتوضي الأول "سحبت حياة يدها ببعض العتاب قائله :
" أنا بعرف أخدم نفسي بنفسي يا خالتو ، انا بشوف بقلبي و ربنا مساعدني الحمدلله "ابتسمت مريم بتوتر قائله :
" والله مش قصدي حاجة يا حبيبتي "نهضت حياة بدورها تمد يدها ناحية خالتها وهي تقترب منها تطبع قبلة على جبينها لتهتف :
" عارفة يا حبيبتي "انسحبت بعدها السيدة مريم ناحية غرفتها وهي تمسح بعض الدموع التي سقطت شفقه على تلك الفتاة ... !
في نفس الوقت كان يقف ينتظر خروج والدته بأي وقت بالخارج يتخفى خلف ذلك العامود الذي يتوسط رواق القصر ، شاهد والدته تخرج تتجه ناحية غرفتها تغلق الباب خلفها وهي تمسح دموعها ، تنهد براحة ليخرج من خلف العامود يسير ناحية غرفة حياة .... !!
*********************
وقف على سجادة الصلاة بين يدي بارئه يرفع يديه ناحية السماء حيث رب الكون العالي في عرشه يستمع لتضرعات عبده المحتاج ، نزلت دموعه على وجه تنزلق بشدة بين تجاعيد وجه الذي بلغ الكبر منه مبلغه !! همس بصوت دافىء ممتزج بدموعه :
" ياا رب ، اشفي حياة ورجعلها بصرها يا رب ، انت القادر يا قادر ، اشفي انت الشافي المعافي يا الله ، ريح بالها وبالي ، دي بنت يتيمه واليتيم ليه منزله كبيرة عندك يا عالي في سماك "إختنقت العبرات في حلقه تمنعه من المتابعة ليخفض يديه بضعف ، جلس على سجادة الصلاة فقدميه لم تعودان تحملانه أكثر ، أخرج من جيبه صورة جمعته بولده الراحل وزوجته ، قبل الصورة ببكاء ، هتف محدثا نفسه :
" الله يرحمك يا عزيزة ، متي وارتحتي ، ربنا راضي عنك إنك مشفتيش ابنك بموت مع مراته وانتي واقفة بتتفرجي عليهم ومش قادرة تعملي حاجة "
YOU ARE READING
عمياء هزت عرش العشق
ChickLitعشقها منذ الطفولة ، أقسم بأنها له وليست لغيره عجزت الكلمات عن وصف جمالها وحسن أخلاق العاشق تمسك بها لأبعد الحدود ولم يهتم بكونها أصبحت عمياء لا ترى !!! ولكن في لحظة غدر سحبته العواصف العاتيه من أحضانها فهل سيكون الفراق ؟ أم للحب بقيه ؟؟؟!