الفصل السابع

30.6K 919 20
                                    

بدأت أصوات الأذان لصلاة الفجر تتسرب لداخل أذانها بنعومة رقيقة ، فتحت عينيها الخضراء ببعض التعب وهي تشعر بصداع خفيف يضرب رأسها ، إعتدلت في جلستها وهي تحرك يديها تعدل من شعرها الذي تناثر على وجهها ملتصقا به بسبب نومتها تلك ، أحست بأنفاس بجانبها على السرير ، ابتسمت بخفه فهي تعرف أنفاس زوجة عمها وخالتها ( مريم ) ، تلك المرأة الحنون التي تلقفتها بذراعيها بحنان بعد وفاة والديها رغبه منها في تعويضها بعض الحنان الذي افتقدته ... !!
حركت يديها تتحسس على وجه خالتها بحنيه ، تحركت السيدة مريم بدورها بتململ ، فتحت عينيها لتقابل عيني حياة الخضراء بدفىء ، هتفت لها ببعض الخوف وهي تعتدل في جلستها :
" حياة ! خير يا حبيبتي انتي تعبانه ؟
فيكي حاجة ؟ "

ابتسمت حياة قائله :
" متخافيش يا خالتو ، أنا كويسة ، بس الفجر أذن "

ضربت مريم على رأسها بخفه تهتف :
" تصدقي أول مرة مش بسمعه "

أجابتها حياة قائلة :
" تقدري يا خالتو تروحي ترتاحي في اوضتك انا كويسة الحمدلله "

نهضت مريم من مكانها قائله وهي تمسك بيد حياة :
" قومي أساعدك تتوضي الأول "

سحبت حياة يدها ببعض العتاب قائله :
" أنا بعرف أخدم نفسي بنفسي يا خالتو ، انا بشوف بقلبي و ربنا مساعدني الحمدلله "

ابتسمت مريم بتوتر قائله :
" والله مش قصدي حاجة يا حبيبتي "

نهضت حياة بدورها تمد يدها ناحية خالتها وهي تقترب منها تطبع قبلة على جبينها لتهتف :
" عارفة يا حبيبتي "

انسحبت بعدها السيدة مريم ناحية غرفتها وهي تمسح بعض الدموع التي سقطت شفقه على تلك الفتاة ... !

في نفس الوقت كان يقف ينتظر خروج والدته بأي وقت بالخارج يتخفى خلف ذلك العامود الذي يتوسط رواق القصر ، شاهد والدته تخرج تتجه ناحية غرفتها تغلق الباب خلفها وهي تمسح دموعها ، تنهد براحة ليخرج من خلف العامود يسير ناحية غرفة حياة .... !!

*********************
وقف على سجادة الصلاة بين يدي بارئه يرفع يديه ناحية السماء حيث رب الكون العالي في عرشه يستمع لتضرعات عبده المحتاج ، نزلت دموعه على وجه تنزلق بشدة بين تجاعيد وجه الذي بلغ الكبر منه مبلغه !! همس بصوت دافىء ممتزج بدموعه :
" ياا رب ، اشفي حياة ورجعلها بصرها يا رب ، انت القادر يا قادر ، اشفي انت الشافي المعافي يا الله ، ريح بالها وبالي ، دي بنت يتيمه واليتيم ليه منزله كبيرة عندك يا عالي في سماك "

إختنقت العبرات في حلقه تمنعه من المتابعة ليخفض يديه بضعف ، جلس على سجادة الصلاة فقدميه لم تعودان تحملانه أكثر ، أخرج من جيبه صورة جمعته بولده الراحل وزوجته ، قبل الصورة ببكاء ، هتف محدثا نفسه :
" الله يرحمك يا عزيزة ، متي وارتحتي ، ربنا راضي عنك إنك مشفتيش ابنك بموت مع مراته وانتي واقفة بتتفرجي عليهم ومش قادرة تعملي حاجة "

عمياء هزت عرش العشق Where stories live. Discover now