البارت الثاني و العشرون

Start from the beginning
                                    

جلس لاي متمالكاً أعصابه متحدثاً بنبرة دبلوماسية متوعداً لفريقه على وضعه في ذلك المأزق

" إنها إحدى خدعه سيدي لا تعطه الفرصة ليتملص منا "

" لست مْن أعطاه الفرصة بل فريقك الغبي لذا تحمل عاقبه الأمر "

أردف السيد نيم بنبرة غاضبة ملتفتاً نحو هاتفه الذي أضاءت شاشته باسم معين فأمسكه قبل أن يشير بيده أن يخرج هونج كي و لاي الذي تضمّنه مع عضويّ فريقه في جملته المتوعدة الأخيرة

" حين يوصلا بالسلامة أريد ثلاثتكم في مكتبي .. فوراً "

.................................................................................................

لم يكن اليوم الثاني من الدورة الرياضية هو الأفضل بالنسبة للفريق الأزرق فالمبارة الأولى كانت تعتمد على التصويب و هي عبارة عن صندوق متوسط الحجم كصناديق البيض بالضبط توضع في المركز بين اربعة لاعبين أي لاعب من كل فريق و معه كرات ككرات البينج بونج ملونة يلقيها أرضاً بقوة لتردّ داخل مكان الصندوق فتشغل حيزاً حتى تنتهي الفراغات و الكرات الأكثر لأي فريق هو الفائز

الأمر لم يكن سهلاً كما يبدو فالفرص تقل مع زيادة عدد اللاعبين خاصة بأن الأماكن الفارغة هي ثلاثون فقط ما إن بدأت المباراة حتى اشتعلت الهتافات التشجيعية و بعدها فاز بيكهيون بإثنى عشر نقطة و في تلك الأثناء كانت روحهم المعنوية مازالت مرتفعة و لم يدم الأمر طويلاً حتى هُزموا بعدها بكل سهولة

فالمباراة التالية كانت دوائر بلاستيكية موضوعة أرضاً علي مسافات متقاربة ولكنها ليست متلاصقة و يجب على الفريق بأكمله المشاركة فكل لاعب سيربط ساقه بساق كلا من اللاعب الأيسر و الأيمن له و يحاولون جميعهم العبور بداخل الدوائر دون أن يسقط أحدهم أو تخرج قدمه عن حدود الدوائر التي تقريباً مساحتها تكفي قدمين لا أكثر

لم يتخيلوا بأنها تحتاج لذلك القدر من التعاون و الحذر بتلك الطريقة فكل حركة بسيطة تؤثر على اتزان الفريق بأكمله و مهما حاول بيكهيون و نامجون إرشادهم و تصحيح تحركاتهم يفشلا فعددهم كبير و وقت المباراة لا يسمح بتضييع أي لحظة فبدأت الفوضى تعم بينهم من سرعة إنتقالهم من دائرة لأخرى حتى كاد جين يسقط لولا جيمين أمسكه في الوقت المناسب و لكن كانت صوت الصفارة قد دوى معلناً خسارتهم للمباراة و حصولهم على المركز الرابع دون أي نقاط

الإحباط كان بادياً على ملامح الفريق على خلاف بيكهيون الذي سار مبتعداً لاعناً اللحظة التي قرر فيها الدخول للمبارات الجماعية وتحمّل الغباء و التقاعس و التردد الذي سيطر عليهم فجأة مؤدياً لخسارتهم بينما تتابعه عدستيّ حبيبته مقررة بأن تتركه يهدأ قليلاً فهو ليس معتاد التعاون و روح الفريق و تناسي أخطاء الأخرين و يجب أن يتعلم بأن كل شئ مكسب و خسارة و يتقبل النتيجة أياً كانت فترويضه على تلك الأشياء الأساسية في عمره الحالي صعباً و لكنه ليس مستحيلاً و ليكن بطريقة غير مباشرة عن طريق المواقف اليومية بدلاً عن الكلمات التي لن يصغى لها

أحببتك أيها المخادعWhere stories live. Discover now